الإعلان عن مسابقة موقع الألوكة وجوائزها: ربع مليون ( 250000 ) ريال
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإن من ينظر في أوضاع المسلمين في صدر الإسلام، وما عانوه في العهد المكي من اضطهاد تخرُّ له الجبال الرواسي؛ يجد في ذلك العهد كثيراً من الدروس والعبر التي لا يجدها في العهد المدنيِّ، كما أنه يجد في العهد المدنيِّ دروساً أخرى لا يجدها في العهد المكيّ، وهذا من سمُوِّ هذه الشريعة وكمالها؛ فإنها تتلاءم مع جميع الظروف والأحوال.
نجد العهد المكيّ -على سبيل المثال- يمتاز بلين الجانب مع المخالفين، والصبر على أذاهم، والبعد عن استخدام القوَّة؛ كما في الحديث الذي رواه الشيخان عن عَائِشَةَ -رضي الله عنها- أنها قالت لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((يا رَسُولَ اللَّهِ، هل أتى عَلَيْكَ يَوْمٌ كان أَشَدَّ من يَوْمِ أُحُدٍ؟
فقال: لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ، وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَومَ الْعَقَبَةِ؛ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابنِ عَبْدِ يَالِيلَ بنِ عَبْدِ كُلالٍ؛ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ -وَأَنا مَهْمُومٌ- عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إلا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قد أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ.
قَالَ: فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ، وَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ، وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ، فَمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ)) !
فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمَ: ((بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ الله مِنْ أَصْلابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً)) أخرجه البخاري ومسلم.
وهذا يتلاءم مع ما يحكيه -صلى الله عليه وسلم- عن ذاك النبي الذي ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول: ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي، فَإِنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ)). أخرجه الشيخان من حديث عبد الله بن مسعود.
وأما العهد المدنيّ: فيمتاز بكل ما من شأنه البناء والتأسيس لترسيخ أسس الدولة الإسلامية؛ لتكون عزيزة مهيبة الجانب، فلا يطمع طامع في النيل من حماها.
ولاشك أن الأمة الإسلامية ستمر -في بعض الأزمان أو بعض الأماكن- بحالة تشابه أحد العهدين؛ فلا تتردد في تنزيل أحكام كل زمن على ما يناسب الحالة التي تعيشها، ليس على مستوى الأمة جمعاء فحسب، بل حتى على مستوى الإصلاح الداخلي؛ كظهور البدع والمخالفين، ونحو ذلك.
وهذا الصراع الذي تعيشه الأمة المسلمة اليوم مع المخالفين؛ بحاجة إلى من يُرَشِّده، فقد تشعَّبت السبل، وضعُف العلم، وادْلَهَمَّ الخَطْب، والْمَخْرَج في قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا} [آل عمران:103]، وقوله سبحانه: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام:153]، وقوله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين َ} [ النحل:125].
وهذا الحبل والسبيل تَمَثَّله المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في سيرته العملية، في العهدين المكيّ والمدنيّ، فهو واضح لا غموض فيه.
غير أن هناك بعض الاجتهادات التي يتبنَّاها بعض الغيورين الذين يأخذهم حماس غير منضبط، فلا ينظرون إلا إلى بعض جوانب في السيرة تتناسب مع حماسهم وغيرتهم، ولا ينظرون إلى الجوانب الأخرى؛ بحجَّة وقوع النسخ لها، أو غير ذلك من الحجج التي هي بحاجة إلى من يحصرها، وينظر فيها، وفق القواعد التي وضعها أهل العلم، ثم يخرج معها برؤية واضحة رشيدة تحدد المعالم، وترسم الطريق.
إن الغيرة وحدها لا تكفي، والحماس وحده لا يبني؛ بل لابد أن يكونا مبنيَّيْن على أساس صلب؛ إنه الأساس الذي بناه محمد صلى الله عليه وسلم.
لقد طال الليل، والأمة تنتظر الصباح! وسئمنا هذه الفتن والقلاقل التي أذهبت الريح، وأعقبت الفشل، ونريد طريقاً نحسُّ معه ببرد اليقين، لا يخضع لاجتهادات المراهقين وقياداتهم، ولكن يستلهم وجوده من سيرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بشموليتها.
إن الناظر في سير الدعوة الإسلامية في العهد النبوي الشريف، بشقيه: المكي والمدني، وعهد الخلفاء الراشدين -رضوان الله عليهم- يرى فرقاً بين تلك المشاهد الصابرة، وبين سيرها في قرون لاحقة، يظهر ذلك الفرق في بروز اختلاف في وجهات نظر الدعاة، في كثير من أمور الدعوة، وانسحب هذا الاختلاف على ظهور مناهج متباينة في دعوة غير المسلمين للدخول في الإسلام، ودعوة عصاة المسلمين لسلوك السبيل القويم، ودعوة أهل الأهواء والبدع للرجوع إلى الجادة القويمة.
وقد تمثلت في العهد المكي أقصى درجات الصبر وتحمل الأذى من المدعوين، فيما نجده من روح الرأفة والرحمة النبوية العريضة، وهو ما ينير الطريق أمام الدعاة للتعامل مع أصناف المستهدفين الثلاثة: غير المسلمين، وعصاة المسلمين، وأهل الأهواء والبدع، وإن كان الصنف الثالث الأخير لم يظهر في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- على النحو الاصطلاحي المعروف الآن، وإنما اصطلح عليه -متأخراً- بعد الفتنة واتساع دائرتها، فكانت دعوتهم لردهم إلى الجادة مبنية على الحوار العلمي المحكم، كما فعل حبر الأمة ابن عباس -رضي الله عنهما- الذي أدار حواراً أفضى إلى رجوع كثير من الخوارج عن رأيهم الفاسد، وأوشك أن يجتث جذور البدعة من القلوب، لولا أن من سنن الله -تعالى- أن يظل الناس مختلفين.
ومن هذا المنطلق فقد رأيت أن أطرح مسابقة تساعد في كشف اللثام عما غيبه تباين الفهوم عن بصر الدعاة؛ ليدعوا إلى الله على بصيرة من ربهم، فيدخل الناس في سوح الهُدى أفواجاً.
وقد جعلت المسابقة في فرعين رئسين:
الأول: فرع البحوث.
الثاني: فرع الأسرة المسلمة.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
أخوكم
خالد بن عبدالرحمن الجريسي
الفرع الأول - مسابقة البحوث، وهي قسمان:
القسم الأول - البحث العلمي:
المطلوب في هذا الفرع تقديم بحث علمي، عن طريقة تعامل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع المخالفين لدعوته في العهد المكي، ويتضمن البحث تأصيلاً لأحكام العهد المكي، وحجّيتها، وحكم الاستدلال بها على جهة العموم، وتطبيق ذلك على تعامل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع من خالف دعوته من كفار قريش، مع مراعاة الإشارة إلى ما تضمنه هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- من فقه المصلحة الشرعية وتحصيلها، ودرء المفسدة وتقليلها.
القسم الثاني - البحث التربوي:
المطلوب في هذا الفرع تقديم بحث تربوي، عن أهم ما تضمنه العهد المكي من العبر والدروس التربوية والمنهجية، في قضايا التعامل مع المخالفين للدعوة، والصبر على الأذى، وتحمل المشاق في سبيل نشر الدين، مع مراعاة التمثيل والاستدلال بسيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وسنته في ذلك العهد.
جوائز الفرع الأول (مسابقة البحوث):
لكل قسم من أقسام فرع البحوث أربع جوائز، وتبلغ القيمة الإجمالية لجوائز كل قسم (85000) خمسة وثمانين ألف ريال، بحيث يكون مجموع جوائز هذا الفرع (170000) مئة وسبعين ألف ريال، موزعة كالآتي:
• (30000) ثلاثون ألف ريال للفائز الأول في قسم البحث العلمي، ومثلها للفائز الأول في قسم البحث التربوي.
• (25000) خمسة وعشرون ألف ريال للفائز الثاني في قسم البحث العلمي، ومثلها للفائز الثاني في قسم البحث التربوي.
• (20000) عشرون ألف ريال للفائز الثالث في قسم البحث العلمي، ومثلها للفائز الثالث في قسم البحث التربوي.
• (10000) عشرة آلاف ريال للفائز الرابع في قسم البحث العلمي، ومثلها للفائز الرابع في قسم البحث التربوي
أما الشروط وكيفية التواصل، والفرع الثاني للمسابقة، فستجدون جميع ذلك على الرابط التالي:
http://www.alukah.net/Page.aspx?name=New_contest
مع تمنياتي للجميع بالفوز.
رد: الإعلان عن مسابقة موقع الألوكة وجوائزها: ربع مليون ( 250000 ) ريال
اللهم أعطي منفقا خلفا
أسمح لي سأنقله إلى ملتقى أهل الحديث
رد: الإعلان عن مسابقة موقع الألوكة وجوائزها: ربع مليون ( 250000 ) ريال
شكر الله لكم أبا حماد، ونفع بهذه المسابقة
وبارك للدكتور خالد في نفسه وماله وولده
رد: الإعلان عن مسابقة موقع الألوكة وجوائزها: ربع مليون ( 250000 ) ريال
اقتباس:
مع تمنياتي للجميع بالفوز.
أما هذه فغير ممكنة .. :)
بارك الله في جهودكم وأثابكم .
رد: الإعلان عن مسابقة موقع الألوكة وجوائزها: ربع مليون ( 250000 ) ريال
بارك الله في جهودكم
ولعل المراد يا أختنا: لا أتمناه لزيد دون عمرو، لا أنَّ المراد: أن كل فرد يفوز !
هذا ما ظهر وأبو حماد أعلم بمراده.
رد: الإعلان عن مسابقة موقع الألوكة وجوائزها: ربع مليون ( 250000 ) ريال
اقتباس:
شكر الله لكم أبا حماد، ونفع بهذه المسابقة
وبارك للدكتور خالد في نفسه وماله وولده
اللهم امين.
