فراشٌ للرجل وفراشٌ للمرأة
بسم الله الرحمن الرحيم
ثبتَ في صحيح مسلم من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ صلى
الله عليه وسلم قال:
(فراشٌ للرجل، وفِراشٌ لامرأته، والثالثُ للضيف، والرابع للشيطان)
وفي هذا الحديث توجيهٌ للاقتصار على ما يحتاجه المسلم من متاع الدنيا، وعدم
الاستكثار مما لا حاجةَ إليه
ونسبةُ الفراش الرابع للشيطان على وجه الذمِّ،،
وليس هذا الذمُّ للتحريم كما ذكر بعضُ أهل العلم،، وإنما هو للكراهة
كما أنه ليس ذماً للفراش الرابع تحديداً، وإنما هو ذمٌ لما زاد عن حاجة المسلم
فقد تدعو الحاجةُ إلى أكثر من ذلك
وكذا غيرُ الفُرُش من أمتعة الدنيا
فقد يحتاج المسلم أكثر من سيارة، أو أكثر من جوال أو نحو ذلك
وروي الأمرُ بالاستكثار من النِّعال، لوجود الحاجة إليها؛ وكثرة تعرُّضها للتلف.
ومردُّ ذلك كله وجودُ الحاجة من عدمه
ولنتأمل في حالنا حيالَ مثلَ هذا التوجيه النبوي
ولندرك أن خيرَ الخلق وأكرمَهم على الله على الإطلاق كان متقلِّلا من الدنيا..
فائدةٌ:
أخذَ بعضُهم من هذا الحديث حُكماً فقهياً، وهو:
أنه يجوزُ للرجل أن ينامَ على فراشٍ غير فراش زوجته
وليس هذا الاستدلالُ وجيهاً، لأنَّ الحديثَ لم يُسَق لبيان هذه المسألة، وإنما هو مُسَاقٌ
لذمِّ الاستثكار من الدنيا
ومعلومٌ أنَّ الحاجة قد تدعو أحياناً لنوم الرجل على غير فراش زوجته، فجاز اتِّخاذُه
من غير كراهة؛ كما جازَ اتِّخاذُ فراشِ الضيف من غير كراهة
رد: فراشٌ للرجل وفراشٌ للمرأة
وممن لم يرَ في الحديث أفضلية اختصاص الزوج بفراش وزوجه بفراش: الإمام القرطبي أحمد بن عمر، فقال في المفهم 5 / 404 :
"وهذا الحديث إنما جاء مبيناً لعائشة ما يجوز للإنسان أن يتوسع فيه ويترفه من الفرش، [لا أنَّ الأفضل = في الأصل: لأن الأفضل، والتصويب من "فيض القدير" ج4/ص424] أن يكون له فراش يختص به، ولامرأته فراش فقد كان (ص) لم يكن له إلا فراش واحد في بيت عائشة، وكان فراشاً ينامان عليه في الليل، ويجلسان عليه بالنهار".
ثم قال ـ بعدُ ـ : ونسبة الرابع للشيطان ذمٌّ له، لكن لا يدلُّ على تحريم اتخاذه، وإنما هذا من باب قوله (ص) : "إن الشيطان يستحلُّ الطعام الذي لا يذكر اسم الله عليه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه" ولا يدل ذلك على التحريم لذلك الطعام. اهـ
رد: فراشٌ للرجل وفراشٌ للمرأة
بارك الله فيكم يا شيخ أبا عبدالرحمن
كنت اطلعت على كلام أبي العباس أثناء مراجعة شروح الحديث، وكان في نيتي نقله
فجزاك الله خيراً وبارك في جهودك
رد: فراشٌ للرجل وفراشٌ للمرأة
الحمد لله
بارك الله فيك على البيان
ليتنا نستكثر من فرش الآخرة كما نستكثر من فرش الدنيا..
وليتنا نتقلل من الذنوب كما نحب ان تقلل مما يشين في أعين الناس
و الله ان هذه القلوب لأشد ما عالجه الانسان
رد: فراشٌ للرجل وفراشٌ للمرأة
وفيكم بارك الله أخي المجلس الشنقيطي
رد: فراشٌ للرجل وفراشٌ للمرأة
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
رد: فراشٌ للرجل وفراشٌ للمرأة
رد: فراشٌ للرجل وفراشٌ للمرأة
بارك الله فيكم على هذه الفؤائد العظيمة .