الأَلْمان . . . العُبط . . . خالد بن الوليد ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :ـ
ـ في القرن التاسع عشر الميلادي ( قبل مائة وخمسين عاما تقريبا) كان للألمان موظفان في الحكومة المصرية بدرجة وزير ، وكانت مهمة هذين الرجلين دراسة التراث الإسلامي ، وكانوا يخرجون على ( المثقفين ) المصريين بأفكار ومفاهيم في هيئة أبحاث ( محايدة ) ، أو يسربون الأفكار في الجلسات الخاصة ، في الصالونات ـ وهي أشبه ما تكون اليوم بطلعات البر في الخليج ـ .
و مما سرَّبه الألمان وشربه ( المثقفون ) هو ( العبقرية ) ، أو أن العباقرة هم الذين يصنعون التاريخ ، تلقف الفكرة العقاد ، وراح في صمتٍ وجِد عجيب يقرأ التاريخ بعين الألمان ويخرج علينا بسلسلته الشهيرة ( العبقريات ) ، وردد التبع المنهزمون ، أصحاب العقول الخاوية والمنابر العالية . مَن يبحثون عن أي جديد يكلمون به الناس في زواياهم الصحفية أو دورياتهم . فكانت أشبه ما تكون ( بالموضة ) أو ( التقليعة ) بلهجة أهل مصر . كتب الجميع عن خالد وعن الجيل الأول بمنظور ( العبقرية ) .
وهكذا الكلام في منتهى الخطورة من ناحيتين .
الأولى : أنه لا خالد ولا أبو بكر ولا عمر بل ولا الحبيب ـ بأبي هو وأهلي صلى الله عليه وسلم ـ هم الذين صنعوا التاريخ الإسلامي ، وإنما العقيدة هي التي تصوغ الشخصية فتغير تركيبتها تماما .ثم هؤلاء بعد أن تغيرهم العقيدة يغيرون بأمر ربهم واقع الناس ، والقول بأن خالد وعمر وأبو بكر هم الذين كونوا الدولة ومكنوا للملة ، يجعل الناس يبحثون عن خالد جديد ، وعمر جديد وأبو بكر من جديد . وهذا يصرفهم عن العودة للتوحيد . وأحسب أن هذا ما كان يرمي إليه من رمى بالألمان بين أظهرنا في مصر . ألا تبت يداه . ويدا من ولاه .
الثاني : هو العجب من عقول ( المثقفين ) كيف تشرب الباطل ، وكيف تستورد النظريات ، ثم لا تسمع لمن ينصحها من الداخل .
أعرف هذا الكلام من سبعة عشر عاما تقريبا ، وكنت أرفضه في مجالس الأصحاب ونحن نتحدث عن العبقريات وعن صناعة التاريخ والتأثير في حياة الناس وغير ذلك ، ولكن كانت الصورة مغبشة حينا ، ثم حين انجلت حال بيني وبين نقلها للناس الشواغل ، ومن قريب مكنني الله أن أقوم ـ بما يسمح به الوقت والإمكانات ـ بتتبع حال خالد بن الوليد في السيرة النبوية لأبين أن العقيدة هي التي صاغت خالد . وأطرح الفكرة لمن يهتم . إن كان عنده جهد ووقت وإمكانات فليأخذها بالتفصيل .
على هذا الرابط وأرجوا الالتفات للهوامش :
http://saaid.net/Doat/alkassas/81.htm
http://www.awda-dawa.com/pages.php?ID=4556
( البريد الذي في المقال ليس بريدي ، سُرق من شهور )
وأما الثانية ، وهي عقول ( المثقفين ) كيف تقلد ، وكيف تبصر بعين غيرها ، فهذه قصة طويلة ، ما زلت أرويها في مقالاتي . وحتى أجد وقتا لأمسك الأفكار بين دفتي كتاب .
رد: الأَلْمان . . . العُبط . . . خالد بن الوليد ..
الله المستعان , بارك الله فيك .
رد: الأَلْمان . . . العُبط . . . خالد بن الوليد ..
جزاك الله خير يا شيخ سلمان على مرورك وتعقيبك .
جزاك الله خير زين العابدين على مرورك .
أذكر أنني قرأت في الشرق الأوسط منذ ثلاث سنوات في رمضان ( في الفترة التي كان يتكلم فيها ( الشيخ ) العبيكان عن الجهاد ) سلسلة مقالات تتكلم عن ما أنتجه الالمان الوافدين إلى مصر من درسات ، يزينها لمن يقرأ ويثني عليها ، وهذا نذير شر إن كانت له تبعات .