بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى (
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ )
هل صغائر الذنوب تذهبها الحسنات بدون توبة ؟
عرض للطباعة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى (
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ )
هل صغائر الذنوب تذهبها الحسنات بدون توبة ؟
التوبة واجبة في كل وقت وفي كل حين ومن كل ذنبٍ صغيرٍ أو كبير
التوبة هي الإنابه
و كل حسنة لها وزن صغيرة و كبيرة
أما التوبه قد تكون بالقول و قد تكون بالفعل أو بالقول و الفعل معا
فالحسنة تتضمن التوبة إلا أنها تختلف بين تعضيمة الحرمات و بين تحقيرها فمن يعظم حرمات الله يكون يأجر بحسنات تمحو كل السيآت و تربوا عليها
و التعظيم لا يقدر يحد
اللهم اجعلنا من التوابين واجعلنا من المتطهرين
الحسنات تذهب السيئات كما قال ربنا
فالسيئات الصغيرة تذهبها الحسنات الصغيرة
والكبيرة تذهبها الكبيرة وهكذا
والتوبة وإن كانت واجبة للذنوب الصغيرة والكبيرة ، إلا أنها ليست السبب الوحيد لمحو الذنوب .
ومكفرات الذنوب كثيرة - عددها شيخ الاسلام في مواضع من كتبه - فمنها التوبة ومنها الاستغفار ومنها الحسنات الماحية - وهي موضوعنا - ومنها المصائب والبلايا في الدنيا وعند الموت ، ومنها دعاء المؤمنين وغيرها --- والله أعلم
ليس في هذا قاعدة محددة , فقد تكون حسنة صغيرة من جنس أدنى شعب الإيمان سببا في مغفرة ذنوب كبيرة
كسقاية الكلب كانت سببا في غفران البغاء ,وقد تكون حسنة كبيرة غير ماحية لذنب كبير بحسب ما يقوم في قلب صاحب ذلك من النية ,فإن قيل النية كبرت الحسنة الصغيرة فصارت كبيرة فآل لما قلنا؟ قيل:الكلام عن صورة الشي بصرف النظر عن القدر المتفاوت من النية القائم في القلب ,كذلك يؤثر فيه مقدار رضا الله العام عن العبد
والأصل أن الكبائر لا يمحوها ما ورد من آثار في فضائل الأعمال كحديث"الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر"
والأصل وجوب المسارعة للتوبة من كل ذنب دق أو عظم,فلا يتكلن على ما سبق إلا منحرف أو مرجيء
والله أعلم
نَسْأل الله الهِداية والثبَات عَلَى الحَق
بسم الله الرحمن الرحيم
التوبة واجبة من كل ذنب صغير وكبيرواختلف أهل العلم هل يجب التوبة من الذنوب جميعها فلا يغفر له اذا تاب من بعضها ومنهم من قال يجوز أن يتوب من بعضها , قال الله تعالى (ياأيها الذين آمنوا توبوا الى الله توبة نصوحا), قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره:
قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا } أي: توبة صادقة جازمة، تمحو ما قبلها من السيئات وتلم شعث التائب وتجمعه، وتكفه عما كان يتعاطاه من الدناءات.وقال الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله: { تَوْبَةً نَصُوحًا } قال: يتوب ثم لا يعود.
قال ابن جرير: حدثنا ابن مثنى، حدثنا محمد، حدثنا شعبة، عن سِمَاك بن حَرب: سمعت النعمان بن بشير يخطب: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا } قال: يذنب الذنب ثم لا يرجع فيه.
وقال الثوري، عن سِماك، عن النعمان، عن عمر قال: التوبة النصوح: أن يتوب من الذنب ثم لا يعود فيه، أو لا يعود فيه.
وقال أبو الأحوص وغيره، عن سماك، عن النعمان، سُئِل عمر عن التوبة النصوح، فقال: أن يتوب الرجل من العمل السيئ، ثم لا يعود إليه أبدًا.
ثم قال رحمه الله:لهذا قال العلماء: التوبة النصوح هو أن يُقلعَ عن الذنب في الحاضر، ويندمَ على ما سلف منه في الماضي، ويعزِم على ألا يفعل في المستقبل. ثم إن كان الحق لآدمي ردّه إليه بطريقه.اه
قال ابن كثير في تفسيره:
قال الله تعالى{ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا } أي: كل من تاب إليّ تبتُ عليه من أي ذنب كان، حتى إنه تعالى تاب على من عبد العجل من بني إسرائيل.
