سمعت احد المشايخ يقول كما ان الإيمان يزيد وينقص فالإسلام يزيد وينقص !
فما رأيكم وهل له سلف ؟
عرض للطباعة
سمعت احد المشايخ يقول كما ان الإيمان يزيد وينقص فالإسلام يزيد وينقص !
فما رأيكم وهل له سلف ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم الغندر وفقني الله وإياك :
مسألة زيادة الإسلام ونقصانه مبنية على بيان المراد بالإسلام ثم ينبني على المسألة جواز الاستثناء فيه وعدمه ولأحمد _ رحمه الله _ في ذلك روايتان :
الرواية الأولى : أن الإسلام هو الكلمة أي الشهادتان كما نقل ذلك عن الزهري _ رحمه الله _ وعليه فلا يزيد ولا ينقص ولا يجوز الاستثناء فيه ؛ لأن الشهادتين لا تزيد ولا تنقص ، وعليه فلا يجوز الاستثناء فيه ، وهذا القول هو المشهو عن السلف ؛ والمرء يدخل في الإسلام بالشهادتين وتجري عليه أحكام المسلمين .
الرواية الثانية : أن الإسلام أعمال الإسلام الظاهرة الكاملة ، وإذا كان كذلك فلا بد من الاستثناء لعدم الجزم بفعلها هنا كالجزم بالإيمان سواء وهو هنا يزيد وينقص بناء على ما يفعله من هذه الأعمال .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( والصحيح أن الإسلام هو الأعمال الظاهرة كلها وأحمد إنما منع الاستثناء فيه على قول الزهري هو الكلمة هكذا نقل الأثرم والميمونى وغيرهما عنه ، وأما على جوابه الآخر الذى لم يختر فيه قول من قال الإسلام الكلمة فيستثنى في الإسلام كما يستثنى فى الإيمان ؛ فإن الإنسان لا يجزم بأنه قد فعل كل ما أمر به من الإسلام وإذا قال النبى (ص) : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " " و بنى الاسلام على خمس " فجزمه بأنه فعل الخمس بلا نقص كما أمر كجزمه بإيمانه فقد قال تعالى : ففف ادخلوا فى السلم كافة ققق أي الإسلام كافة أي فى جميع شرائع الإسلام .
وتعليل أحمد وغيره من السلف ما ذكروه في اسم الإيمان يجيء في اسم الإسلام فإذا أريد بالإسلام الكلمة فلا استثناء فيه كما نص عليه أحمد وغيره وإذا أريد به من فعل الواجبات الظاهرة كلها فالاستثناء فيه كالاستثناء في الإيمان ، ولما كان كل من أتى بالشهادتين صار مسلما متميزا عن اليهود والنصارى تجري عليه أحكام الإسلام التى تجري على المسلمين كان هذا مما يجزم به بلا استثناء فيه فلهذا قال الزهري الإسلام الكلمة وعلى ذلك وافقه أحمد وغيره ، وحين وافقه لم يرد أن الإسلام الواجب هو الكلمة وحدها فإن الزهري أجل من أن يخفى عليه ذلك ، ولهذا أحمد لم يجب بهذا فى جوابه الثانى خوفا من أن يظن أن الإسلام ليس هو إلا الكلمة ولهذا لما قال الأثرم لأحمد فإذا قال أنا مسلم فلا يستثنى قال نعم لا يستثنى إذا قال أنا مسلم فقلت له : أقول هذا مسلم وقد قال النبى (ص) : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " وانا اعلم أنه لا يسلم الناس منه فذكر حديث معمر عن الزهري قال فنرى أن الإسلام الكلمة والإيمان العمل .
فبين أحمد أن الإسلام إذا كان هو الكلمة فلا استثناء فيها فحيث كان هو المفهوم من لفظ الإسلام فلا استثناء فيه ... ) مجموع الفتاوى ( 7 / 415 - 416 )
وقال أيضا : ( .... ولا يستثنى في هذا الاسلام ؛ لأنه أمر مشهور لكن الاسلام الذى هو أداء الخمس كما أمر به يقبل الاستثناء فالإسلام الذى لا يستثنى فيه الشهادتان باللسان فقط فانها لا تزيد ولا تنقص فلا استثناء فيها .. ) مجموع الفتاوى ( 7 / 259 )
جزى الله الأخوين الكريمين كل خير
حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -وفيه أن جبريل سأل النبي ، صلى الله عليه وسلم ، عن الإسلام والإيمان فَقَالَ له رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ...
وفي هذا دليل على أن الإسلام يزيد وينقص
يقول الشيخ صالح ال الشيخ في التمهيد لشرح كتاب التوحيد /
ومطلق الشيء والشيء المطلق مصطلحان يكثر ورودهما في كتب اهل العلم . وفي كتب التوحيد خاصة . فتجدهم يقولون مثلا التوحيد المطلق ومطلق التوحيد . والاسلام المطلق ومطلق الاسلام.والايمان المطلق ومطلق الايمان . والشرك المطلق ومطلق الشرك . والفلاح المطلق ومطلق الفلاح . والدخول المطلق ومطلق الدخول . والتحريم المطلق - يعني تحريم دخول الجنة او تحريم دخول النا - ومطلق التحريم.
زمن المهم ان تعلم ان الشيء المطلق هو الكامل . فالايمان المطلق هو الايمان الكامل . والاسلام المطلق هو الاسلام الكامل والتوحيد المطلق هو التوحيد الكامل . والفلاح المطلق هو الفلاح الكامل.....انتهى المقصود من باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء او دفعه