رد: مَطَرُ الغمامةِ في المسحِ على العِمامةِ
[ج] إذا كانت أذن الماسح أو الماسحة مغطاة بالخمار، فهل يلزم المسح عليهما مع المسح على الخمار؟
الذين أجازوا المسح على الخمار وهم الحنابلة قالوا:
إن مسح جميع الرأس هو الواجب في الوضوء، والأذنان من الرأس (1) وتمسحان وجوباً على الصحيح من مذهبهم. (2)
وبما أنهم يرون أن الأذنين من الرأس هذا يعني أن المرأة، والتي يغطي خمارها الشرعي أذنيها، لا يجب عليها أن تمسح الأذن عند مسحها على الخمار؛لأن أذنيها جزء من رأسها، فيجزئ مسح الخمار عن مسح الأذن، لأنها من الرأس، أما إذا كانت الأذن خارج الخمار كما في حالة الرجل فمسحها يكون واجباً بالنـسبة لهم، ولا يسقط مسحها بمسح العمامة أو الخمار، أما عند الحنفية (3) والمالكية،(4) والشافعية (5) والظاهرية (6) فمسح الأذنين من سنن الوضوء فيصح الوضوء من غير مسحهما.
*وبعد هذا كله لا بد من ذكر أمر قاله الحنابلة وهو أن المسح على الخمار رخصة (7).
والرخصة عند الحنابلة شرعاً:
" ما ثبت خلاف دليل شرعي لمعارض راجح، وضدها العزيمة" (8).
وإذا كان الحنابلة قد رأوا أن المسح على الخمار رخصة، تندرج تحت هذا التعريف ففي ذلك إشكال؛ حيث إننا إذا تتبعنا أدلة مشروعية المسح على الخمار أو العمامة فسنرى أن المسح على الخمار ثبت في القرآن والسنة، وليس هناك تعارض بين دليلين أصلاً، وهذا بعد البحث في الأدلة .
لذلك يظهر لي: أن المسح على الخمار رخصة لكن ليس كما عرفها الحنابلة، بل هي أمر يسر الله به على خلقه ووسع عليهم به، والمسلم يؤدي فرض مسح رأسه في الوضوء ،بالمسح على جلد رأسه إن كان أقرع أو على شعره أو على الخمار، وهذا ما أيده القرآن والسنة والحقيقة العرفية و اللغوية (9).
وقد قال ابن المنذر: " المسح على العمامة ليس بفرض لا يجزئ غيره، ولكن المتطهر بالخيار، إن شاء مسح برأسه وإن شاء على عمامته"(10)(11)
ــــ
(1) قال الترمذي:
"والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعدهم: أن الأذنين من الرأس" [ ينظر: سنن الترمذي: 1/110] ،واعتقد أن أم سلمة بمسحها على خمارها، دخلت بعملها هذا مع من أشار إليهم الترمذي، حيث إنه لم ينقل إلينا أنها مسحت على أذنيها مع ذلك، مع أن الأمر يستدعي توضيحاً من مولاتها أم الحسن التي نقلت عنها مسحها على خمارها عند الوضوء، ولبينة الحسن البصري الذي روى عن أمه ما رأته، وتجدر الإشارة إلى أن الحسن البصري يقول أيضاً بأن الأذنين من الرأس. [ينظر: مصنف ابن أبي شيبة: 1/24] .
(2) المرداوي، الإنصاف: 1/123.
(3) ابن عابدبن، حاشية رد المحتار: 1/131.
(4) الدسوقي، حاشيته: 1/159.
(5) النووي، المجموع: 1/229.
(6) ابن حزم، المحلى: 2/55.
(7) ابن قدامة، المغني: 1/312، النجدي، الروض المربع: 1/228.
(8) البهوتي، كشاف القناع: 1/110.
(9) ينظر: إلى صـ 144 و صـ 145.
(10) ابن المنذر، الأوسط: 1/469.،
(11) وينظر كتاب: فقه الصحابيات ممن قل نقل الفتيا عنهن،دراسة تطبيقية مقارنة في العبادات ،أمل جمعه سيف عبيد السويدي:103.
رد: مَطَرُ الغمامةِ في المسحِ على العِمامةِ
اللهم تقبل عملي خالصا لوجهك الكريم، اللهم اغفر لي ولوالديّ ولأشقائي وشقيقاتي، وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم اجعلني ووالديّ وأشقائي وشقيقاتي ،ممن طال عمره وحسن عمله ، واحفظنا بحفظك ،وقربنا من الصالحين وابعدنا عن الطالحين ،واجعلنا من سعداء الدارين يارب العالمين،وانصرن ا على من عادانا ،ولا تجعل الدنيا أكبر همنا،ولا مبلغ علمنا،ولا إلى النار مصيرنا،اللهم آمين،والحمد لله تعالى، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
رد: مَطَرُ الغمامةِ في المسحِ على العِمامةِ
التصحيح:
اقتباس:
الـترجـيح:
الذي يظهر لي والله أعلم وأحكم ، أن المسح على العمامة جائز ، وهو ما ذهب إليه الفريق الأول ؛ لأنه المذهب الذي تؤيده أدلة الشرع من الكتاب والسنة الصحيحة الصريحة ، وقد صح عن بعض الصحابة رضي الله عنهم أنهم مسحوا على العمامة،ولم يثبت أن أحدا منهم يرى أن المسح على العمامة غير جائز
.
رد: مَطَرُ الغمامةِ في المسحِ على العِمامةِ
جزاك الله خيرا ...
بحث علمي محكم ماتع .
1 مرفق
رد: مَطَرُ الغمامةِ في المسحِ على العِمامةِ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل ابن عبدالكريم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ،والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد :
هذا هو بحثي :
(( مطر الغمامة في المسح على العمامة ))
هذا البحث أخذ من وقتي الكثير، وأدعو الله أن ينفع به أهل الإسلام ،ويكون من البحوث التي ترشد إلى اتباع
كتاب الله سبحانه،و سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
حيث حاولت فيه أن أعلم أهل الإسلام كيفية المسح على العمامة ، معتمدا في ذلك على الله تعالى ، ومن ثم أساتذتي الأفاضل الذين لم يبخلوا علي بالنصح والتوجيه، بعدما رأيت كثيرا من الناس يشكل عليهم هذا الأمر على حد علمي.
وقد عرضت هذا البحث في الألوكة كما ترون ،وفي الملتقى فلم يعترض عليه أحد.
وأرحب بكل نصح وتوجيه.
والله أعلم وأحكم.
وها هو البحث في ملف: