أفيدونا جزيتم خيرا
عرض للطباعة
أفيدونا جزيتم خيرا
هل تقصد حكم من القرأن الكريم
إن كانت تؤدي لضرر كالاختناق ، أكيد يجب النوم بعيدا عنها .
وإن كانت لا تضر النائم ، فلا شيء علينا .
لأن المدفئة تتعلق بأمر دنيوي ومصلحة دنيوية ، تيسر للإنسان التكيف مع الجو البارد ... والإجابة هنا تخضع للعقل ، والتمييز بين النافع وغيره .
أليس كذلك يا كرام ؟
/// في الصَّحيحين من حديث جابر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خمِّروا الآنية، وأوكوا الأسقية، وأجيفوا الأبواب، وأكفتوا صبيانكم عند العشاء؛ فإنَّ للجن انتشارًا وخطفة، وأطفئوا المصابيح عند الرُّقاد؛ فإنَّ الفويسقة ربَّما اجترَّت الفتيلة، فأحرقت أهل البيت».
/// وفيهما أيضًا، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون».
/// وفيهما أيضًا، من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: احترق بيت بالمدينة على أهله من اللَّيل، فحُدِّث بشأنهم النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ هذه النار إنَّما هي عدوٌ لكم، فإذا نمتم فأطفئوها عنكم».
/// قال الحافظ النووي في شرح صحيح مسلم: «وقوله صلى الله عليه وسلم: «لاتتركوا النار فى بيوتكم حين تنامون» هذا عامٌ تدخل فيه نار السراج وغيرها.
وأمَّا القناديل المعلَّقة فى المساجد وغيرها فإن خِيفَ حريقٌ بسببها دخلت فى الأمر بالاطفاء، وإن أُمِن ذلك كما هو الغالب = فالظاهر أنه لابأس بها؛ لانتفاء العلة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم علَّل الأمر بالاطفاء في الحديث السابق بأنَّ الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم؛ فاذا انتفت العِلَّة زال المنع». انتهى.
/// ونقله الحافظ ابن حجر في الفتح (6/356) عنه، وأقرَّه عليه.
اشكر لكم تفاعلكم
سبب سؤالي هو هل تدخل المدفأة في النهي عن ترك النار حين النوم ، أو أن هذا بحسب نوع المدفأة ؟
و الذي أريده فتوى معاصرة لابن باز او ابن عثيمين او غيرهما
و الله يرعاكم
السؤال
فضيلة الشيخ! بعض الناس يتورع أن يصلي أمام المدفأة فهل هذا صحيح؟
الجواب
الصحيح أنه لا بأس بذلك، وما علمنا أن أحداً كرهه من أهل العلم، وإنما كره بعض العلماء استقبال النار التي تتوهج ولها لهيب، وعللوا كراهيتهم لذلك بأن وقوفهم بين يدي النار يشبه وقوف المجوس الذين يعبدون النار، فأما هذه الدفايات فليست كنار المجوس، وإذا قلنا بهذا لقلنا حتى النجفات لا نضعها في الجدران وتزال من المسجد إذا كانت في القبلة؛ لأنها نار، وما زلنا نذكر عن علمائنا أنهم كانوا يأتون بالمباخر ويضعونها أمام الناس بين يدي الصفوف، ثم إن المدفأة هذه إنما تكون بين يدي المأمومين لا بين يدي الإمام، والذي يؤثر هو ما يكون بين يدي الأمام، لو قلنا: أنه مكروه؛ لأن المأمومين تبع لإمامهم، ولهذا لا يشرع لهم اتخاذ السترة؛ لأن سترة الإمام سترة لمن خلفه، المهم أنه ليس في النفس شيء، ولا بأس بها.
الشيخ العثيمين/لقاء الباب المفتوح
فهل تكون العلة هي أن النار لها لهب فتلحق بعدم إطفائها عند النوم؟
المرجو من له علم أن يبين لنا الحكم
أظن الإجابة عن أسئلتكم تضمنها رد الشيخ عدنان البخاري - حفظه الله - السابق في نقله عن النووي وإقرار الحافظ ابن حجر له:
اقتباس:
وأمَّا القناديل المعلَّقة فى المساجد وغيرها فإن خِيفَ حريقٌ بسببها دخلت فى الأمر بالاطفاء، وإن أُمِن ذلك كما هو الغالب = فالظاهر أنه لابأس بها؛ لانتفاء العلة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم علَّل الأمر بالاطفاء في الحديث السابق بأنَّ الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم؛ فاذا انتفت العِلَّة زال المنع»
الكلام الذي ساقه المشرف - وفقه الله - واضح ياإخوان والخلاصة كالتالي :
المدفأة = نار فيشملها كلام النووي - رحمه الله - (( وإن أُمِن ذلك كما هو الغالب = فالظاهر أنه لابأس بها؛ لانتفاء العلة ))
- المدفأة = ليست نارا ..... فلم السؤال إذا ؟؟؟؟
نعم هو هذا الجواب بارك الله فيكِ.اقتباس:
فإن خِيفَ حريقٌ بسببها دخلت فى الأمر بالاطفاء، وإن أُمِن ذلك كما هو الغالب = فالظاهر أنه لابأس بها؛ لانتفاء العلة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم علَّل الأمر بالاطفاء في الحديث السابق بأنَّ الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم؛ فاذا انتفت العِلَّة زال المنع»
مداخلة بسيطة إن شاء الله . تركُ المدفأة مشتعلة أثناء النوم - و إن لم تك ناراً - إذا صحبه خشية من إحداث ضرر أو تخوّف من حصول إحتراق فشأنها شأن النار من حيث دخولها في الأمر بالإطفاء عند النوم لحصول الغفلة أثناءه - النوم - .
