طريق أهل الكمال..التواضع واحتقار النفس..
بيت كنت أسمعه من الشيخ الشنقيطي حفظه الله ووجدت من سبقني في نقل المراد منه وقد تعمدت إدراج قطعة كبيرة من النقل للأهمية..
والنقل للأخ مأمون الخالدي من ملتقى أهل الحديث:
إذا دخل الغرور للشاب الصالح تلف في صلاحه، الغرور لا يدخل في شيء إلا أهلكه، قال بعض السلف: والله ما دخلت مجلساً وأنا أرى نفسي أحقر القوم إلا رفعني الله فكنت أعلاهم، ولا دخلت مجلساً أرى نفسي أعلى القوم إلا جعلني الله أسفلهم.
ولذلك كان من سما ت السلف الصالح رحمهم الله أنهم ما كانوا يغترون، ولذلك تقرأ في قصصهم وتراجمهم، فتجد أن من أبرز الصفات التواضع واحتقارهم لأنفسهم، كان إبراهيم النخعي هو المرجع في الفتوى في الكوفة ، ذلك الإمام الجليل والعابد الصالح، وكان آية في الفقه والفهم، ومع ذلك كان لا يجلس تحت سارية في مجلس بعينها خوف الغرور والشهرة، كان يخاف أن يجلس تحت سارية حتى لا يقصده الناس في ذلك الموضع رحمه الله، وهو إمام جليل ذو قدم راسخة في طاعة الله عز وجل ومرضاته، حتى أثر عنه أنه مكث ثلاثين سنة ما فاتته تكبيرة الإحرام مع الإمام رحمة الله عليه، ومع ذلك يحتقر نفسه هذا الاحتقار.
كان سفيان الثوري رحمه الله وهو من أئمة السلف والمحدثين الأجلاء، إذا جلس في المجلس وهو إمام وأي إمام، صلاح وديانة واستقامة وعفة، كان إذا جلس في المجلس ضم ركبة إلى ركبة، وأدلى بعينيه بين ركبتيه أو على ركبتيه، كأنه من الجلاس فيجلس في أطراف المجلس؛ من التواضع واحتقار النفس.
من كمال الرجل وصلاحه إذا ازداد من الخير لا يغتر بل ينزل إلى الناس.
إن كريم الأصل كالغصن كلما** ازداد من خير تواضع وانحنى
كريم الأصل، من كثرة الخير الموجود فيه يتواضع للناس ولا يغتر، ما يريد من الناس أن تقوم له وتقعد وتبجله، ويأخذ الدنيا كلها سمعةً ورياء، لا، ما يريد هذا، يريد فقط مرضاة الله عز وجل، ثم تجده يتدلى للناس مثل غصن الشجرة إذا جاء الثمر فيه ماذا يفعل؟ كلما ثقلت الثمرة ماذا يفعل الغصن؟ ينزل، وصف الله الجنة فقال: { قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ } [الحاقة:23].
فلذلك هكذا أهل الخير والصلاح، إذا كنت على صلاح واستقامة تواضعت للناس، الشاب الصالح الذي أصلح الله قوله وعمله ليس عنده غرور لا في القول ولا في العمل... هذا شأن أهل الصلاح والفلاح -ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم منهم- فلذلك من طريق الكمال وطريق أهل الكمال احتقار النفس حتى تسمو إلى درجات الرضا.
التشبيه الرائع (4) في:
..التواضع واحتقار النفس..
إن كريم الأصل كالغصن كلما** ازداد من خير تواضع وانحنى
من تشبيهات أهل الحديث..ثياب سابور
وهذا تشبيه أعجبني نقلته من الأخ الفاضل
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الأثرى
ثياب سابور
في موضوعه فوائد .. وفرائد ..وغرائب التقريب (لابن حجر رحمه الله ) في ملتقى اهل الحديث..
كان التشبيه السابق من تشبيهات النحاة وهذا من تشبيهات أهل الحديث رحمهم الله:
(8)
ثياب سابور
" وأما فلان بن فلان فما اشْبَهَ حَدِيثَهُ بِثِيَابِ سَابُور يُرْقَمُ على الثوبِ المئةَ ولَعَلَّ شِرَاءَهُ دُونَ عَشَْرَة "
الجوزجاني (1/164)
الهمَّةُ العاليةُ على الِهمَمِ كالطائرِ العَالي على الطُّيورِ
وهذا تشبيه بديع في نسق رائع يكتب كل حرف منه بماء الذهب..
(11)
الهِمَّةُ العاليَةُ
" علو الهمة أن لا تقف دون الله ولا تتعوض عنه بشيء سواه ولا ترضى بغيره بدلا منه ولا تبيع حظها من الله وقربه والأنس به والفرح والسرور والابتهاج به بشيء من الحظوظ الخسيسة الفانية. فالهمَّةُ العاليةُ على الِهمَمِ كالطائرِ العَالي على الطُّيورِ لا يرضى بمساقطهم ولا تصل إليه الآفات التي تصل إليهم فإن الهمة كلما علت بعدت عن وصول الآفات إليها وكلما نزلت قصدتها الآفات من كل مكان فإن الآفات قواطع وجواذب وهي لا تعلو إلى المكان العالي فتجتذبَ منه وإنما تجتذبُ من المكانِ السافلِ فَعُلُوّ هِمَّةِ المَرْءِ عُنْوَانُ فَلاحِهِ وسُفُولُ هِمَّتِهِ عُنْوَانُ حِرْمَانِه "
مدارج السالكين
فاصل قصير...أهمية العناية بالأمثال والتشبيهات
فاصل قصير
في التأكيد على
أهمية العناية بالأمثال والتشبيهات
***
" إذا جعل الكلامُ مثلاً، كان ذلك؛
أوضحَ للمنطقِ،
وأبيسَ في المعنى،
وآنقَ للسمعِ ،
وأوسعَ لشعوبِ الحديثِ."
***
ابن المقفع
تشابيهُ نافعة وأمثلة ينبغي استحضارها الدعاء..ابن القيم
وهذه تشابيهُ نافعة وأمثلة مفيدة ينبغي استحضارها عند عبادة من أعظم العبادات وهي عبادة الدعاء..
(13)
سلاح المؤمن
" والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء، يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه، أو يخففه إذا نزل.
وهو سلاح المؤمن كما روى الحاكم في صحيحه[السلسلة الضعيفة للألباني 179] من حديث على بن أبي طالب قال: قال رسول الله : (( الدعاء سلاح المؤمن، وعماد الدين، ونور السموات والأرض ))
(14)
لا يكن قوسُكَ رَِخْوا
" وكذلك الدعاء،فإنه من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب.ولكن قد يتخلف عنه أثره؛ إما لضعفه في نفسه..بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان؛ وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء..فيكون بمنزلة القوس الرخو جدا فإن السهم يخرج منه خروجا ضعيفا؛ وإما لحصول المانع من الاجابة..من أكل الحرام والظلم ورين الذنوب على القلوب واستيلاء الغفلة والسهو واللهو وغلبتها عليها ."
(15)
لا يكن حالُك كحالِ هذا الفلاح..
" ومن الآفات التى تمنع ترتب أثر الدعاء عليه: أن يستعجل العبد، ويستبطي الاجابة، فيستحسرَ، ويدَعَ الدعاء. وهو بمنزلة من بذر بَذرا، أو غرس غراسا، فجعل يتعاهده ويسقيه، فلما استبطأ كمالَه وإدراكَه، تركه وأهمله!
أهمية الأدب للعقل ..ومثل ذلك
(16)
الأدب .. والعقل
" للعقول سجيات وغرائز بها تقبل الأدب، وبالأدب تُنَمَّى العقول وتزكو. فكما أن الحبَّة المدفونة في الأرض لا تقدرُ أن تخلعَ يبسها وتظهر قوتها وتطلع فوقَ الأرضِ بزهرتها وريعها ونضرتها ونمائها إلا بمعونةِ الماءِ الذي يغورُ إليها في مستودعِها فيُذهب عنها أذى اليبس والموت ويحدث لها بإذن الله القوة والحياة، فكذلك سليقةُ العقلِ مكنونةٌ في مغرزها من القلب، لا قوة لها ولا حياة بها ولا منفعة عندها حتى يعتملها الأدبُ الذي هو ثمارها وحياتها ولقاحها."
(18) النّيَّةُ لِلْعَمَلِ كَالرُّوحِ لِلْجَسَدْ
(18)
النّيَّةُ لِلْعَمَلِ كَالرُّوحِ لِلْجَسَدْ
" وقول النبي :(( إنما الأعمال بالنيات)):
كلمة جامعة؛ فإن النية للعمل كالروح للجسد،
وإلا فكل واحد من الساجد لله والساجد للشمس والقمر قد وضع جبهته على الأرض،
فصورتهما واحدة، ثم هذا أقرب الخلق إلى الله تعالى وهذا أبعد الخلق عن الله."
ابن تيمية..السياسة الشرعية (79)
http://www.islamweb.net/newlibrary/d...=41&startno=17
(19) تشبيه جميل للعلم وتحصيله..للحازمي
(19)
تشبيه جميل للعلم وتحصيله
((العلمُ أشبَهُ ما يكونُ ببنيانٍ بَنَاهُ أَهْلُ العِلمِ وَوَضَعُوهُ في الكُتُبَ، وَوَضَعُوا لَهُ سُلَّماً،
مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصْعَدَ إِلَى أَعلَى ذَلكَ البَنَاءَ؛ فَحِينَئِذٍ لا بُدَّ أَنْ يَسِيرَ كَمَا سَارُوا، وَأَنْ يَصْعَدَ مَعَ السُلَّمِ الذي وَضَعَهُ أَهْلُ العَلمِ لَهُ ))
أحمد بن عمر الحازمي
شرح الأصول الثلاثة-الدرس الأول(ص4)
http://www.alhazme.net/articles.aspx?article_no=508
(21) - صِبْغَةَ اللَّه..القرطبي
وصلني من أحد الأصدقاء..
(21)
فففصِبْغَةَ اللَّهققق
(( أي صبغة الله أحسن صبغة وهي: الإسلام.
فسمَّى الدِّين صِبغَةً استعارة ومجازا؛
من حيث تَظْهَرُ أَعمَاُلهُ وَسَمْتُهُ عَلى المتديّن كما يَظْهَرُ أَثَرَ الصِّبْغِ في الثَّوبِ))
القرطبي
الجامع لأحكام القرآن- ج2(135)
أنصح بقراءة البقية في الرابط ففيها فوائد