-
رد: طرف ، وملح ، وفوائد
إذا أراد الله بعبد خيرا بصره بعيوب نفسه وهداه لعلاجها..
وهناك طرق لمعرفة الإنسان عيوبه:
1- أن يطلب صديقا صدوقا بصيرا، ينصبه على نفسه ويأمره بملاحظة أحواله؛ فينبهه على المكروه منها.
لكن هذا عسر؛ لأنه قل في الأصدقاء من يترك المداهنة = فيخبر بالعيب، أو يترك الحسد = فلا يزيد على القدر الواجب.
2- أن يستفيد ذلك من ألسنة أعدائه، فانتفاع المرء بعدو مشاحن يذكر عيوبه؛ أكثر من صديق مداهن يخفي عيوبه.
3- أن يخالط الناس فكل ما يراه مذموما بين المسلمين = يجتنبه.
باختصار وتصرف من منهاج القاصدين 2/612.
-
رد: طرف ، وملح ، وفوائد
قال العلامة ابن سعدي رحمه الله :
فكما أن على العبد أن يقوم بتوحيد الله فعليه أن يدعو العباد إلى الله بالتي هي أحسن ، وكل من اهتدى على يديه فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء .
وإذا كانت الدعوة إلى الله ، وإلى شهادة أن لا إله إلا الله فرضا على كل أحد ، كان الواجب على كل أحد بحسب مقدوره .
فعلى العالم من بيان ذلك والدعوة والإرشاد والهداية أعظم مما على غيره ممن ليس بعالم .
وعلى القادر ببدنه ويده أو ماله أو جاهه وقوله أعظم مما على من ليست له تلك القدرة .
قال تعالى : { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } ، ورحم الله من أعان على الدين ولو بشطر كلمة ، وإنما الهلاك في ترك ما يقدر عليه العبد من الدعوة إلى هذا الدين .
«القول السديد» ص:29.
-
رد: طرف ، وملح ، وفوائد
لطيفة
وردت هاء السكت في تسعة مواضع من كتاب الله، وهي هاء ساكنة تلحق آخر الكلمة يوتى بها لتبين بها حركة ما قبلها.
والمواضع هي:
في البقرة :{فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ}
في الأنعام :{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ }
في الحاقة:{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ}
{إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ}
{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ }
{وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ}
{مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ}
{هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ}
في القارعة:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ}.
-
رد: طرف ، وملح ، وفوائد
لحظت أن أهم الأحاديث في فضل خديجة رضي الله عنها روتها عائشة رضي الله عنها !
فمن ذلك: ما في الصحيحين عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها.." الحديث، وفيه تثبيت خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم ومساندته على الدعوة.
وفي البخاري عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: «ما غرت على امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم، ما غرت على خديجة، هلكت قبل أن يتزوجني، لما كنت أسمعه يذكرها، وأمره الله أن يبشرها ببيت من قصب، وإن كان ليذبح الشاة فيهدي في خلائلها منها ما يسعهن»
وفي رواية:
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ما غرت على خديجة، وما رأيتها، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة، فيقول «إنها كانت، وكانت، وكان لي منها ولد»
وفي مسلم عن عائشة، قالت: «لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم على خديجة حتى ماتت»
فعائشة رضي الله عنها روت أحاديث فضل خديجة مع أنها لم تغر على امرأة كغيرتها منها!
إنه الإنصاف العظيم، ونشر العلم وفضيلة أهل الفضل ولو كان ذلك حسب مكانة المتكلم.
ومن إنصافها رضي الله عنها
ما رواه مسلم عن عبد الرحمن بن شماسة، قال: أتيت عائشة أسألها عن شيء، فقالت: ممن أنت؟ فقلت: رجل من أهل مصر، فقالت: كيف كان صاحبكم لكم في غزاتكم هذه؟ فقال: ما نقمنا منه شيئا، إن كان ليموت للرجل منا البعير فيعطيه البعير، والعبد فيعطيه العبد، ويحتاج إلى النفقة، فيعطيه النفقة، فقالت: أما إنه لا يمنعني الذي فعل في محمد بن أبي بكر أخي أن أخبرك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول في بيتي هذا: «اللهم، من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم، فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم، فارفق به».
وقولها في الحديث الآخر: "أما إنه لا يمنعني الذي فعل في محمد بن أبي بكر أخي أن أخبرك ما سمعت.."
فهذا الأمير هو معاوية بن حديج وكان قد قتل أخاها محمدا رضي الله عنهم، وتجاوز.
وقد اختلف أهل العلم في عائشة وخديجة أيهم أفضل،
ففضل قوم خديجة ،
وقوم عائشة،
وتوسط آخرون فقالوا: خديجة أفضل من وجه وعائشة أفضل من وجه، فلخديجة فضل السبق وتثبيت النبي صلى الله عليه وسلم في أول الأمر، وهي أم أكثر أولاده.
وعائشة بحملها كثيرا من علم النبي صلى الله عليه وسلم وتبليغه الأمة.
وهذا اختيار شيخ الإسلام وتلميذه.
-
رد: طرف ، وملح ، وفوائد
من أنشب مخالبه في الدنيا وطمع أن يتخلص من الشيطان = كان كمن انغمس في العسل وطمع أن الذباب لا يقع عليه.
"منهاج القاصدين" ص590.
-
رد: طرف ، وملح ، وفوائد
قال الإمام ربيعة: «لا ينبغي لأحد عنده شيء من العلم أن يضيع نفسه»
ذكره الإمام البخاري في باب «رفع العلم وظهور الجهل».
ومن تضييع طالب العلم لنفسه ألا يجتهد في تحصيل العلم ونشره بين الناس، ويتشاغل عنه بما لا يوزايه في النفع وحاجة الناس.
-
رد: طرف ، وملح ، وفوائد
مثال الشيطان مثال كلب جائع يقرب منك، فإن لم يكن في يديك لحم ..= فإنه ينزجر بأنه تقول له: أخسأ. فمجرد الصوت يدفعه.
وإن كان بين يديك شيء من ذلك ـ وهو جائع ـ لم يندفع بمجرد الكلام.
فكذلك القلب الخالي عن قوت الشيطان = ينزجر بمجرد الذكر.
«منهاج القاصدين» 2/589.
-
رد: طرف ، وملح ، وفوائد
سمعت جمعا من الفضلاء يستخدمون لفظ : «الذات الإلهية» حين يذكرون ـ مثلا ـ من يسب الله أو يتنقصه ـ تعالى عما يقول الظالمون، فيقول القائل: هذا يسب الذات الإلهية أو يتنقص الذات الإلهية.. ونحو ذلك، وهذا التعبير فيه نظر، ولا أدري ما الداعي له، فالأصوب أو الصواب أن يقول: هذا يسب الله أو يتنقض الله.
-
رد: طرف ، وملح ، وفوائد
الإنسان إذا أصابته المصائب بذنوبه وخطاياه = كان هو الظالم لنفسه،
فإذا تاب واستغفر = جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب.
والذنوب مثل أكل السم؛ فهو إذا أكل السم = مرض أو مات .. فإن شرب الترياق النافع = عافاه الله، فالذنوب كأكل السم، والترياق النافع كالتوبة النافعة،
والعبد فقير إلى الله تعالى في كل حال، فهو بفضله ورحمته = يلهمه التوبة، فإذا تاب = تاب عليه، فإذا سأله العبد ودعاه = استجاب دعاءه، كما قال : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }.
مجموع الفتاوى 8/240.
-
رد: طرف ، وملح ، وفوائد
قال ابن حزم في كتابه «مداواة النفوس»: «استبقاك من عاتبك، وزهد فيك من استهان بسيئاتك، العتاب للصديق كالسبك للسبيكة؛ فإما تصفو، وإما تطير».اهـ
هذه الكلمات النيرة من أعظم قواعد الصداقة والصحبة، لكن الإشكال يحدث من:
عتاب زائد، وعلى ظنون وشكوك، وسوء فهم.
ومن: سكوت على العيوب بسبب الحياء أو عدم الاكتراث بتصحيحها، أو من وساوس الشيطان بأنك لو كلمته لحقد عليك ولفهمك غلطا و.. إلخ.
-
رد: طرف ، وملح ، وفوائد
تنبيه لطيف من ابن تيمية، في الشبهات التي يوردها أهل الباطل
قال الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
«واعلم أنه ما من: حق ودليل إلا ويمكن أن يرد عليه شُبه سوفسطائية؛ فإن السفسطة:
إما خيال فاسد
وإما مُعاندة للحق
وكلاهما = لا ضابط له؛ بل هو بحسب ما يخطر للنفوس من:
الخيالات الفاسدة، والمعاندات الجاحدة».
«شرح الأصبهانية» ص60.
هذا الكلام الجميل، يجب أن يستحضر دائما، ويعلم أن كثرة الإيرادات والشبه لا تعني ضعف القول ولا بطلانه.
والكفار وأهل البدع والفساق يوردون الإيرادات الكثيرة على النصوص والحكام والفتاوى، ويحشدون لذلك لكل ما يقدرون عليه من شبه سوفسطائية، فيتخلخل يقين كثير الناس ممن لم يتحصنوا بالعلم النافع، ويتشوش اعتقادهم، ويظنون أنهم على شيء!
