رد: إذا اختلف المتقدم والمتأخر في مسألة فقول من يُقدم ؟؟
الهدف من المثال إثبات كلام للمتأخر في تصحيح حديث ضعفه متقدم إعتمادا على قرائن، ثم قد تبلغ من الشخص درجة من اليقين في ما يقرره فلا يشك في صحّة مذهبه و لا يعاب على هذا الشخص إن كان كلامه مبنيا على أدلة صحيحة حتى و إن اختلف المتقدمين. و اختلاف المتقدمين في أمر لا يعني أن لا يظهر الحقّ الذي لا مرية فيه للمتأخرين و قد أجاز العلماء إمكانية إجماع المتأخرين على أقوال اختلف فيها من سبقهم و قد ذكروا أمثلة.
رد: إذا اختلف المتقدم والمتأخر في مسألة فقول من يُقدم ؟؟
اقتباس:
قال ابن تيمية رحمه الله:
(( وكل قول ينفرد به المتأخر عن المتقدمين، ولم يسبقه إليه أحد منهم، فإنه يكون خطأ كما قال الإمام أحمد بن حنبل: إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام ))
/// وقَالَ شيخُ الإسلام ابنُ تيمية: ((ومَنْ آتاه اللهُ علماً وإيماناً عَلِمَ أنّه لا يكون عند المتأخرين من التحقيق إلا ما هُو دونَ تحقيقِ السلفِ لا في العلم ولا في العمل)) المجموع (7/436).
/// وقَالَ ابنُ رَجَب:((وقد ابتلينا بجَهَلةٍ من النّاس يعتقدون في بعض من توسع في القول من المتأخرين أنه أعلم ممن تقدم، فمنهم من يظن في شخص أنه أعلم من كل من تقدم من الصحابة ومن بعدهم لكثرة بيانه ومقاله، ومنهم من يقول هو أعلم من الفقهاء المشهورين المتبوعين...وهذا تنقص عظيم بالسلف الصالح وإساءة ظن بهم ونسبته لهم إلى الجهل وقصور العلم)) فضل علم السلف على علم الخلف
/// وقَالَ العلائيُّ:((الحك ُ على الحديثِ بكونهِ موضوعاً من المتأخرين عَسرٌ جداً...وهذا بخلاف الأئمة المتقدمين الذين منحهم الله التبحر في علم الحَدِيث، والتوسع في حفظه، كشعبة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ونحوهم.
ثمّ أصحابهم مثل: أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه، وطائفة منهم.
ثمّ أصحابهم مثل: البخاريّ، ومسلم، وأبي داود، والترمذي، والنسائيّ وكذلك إلى زمن الدارقطنيّ والبيهقي، ممن لم يجيء بعدهم مساوٍ لهم بل ولا مقارب - رحمة الله عليهم -.
فمتى وجد في كلام أحد من المتقدمين الحكم على حَدِيث بشيء كان معتمداً لما أعطاهم الله من الحفظ العظيم، والإطلاع الغزير، وإنْ اختلف النقل عنهم عدل إلى الترجيح))
رد: إذا اختلف المتقدم والمتأخر في مسألة فقول من يُقدم ؟؟
أخي كلا المدرستين يعتمد قول الإمام أحمد و شيخ الإسلام الذي ذكرت و كذا ما نقلت من أقوال الأئمة و يعتبر أنّ مذهبه قد ذهب إليه إمام
فالسير على أصول الأئمة و منهجيتهم و كذا الإعتماد على جرحهم و تعديلهم للرواة و اعتبار القرائن في التصحيح و التضعيف و كذا اعتماد القرائن في قبول كلام إمام أو ردّه لا يعتبر من القول الذي لم يقل به إمام
فإذا كان يراعى القرائن في قبول ما ينسب للنّبي صلى الله عليه و سلّم ممن جاء بعده فكذلك ينبغي أن تراعى القرائن في قبول كلام الأئمة و اعتماده ممن جاء بعدهم.
رد: إذا اختلف المتقدم والمتأخر في مسألة فقول من يُقدم ؟؟
رحم الله علماء الأمة... انظروا في أقوال هؤلاء
رحم الله ابن معين حين سألوه: ما تتمنى؟ قال: بيت خالي وإسناد عالي.
رحم الله الوادعي: لا يوجد حفاظ الآن، غاية ما هنالك باحثون.
خفاء العلة على المعاصر أمر عسير، وكان للأوائل أمر يسير... شتان أن نقارن صدر الأمة بذيلها.
ولا يأخذ أحدكم الأعيان بأمثلة يضربها، بل ضرب الأعيان كمثال يقدح في علم المتقدمين فيضيع علم المتأخرين تبعًا له، وقد يجنح البعض لشيخه... وهذه جناية.
بل وعند جمهور العلماء... الطبقة العاشرة ليست كالطبقة السابعة... والطبقة الخامسة لا تقارن بالطبقة الثانية.
هذا إن تساوى كل واحد منهم في الطلب والهمة والمعرفة.
وأما الآن، فبيان ما هو مكنوز في كتب العلماء وبيان ما فيها... وبدون العلماء لضاع العلم كما أخبر المصطفى - صلى الله عليه وسلم.... حين قال يُرفع العلم، وحصره في العلماء بـ {إنما}
فلا يُحط من القدماء ويستهون بهم، ولا المعاصرين فيستهزأ بهم، فكلاً من السلوكين فاسد.
بارك الله فيكم.
رد: إذا اختلف المتقدم والمتأخر في مسألة فقول من يُقدم ؟؟
اقتباس:
خفاء العلة على المعاصر أمر عسير، وكان للأوائل أمر يسير... شتان أن نقارن صدر الأمة بذيلها.
و لكن ليس بمستحيل دائما و قد يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر