بزوغ القمر في اجتهاد أهل الأثر
بزوغ القمر في اجتهاد أهل الأثر
إنَّ الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره،ونعوذب الله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ،من يهده فلامضل له ومن يضلل فلا هادي له ،وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له،وأشهدأن محمداًعبده ورسوله.
[ياأيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون].
[ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثير ونساء * واتقوا الذي تسألون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا].
[ياأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً* يصلح لكم أعمالكم ويغفرلكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما].
أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله –تعالى- وخير الهدي هدي محمد-صلي الله عليه وعلي آله وسلم- وشر الأمور محدثاتها ،وكل محدثة بدعة ،وكل بدعة ضلالة ،وكل ضلالة في النار .
ثم أما بعد:
فأكتبُ –وواللهِ لستُ أهلاً لها- وأنصح –ووالله أنا أحوج للنصح- ماكتبتُ إلا للنار التي تتأجج في قلبي ، ولأمرٍ أشعرُ بخصته ومرارته في حلقي ،ولولم أجدْمِدَاداً لأكتبَ فدمي ودموعي لما أكتبُ مِدَاداَ، وواللهِ أكتبُ والدمعُ علي طرفِ عيني ، والقلبُ مشتعلٌ ، والصدر يتهدهد، من تلكمُ الأمر ، ذلكمُ الأمر الذي لاأعلم أمراَ هو أهمُّ منه علي الإطلاق ، أطلقُ وأنا أعلم معني الإطلاق ، ولستُ مبالغاَ ، وهذا الأمر هو أمر الدين ، ومكرُ الليل والنهار بدين سيد المرسلين الذي يحاربه الآن مَنْ ينتسبُ للدين ويدعي له نصراَ.
اعلم –رحمك الله- أن الدين أعظم ما عند الأُمم، لو أن قوماً اعتقدوا أمراً وجعلوه ديناً وإنْ كان باطلاً فإنهم يبذلون فيه المُهَجَ ، بل أبائهم وأبنائهم، كل أمة اليوم تغار أشد الغيرة لدينها حتي عباد البقر يغارون علي دينهم يغارون علي البقر، وما ذلك إلا لأنه دينٌ فيما يعتقدون .
وانظر لمَنِ انتسب لله –جل في علاه- وللإسلام ممن نافقونا وزعموا أنهم يرفعون راية الإسلام منهم من قال :يجب أن يُحذفَ من القرءان آية{ كنتم خير أمة أخرجت للناس }،لأنها تدعوا إلي العنصرية] ، ومنهم من قال:[ولقد كان الطبري عبيطا] وكتب ذلك في كتاب وطبع في أكبر مؤسسة للكتب بأرض الكنانة وكتب آخر في ديوانه العامي –والعامية لامكان لها في الشعروالأدب- [ يارب كفاية تطنيش ليه رحمتك مابتجيش] ،وظهر بأرضنا ناشئة سوء تطعن في البخاري طعناً عظيماً،ومنهم من طعن في السنة وردها بالكلية .
ومنهم من يقرر العلمانية بالإسلام ،والديمقراطية أيضا بالإسلام ،و في أرضنا من كتب في صحيفة عنواناً هو[أسوأعشرة شخصيات] وذكر علي رأسهم عائشة الصديقة بنت الصديق الأكبر –ياويله- قبحه الله من إنسان ،يطعن أمَّنا رضي الله عنها وأرضاها ، يطعن حبيبة رسول الله-صلي الله عليه وسلم –ومنهم من يتهمها في شرفها ،أما درى أنه يطعن رسول الله –صلي الله عليه وسلم-في عرضه وشرفه ،ثم تنشأ ناشئة يقولون هذا فكر قابلوا الفكر بالفكر .
