رد: * فوائد متنوعة متجددة :
جزيت خيرا على الفوائد الرائعة القيمة ، نفع الله بك وبما تكتب ، وأجزل لك الأجر و المثوبة .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أبو معاذ البخاري
قال ابن عبدالهادي (ت744هـ) في الطبقات :
(قلت: وقد طالعت أكثر كتاب (الملل والنحل) لابن حزم فرأيته قد ذكر فيه عجائب كثيرة ونقولاً غريبة, وهو يدل على قوة ذكاء مؤلفه وكثرة اطلاعه.
[color=red
لكن تبين لي منه أنه جهمي جلد[/color] , لا يثبت معاني أسماء الله الحسنى إلا القليل , كالخالق والحق, وسائر الأسماء عنده لا تدل على معنى أصلاً كالرحيم والعليم والقدير ونحوها, بل العلم عنده هو القدرة, والقدرة هي العلم, وهما عين الذات, ولا يدل العلم على معنى زائد على الذات المجردة أصلاً, وهذا عين السفسطة والمكابرة.
وكان ابن حزم في صغره قد اشتغل في المنطق والفلسفة, وأخذ المنطق عن محمد بن الحسن المذحجي, وأمعن في ذلك فتقرر في ذهنه بهذا السبب معاني باطلة, ثم نظر في الكتاب والسنة فوجد ما فيهما من المعاني المخالفة لما تقرر في ذهنه فصار في الحقيقة حائراً في تلك المعاني الموجودة في الكتاب والسنة, فروغ في ردها روغان الثعلب, فتارة يحمل اللفظ على غيره معناه اللغوي, ومرة يحمل ويقول: هذا اللفظ لا معنى له أصلاً, بل هو بمنزلة الأعلام, وتارة يرد ما ثبت عن المصدوق, كرده الحديث المتفق على صحته في إطلاق لفظ الصفات, وقول الذي كان يلزم قراءة (قول هو الله أحد) لأنها صفة الرحمن عز وجل, فأنا أحب أن أقرأ بها.
ومرة يخالف إجماع المسلمين في إطلاق بعض الأسماء على الله عز وجل.
وفي كلامه على اليهود والنصارى ومذاهبهم وتناقضهم فوائد كثيرة, وتخليط كثير, وهجوم عظيم, فإنه رد كثيراً من باطلهم بباطل مثله, كما رد على النصارى في التثليث بما يتضمن نفي الصفات.
وكثيراً ما يلعن ويكفر و يشتم جماعة ممن نقبل كتبهم كمتىً ولوقا ويوحنا وغيرهم, ويقذع في القدح فيهم إقذاعاً بليغاً.
وهو في الجملة لون غريب وشيء عجيب, وقد تكلم على نقل القرآن والمعجزات وهيئة العالم بكلام أكثره مليح حسن .) اهـ
صدق الإمام ابن عبد الهادي ،،،،،
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
بوركتت و جزاك الله خيرا و رفع الله شأنك ..................
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
نريد المزيد من هذه الدرر أحسن الله إليك وكتب الله لك الأجر والمثوبة, ووفقك الله إلى كل خير...
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
72 ـ قال ابن تيمية رحمه الله في المنهاج [4/409] : "إن الفتن إنما يعرف ما فيها من الشر إذا أدبرت ، فأما إذا أقبلت فإنها تزين ، ويظن أن فيها خيرا .."
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
73 ـ مما جاء في الصلاة .
في سير أعلام النبلاء ( 381/4 ) : ـ
ـ يحيى بن عيسى الرملي ، عن الاعمش، قال: كان يحيى بن وثاب من أحسن الناس قراءة، ربما اشتهيت أن أقبل رأسه من حسن قراءته ، وكان إذا قرأ لا تسمع في المسجد حركة ، كأن ليس في المسجد أحد.
حميد بن عبدالرحمن: حدثنا أبي عن الاعمش ، كان يحيى إذا قضى صلاته مكث مليا تعرف فيه كآبة الصلاة.
وفي ( 204/9 ) : ـ
_ قال عبدالرحمن رسته: سألت ابن مهدي عن الرجل يبني بأهله، أيترك الجماعة أياما ؟ قال: لا، ولا صلاة واحدة.
