الثمانون النونية في رثاء الشيخ محمد سيد حاج
بسم الله الرحمن الرحيم
"الثمانون النونية في رثاء فقيد الدعوة السلفية والساحة الدعوية السودانية:
الشيخ الداعية أبي جعفر محمد سيد حاج ــ رحمه الله ــ"
مَاذَا نَقُولُ وَقَدْ أَتَانَا نَعْيُهُ:*** قَدْ مَاتَ ذَاكَ الْعَالِمُ الرَّبَّانِي (1)
فُجِعَ اْلأَحِبَّةُ وَاْلأُخُوَّةُ كُلُّهُم *** بوَفَاةِ شَيْخ الْعِلْمِ وِاْلإيمَانِ (2)
قَدْ مَاتَ حَادِي الرَّكْبِ شَابّاً نَاضِراً ***فِي اْلأَرْبَعِينِ تَعُوزُهُ السَّنَتَانِ (3)
رَحَلَ الْفَقِيدُ مُوَدِّعاً أَحْبَابَهُ *** لاَ تَسْتَقِيمُ حَوَادِثُ اْلأَزْمَانِ (4)
فِي دَعْوةِ الْقُرْآنِ كَانَ خِتَامَهُ *** سُبْحَانَ رَبِّي خَالِقُ اْلأَكْوَانِ (5)
هِيَ دَعْوَةٌ سُنِّيَّةٌ فِي أُسِّهَا *** قَدْ خَاضَهَا فِي الْقَفْرِ وَالْوِدْيَانِ (6)
مَاتَ الْهُمَامُ وَلَمْ يَمُتْ نِبْرَاسُهُ *** شَرْعٌ قَوِيمٌ وَاضِحُ اْلأَرْكَانِ (7)
فِي دَعْوَةٍ سَلَفِيَّةٍ مِنْهَاجُهُ *** مَا شَابَهَا بِشَقَاشِقِ الْيُونَانِ (8)
فَشِعَارُهُ التَّوْحِيدُ دَنْدَنَ حَوْلَهُ *** وَاْلإتِّبَاعُ فَذَاكَ أَصْلٌ ثَانِ(9)
وَشُيُوخُهُ فِي الْعَصْرِ بَعْدَ أَئِمَّةٍ *** فَبَقِيَّةُ اْلأَسْلاَفِ فِي اْلإِيمَانِ(10)
هَذَا ابْنُ بَازِ الشَّيْخِ عِلْماً ظَاهِراً *** وَجُهُودُهُ فِي كَافَّةِ الْبُلْدَانِ(11)
هَذَا الْعُثَيْمِينُ الَّذِي فِي فِقْهِهِ *** فَمُحَقِّقٌ فِي غَايَةِ اْلإِتْقَانِ(12)
وَمُحَدِّثٌ فِي عَصْرِنَا وَمُجَدِّدٌ *** بِنْ نَوْحِ ذَاكَ النَّاصِرُ اْلأَلْبَانِي(13)
لِلإِتِّهَامِ أَصَابِعٌ تَصْبُو إِلَى *** مَنْ قَدْ تَسَبَّبَ فِي جُنُوحِ الْجَانِي(14)
إِنَّ التَّصَوُّفَ لَهْوَ شَخْصٌ مُجْرِمٌ *** فِي سِجْنِ أَهْلِ اْلإِتِّهَامِ يُعَانِي(15)
وَكَذَا التَّشَيُّعُ فَهْوَ جَانٍ رَابِعٍ *** فَاقَ الْيَهُودَ وَعَابِدِي اْلأَوْثَانِ(16)
فَضَيَاعُ مُعْتَقَدٍ لِقَوْمٍ أَوْغَلُوا *** فِي الْظُلْمِ بَعْدَ قَدَاسَةِ اْلإِنْسَانِ(17)
وَالْمَرْجِعِيَ ّةُ عِنْدَهُمْ مُخْتَلَّةٌ *** مِنْ بَعْدِ تَرْوِيجِ الْخُرَافَةِ ثَانِي(18)
مَنْ كَانَ يَجْرَؤُ أَنْ يَقُولَ صَرَاحَةً: *** شَيْخُ الزَّرِيبَةِ فِتْنَةُ اْلأَزْمَانِ؟!(19 )
وَبِمِلْءِ فِيهِ يَقُولُ قَوْلاً وَاضِحاً *** مِنْ غِيْرِ تَلْوِيحٍ وَلاَ خَفَيَانِ(20)
لاَ لَنْ يَكُونَ هُنَاكَ عِزّاً بَانِياً *** فِي أَرْضِنَا وَبِلاَدِنَا السُّودَانِ(21)
مَا لَمْ نُزَيلَ الشِّرْكَ مِنْ أَوْكَارِهِ *** وَنُحَقِّقَ التَّوْحِيدَ فِي الْوِجْدَانِ(22)
وَالْفِقْهُ فِيهِ مُحَقِّقٌ وَمُدَقِّقٌ *** فِقْهُ الدَّلِيلِ عَلَيْهِ بِالرُّجْحَانِ(2 3)
مَعَ نَبْذِهِ لِتَعَصُّبٍ لأَئِمَّةٍ جَاءَ الْمُحِيطُ فَغَادِرِ الْقِيعَانِ(24)
فَالسَّيْلُ ذَا الْجَرَّارُ بَعْدَ تَدَفُّقٍ *** فَوْقَ الْحَدَائِقِ فَهْوَ لِلشَّوْكَانِي(2 5)
مَعَ رَوْضَةٍ غَنَّاءَةٍ فِي حُسْنِهَا *** لِمُحَمَّدِ الصِّدِّيقِ ابْنِ الْخَانِ(26)
سُبُلُ السَّلاَمِ يَجِيءُ فِي تَعْبِيرِهِ *** هَذَا الْمُصَنَّفُ فَهْوَ لِلصَّنْعَانِي(2 7)
أَكْرِمْ بِفِقْهِ السُّنَّةْ فِي تَرْتِيبِهِ *** وَأَضِفْ إِلَيْهِ تَتِمَّةِ الْمَنَّانِ(28)
ثُمَّ اْلأُصُولُ فَلَمْ يُضَيِّعُ أَمْرَهَا *** أُسُّ الْبِنَاءِ وَغَيْرُهَا الْحِيطَانِ(29)
فَمُوَافَقَاتِ الشَّاطِبِيِّ أَنْعِمْ بِهَا *** مِنْ خَيْرِ كُتْبِ الْعِلْمِ فِي الْمِيزَانِ(30)
وَ"اْلإِعْتِصَا ُ" فَذَاكَ شَيْءٌ خَارِقٌ *** فِي دَحْرِ أَصْلِ ضَلاَلَةِ الشَّيْطَانِ(31)
أَمَّا السُّلُوكُ فَذَاكَ حَارِسُ مَجْدِهِ *** وَمُجَدِّدٌ لأُصُولِ ذَا الْبُنْيَانِ(32)
هَذِي "الْمَدَارِجُ" فَهْوَ يَشْرَحُ لُغْزَهَا *** مِنْ عِلْمِ ذَاكَ الْقَيِّمِ الرَّبَّانِي(33)
فِي تُحْفَةٍ قَلْبِيَّةٍ قَدْ صَانَهَا *** مِنْ عِلْمِ شَيْخِ السُّنَّةِ الْحَرَّانِي(34)
"دَاءُ النُّفُوسِ" وَقَدْ أَشَاعَ دَوَاءَهُ *** صُنْعَ ابْنِ حَزْمِ الظَّاهِرِيِّ الشَّانِ(35)
شَرْحُ "الْجَوَابِ الْكَافِي"مِنْ تِرْيَاقِهِ *** فَدَوَاؤُهُ وَالدَّاءُ يَصْطَرِعَانِ(36)
خُذْ سِيرَةُ اْلأَسْلاَفِ خَاضَ بِحَارَهَا *** يَأْتِيكَ بِاْلأَصْدَافِ وَالْحِيتَانِ(37)
لَوْ كُنْتَ تَسْمَعُ فِي أَسَامِيَ مَنْ مَضَى *** مِنْ فِيهِ قُلْتَ يَجِيءُ بِالْهَذَيَانِ(3 8)
تَمَّارُ عِيسَى وَبِنْتُ شَاكُولاَتَةٍ *** وَسُبَكْتَكَيْن ِ فَقِسْ عَلَيْهِ الثَّانِي(39)
دَحَرَ التَّصَوُّفَ وَالتَّشَيُّعَ جُمْلَةً *** هَدَّ اليَسَارَ كَبَعْثِي أَوْ عَلْمَانِي(40)
مِنْ مُلْحِدٍ مُتَفَسِّخٍ فِي زَيْغِهِ *** حَتَّى الْكِتَابِي يَهُودِي أَوْ نَصْرَانِي(41)
فَمَعَاوِلُ التَّنْصِيرِ هَشَّمَ أَنْفَهَا *** دَكَّ الْقِلاَيَةَ كَسَّرَ الصُّلْبَانِ(42)