الحرب دروس والأمم تداعت ، والدول تكالبت ، وأهل الملل إستأسدوا، وأصبحت الأموال تنفق علي حرب ملة المسلمين ، بالأخص منهم دعوة أهل السنة والجماعة ،فإنها تحارب من اليهود والنصاري وأهل البدع من جميع أهل البدع بغير استثناء وبدعم كافر ، قرأتُ منذ سنة بحثاً فيه توصية من مؤسسة (راند) الأمريكية وهي تختص بالدراسات الشرقية خاصة الإسلام أرسلت بهذه التوصية إلي الكونجرس الامريكي وفيها ،[أن السلفية انتشرت في سائر المعمورة وأصبحت مستساغة بين المسلمين ،وهذا يشكل خطراً علي مستقبل أوربا وأمريكا ،فيجب تخصيص أموال لإحجام هذه الدعوة ولإقصائها
وذلك يكون بدعم الطرق الصوفية والدعاة العصرانين
حتي يقبل الناس علي هذه الدعوات وينفض الناس من حول الدعوة السلفية،ويجب اظهار هؤلاء الدعاة الجدد في كافة وسائل الإعلام ،والضغط علي الدول لإقصاء هؤلاء السلفيين ] هذا ملخص ماقرأت وقمت من فوري وخطبت الجمعة وذكرت للناس هذا الذي قرأت ومرت أيام وسمعت في أحد النشرات أن رئيس مؤسسة راند يزور أرض الكنانةوعلمت من حينها أن المكر الذي أعدوه بدأ في التنفيذ.
وخرجت علينا في أرض الكنانة مؤلفات كثيرة للطرق الصوفية تكفر السلفيين وتكفر شيوخهم ،حتي خرجت علينا طريقة جديدة تخرج كتابا شهريا مجاناً ترد علي السلفيين وكان أول كتاب فيه عنوان عريض وهو شيوخ التاويل المنحرف وذكروا أربعة من أئمتنا هم كما قالوا ابن تيمية الحراني وابن القيم المشفق علي إبليس ومحمدبن عبدالوهاب والألباني محدث السلفية هذا نص الكلام.
وقالوا إن الله ابتلي دين موسي بالصهيونية التي حرفته وابتلي الله دين محمد بالوهابية التي حرفته ولازالوا يطبعون الكتب المجانية لتشوية عقيدة السلف .
كل ذلك حرب علي المنهج السلفي والعقيدة السنية المرضية .
وأنا لاأريد أن أزيد فوالله أكثر المكر الذي يعملون أعرفه ومنهم وعلى ألسنتهم من أكثر الطوائف والنحل من يهود ونصارى وعلمانيين ومبتدعين.
ومكر النصارى معلوم لجميع المسلمين ،والتنصير والرد علي القرءان العظيم أيضا معلوم ،لكنه ثَمَّ سؤال يلح كيف حصل ذلك ، وكيف من العز إلي الهوان علي بعض المسلمين فإنه لاتزال طائفة منصورة إلي يوم الدين؟
وجوابي في قصة أرويها لك لتكون علي وعي بالأمر برمته فالقصة هي :
ضعفت الدولة العباسية وتسلطت عليها الرافضة الأثني عشرية وخفضوا عدد الجنود بها ليفعلوا مايروق لهم ، وبعد فترة تمكنوا من إقامة دولة لهم وهي الدولة البويهية وحكموا العراق وشمال جزيرة العرب وأكثر الشام ،واتفق مع ذلك أن تسلط علي شمال إفريقية الدولة الفاطمية وهم من غلاة الروافض وآل امرهم إلي أن عبدوا الحاكم بأمرالله وهم الآن الدروز أو إن شئت قل الجيش الجنوبي الموالي لإسرائيل وهم من أشد الناس حنقاَ علي المسلمين ، المهم أنهم حكموا شمال إفريقية وطرفاَمن الشام وكُتِبَ علي أبواب المساجد بسب الشيخين أبي بكر وعمر –رضي الله عنها-واستتر أهل السنة وهذاهو الزمن الذي تسلط فيه الروافض علي سائر ديار المسلمين ،بل لقد حملوا الصليب مع الصلبين في حربهم ضد أهل السنة، حتي منَّ الله علي المسلمين بعماد الدين زنكي ونور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي بتمكين أهل السنة وهؤلاء هم السلاجقة منَّ الله عليهم فتمكنوا من العباد والبلاد ونصرهم علي أهل الصليب ، وفي هذه الفترة خرج آل عثمان فارين من التتار وكانوا قلة يقال أربع مئة اسرة ومائة فارس ، وهم في طريقهم إذ بهم يجدون راية الإسلام مرفوعة بأيدي السلاجقة وهي تدك الصليب دكاً، فنزلوا مع أهل الإسلام وأبلوا بلاء حسناًفي القتال ، ولما انتهوا من القتال اتفق السلاجقة وآل عثمان (العثمانيون) أن يؤسس آل عثمان دولة لهم علي حدود دولة السلاجقة علي ألا يتوسعوا في الدولة إلا بغزو بلاد الروم .
