كل عين ٍ باكيـــةٍ سوم القيامة الا ثلاثة عيون
بسم الله الرحيم الرحمن
رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري
يقول المولى تبارك وتعالى في محكم تنزيله الكريم وتحديدا في سورة النور 30
قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
هذا امر من الله تبارك وتعالى لعباده المؤمنين, بأن يغضوا أبصارهم عن كل ما حرّمه الله عزوجل عليهم , فلا ينظرون الا لما أباحه لهم بالنظر اليه, وأن يغضوا أبصارهم عن المحارم, فاذا اتفق أن وقع البصر على ما حرّم الله من غير قصد, فليصرف بصره عنه سريعا, لما روى الامام مسلم رحمه الله من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري, وهذا لا يخالف قوله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: لا يا علي! لا تتبع النظرة النظرة, فانّ لك الأولى وليس لك الآخرة
وفي الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اياكم والجلوس على الطرقات! قالوا: يا رسول الله! لا بدّ لنا من مجالسنا نتحدث فيها, فقال صلوات الله وسلامه عليه: ان أبيتم فأعطوا الطريق حقها, قالوا: وما حق الطريق؟ قال عليه الصلاة والسلام: غضُّ البصر, وكفُّ الأذى, وردُّ السلام, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ولما كان النظر داعية الى فساد القلب, فقد أمر الله عزوجل بحفظ الفروج كأمره عزوجل في حفظ الأبصار التي هي مبعث كل شر, وكما ورد في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم
احفظ عورتك الا من زوجتك أو ما ملكت يمبنك
فحفظ البصر وغضه عن محارم الله أطهر للقلب وأتقى للدين, ذلك انّ من حفظ بصره عما حرم الله عزوجل أورثه الله نورا في بصيرته, لما رواه الامام أحمد رحمه الله من حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم ينظر الى محاسن امرأة ثمّ يغضُّ بصره, الا أخلف الله له عبادة يجد حلاوتها
وروي عن الطبراني رحمه الله من حديث مرفوع ابن مسعود رضي الله عنه قال ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: انّ النظر سهم من سهام ابليس مسموم , من تركه مخافتي أبدلته ايمانا يجد حلاوته في قلبه
وفي الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: كُتبَ على ابنُ آدم حظَّهُ مِن الزنا أدرك ذلك لامَحالة, فزنا العينين النظر, وزنا اللسان النطق, وزنا الأذنين الاستماع, وزنا اليدين البطش, وزنا الرجلين الخطى, والنفس تمَنَّى وتشتهي , والفرجُ يُصدّقُ ذلكَ أو يُكذبُهُ
وروى أبو الدنيا رحمه الله حديثا مرفوعا الى أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كلُّ عينٍ باكيةٍ يوم القيامة, الا عينٌ غضّتْ عن محارم الله, وعيناً سهرت في سبيل الله, وعينا يخرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله عزوجل
عندما نهى الله عزوجل عباده المؤمنين عن اتباع الهوى أو الميل الى الشهوات , نهاهم لتطهير نفوسهم وقلوبهم وبيوتهم من الرجس والرذيلة, وما أثبته القرآن الكريم ورسوله صلى الله عليه وسلم منذ ما يزيد عن أربعة عشرة قرنا, حول مخاطر الزنا وتأثيره على صحة الانسان خاصة القلب , تلك المضغة التي بصلاحها يصلح الجسد كله, وبفسادها يفسد الجسد كله, وهذا ما يحاول علماء الغرب في تأكيده اليوم كما ذكر ذلك الباحث في اعجاز القرآن الكريم الأستاذ: عبد الدائم كحيل رحمه الله في الدنيا والآخرة ننقل مقولته كما وردت على هذا الرابط
http://www.kaheel7.com/ar/index.php?...7-11&Itemid=67
والتي جاء فيها بأن المشكلات العاطفية ليست أزمة خاصة بالمراهقين يمكن تجاوزها ببعض من الترفيه، بل إن الدراسات الحديثة أثبتت أن انكسار القلب انما هي عملية حقيقية بمعناها الحرفي كون القلب من أكثر أعضاء الجسم حساسية.