وَوَسَائِلُ التَّبْشِيرِ عَدَّدَ طُرْقَهَا *** مَعَ ذِكْرِ أَنْوَاعِ التَّصَدِّي ثَانِي(43)
فِي سَرْدِ أَرْقَامِ النَّصَارَى مُنْذِراً *** مِنْ شَرِّ أَمْرِ تَسَلُّطِ الْكُفْرَانِ(44)
مَنْ كَانَ يَعْتَلِيُ الْمَنَابِرَ صَوْلَةً *** بِحَدِيثِهِ وَكَلاَمِهِ الرَّنَّانِ(45)
مَنْ كَانَ يَخْلِطُ عِلْمَهُ بِمَوَاعِظٍ *** وَيُصِيغُهُ فِي قَالبٍ فَنّاَنِ(46)
أَوْ كَانَ يَعْقِدُ لِلتَّنَاظُرِ مَجْلِساً *** وَخُصُومُهُ فِي غَايَةِ الْخُذْلاَنِ(47)
فِقْهُ الدَّلِيلِ أَسَاسُهُ وَمَتَاعُهُ *** أَنَّى تَوَجَّهَ حَامِلاً أَصْلاَنِ(48)
هَذَا الْكِتَابُ وَسُنَّةٌ مَرْضِيَّةٌ *** مَرْفُوعَةٌ لِنَبِيِّنَا الْعَدْنَانِي(49)
وَمُطَبِّقٌ لِلْعِلْمِ بَعْدَ تَعَلُّمٍ *** يَدْعُو إِلَيْهِ بِرَغْبَةٍ وَتَفَانِي(50)
جَابَ الْبِلاَدَ شَمَالَهَا وَجَنُوبَهَا *** مُتَفَاعِلاً مَعَ دَعْوَةِ الرَّحْمَنِ(51)
وَثِمَارُهُ مَعْرُوفَةٌ وَتَرَوْنَهَا *** هَذَا الدَّلِيلُ فَدُونَكَ الْبُرْهَانِ(52)
فِقْهُ السِّيَاسَةِ قَدْ أَزَالَ غُبَارَهُ *** وَاْلإِحْتِسَاب ُ فَذَاكَ فَرْعٌ بَانِي(53)
وَتَرَاهُ بَعْضِ الْوَقْتِ يَنْشُدُ قَائِلاً *** مِنْ شِعْرِ ذَاكَ النَّاظِمِ الْقَحْطَانِي(54)
(سُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ الْخِلاَفَةَ رُتْبَةً *** وَبَنَى اْلإِمَامَةَ أَيَّمَا بُنْيَانِ)(55)
وَتَرَاهُ يَلْهَجُ دَائِماً فِي دَرْسِهِ *** بِمُؤَلَّفَاتِ قَوَاعِدِ السُّلْطَانِ(56)
أَحْكَامُهُمْ فِي اْلأَصْلِ سُلْطَانِيّةٌ *** مَاوَرْدِي وَالْفَرَّاءُ يَشْتَبِهَانِ(57)
وَسِيَاسَةٌ شَرْعِيَّةٌ إِصْلاَحُهَا *** لِلْرَاعِي بَعَدَ رَعِيَّةِ السُّلْطَانِ(58)
فِي اْلأَصْلِ فَهْوَ مُصَنَّفٌ لإِمَامِنَا*** ذَاكَ ابْنُ تَيْمِيَةِ الْهُدَى الْمُتَفَانِي(59)
وَكَذَلِكَ "الْغَيَّاثِي" فِي تَحْقِيقِهِ *** لأَبِي الْمَعَالِي هُوَ الْجُوَيْنِي الثَّانِي(60)
وَمَعَالِمٌ فِي قُرْبَةٍ فِي حِسْبَةٍ *** لِلْقُرَشِي ابْنِ اْلأُخُوِّةِ دَانِي(61)
وَنِهَايَةٌ فِي رُتْبَةٍ تَصْنِيفُهَا *** لِلشَّيْخِ ذَاكَ الْعَبْدُ لِلرَّحْمَنِ(62)
عِلْمُ الْفُرُوقِ وَقَدْ أَشَادَ بُرُوقَهُ *** بَعْدَ الْقَرَافِي مَالِكِيٌّ ثَانِي(63)
