يا طالبات العلم دعوة للمشاركة في: (المخالفة في ضوء الإسلام)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله حقّ حمده, والصلاة والسلام على خير خلقه, وبعد:
فقد جاءت الشريعة الإسلامية وقد نسخت جميع الشرائع السابقة من قبلها, جاءت سمحة حنيفية, تكفل للمسلم قاعدة راسخة ينطلق من خلالها ( عقيدته) مستقاه من كتاب الله وسنة رسول صلى الله عليه وسلّم, في سائر أموره عباداته, معاملاته.

ولكنّ من المؤسف والملاحظ هذه الأيّام مع كثرة الفتن, وغلبة الشهوات, وانفتاح الدنيا على مصراعيها, أصبحت بعض ثوابت ديننا والتي نصّ الشارع عليها, مغيّبه أو منسيّه لدى بعضهم هداهم الله وأصلح شأنهم.

غالياتي: أتمنى أن تتسع صدوركنّ لموضوعي هذا , فكما ترون من عنوان الموضوع فهو دعوة لكنّ
لنتباحث الأدلّة من الكتاب والسنّة والتي تأمر بالمخالفة لِـ .. .

ولعلي أضرب بعض الأمثلة حتى تتضح الصورة أكثر, فمثلاً: من السنّة:
1- الرسول صلى الله عليه وسلّم في صيامه ليوم عاشوراء قال: ( لئن عشت إلى قابل لأصومنّ التاسع).
فهذه مخالفة منه صلى الله عليه وسلّم ليهود عليه من الله ما يستحقون في الصيام.

2- في حديثٍ آخر يقول صلى الله عليه وسلّم : ( جزوا الشوارب وأرخوا اللحى, خالفوا المجوس ) وهنا اللفظة صريحة في الامر بالمخالفة.

هذه فقط أمثلة توضيحيّه أوردتها على عجل, أتمنى أنّ الموضوع اتضح, والآن أدعوكنّ للبحث معي في أدلة أخرى, المجال مفتوح لأي توجيه أو تعليق فما الغرض إلا المدارسة والفهم .

أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته,

حياكِ الله أختنا أمد وأعانكِ الله ويسر لنا ولكِ سبل العلم النافع.. آمين
كما تفضلتِ - بارك الله فيكِ - فإنه قد يلتبس على بعض طلبة العلم في هذا العصر من أمور مخالفة أهل الكتاب ما كان واضحًا قبل ذلك الانفتاح العولمي وما يرد إلينا من أفكار وشبهات.. نسأل الله الثبات..

بداية هذا كتاب (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم) لشيخ الإسلام ابن تيمية..
http://www.saaid.net/book/1/385.zip

وهذا رابط لشرح صوتي للكتاب (الشيخ صالح بن فوزان الفوزان):
http://www.liveislam.net/archive.php...=24&bookid=212

لماذا يجب علينا مخالفة أهل الكتاب؟؟

لقول الله - تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
ورد في تفسير السعدي:
"والتولي القليل يدعو إلى الكثير, ثم يتدرج شيئًا فشيئًا, حتى يصير العبد منهم".

ولما ورد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ((من تشبه بقوم فهو منهم))؛ رواه أبو داود وصححه الألباني.

وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (( لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه )) . قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال (( فمن )) , متفق عليه.


ومن أدلة تحريم التشبه ووجوب المخالفة:
في اللباس والزينة:
* عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما- قال رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ثوبين معصفرين فقال: ((إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها))؛ رواه مسلم.

* وفي صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه كتب إلى المسلمين في أذربيجان, قال: إياكم التنعم وزي أهل الشرك, فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم نهى عن لبوس الحرير وقال: ((إلا هكذا)).

* عن شداد بن أوس ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خالفوا اليهود ، صلوا في نعالكم فإن اليهود لا يصلون في نعالهم))؛ روا أبو داود وصححه الألباني.

عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: إذا شابه الزي الزي, شابه القلب القلب

هذا ما حضرني الآن, وفي انتظار تعاون أخواتنا بارك الله فيهن..

أحسن الله إليكِ و بارك فيكِ ورزقنا و إياكم حسن الإتباع .

وردت أحاديث كثيرة تصدرتها كلمة ( خالفوا ) فأصبحت المخالفة أصلًا من أصول ديننا الحنيف والمخالفة تكون في العبادات و العادات على السواء لعموم قوله عليه الصلاة والسلام : من تشبه بقوم فهو منهم . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
"خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم ولا خفافهم" الراوي: شداد بن أوس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 652
خلاصة حكم المحدث: صحيح , مع أن نزع اليهود نعالهم مأخوذ عن موسى عليه السلام لما قيل له : سورة طه الآية 12http://majles.alukah.net/imgcache/2011/01/16.jpg فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ http://majles.alukah.net/imgcache/2011/01/17.jpg .
وهناك قرينة صرفت الأمر الصريح بلبس النعل في الصلاة - في الحديث - من الوجوب إلى الندب وهي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " إذا صلى أحدكم فلا يضع نعليه عن يمينه ولا عن يساره .... " .

شكرا لك ... بارك الله فيك ...

ورد في عون المعبو شرح سنن أبي داود:
عن شيخ الإسلام أنه قال:
"احتج الإمام أحمد وغيره بهذا الحديث (يعني حديث: من تشبه بقوم...) وهذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم كما في قوله من يتولهم منكم فإنه منهم وهو نظير قول عبد الله بن عمرو أنه قال: من بنى بأرض المشركين وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت حشر معهم يوم القيامة, فقد يحمل هذا على التشبه المطلق فإنه يوجب الكفر ويقتضي تحريم أبعاض ذلك وقد يحمل على أنه منهم في القدر المشترك الذي يشابههم فيه فإن كان كفرا أو معصية أو شعارا لها كان حكمه كذلك. ا.هـــ

وعن أبي منيب الجرشي ((من تشبه بقوم)) قال المناوي والعلقمي: أي تزي في ظاهره بزيهم وسار بسيرتهم وهديهم في ملبسهم وبعض أفعالهم. انتهى
وقال القارىء: أي من شبه نفسه بالكفار مثلا من اللباس وغيره أو بالفساق أو الفجار أو بأهل التصوف (( فهو منهم )) أي: في الإثم والخير.
ا.هـــ بتصرف (عون المعبود).

وقال شيخ الإسلام (مجموع الفتاوى - 22, 154):
"المشابهة في الأمور الظاهرة تورث تناسبًا وتشابهًا في الأخلاق والأعمال؛ ولهذا نهينا عن مشابهة الكفار والأعاجم والأعراب, ونُهي كل من الرجال والنساء عن مشابهة الآخر"

تابع اللباس والزينة:

عن أبى هريرة أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال « إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم ». متفق عليه.

عن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم: ((غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود)), رواه أحمد, والنسائي وصححه الألباني.

في العبادات والمعاملات:

عن عمرو بن العاص أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال « فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر ». صحيح مسلم.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون)), رواه أبو داود وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما, وحسنه الألباني, وعند ابن ماجه ((لا يزال الناس بخير))

عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اللحد لنا والشق لغيرنا)), رواه الترمذي وصححه الألباني.

الله المستعان مرّ على الموضوع شهر بل زياده ولم أدخله!!
أستميحكم عذرًا فالمشاغل كثيرة يسّر الله أمري وأموركنّ, الحمد لله مرّت فترة الاختبارات بسلام.
............................

التوحيد: أحسن الله إليك فردودك أثرت الموضوع , بورك فيك.
محبة الفضيلة: شكر الله لك بذلك , نفع الله بك.
طالبة: عفوا عزيزتي.


أسأل الله التيسير , لي عودة قريبة للموضوع بحول الله , وبإذن الله لن تكون بعد شهر هذه المرّة !! :)

شغلنا الله وإياكِ بطاعته ورضوانه, وبالتوفيق والنجاح بإذن الله..

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة التوحيد

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته,


بداية هذا كتاب (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم) لشيخ الإسلام ابن تيمية..
http://www.saaid.net/book/1/385.zip

وهذا رابط لشرح صوتي للكتاب (الشيخ صالح بن فوزان الفوزان):
http://www.liveislam.net/archive.php...=24&bookid=212

---

أحسن الله إليك غاليتي على الكتاب والشرح , وكل ما عقبتي به هنا .

سأحاول جاهدة أنتهي من الكتاب قبل الدراسة , مشكورة بوركت .

اقتباس:

---

وقال شيخ الإسلام (مجموع الفتاوى - 22, 154):
"المشابهة في الأمور الظاهرة تورث تناسبًا وتشابهًا في الأخلاق والأعمال؛ ولهذا نهينا عن مشابهة الكفار والأعاجم والأعراب, ونُهي كل من الرجال والنساء عن مشابهة الآخر"

---

كم هي بليغة هذه العبارة
ورادعة

لكن قل من ينتبه لهذا المعنى اللطيف .

اقتباس:

---

وقال شيخ الإسلام (مجموع الفتاوى - 22, 154):
"المشابهة في الأمور الظاهرة تورث تناسبًا وتشابهًا في الأخلاق والأعمال؛ ولهذا نهينا عن مشابهة الكفار والأعاجم والأعراب, ونُهي كل من الرجال والنساء عن مشابهة الآخر"

---

كم هي بليغة هذه العبارة ورادعة


لكن قل من ينتبه لهذا المعنى اللطيف