فقد أثبت علماء من جامعة توبنجن الألمانية أن المشكلات العاطفية لا تؤثر على القلب فحسب، بل على الجسم كله لدرجة أن عمل بعض المناطق الدماغية في مخ المرأة تحديداً يتضرر بشدة بعد تجربة الانفصال من علاقة عاطفية. وأكثر المناطق تضرراً هي تلك المسئولة عن المشاعر والحماس وأيضا النوم والطعام ومع ذلك، ليس من قبيل العجب أن تصاب النساء عقب الانفصال بحالة من فقدان الشهية واضطرابات في النظام الغذائي.
لقد أكدت الدراسة التي نشرتها مجلة "فوكوس" الألمانية أن "الأزمات العاطفية" مشكلة قد يعاني منها كل الأشخاص في مختلف الأعمار والأعمال. وقالت سيلفيا فاوك، أول خبيرة في الأزمات العاطفية في ألمانيا: "عندي زبائن تتراوح أعمارهم بين 28 و 73 عاماً.. يلجأ لي نواب في البرلمان وشخصيات رياضية بارزة وممثلون وربات بيوت
وخلصت الدراسة إلى أن كلمة "انكسار القلب" المتداولة بين الكثيرين حقيقية بمعناها الحرفي، حيث إن القلب يعاني بشكل كبير نظرا لأنه أكثر أعضاء الجسم حساسية. وقال الخبير يورجن شيفر من جامعة ماربورج الألمانية: "عندما يقول شخص إن قلبه يؤلمه بسبب فقدان حبيبه، فإن هذا الأمر صحيح للغاية بالمعنى الحرفي للكلمة".
أما كيف عالج الإسلام هذه المشكلة؟
يقول الباحث كحيل بأن التعاليم التي جاء بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالفعل هي دواء وشفاء ووقاية من أمراض العصر، لقد أراد لنا الخير والحياة السعيدة والابتعاد عن الهموم والمشاكل والأمراض والمعاناة والاكتئاب...
إن النبي صلى الله عليه وسلم عالج المشكلة من جذورها عندما قال للامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه : يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الأخرى [أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي]
ولأن أي علاقة عاطفية لابد أن تبدأ بالنظر! فقد أمرنا الله تعالى بغض البصر فقال عزوجل في محكم تنزيله الكريم في سورة االنور 30
قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
فغض البصر يجعل الإنسان زكي النفس والعقل والروح، ولكن النظرات تثير شهوة الإنسان وتتلف أعصابه وأجهزة جسده، لأن الأجهزة تستنفر أثناء ممارسة النظر بشهوة.
ونحن نعلم أن أي علاقة عاطفية لابد وأن تنتهي بالفاحشة أو على الأقل بالملامسة والقبلات ... وغير ذلك مما يجعل الإنسان يفكر بالمحبوب ويسهر الليالي ويضيع الوقت والمال والجهد... ويملأ دماغه بالتفكير بمن يعشق... وبالنتيجة عندما يصاب بالفشل، فإن ذلك ينعكس سلبياً على صحته ودماغه وقلبه.
ولإن القلب يتضرر كثيراً من العلاقات العاطفية سواء نجحت أم فشلت، وأفضل طريقة لبناء العلاقة بين الذكر والأنثى هي الزواج الذي أحله الله تعالى، وهذه هي الحالة الطبيعية التي ينصح بها العلماء، أليس هذا ما جاء به الإسلام عندما حرم العلاقات العاطفية غير الشرعية وأمر بالزواج؟!
ولذلك أخي الحبيب، ينبغي أن تتصور نفسك وأنت تنظر إلى ما حرم الله على أن جسدك يستنفر، الهرمونات الخاصة بالجنس تفرز وتتدفق ... الدم والقلب والدماغ وأجهزة الجسد جميعها تتهيأ للعملية الطبيعية... ولكن لا يحدث شيء سوى النظر والكلام... وبالتالي تتعب هذه الأجهزة ومع تكرار عملية النظر والكلام , تصبح أجهزة جسدك أقل كفاءة وتنخفض مناعة الجسم ويصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الخطيرة والمزمنة.
ونقول يا أحبتي: احذروا العلاقات العاطفية وأفضل علاج أن تبدأ بغض النظر منذ هذه اللحظة، فالنظرة سهم من سهام إبليس من تركها مخافة الرحمن أبدله الله نوراً يجد حلاوته في قلبه! أو كما قال صلوات الله وسلامه عليه.
والله وحده اعلم بغيبه
رد: كل عين ٍ باكيـــةٍ سوم القيامة الا ثلاثة عيون