وحضرته صبيحة بني على ابنته، فخرج، فأذن، ثم مشى إلى بابهما، فقال للجارية: قولي لهما: يخرجان إلى الصلاة، فخرج النساء والجواري، فقلن: سبحان الله ! أي شئ هذا ؟ فقال: لا أبرح حتى يخرجا إلى الصلاة، فخرجا بعدما صلى، فبعث بهما إلى مسجد خارج من الدرب .
قلت: هكذا كان السلف في الحرص على الخير.
وفي ( 34/8 ) : ـ
ـ قال محمد بن المبارك الصوري : كان سعيد [بن عبدالعزيز] إذا فاتته صلاة الجماعة بكى.
وفي ( 181/8 ) : ـ
قال يحيى بن معين: إن يحيى بن سعيد [القطان] لم يفته الزوال في المسجد أربعين سنة.
وفي ( 328/10 ) : ـ
ـ عن الاوزاعي قال : كان عندنا ببيروت صياد، يخرج يوم الجمعة يصطاد ، ولا يمنعه مكان الجمعة ، فخرج يوما ، فخسف به وببغلته ، فلم يبق منها إلا أذناها وذنبها.
وفي ( 346/16 ) : ـ
ـ وروي عن ابن خفيف [محمد الشبرازي] ، أنه كان به وجع الخاصرة، فكان إذا أصابه أقعده عن الحركة، فكان إذا نودي بالصلاة يحمل على ظهر رجل، فقيل له: لو خففت على نفسك ؟ ! قال: إذا سمعتم حي على الصلاة ولم تروني في الصف فاطلبوني في المقبرة.
وفي ( 182/21 ) : ـ
ـ وكان الشيخ حياة .. ملازما لزاويته بحران منذ خمسين سنة، لم تفته جماعة إلا من عذر شرعي.
وفي ( 228/4 ) :ـ
ـ قال معن بن عيسى: حدثنا مالك، عن ابن شهاب، قلت لسعيد بن المسيب: لو تبديت، وذكرت له البادية وعيشها والغنم، فقال: كيف بشهود العتمة .
وفي ( 646/10 ) : ـ
ـ قال ابن معين: لو أن المحدثين يصدقون في الحديث كما يصدق ابن سماعة في الفقه، لكانوا فيه على نهاية .
وقال أحمد بن عطية: كان ورده في اليوم مئتي ركعة .
وقال محمد بن عمران: سمعته [ محمد بن سماعة] يقول: مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الاولى إلا يوم ماتت أمي، فصليت خمسا وعشرين صلاة، أريد التضعيف .
وفي ( 276/14 ) : ـ
ـ قال أبو محمد الفرغاني : حدثني أبو بكر الدينوري قال: لما كان وقت صلاة الظهر من يوم الاثنين الذي توفي فيه في آخره ابن جرير طلب ماء ليجدد وضوءه ، فقيل له : تؤخر الظهر تجمع بينها وبين العصر , فأبى وصلى الظهر مفردة ، والعصر في وقتها أتم صلاة وأحسنها.
وفي ( 66/4 ) : ـ
ـ قال سعيد بن جبير، قال لي مسروق: ما بقي شئ يرغب فيه إلا أن نعفر وجوهنا في التراب، وما آسى على شئ إلا السجود لله تعالى.
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
74 ـ ما أكرم الله به البشر على الملائكة : ـ
في الإتقان [ النوع 35 ] : قال ابن الصلاح في فتاويه: قراءة القرآن كرامة أكرم الله بها البشر، فقد ورد أن الملائكة لم يعطوا ذلك، وأنها حريصة لذلك على استماعه من الأنس.
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
75 ـ تواضع رجل جمع الله له بين العلم و المال : ـ
* في سير أعلام النبلاء ( 20/429 ) : ـ
"كان يُقرأ عنده [ الوزير ابن هبيرة ] الحديث كل يوم بعد العصر، فحضر فقيه مالكي، فذكرت مسألة ، فخالف فيها الجمع، وأصَّر، فقال الوزير: أحمار أنت ! أما ترى الكُلَّ يخالفونك ؟
فلما كان من الغد، قال للجماعة : ( إنه جرى مني بالأمس في حق هذا الرجل مالا يليق، فليقُل لي كما قلت له، فما أنا إلا كأحِدكم ) ، فضبَّح المجلس بالبكاء، واعتذر الفقيه، قال : أنا أولى بالاعتذار .