وهنا قام العثمانيون بالمهمة خير قيام ، فحاربوا الروم ودخلوا بلادهم دولة دولة ،حتي قام البطل الشاب المغوارمحمدالفا تح بفتح القسطنطينية ، وحول كنيسة آيا صوفيا إلي مسجد عظيم وهي كانت من أقوي الضربات علي الكنيسة لاسيما الكنيسة الشرقية فهي كانت عاصمة الكنيسة الشرقية ، ولازال العثمانيون يحاربون ويقاتلون حتي حاصروا المجر والنمسا ودخلوا قلب أوربا،وهنا قام ملوك أوربا وجمعوا الرهبان والقساوسة وتجمَّعوا علي قلب رجل واحد ،وسألوا سؤالاَواحداَوهو لماذا كلما ضربنا الإسلام وقلنا هو مات نراه يقوم شاباًفتياًلايست طيع أحدأن يقف له ؟
فقالوا :لأنهم خدموا دينهم خدمة لم يخدم أحد دينه مثلهم قط.
وقاموا علي قلب رجل واحد لأنه لم يتبقي للمسلمين إلا رومية(روما الفاتيكان) عاصمة الكنيسة الغربية وعندها يقضي أمر الصليب ، فقاموا وجمعوا كتب المسلمين إما بالسرقة أو شرائها بأبهظ الأثمان وعاشوا في الصوامع يُطالعون الكتب بالليل والنهار يقضون أكثر من ثماني عشرة ساعة في المطالعة،ودخلوا عقردار الإسلام في زي التجار وطلاب العلم أو دعوي الإسلام ليسألوا علماء المسلمين عن ما في الكتب ، لأنهم علموا أن للكتب مفاتيح وليست عند أحد إلا عند علماء المسلمين وأغلقوا علي أنفسهم ، حتي يعلموا ما سبب حضارة المسلمين ، واتفق في هذه الفترة أن انغمس العثمانيون في الشهوات والملذات بعد أن تسلطوا علي العباد والبلاد وأصبحت الخلافة لهم ، وهنا استغلت أوربا ذلك وقد علمت مَنًََْْ مِنْ أهل السنة ومن من أعدائها ،حتي استغلوا عداوة الدولة السعدية لأهل السنة في المغرب العربي ودخلوا الاندلس وقضوا علي الإسلام بها وخرج العثمانيون لنجدة أهل الإسلام في الأندلس فلم يفلحوا لماذا ؟
لأن الدولة السعدية الصوفية وقفت ، للعثمانيين
يردونهم إلي حيث أتوا ،ومن خلف العثمانيين الدولة الصفوية الشيعية تريد هي الأخري أن تقضي علي العثمانيين لأنها دولة أهل السنة ،وأصبحت الدولة العثمانية محاطة بأعدائها ،وملوكها منغمسون في الشهوات ، حتي غطي السبات دولة أهل السنة،وهنا فاقت أوربا وأصبح شغلها الشاغل القضاء علي المسلمين ،ولكن هذه الكرة لن يكون بالسيف وإنما تحت غطاء العلم ، فأوربا أصبحت مركزاً للعلوم وينبغي ان يذهب لها من أراد العلم .
واتفق في هذا الزمان أن تسلط محمدعلي علي مصر وكان محمدعلي جاهلاًأميا لايعرف عن الدين شيئاًوخرج ليقاتل الدولة العثمانية بدعم من أوربا ولما قرب علي الدخول إلي الأستانة استعانت الدولة بأوربا وتم تحطيم الأسطول المصري ،وضعفت الدولة العثمانية أكثر بسبب غباء ذلك الجاهل ،ولكي يصبح قوياً لابد أن يرسل البعثات إلي أوربا ،وأرسل البعثة المصرية لتلقي العلوم من أوربا ، وأرسل معهم الواعظ المصري رفاعةرافع الطهطاوي ، وهناك تم مسخ عقول الشباب وعلي رأسهم الواعظ المصري ، وعاد الواعظ إلي مصر وعلي أنه الداعية المجدد أوحد المجتهدين ، وذلك لأن الناس في ذلك الزمان فتنوا بأوربا فالمصابيح بالكهرباء وغير ذلك مما لم يكن معروفاً،ودعا ذلك الواعظ إلي الإختلاط ظناً منه أن ذلك من أسباب الحضارة الأوربية .
واستعان محمدعلي في دولته بالأوربيين ودخلوا مصر علي أنهم خبراء التعليم والجيش وهم في الأصل مستشرقون ومبشرون وهم الذين خرجوا نتيجة المطالعات التي ذكرتها لك آنفاً،وبدأت من هنا الحرب علي الدين ، مرة بإحلال العامية مكان العربية ،ومرة بالتعليم ومرة بالصحافة وغيرذلك مما تعلم ،وخرج مرقص فهمي الصليبي المحترق بتأليف المرأة في الشرق ودعا إلي الأختلاط، ونزع الحجاب وتبني الفكرة من بعده الأميرة نازلي وروت الأخبار أنها تنصرت ، وكذلك تبنها قاسم أمين وسعد زغلول وهدي شعراوي ، وتمكن النصاري العرب والعجم من الصحافة والتعليم والإقتصاد بل مكنوا للإستعمار.
ومن حينها وكل يوم يخرج جديد في ضرب قواعد المسلمين.
لكن الله في ذلك الحقبة أخرج لنا إمام المسلمين وشيخ الإسلام والدين بحر العلوم وحسنة الأيام وبدر الزمان الحبر العلامة محمدبن عبدالوهاب في جزيرة العرب وأعانه الله بالسلطان الصالح البار بدينه محمدبن سعود رحم الله الإمامين ،وقامت الدولة السعودية السلفية الأولي عليهما ، ونشرت الدين وطريقة السلف الصالح ،لكن المستشرقين
كانوا علي دراية بأن هذه الدعوة هي دين محمد علي الحقيقة- صلي الله عليه وسلم- ونصت جمهرة (دائرة)المعارف البريطانية علي أن دعوة الإمام محمدبن عبدالوهاب هي نفسها دعوة رسول الله –صلي الله عليه وسلم-هؤلاء المستشرقون كانوا وراء الخلافة ومحمدعلي في أن تخرج الجيوش المصرية لإستئصال الدعوة المباركة ، وهزمت الدولة السعودية الأولي ،لكن بفضل الله قامت الدولة السعودية الثانية والثالثة وهي باقية إلي اليوم لأن الباطل لابد أن يزول ،زالت دولة محمدعلي وبقيت دولة الإمامين محمدبن عبدالوهاب ومحمدبن سعود.
هذه هي القصة أطلقتها من قلبي وفيها الكثير لم أخبرك عنه لأني رجل فقير لاأجد وقتاً لأكتب أوأقرأ للعمل ليلاونهارا لأجد ماأقيم به صلبي وصلب أمرأتي ، المهم أن تعلم المكر عظيم والآن يبغون وأدالصحوة الإسلامية ،واستئصال دين المسلمين ، وتشوية دعوة السلفيين ،حتي دب فكر المنحرفين إلي جميع دول المسلمين ودبت المنكرات والشهوات في أكثر بيوت المسلمين.
وأعود إلي عنوان الذي أكتب وهو لابد من الإجتهاد في كافة العلوم الامة تحتاج إلي من يدفع عن دينها مكر أعداء الله ، وأنا أخاطبك أنت أنت الذي تقرأ الآن لما لاتكون أنت الذي تريده الأمة ، الأمة تحتاجك أن تكون بخاري الزمان ، أنت وقد منَّ الله عليك بعلم الحديث ، كيف تنام والطعن علي سنة سيدالأنام –عليه الصلاة والسلام-كيف لاتعكف علي صحيح البخاري فتحفظه وتقرأ جميع شروحاته التي تقع تحت يديك وإن كنت غنياً فاطلب جميع الشروحات ولو كانت مخطوطات ، واسئل العلماء عنه حديثاًحديثاً، واقرأ جميع ماقيل من شبهات ورد علماء الملة عليها ، لاتترك شيئاً عن الصحيح ومؤلفه إلاعلمته، حتي تقف علي الثغر وإذا خرج علينا قزم من قبل أن تستنفر تكون قد هدمت بنيان مقاله ، فيعلمون أن للبخاري من يقوم له فيدخل كل قزم عُشه ، وبالجملة لاتترك شيئاًعن البخاري من سنده ومتنه إلا وقد حواه قلبك واستوعبه عقلك.