-
رد: طرف ، وملح ، وفوائد
قال الإمام أبو بكر المروُّذي عن الإمام أحمد بن حنبل: «كان إذا بلغه عن رجل صلاح أو زهد أو اتباع الأثر = سأل عنه، وأحب أن يجري بينه وبينه معرفة».
«الآداب الشرعية» لابن مفلح 2/7.
هذا الأثر فيه أن الإمام على عظيم منزلته كان يحب أن يتعرف على أهل الخير، لما في ذلك من التعاون على البر والتقوى.
-
رد: طرف ، وملح ، وفوائد
في« منهاج القاصدين» 2/584: متى رأيت مشغولا بأمور الدنيا يجحد شيئا من علوم الدين = فأعلم أنه لبعده عنه، فمن أين يظفر سالك الشرق بما في الغرب ؟!
-
رد: طرف ، وملح ، وفوائد
قال شيخ الإسلام: «الورع المشروع؛ هو: أداء الواجب وترك المحرم؛ ليس هو ترك المحرم فقط».
«مجموع الفتاوى» 29/279.
وقال: يقع الغلط في الورع من جهة: اعتقاد كثير من الناس أنه من باب الترك؛ فلا يرون الورع إلا في ترك الحرام لا في أداء الواجب، وهذا يبتلى به كثير من المتدينة المتورعة، ترى أحدهم يتورع عن الكلمة الكاذبة وعن الدرهم فيه شبهة، ويتورع عن الركون إلى الظلمة، وذوي الفجور في الدنيا، ومع هذا يترك أمورا واجبة عليه؛ إما عينا وإما كفاية، وقد تعينت عليه من: صلة رحم ؛ وحق جار ومسكين وصاحب ويتيم وابن سبيل، وحق مسلم، وذي سلطان، وذي علم، وعن أمر بمعروف ونهي عن منكر، وعن الجهاد في سبيل الله؛ إلى غير ذلك مما فيه نفع للخلق في دينهم ودنياهم مما وجب عليه.
أو يفعل ذلك لا على وجه العبادة لله تعالى بل من جهة التكليف ونحو ذلك.
ولهذا يحتاج المتدين المتورع إلى علم كثير بالكتاب والسنة والفقه في الدين؛ وإلا فقد يفسد تورعه الفاسد أكثر مما يصلحه.
ومن جهة: المعارض الراجح؛ فإن الشيء قد يكون جهة فساده يقتضي تركه = فيلحظه المتورع؛ ولا لحظ ما يعارضه من الصلاح الراجح.
وقد تبين أن من جعل الورع الترك فقط ؛ وأدخل في هذا الورع أفعال قوم ذوي مقاصد صالحة بلا بصيرة من دينهم وأعرض عما فوتوه بورعهم من الحسنات الراجحة فإن الذي فاته من دين الإسلام أعظم مما أدركه فإنه قد يعيب أقواما هم إلى النجاة والسعادة أقرب، وهذه القاعدة منفعتها لهذا الضرب وأمثاله كثيرة؛ فإنه ينتفع بها أهل الورع الناقص أو الفاسد وكذلك أهل الزهد الناقص أو الفاسد.
انتهى من 20/139 بتصرف واختصار
-
رد: طرف ، وملح ، وفوائد
لطيفة:
لحفص عن عاصم السكت في مواضع، والسكت: هو قطع الصوت زمنا يسيرا من غير تنفس.
وهذه المواضع هي :
(عوجا)[1: الكهف]، و (مرقدنا) [52:يس] ، و(من راق) [27:القيامة]، و (بل ران) [14: المطففين].
فيسكت القاري على الألف في (عوجا) ثم يقول: (قيما)، وكذلك على الألف من (مرقدنا) ثم يقول: (هذا ما وعد الرحمن)، وكذلك على النون من (مَن) ثم يقول: (راق)، وكذلك على اللام مِن (بل) ثم يقول: (ران على قلوبهم).
وهذا السكت في هذه المواضع لحفص وحده من بين القراء العشرة، وقد صح عنه ـ أيضا ـ الوصل كبقية القراء.
ويلاحظ أن ما في الكهف رأس آية، والسنة الوقف على رؤوس الآي، وإن وقف القاري= فالوقف يسقط هذا الحكم.
ووجه السكت في (عوجا) = قصد بيان أن (قيما) بعده ليس متصلا بما قبله في الإعراب؛ فيكون منصوبا بفعل مضمر تقديره: أنزله قيما؛ فيكون حالا من الهاء في أنزله (1).