أَحْكَامُ أَهْلِ الْعَهْدِ أَحْكَمَ فِقْهَهَا *** مِنْ بَعْدِ شَمْسِ الدِّينِ وَالزَّيْدَانِ(6 4)
شَرْحُ "الْعَوَاصِمِ وَالْقَوَاصِمِ" مُتْعَةٌ *** فِي ذَبِّهِ عَنْ خِيرَةِ الْمَلَوَانِ(65)
أَمَّا الْبُحُوثُ فَمِنْ أُصُولِ طَرِيقِهِ *** فِي مَنْهَجِ التَّأْصِيلِ وَاْلإِتْقَانِ(6 6)
هُوَ ثُلْمَةٌ مَكْسُورَةٌ فِي دِينِنَا *** مَا سَدَّهَا أَلْفٌ وَلاَ أَلْفَانِ(67)
هُوَ ثَغْرَةٌ مَخْرُومَةٌ فِي جِيلِنَا *** وَمَكَانُهَا يَبْقَى مَدَى اْلأَزْمَانِ(68)
لَمْ نَحْتَمِلْ أَبَداً فِرَاقَ حَبِيبِنَا *** لِصُعُوبَةٍ فِي الْبَيْنِ وَالْفُقْدَانِ(6 9)
جَاءَ "الْقَضَارِفَ" دَاعِياً وَمُبَشِّراً *** بِرِسَالَةِ اْلإِسْلاَمِ وَالْقُرْآنِ(70)
فِي آخِرِ الرَّحَلاَتِ جَادَ بِنَفْسِهِ *** مُتَحَدِّياً لأَكَابِرِ الشُّجْعَانِ(71)
يَا أَيُّهَا الْقَضْرُوفِي خُذْهَا عِبْرَةً *** كَيْ تَسْتَقِيمَ عَلَى هُدَى الرَّحْمَنِ(72)
سَالَتْ دُمُوعِيَ أَنْهُراً فِي فَقْدِهِ *** وَتَحَجَّرَتْ فِي الْجِفْنِ وَالإِنْسَانِ(73)
لَكِنَّهُ التَّسْلِيمُ طَوْعَ قَضَائِنَا *** لِمَلِيكِنَا الْخَلاَّقُ وَالدَّيَّانِ(74)
يَا نَفْسِي تُوبِي لِلإِلَهِ اسْتَرْجِعِي *** فَإِلَى مَتَى تَمْشِي عَلَى الْعِصْيَانِ(75)
فَالْمَوْتُ يَأْتِي بَغْتَةً فِي لَحْظَةٍ *** لاَ يَنْفَعُ التَّسْوِيفُ غَرُّ أَمَانِي(76)
فِي رَجْزِنَا بَحْرٌ مَلِيحٌ مَاتِعٌ *** قَدْ سُقْتُهَا نَونِيَّةٌ فِي اْلآنِ(77)
هَذَا الرِّثَاءُ مُقَصِّرٌ فِي نَعْتِهِ *** وَيَشُوبُهُ التَّقْصِيرُ وَالنُّقْصَانِ(7 8)
رَحِمَ اْلإِلَهُ لِحِبِّنَا وَقَرِيبِنَا *** وَأَثَابَهُ الْحَسَنَاتِ مَعْ غُفْرَانِ(79)
هَطَلَتْ عَلَيْهِ سَحَائِبٌ مِنْ رَحْمَةٍ *** وَأَعَاضَهُ الرَّحْمَنُ أَرْضَ جِنَانِ(80)
نظمها: أبو سهل طه بن الطيب بن المحجوب الزياتي
(السودان ـــــــ القضارف)
في صبيحة الجمعة 17جمادى الأولى،1431هـ
الموافق: 30 أبريل 201م، بمدينة بريدة
بمنطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية
رد: الثمانون النونية في رثاء الشيخ محمد سيد حاج
تصويب:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزياتي
فِي رَجْزِنَا بَحْرٌ مَلِيحٌ مَاتِعٌ *** قَدْ سُقْتُهَا نَونِيَّةٌ فِي اْلآنِ(77)
الصواب:
فِي شِعْرِنَا بَحْرٌ مَلِيحٌ كَامِلٌ*** قَدْ سُقْتُهَا نَونِيَّةٌ فِي اْلآنِ(77)