وأنت –أيها الأثري –منَّ الله عليك بالتفسير بالله عليك أمتك تحتاجك ، اعكف علي التفسير لاتترك تفسيراًسلفياًإل ا وقد فهمته واستوعبته وحفظت أقوال أصحاب رسول الله –صلي الله عليه وسلم – في كل آية،وتعرف علي جميع المخالفين من تفاسيرهم وردود علماء السنة عليهم ، وتعرف علي جميع شبه الكافرين فيه وردود المسلمين عليهم ، وابك الدم وادع الله أن يعلمك القرءان وأن يجعلك من أعلم الخلق بالقرءان ، وقم وادفع عن القرءان واجعل وقتك كله فيه من تعلم وتعليم ورد علي أعداء الدين ،ماتترك عن القرءان شيئاً إلا وتعلمه ، لما تتكاسل عنه ، ولاتحقرن من خدمته شيئاً ولوأن تحفظ الأطفال القرءان ، وابدأ اليوم في خدمة نفسك بالدفاع عن كتاب الله ، اليوم اليوم اجمع علوم القرءان وماتعلق بذلك ولاتبخل علي الكتب فهي خير ما تجمع ،واكتب أبحاثك واعرضها علي العلماء ، ولاتستعجل النشر حتي تنضج في العلم ، لأنك إن خرجت في فترة الخمول شهرك الناس أنك جاهل ولو كنت قوياً بعد ذلك وقف ذلك عقبة في دعوتك،أيها الأثري في عنقك أمانة الدين ، فحصل العلم وبلغ العلم، واجعل فكرك في العلم لايفارقك أبداً ولو في المنام، بل ليكن العلم في رؤياك، فكر فيه وأنت تأكل وأنت تسيروأنت تنام ، وأخلص النية وحررها لرب العالمين .
وأنت يامن يروم الفقه لما النوم لما الذهاب مع هذا وذاك ، كتب الفقه كثيرة ليس وقت إلا لها ، اجمع جميع كتب الفقه واقرأ وحرر المسائل واعرف المذاهب والراجح من المرجوح ، واجعل لك كناشاً تجمع فيه في كل مسئلة أقوال العلماء واعرف الأصول ، ثم انتقل لمعرفة المسائل النوازل ففي كل يوم جديد يحتاج إلي فقيه حاذق ،فالعيب ليس في الدين ولكن العيب في المتفقهة، أنهم لايستطيعون تحرير المسائل وتخريج الفروع علي الأصول ،وأنا أحيلك إلي محاضرة الشيخ العلامة صالح آل الشيخ كيفية دراسة الفقه وضرورة التفقه في الدين، واقرأ سير العلماء في علوهممهم .
وأنت أيها الأثري الذي يروم العربية أما علمت أن العربية من شعائر الدين كما نص علي ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم ،أما علمت أن التنصير يدخل عن طريق أدب اللغة ،أما جاءك أن العربية يريدون هدمها من جذورها وأن يحل محلها العامية في كل دولة من دول العرب ،فمصر يقعد لها قواعد لعاميتها وبالفعل صدرت في ذلك كتب ، والمغرب يحل مكان العربية اللغة البربرية وكذا في كل دولة ، أما علمت أن أهل البدع أرادوا تحريف اللغة لإثبات مذهبهم كما فعل الزمخشري –عفا الله عنه- فقال :لن تفيد التأبيد لينفي عن الله الرويا في قوله –تعالي- [لن تراني]وهي لاتفيد التأبيد أصلاً في لفة العرب ، تعلم العربية وارسخ فيها ودافع عنها فهو دفاع عن القرءان العظيم، لأنها لغة القرءان العظيم، لاتترك فناً من فنونها إلا وأقبل عليه تعلم النحو والبلاغة والأدب والشعر والصرف والعروض ، وحاول أن تكون أكاديمياً بالإلتحاق بأي جامعة عربية ليحل السلفيون مكان العلمانيين .
وأنتِ أيتها الأثرية الدرة المكنونة والجوهرة المصونة ، لكِ دورٌ ،قد علم أعدائنا أنك لستِ نصف الأمة إنما أنت الأمة كلها ،علموا أنك تربين البنين والبنات ، فيخرج من يديك الأمة ، فراموا إفسادك ، ووهموك أنك مهدرة الحق في الإسلام ، وهم الذين أهدروا حقها في القديم والحديث ، ففي القديم لاتلمس إن إن كانت حائض لأنها نجسة ولم يقل ربنا أنها نجسة في أي شريعة من الشرائع ،وجعلوها في القديم للمتعة وكفي ، وفي الحديث لايبيعون منتجاًإلا بالنساء فهي عندهم ليس إلا وسيلة للبيع والشراء وتحصيل الأموال ، وإغواء من أرادوا إغوائه ،قد حطموها أما وحطموها زوجة وحطموها ابنة،ولذلك قلما تجد عفيفة عندهم ، أكثر النساء عندهم يتمتع بها أي أحد رامها،حتي ولو أخوها أوأبوها فكل أمر عندهم مباح ، ويريدون لأمة الإسلام ذلك، لكن الحمدلله أمة الإسلام تعود لربها ولبيتها ولحجابها،حتي طالعت في أحد الصحف الرسمية المصرية أن جامعة تل أبيب تصرخ في وجهة أجهزة المخابرات الإسرائيلية والأمريكية ، بأن الشباب المصري به 65%منهم يحملون في جيوبهم كتاب الله ،وأن 85%من الفتيات يرتدين الحجاب ، وأن الأجهزة المخابراتية كانت تغط في السبات العميق ،وما تأولت فيهم إلا قول الله –تعالي- (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلي جهنم يحشرون]،وقدانفقوا أموالهم ليصدوا عن الدين ،لكن الله رد النساء إلي وسيتم الله النعمة ، ويعود الناس للدين .
أيتها الفاضلة أولادك هم مستقبل هذا الدين لاتتركيهم للخادمة عربية أوعجمية وأنا أستعجب من العرب كيف يتركون الطفل لعجمية كيف يتلقن العربية ،أو كيف يستقيم لسانه،احرصي أشد الحرص علي تربية الغلام علي محاسن هذا الدين العظيم ،لما لاتبذرين نية أن يكون له شأن بالدين ، لما لايكون للمتقين إماما ، أما لكِ أسوة بأمرأة عمران ، كانت تريد أن يخرج غلام للدين ، فكان فتاة من أكمل نساء العالمين ، وأخرج الله منها عيسي –عليه السلام -،بالله عليك اجعل ابنك من علماء المسلمين وأنا لا أقلل من شأن العلوم الأخري ، لكن الأمة محتاجة إلي طلاب العلم، احفظي ولدك من الفتن ، أما سمعت عن الذين تركوا الأسلام بأرض الكنانة ودخلوا النصرانية ،أتريدين لولدك أن يكون نصرانياً،أتريدي ن أن تبني بنياناً للنار، واحفظي أمر زوجك وحضيه علي العلم النافع والعمل الصالح،واطلبي العلم ،واحفظي حجابك ،وأمري بالمعروف وانهي عن المنكر .
ياأهل الأثر- ياأتباع محمد-صلي الله عليه وسلم- اجتهدوا حق الاجتهاد ، واطلبوا العلم وكونوا علي الطريقة السلفية ،واتبعوا أمر علمائكم ،وإياكم والشقاق وكثرة الخلاف.
من لم يعِ القرءان فاليوم فليبدأ في مراجعته وحفظه في الصدور ،وليعلم أنه أصل الأصول ، وأنه لم نعرف جيلاً أسس دولة في بضع وعشرين سنة إلا جيل القرءان الصحابة –رضي الله عنهم- فلو كنا كالجيل الاول لكنا مثلهم في السؤدد.
دعكم من كل شيء وطالعوا كتب الصحاح وعلوم السنة ،وتفاسير أهل الحديث ،اجتهدوا في نشر سنة رسول الله –صلي الله عليه وسلم-بكل ما أوتيتم من سبيل في كل مكان ، في الطرقات والأهل والأحباب ، في المدارس والجامعات ،في الأسواق ،في الأماكن العامة والخاصة،من استطاع أن يكتب فليكتب ومن استطاع أن يحاضر فليحاضر.
إياكم والتقاعس عن الأمانة، اقرأ خمسة عشر ساعة وزد علي ذلك وانقص قليلاًولاتفتر، أعدائنا لاينامون ، ولن يهدأ لهم بال إلا بعد استئصال الإسلام،اخرجوا للناس بحلم وحكمة وعلم وعلموهم وانصروا عقيدتكم.
في القلب الكثير مايعجز أن يسطره البنان ، كتبت هذه التذكرة السريعة لنفسي ولإخواني من أهل الأثر-بارك الله في الجميع- .
أسال الله أن يمن علي السلفيين بنعمة اتمام امرها ونصرتها ،وأن يغفر لي ولوالدي ولعموم المسلمين.
وختاماً: لايحق لمثلي أن يكتب بينكم فمنكم المحدث ومنكم اللغوي البارع ومنكم التقي النقي ، وأنا يعلم الله لست واحداً من هؤلاء ،ولاأعلم لما أتجرأ وأكتب ، فعساني أن ألق بينكم عفواًوسماحاً.
وصلي الله وسلم وبارك علي خليله محمد وعلي آله و
صحبه أجمعين.
وكتب أبوعبدالرحمن أميربن فوزي السلفي المصري