وفي (مرقدنا) بيان أن كلام الكفار قد انقضى، وأن قوله: (هذا ما وعد الرحمن) ليس من كلامهم؛ فهو إما من كلام الملائكة، أو من كلام المؤمنين.
وفي: (من راق)، و(بل ران) قصد بيان اللفظ = ليظهر أنهما كلمتان.
وهناك موضع آخر وهو: (ماليه * هلك) [28-29:الحاقة] ، ولحفص فيه السكت إن أراد الوصل، وله الإدغام. وللقراء خلاف في إثبات الهاء وصلا، وفي السكت، والإدغام.
مستفاد من «النشر في القراءات العشر» وعدد من كتب التجويد.
________
(1) وفيه وجوه أخر في الإعراب.
-
رد: طرف ، وملح ، وفوائد
إذا أشكل عليك شيء:هل هو حلال أو حرام؛ إما مأمور به أو منهي عنه فـ = انظر إلى أسبابه الموجبة وآثاره ونتائجه الحاصلة؛ فإذا كانت منافع ومصالح وخيرات وثمرات طيبة =كان من قسم المباح أو المأمور به، وأذا كان بالعكس = كانت بعكس ذلك.
«مجموع الفوائد واقتناص الأوابد» ص83. لابن سعدي حكاه عن ابن تيمية وابن القيم.
طبعا هذا الكلام موجه لأهل العلم وطلابه، وإلا فالعامي فرضه أن يسأل أهل الذكر، إلا أن يكون في موقف لا يتيسر فيه السؤال.
-
رد: طرف ، وملح ، وفوائد
غلَّط الأصمعيُّ المفضلَ في كلمة من بيت من الشعر، فجعل المفضل يشغب، فقال له: «تكلم بكلام النمل وأصِب، لو نفخت في شبور يهودي ما نفعك»! «مجالس العلماء» للزجاجي ص14.
وصدق والله، فالصواب ولو قيل بأهدى صوت = فله سلطان على القلوب والعقول السليمة، وهو الذي سيبقى، والصراخ والشغب وتكثير الكلام = قد يغطي سوءة المخطي عند من يؤثر فيه الضجيج فقط.
ومن طريف ما يقال: أن هذا الموقف حصل ما يشبهه، للأصمعي مع أبي عمرو الشيباني، لكن كان الأصمعي فيها في مكان المفضل!
«مجالس العلماء» للزجاجي ص18.
-
رد: طرف ، وملح ، وفوائد
«كان الإمام أحمد وغيره من الأئمة إذا خشوا فتنة بعض المستمعين بسماع الحديث = لم يحدثوه به. وهذا الأدب مما يتنازع فيه العلماء؛ فإن كثيرا من العلم = يضر أكثر الخلق، ولا ينتفعون به؛ فمخاطبتهم به مضرة بلا منفعة».
قاله الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية في"جواب الاعتراضات المصرية" ص159.
ومن ذلك أحاديث الوعد فكثير من الناس لم يحسن فهمها، فحملتهم على التهاون في الواجبات والتقصير فيها.
وكذلك نصوص الوعيد إذا حدث به بعض الناس قنطوا من رحمة الله وتركوا التوبة.
ومما عمت به البلوى اليوم تعليم الناس خلاف العلماء في أكثر المسائل من غير زرع لتعظيم الشريعة في قلوبهم، وأهمية البحث عن مراد الله = فحملت جملة من الناس على التهاون بأمر الله اتكالا على الخلاف من غير أن يكون هناك ضابط يضبط به أمر ما يأخذون وما يذرون؛ بل اتباعا للهوى، لا بحثا عن مراد الله وشرعه.
-
رد: طرف ، وملح ، وفوائد
قال الإمام الخطابي في «العزلة»: «فما حاجتك إلى عَنَاء لا غَنَاء له، وتعب لا نجح فيه، وما أَرَبك بصحبة قوم لا تستفيد بلقيهم علما، ولا بمشهدهم جمالا، ولا بمعونتهم مالا، إذا تأملتهم حقا = وجدتهم إخوان العلانية، أعداء السريرة، إذا لقوك تملقوك، وإذا غبت عنهم سَبَعُوك، من أتاك منهم =كان عليك رقيبا، ومن خرج قام بك خطيبا».
-
رد: طرف ، وملح ، وفوائد
قال سليمان التيمي رحمه الله : «ما أغضبتَ أحدا = فسمع منك».
قلت: وهذه قاعدة عظيمة في النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فاللين مع المنصوح والمأمور = يفتح قلبه لقبول ما عندك، وعكسه بعكسه.