وجعل يقول : القِصاصَ القِصاصَ ، فلم يزل حتى قال يوسف الدَّمشقيَّ : إذ أبى القصاص فالفداء، فقال الوزير : له حكمه. فقال الفقيه : نِعُمك علي كثيرة، فأي حكم بقي لي ؟ قال : لابُدَّ. قال : عليَّ دين مئة دينار. فأعطاه مئتي دينار، وقال لإبراء ذِمَّتِه، ومئة لإبراء ذمَّتي " اهـ .
* وفي ذيل طبقات الحنابلة : ـ
"ذكر مرة في مجلسه مفردة للإمام أحمد تفرد بها عن الثلاثة، فادعى أبو محمد الأشيري المالكي: أنها رواية عن مالك، ولم يوافقه على ذلك أحد، وأحضر الوزير كتب مفردات أحمد، وهي منها، والمالكي مقيم على دعواه.
فقال له الوزير: بهيمة أنت ! أما تسمع هؤلاء الأئمة يشهدون بانفراد أحمد بها، والكتب المصنفة، وأنت تنازع وتفرق المجلس؟
فلما كان المجلس الثاني، واجتمع الخلق للسماع أخذ ابن شافع في القراءة، فمنعه وقال: ( قد كان الفقيه أبو محمد جريء في مسألة أمس على ما يليق به عن العدول عن الأدب والانحراف عن نهج النظر حتى قلت تلك الكلمة، وها أنا فليقل لي كما قلت له فلست بخير منكم، ولا أنا إلا كأحدكم ) ، فضج المجلس بالبكاء، وارتفعت الأصوات بالدعاء والثناء، وأخذ الأشيري يعتذر، ويقول: أنا المذنب والأولى بالاعتذار من مولانا الوزير، ويقول: القصاص، القصاص .
فقال يوسف الدمشقي مدرس النظامية: يا مولانا، إذا أبى القصاص فالفداء .
فقال الوزير: له حكمه، فقال الأشيري: نعمك عليّ كثيرة، فأي حكم بقي لي ؟
فقال: قد جعل الله لك الحكم علينا بما ألجأتنا به إلى الافتيات عليك .
فقال: علي بقية دين منذ كنت بالشام، فقال الوزير: يعطى مائة دينار لإبراء ذمته وذمتي، فأحضر له مائة، فقال له الوزير: عفا الله عنك وعني، وغفر لك ولي." . اهـ .
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
76 ـ هجاه ثم رثاه : ـ
في نزهة الألباء في طبقات الأدباء في ترجمة أبي محمد اليزيدي [ص 35] : ـ
( وله أيضاً في ذمهم ـ أي نحاة الكوفة والكسائي على جهة الخصوص ـ : ـ
كنا نقيس النحو فيما مضى **** على لسان العرب الأول
فجاء أقوام يقيسونه **** على لغى أشياخ قطربل
فكلهم يعمل في نقض ما **** به يصاب الحق لا يأتلي
إن الكسائي وأصحابه **** يرقون في النحو إلى أسفل .
ـ وله أيضاً قصيدة يرثي بها الكسائي ومحمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة , وكانا قد خرجا مع الرشيد إلى خراسان ، فماتا في الطريق ، فمنها :
تصرمت الدنيا فليس خلود **** وما قد ترى من بهجة سيبيد
سيغنيك ما أغنى القرون التي **** خلت فكن مستعداً فالفناء عتيد
أسيت على قاضي القضاة محمد **** فأذريت دمعي والفؤاد عميد
وقلت إذا ما الخطب أشكل : من لنا **** بإيضاحه يوماً وأنت فقيد
وأقلقني موت الكسائي بعده **** وكادت بي الأرض الفضاء تميد
وأذهلني عن كل عيش ولذة **** وأرق عيني والعيون هجود
هما عالمان أوديا وتخرما **** وما لهما في العالمين مزيد ) . اهـ .