السلام عليكن ورحمة الله وبركاته,
كثيرًا ما نتعرض أثناء تلاوة القرآن من حفظنا لبعض النسيان؛ ونقف حائرين أمامها, وقد يزيد الارتباك إن كنّا في الصلاة.. ويزيد أكثر لو تعرض لهذا الموقف إمام يؤم الناس في الصلاة!
وأذكر أني كنت أقرأ مرة في بيتي في صلاة الفجر فتوقفت عند آية وحاولت جاهدة أن أتذكر.. لكن دون جدوى, فاستشعرت والله حزنًا على حفظي, وتمنيت إكمال الركعة.. وكان إمام الحي قد شرع في الصلاة وأنهى الفاتحة وأنا واقفة جامدة في مكاني, ولعل صوته زاد ارتباكي وحال دون تذكري, فلما وجدت الأمر هكذا هممت بالركوع ولكن رحمة الله تداركتني؛ إذ شرع الإمام في قراءة الآية التالية للآية التي توقفت عندها .. فسارعت بانتهاز الفرصة وأكملت تلاوتي ولا أدري - حقيقة - حكم ما فعلت : )
لكن تبين لي فيما بعد أن التعثر في قراءة القرآن يكون من أقوى أسبابه شرود الذهن وانشغال الفكر بأمور لا علاقة لها بما نقرأ, ولاحظتُ أنه عند تكرار الآية السابقة لما توقفنا عنده مع استحضار المعنى وتدبره يعين كثيرًا - بفضل الله - على التذكر, وما أحسن قول الشاعر:
وتالٍ تــــَــلا يومًـــا فَــــــأنْــــ ــسي آيــــــة *** فأعيتْ عليه حين رامَ انتهازهــــــــ ـــــا
فكــــــرَّ علــــــى مَا قبــــــلها متدبــــــرا *** فثاب له فكر حين أفضى حجابَها
فشبــــــهته بابن السبـيـــــل تعرضت *** له صخرة فاستصعبت حين رازها
فتقهقر عنها قيس عشرين خطوة *** فجاش إليـــــها جيشــــــة فأجازهـــــــا
.