وقوله: { تَابَ } أي: رجع عما كان فيه من كفر أو شرك أو نفاق أو معصية.وقال سفيان الثوري: { ثُمَّ اهْتَدَى } أي: علم أن لهذا ثوابًا.اه
وقوله: { وَآمَنَ } أي: بقلبه { وَعَمِلَ صَالِحًا } أي: بجوارحه .
وقوله: { ثُمَّ اهْتَدَى } قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: أي ثم لم يشكك.
وقال سعيد بن جبير: { ثُمَّ اهْتَدَى } أي: استقام على السنة والجماعة. ورُوي نحوه عن مجاهد، والضحاك، وغير واحد من السلف.
وقال قتادة: { ثُمَّ اهْتَدَى } أي: لزم الإسلام حتى يموت.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قال الامام مسلم في صحيحه
"بَاب كَوْنِ الْإِسْلَامِ يَهْدِمُ مَا قَبْلَهُ وَكَذَا الْهِجْرَةِ وَالْحَجِّ"
وذكر فيه حديث النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص ، وقوله :
أما علمت أن الاسلام يهدم ما كان قبله .
وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها .
وأن الحج يهدم ما كان قبله .
نعم بارك الله فيك أوافقك على كلامك السابق - لكن ليس على الإطلاق -فلا يصلح إسقاط التوبة بهذا الشكل فهي واجبة سواء كانت الأعمال الصالحة الكبرى تكفر الكبائر أو لا تكفرها وهو مما أُختلف فيه , قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى اللَّه توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم } .
سبحان الله - وجوب التوبة أمر عام لا يمنع من كون بعض الاعمال الصالحة يمحي آثار الاعمال السيئة
وإلا ما معنى الهدم ؟
اللهم آمين
أما عن كلام ابن رجب فهو يتحدث عن الوضوء والصلوات الخمس ، كما أنه قد ذكر عن بعض المحدثين أن بعض الاعمال تكفر الكبائر
واليكم كلام شيخ الاسلام في الفتاوى مفصلاً وهو يرد على من قصر تكفير الحسنات على الصغائر فقط بالأحمر:
قال رحمه الله : السَّبَبُ الثَّالِثُ - أي من مكفرات الذنوب - الْحَسَنَاتُ الْمَاحِيَةُ كَمَا قَالَ تَعَالَى : { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ } وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إلَى الْجُمُعَةِ وَرَمَضَانُ إلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ إذَا اُجْتُنِبَتْ الْكَبَائِرُ } وَقَالَ : { مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ } وَقَالَ : { مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ } وَقَالَ { مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ } وَقَالَ : { فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ . } وَقَالَ : { مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً أَعْتَقَ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْوًا مِنْهُ مِنْ النَّارِ حَتَّى فَرْجَهُ بِفَرْجِهِ } وَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ وَأَمْثَالُهَا فِي الصِّحَاحِ . وَقَالَ : { الصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ وَالْحَسَدُ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ } .
وَسُؤَالُهُمْ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ أَنْ يَقُولُوا الْحَسَنَاتُ إنَّمَا تُكَفِّرُ الصَّغَائِرَ فَقَطْ فَأَمَّا الْكَبَائِرُ فَلَا تُغْفَرُ إلَّا بِالتَّوْبَةِ كَمَا قَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ : " مَا اُجْتُنِبَتْ الْكَبَائِرُ " فَيُجَابُ عَنْ هَذَا بِوُجُوهِ : أَحَدُهَا : أَنَّ هَذَا الشَّرْطَ جَاءَ فِي الْفَرَائِضِ . كَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَالْجُمُعَةِ وَصِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : { إنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ } فَالْفَرَائِضُ مَعَ تَرْكِ الْكَبَائِرِ مُقْتَضِيَةٌ لِتَكْفِيرِ السَّيِّئَاتِ وَأَمَّا الْأَعْمَالُ الزَّائِدَةُ مِنْ التَّطَوُّعَاتِ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ لَهَا ثَوَابٌ آخَرُ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ : { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ } { وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } .
( الثَّانِي ) : أَنَّهُ قَدْ جَاءَ التَّصْرِيحُ فِي كَثِيرٍ مِنْ الْأَحَادِيثِ بِأَنَّ الْمَغْفِرَةَ قَدْ تَكُونُ مَعَ الْكَبَائِرِ كَمَا فِي { قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ فَرَّ مِنْ الزَّحْفِ } وَفِي السُّنَنِ { أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَاحِبٍ لَنَا قَدْ أَوْجَبَ . فَقَالَ : أَعْتِقُوا عَنْهُ يُعْتِقْ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ مِنْ النَّارِ . } وَفِي الصَّحِيحَيْنِ فِي { حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ . } .
( الثَّالِثُ ) : أَنَّ { قَوْلَهُ لِأَهْلِ بَدْرٍ وَنَحْوِهِمْ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْت لَكُمْ } إنْ حُمِلَ عَلَى الصَّغَائِرِ أَوْ عَلَى الْمَغْفِرَةِ مَعَ التَّوْبَةِ لَمْ يَكُنْ فَرْقٌ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ غَيْرِهِمْ . فَكَمَا لَا يَجُوزُ حَمْلُ الْحَدِيثِ عَلَى الْكُفْرِ لِمَا قَدْ عُلِمَ أَنَّ الْكُفْرَ لَا يُغْفَرُ إلَّا بِالتَّوْبَةِ لَا يَجُوزُ حَمْلُهُ عَلَى مُجَرَّدِ الصَّغَائِرِ الْمُكَفَّرَةِ بِاجْتِنَابِ الْكَبَائِرِ .
( الرَّابِعُ ) : أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي غَيْرِ { حَدِيثٍ أَنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ عَلَيْهِ الْعَبْدُ مِنْ عَمَلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الصَّلَاةُ فَإِنْ أَكْمَلَهَا وَإِلَّا قِيلَ : اُنْظُرُوا هَلْ لَهُ مِنْ تَطَوُّعٍ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ أُكْمِلَتْ بِهِ الْفَرِيضَةُ ثُمَّ يُصْنَعُ بِسَائِرِ أَعْمَالِهِ كَذَلِكَ } . وَمَعْلُومٌ أَنَّ ذَلِكَ النَّقْصَ الْمُكَمِّلَ لَا يَكُونُ لِتَرْكِ مُسْتَحَبٍّ ؛ فَإِنَّ تَرْكَ الْمُسْتَحَبِّ لَا يَحْتَاجُ إلَى جبران وَلِأَنَّهُ حِينَئِذٍ لَا فَرْقَ بَيْنَ ذَلِكَ الْمُسْتَحَبِّ الْمَتْرُوكِ وَالْمَفْعُولِ فَعُلِمَ أَنَّهُ يَكْمُلُ نَقْصُ الْفَرَائِضِ مِنْ التَّطَوُّعَاتِ . وَهَذَا لَا يُنَافِي مِنْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ النَّافِلَةَ حَتَّى تُؤَدَّى الْفَرِيضَةُ مَعَ أَنَّ هَذَا لَوْ كَانَ مُعَارِضًا لِلْأَوَّلِ لَوَجَبَ تَقْدِيمُ الْأَوَّلِ لِأَنَّهُ أَثْبَتَ وَأَشْهَرُ وَهَذَا غَرِيبٌ رَفْعُهُ وَإِنَّمَا الْمَعْرُوفُ أَنَّهُ فِي وَصِيَّةِ أَبِي بَكْر لِعُمَرِ ؛ وَقَدْ ذَكَرَهُ أَحْمَد فِي " رِسَالَتِهِ فِي الصَّلَاةِ " . وَذَلِكَ لِأَنَّ قَبُولَ النَّافِلَةِ يُرَادُ بِهِ الثَّوَابُ عَلَيْهَا . وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ لَا يُثَابُ عَلَى النَّافِلَةِ حَتَّى تُؤَدَّى الْفَرِيضَةُ فَإِنَّهُ إذَا فَعَلَ النَّافِلَةَ مَعَ نَقْصِ الْفَرِيضَةِ كَانَتْ جَبْرًا لَهَا وَإِكْمَالًا لَهَا . فَلَمْ يَكُنْ فِيهَا ثَوَابُ نَافِلَةٍ وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ : النَّافِلَةُ لَا تَكُونُ إلَّا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَغَيْرُهُ يَحْتَاجُ إلَى الْمَغْفِرَةِ . وَتَأَوَّلَ عَلَى هَذَا قَوْلُهُ : { وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ } وَلَيْسَ إذَا فَعَلَ نَافِلَةً وَضَيَّعَ فَرِيضَةً تَقُومُ النَّافِلَةُ مَقَامَ الْفَرِيضَةِ مُطْلَقًا بَلْ قَدْ تَكُونُ عُقُوبَتُهُ عَلَى تَرْكِ الْفَرِيضَةِ أَعْظَمَ مِنْ ثَوَابِ النَّافِلَةِ .
أخي في الإسلام وبإختصار شديد إطلاق القول بتكفير الأعمال الصالحة الكبرى للكبائر أو إطلاق القول بعدم تكفيرها لا يصح والأصح أن نقول أنها قد تكفر الكبائر مع مراعاة تفاضل الأعمال وكمالها و نقصها و حال مرتكب الكبيرة ولذلك فلا يصح إسقاط التوبة سواء كانت هذه الأعمال مُكفرة أو ليست كذلك .
قال الشيخ يوسف الغفيص في شرح كتاب الإيمان :
وهنا أنبه : إلى أن الحكاية عن شيخ الإسلام ابن تيمية أنه يقول: إن الأعمال الصالحة كالصلاة تكفر الكبائر كما تكفرها التوبة على الإطلاق.. غلطٌ عليه، وعدمُ فقهٍ لقوله، وهذا لا شك أنه مخالف للإجماع. وإنما الصواب: أن هذه قاعدة الله أعلم بما يترتب على العباد، وهذا كله يؤمن به على عدل الله وفضله ورحمته، وإلا فالله يقول: http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/21.jpgإِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/22.jpg
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بسم الله الرحمن الرحيم
قد مر بي و أنا أقرأ في تفسير ابن كثير -ولا أذكر الموضع لطول الفترة- أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن رجل مات قبل البعثة و كان كثير الخير، هل ينفعه ذلك يوم القيامة ؟ فأجاب النبي (ص) :(لا ؛ إنه لم يقل يومًا رب اغفر لي يوم الدين)
هنا يظهر كيف يرتبط العمل الصالح بقول رب اغفر لي يوم الدين في تكفير الذنوب ، فما الداعي للتفريق بينهما ؟
ثم إن السلف قسموا الدعاء قسمين
الأول : دعاء المسألة ، وهو واضح .
الثاني : دعاء العبادة ، وهو كل الأعمال الصالحة يعملها المؤمن ، سميت دعاء ؛ لأن المؤمن حين يفعل شيئًا منها يفعله لينال المغفرة من ربه و دخول الجنة .
ففاعل الحسنات و إن يصرح بالتوبة فهو يسأل الله تبارك و تعالى المغفرة : بلسان الحال لا بلسان المقال.
و اللــــــــه أعـــــــــلم
والله إن كلام شيخ الاسلام واضح وقد نقلته بنصه بلا أي تصرف
فمن أراد أن يخالف شيخ الاسلام في رأيه فلا حرج فليس شيخ الاسلام بمعصوم .
أما أن يقال لمن وافق رأيه واتبع دليله أنه " غلطٌ عليه، وعدمُ فقهٍ لقوله " فذلك استخفاف بعقولنا .
ثم دعكم من شيخ الاسلام وتدبروا استدلالاته وقيموها .
كما أنني لم أسمع رداً على حديث النبي صلى الله عليه وسلم الصريح الواضح الجلي " وأن الحج يهدم ما قبله " بعد قوله " الاسلام يهدم ما قبله "
فهل يهدم الاسلام الكبائر أم الصغائر فقط ؟ فمهما كان الرد فهو لازم أيضاً للحج - والله أعلم .
طالعوا هذه المشاركة -جزاكم الله خيرا -وهي مشاركةٌ جامعة فجزى الله كاتبها الخير الوافر العميم ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpo...40&postcount=2
قال التوربشتي رحمه الله كما في مرقاة المفاتيح (1/179) : [ الإسلام يهدم ما كان قبله مطلقاً مظلمة كانت أو غيرها صغيرة أو كبيرة وأما الهجرة والحج فإنهما لا يكفران المظالم ولا يقطع فيهما بغفران الكبائر التي بين العبد ومولاه فيحمل الحديث على هدمهما الصغيرة المتقدمة ويحتمل هدمهما الكبائر التي تتعلق بحقوق العباد بشرط التوبة عرفنا ذلك من أصول الدين فرددنا المجمل إلى المفصل وعليه اتفاق الشارحين ]