رد: الإعلان عن مسابقة موقع الألوكة وجوائزها: ربع مليون ( 250000 ) ريال
رد: الإعلان عن مسابقة موقع الألوكة وجوائزها: ربع مليون ( 250000 ) ريال
/// بارك الله فيكم أخانا أبا حمَّاد ونفع الله بالمنفق على ذلك وجزاه خيرًا.
وعندي تساؤل مهمٌّ.. في شروط المسابقة: "تعد جميع البحوث المرسلة ملكاً لموقع الألوكة".
فهل هذا خاص بالبحوث الفائزة، أو يشمل غيرها ممَّا لم يحالفه الحظُّ في الفوز؟
ثم إنْ كانت للألوكة فهل تنشر باسم باحثها أم ماذا؟
وفقكم الله ونفع بكم
رد: الإعلان عن مسابقة موقع الألوكة وجوائزها: ربع مليون ( 250000 ) ريال
أسأل نفس سؤال الأخ عدنان البخاري، فأظن أن من حق الباحث إن لم يحالفه الحظ بنشر بحثه عبر الوسائل المتاحة له، لا أن تحتكره الجائزة بعد تعبه فيه.
وأخلف الله على المنفق خيراً وبارك له في أهله وماله.
رد: الإعلان عن مسابقة موقع الألوكة وجوائزها: ربع مليون ( 250000 ) ريال
ليت هذه المسابقة كانت في بداية الإجازة حيث التفرغ أكثر جزيتم خيراً وشكر الله سعيكم .
رد: الإعلان عن مسابقة موقع الألوكة وجوائزها: ربع مليون ( 250000 ) ريال
جزاكم الله خيرا 00 وبالتوفيق للجميع
رد: الإعلان عن مسابقة موقع الألوكة وجوائزها: ربع مليون ( 250000 ) ريال
جزاكم الله خيرا الجزاء ، وجعل هذه المسابقة في ميزان حسناتكم ،،،
رد: الإعلان عن مسابقة موقع الألوكة وجوائزها: ربع مليون ( 250000 ) ريال
والله إنه لنبأ مفرح
اللهم أعط منفقا خلفا
رد: الإعلان عن مسابقة موقع الألوكة وجوائزها: ربع مليون ( 250000 ) ريال
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الحسن الأثري
اللهم أعطي منفقا خلفا
لو عزم على تكرارها كل عام أو عام وعام أو أكثر أو أقل ؟ لتكون له صدقة جارية .إلى أن تطلع الشمس من مغربها . والله يضاعف لمن يشاء
ولو احتسب ان يقلده غيره ، فتكون سنة حسنة يأخذ أجر كل من تبعه ؟
ولو قلّده أهل الخير ... فقط ثلاثة أو أربعة لخرج لنا كل عام عشرين بحثا من أقوى ما يكون ، ويكفي .
ولو أعاد علمائنا النظر في الفتاوى ليوجهوا أهل الخير للنفقة على طلبة العلم فكثيرون أخذهم طلب الرزق .
.
رد: الإعلان عن مسابقة موقع الألوكة وجوائزها: ربع مليون ( 250000 ) ريال
جزاكم الله خيرا
وبارك في جهودكم وأهل الخير.
رد: الإعلان عن مسابقة موقع الألوكة وجوائزها: ربع مليون ( 250000 ) ريال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله...جزاكم الله خيرا" ونفع الله الجميع ووفقهم واعانهم
رد: الإعلان عن مسابقة موقع الألوكة وجوائزها: ربع مليون ( 250000 ) ريال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم ... وبارك الله فيكم ... وأخلف عليكم ... وجعلها في صحائف أعمالكم . ثم سيروا على هذا المنوال ينفع الله بكم
د. طه الحمداني
رد: الإعلان عن مسابقة موقع الألوكة وجوائزها: ربع مليون ( 250000 ) ريال
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الحسن الأثري
اللهم أعطي منفقا خلفا
أسمح لي سأنقله إلى ملتقى أهل الحديث
اللهم آمين، جزاك الله خيراً يا أخي، وبخصوص نقله إلى المنتديات الأخرى فهذا بلا شك مكسب للمسابقة أن ينتشر التعريف بها، فأنت وبقية الأخوة لكم في ذلك مطلق الصلاحية.
رد: الإعلان عن مسابقة موقع الألوكة وجوائزها: ربع مليون ( 250000 ) ريال
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحمادي
شكر الله لكم أبا حماد، ونفع بهذه المسابقة
وبارك للدكتور خالد في نفسه وماله وولده
اللهم آمين، جزاك الله خيراً يا شيخ عبدالله، وجعل ما تقوم به في ميزان أعمالك.
رد: الإعلان عن مسابقة موقع الألوكة وجوائزها: ربع مليون ( 250000 ) ريال
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ظــاعنة
أما هذه فغير ممكنة .. :)
بارك الله في جهودكم وأثابكم .
أهلاً بك أختي الكريمة، وإنما كان الغرض توحيد الدعوة للأعيان دون تفضيل أحد على أحد.
بارك الله فيك، وجزاك خيراً.