ونريدُ تعقيبًا من الشيخ عدنان و فقهُ الله متى ما يسّر الله لهُ ذلك .
/// ما ذكرتيه صحيح.. بارك الله فيك، ولم أرد التعقيب على ما تقدَّم حيث أوضحتِ بما يغني إجابةً على استشكال الإخوة السائلين: أنَّ مضمون كلام الإمام النووي وما فهمه غيره من الحديث = فيه ما يُسأل عنه، وهذا صحيح.
/// فقد تبيَّن إذن أنَّ حكم المسألة منوط بعلَّة الفساد أوالضَّرر اللَّاحق بأهل البيت، سواء أكانت مدفأة تقليدية أوكهربائية أو غير ذلك.
/// وجزاكِ الله خيرًا وبارك فيك.
اللهم آمين .
شكر الله لكم و وفقكم وأحسن إليكم وجعلكم مباركين أينما كنتم . آمين .
جزاك الله خيرا يا شيخ عدنان ، و جميع الإخوة .
بقي لنا فتوى معاصرة بهذا الموضوع تحديداً
بارك الله فيكم جميعا
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
من الممكن ان نقول بالنص كما جاء فى الاحاديث الصحيحه باطفاء النار عند النوم
ونعمل العله فيما شابه قياسا
وما كان منتفى العله او غير ظاهر العله الا انه فيه ضرر ولو محتمل
يكون من باب دفع الضرر
الأمر في إطفاء النار يدور بين الندب والإرشاد، كما نص على ذلك العلماء، ومنهم من علل ذلك بالمصلحة وخوف الضرر، فإذا تحقق وقوع الضرر بوجود المدفئة فتأخذ نفس الحكم، والله أعلم.
قال بن حجر في فتح الباري نقلا عن القرطبي(الأمر والنهي في هذا الحديث للإرشاد، قال: وقد يكون للندب، وجزم النووي بأنه للإرشاد لكونه لمصلحة دنيوية، وتعقب بأنه قد يفضي إلى مصلحة دينية وهي حفظ النفس المحرم قتلها والمال المحرم تبذيره. وفي هذه الأحاديث أن الواحد إذا بات ببيت ليس فيه غيره وفيه نار فعليه أن يطفئها قبل نومه أو يفعل بها ما يؤمن معه الاحتراق، وكذا إن كان في البيت جماعة فإنه يتعين على بعضهم وأحقهم بذلك آخرهم نومًا، فمن فرط في ذلك كان للسنة مخالفًا ولأدائها تاركًا. ثم أخرج الحديث الذي أخرجه أبو داود وصححه ابن حبان والحاكم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: (جاءت فأرة فجرت الفتيلة فألقتها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم على الخمرة التي كان قاعدًا عليها فأحرقت منها مثل موضع الدرهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا نمتم فأطفئوا سراجكم فإن الشيطان يدل مثل هذه على هذا فيحرقكم).
وفي هذا الحديث بيان سبب الأمر أيضًا وبيان الحامل للفويسقة - وهي الفأرة - على جر الفتيلة وهو الشيطان، فيستعين وهو عدو الإنسان عليه بعدو آخر وهي النار، أعاذنا الله بكرمه من كيد الأعداء إنه رءوف رحيم).
ونقل ابن حجر قول ابن دقيق العيد: (إذا كانت العلة في إطفاء السراج الحذر من جر الفويسقة الفتيلة فمقتضاه أن السراج إذا كان على هيئة لا تصل إليها الفأرة لا يمنع إيقاده، كما لو كان على منارة من نحاس أملس لا يمكن الفأرة الصعود إليه، أو يكون مكانه بعيدًا عن موضع يمكنها أن تثب منه إلى السراج. وأما ورود الأمر بإطفاء النار مطلقًا كما في حديثي ابن عمر وأبي موسى - وهو أعم من نار السراج - فقد يتطرق منه مفسدة أخرى غير جر الفتيلة كسقوط شيء من السراج على بعض متاع البيت، وكسقوط المنارة فينثر السراج إلى شيء من المتاع فيحرقه، فيحتاج إلى الاستيثاق من ذلك، فإذا استوثق بحيث يؤمن معه الإحراق فيزول الحكم بزوال علته).
وقال المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير: (وأطفئوا مصابيحكم) اذهبوا نورها ولا يكون مصباحًا إلا بالنور وبدونه فتيلة والمراد إذا لم تضطروا إليه لنحو برد أو مرض أو تربية طفل أو نحو ذلك والأمر في الكل للإرشاد وجاء في حديث تعليل الأمر بإطفاء المصابيح بأن الفويسقة تجر الفتيلة فتحرق البيت وقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم أشفق على أمته من الوالدة بولدها ولم يدع شفقته دينية ولا دنيوية إلا أرشد إليها.وقال القرطبي:تضمن هذا الحديث أن الله أطلع نبيه على ما يكون في هذه الأوقات من المضار من جهة الشياطين والفأر والوباء وقد أرشد إلى ما يتقي به ذلك فليبادر إلى فعل تلك الأمور ذاكرا لله ممتثلا أمر نبيه صلى الله عليه وسلم شاكرًا لنصحه فمن فعل لم يصبه من ذلك ضرر بحول الله وقوته.