كثرة الحفظ:كيف تصبح عالِمًا ؟
قال الشافعىّ : ( حَفِظْتُ القرآنَ ، وأنا ابن سبع سنين ، وحفظتُ الموطّأ وأنا ابن عشر سنين ) أى موطّأ الإمام مالك.
طلب العلم فى كلّ وقت: يَحْكِى أحدُ السلف كيف أخذ العلم عن أبيه : فقال رُبّما كان يأكل وأقرأُ عليه ويمشى وأقرأ عليه ويدخل الخلاء وأقرأ عليه ويدخل البيت فى طلب شىء وأقرأ عليه.
قال عُبَيْدُ بن يعيش ( أقمت ثلاثين سنة ما أكلت بيدى بالليل ، كانت أختى تُلقمنى وأنا أكتب الحديث ).
ترك الراحة : قال ابن أبى حاتم : ( كنّا بمصر سبعة أشهر ولم نأكل فيها مَرَقَةً ؛ نهارُنا ندور على الشيوخ وبالليل ننسخُ ونقابل ) فأتينا يومًا أنا ورفيق لى شيخًا فقالوا : هو عليل (أى مريض) ، فرأيت سمكةً أعجبتنا ؛ فاشتريناها فلمّا صِرنا إلى البيت حضر وقت مجلس بعض الشيوخ ؛ فمضينا .... فلم تزل السمكة ثلاثة أيام وكادت أن تنتن فأكلناها نيئة لم نتفرغ نشويها ، ثمّ قال : لا يُستطاع العلم براحة الجسد.
تَحَمُّلُ الفقر: حكى ابن أبى حاتم أنّ الحال ضاقت به أيّام طلب العلم ، فكان يخرج إلى الطريق ويستذكر العلم تحت سراج الحارس (مثل عمود النور الآن) وربّما نام الحارس فينوب مكانه.
الهمّة العالية: ظل الإمام مالك خمسين سنة يسهر فى طلب العلم يُصلّى الصبح بوضوء العشاء فى غالب أمره.
ولما بدأ الإمام النووىّ طلب العلم ؛ ظلّ سنتين لم يضع جنبه إلى الأرض ، وكان إذا غلبه النوم يستند إلى الكُتب لحظة ثم ينتبه ( أى ينام غفوات وهو جالس ) .
الحرص على مجالس العلماء: فكان أحدهم يذهب للمسجد وقت العصر ويمكث إلى العشاء ثم يبيت فى مكانه حتّى يجد مكانًا لدرس الغد.
ومن شدّة حبّ السلف للعلم ؛ كانوا يزدحمون على العلماء ، وازدحم أصحاب ( أى طلاب ) الحديث على هُشَيْم فطرحوه عن حماره فكان سبب موته.
الدراسة فى كلّ زمان ومكان: كان أبو بكر الخيّاط يَدْرِسُ فى جميع أوقاته حتّى فى الطريق ، وكان ربّما صدمته دابّة ، أو سقط فى حفرة .
كان الإمام النووىّ أوِّل طلبه للعلم يحضر اثنى عشر درسًا فى اليوم الواحد.
وكان الإمام أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألف حديث (أى مليون ) .
وكان أبو زُرْعَة الرازىّ يحفظ مائتى ألف حديث كما يحفظ الإنسان ( قل هو الله أحد )
قالت زوجة الإمام الزُّهرىّ ( والله إنّ هذه الكتب أشدّ عليّ من ثلاث ضرائر )
من شدّة محبتهم للكتب رحمهم الله ؛ وحشرنا فى زمرتهم.
كتبه / أبو مالك سامح عبد الحميد حمودةآمين آمين .