واأسفاه على حالي ... ساعدوني
السلام عليكم وحمة الله وبركاته
إخوتي في الله لدي مرض اتعبني كثيرا وهو أنني لا أستطيع كظم غيظي فأغضب وأرتكب من المعاصي والذنوب الكبيرة – استغفر الله العلي العظيم – منها على سبيل المثال :
- الانتقام لنفسي وأحيانا استخدم آيات الله وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أجل الانتقام
- كنت مشاركا في موقع إسلامي وإذا خالفني احد وعندما أعلم أنه غاب عن الموقع لفترة طويلة أبدأ في كتابة المواضيع للانتقاص منه وغيبته وتحقيره لأثبت للأعضاء والزوار أني أفضل منه
إخوتي أكتب إليكم وأنا أبكي ندمًا فكيف أتخلص من هذه العادة السيئة والخطيرة وهل هي من الأمراض الخطيرة ؟
احتسبوا إخوتي واكتبوا شيئا يبقى لكم فكلنا سنموت وسنحاسب على كل حرف كتبناه
رد: واأسفاه على حالي ... ساعدوني
أسأل الله ان يحسن اخلاقك ,
واوصيك بالبكاء في السجود تضرعا لله جل جلاله بأن يهديك لأحسن الأخلاق
رد: واأسفاه على حالي ... ساعدوني
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،
أهلاً بأخي الحبيب معلم .
ينبغي أولاً أن نبتعد عن أسباب الذنوب .
فإن كانت المشاركة في نقاش تؤدي إلى ذلك فلنبتعد .
اقتباس:
الوصية العاشرة : عدم الجدل ، الوصية العاشرة لطالب العلم ولطالبة العلم عدم الجدل ، يا طالب العلم إذا فتحت على نفسك هذه المسألة الجدال مع الزملاء وإظهار العضلات وأنك أنت صاحب العلم وصاحب الباع الطويل فقد فتحت على نفسك باب مرضٍ وباب فتنة ، وكذلك أنتِ يا أيتها الطالبة إذا لم يَترك الطالب الجدل وإلا فهو على خطر ، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( ما ضل قوم بعد هدىً كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ، ثم قرأ : (( ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قومٌ خصِمون )) ) رواه الترمذي وغيره من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه ، وأذكر زميلاً من زملائي في بداية الدراسة قبل تقريباً أربعة أو خمس وعشرين سنة ونحن في مدينة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان كثير الجدل ، وربما جادل من بعد صلاة العشاء إلى آخر الليل ثم كانت النتيجة أنه انتكس ، نتيجة الجدل وعدم حفظ الوقت وعدم الإكثار من الاستغفار والتسبيح والتهليل وقيام الليل وعدم التأسي بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام ، الرسول ما كان يُجادل صلوات الله وسلامه عليه ، كانت النتيجة أنه انتكس ، لما ذهب النبي عليه الصلاة والسلام إلى بيت فاطمة وعلي رضي الله عنهما يُوقظهما لصلاة الليل طرق الباب عليهما وقال : ( ألا تصليان ) أي صلاة الليل فقال علي رضي الله عنه مِن الداخل : يا رسول الله إنما نفوسنا بيد الله يطلبها متى شاء ، رجع النبي عليه الصلاة والسلام وهو يضرب فخذيه ويقول : ( وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلاً ، وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلاً ) ورجع ، ما قال : يا علي أيش أنا ما أعرف هذا الكلام الذي أنت تقوله أنت تعلمني وإلا أنا الذي علمتك رجع ويقرأ الآية ، واعتبر أن هذا الرد من علي جدالاً وقرأ عليه الآية وهو ماشي سمعه علي من الداخل وهو يضرب فخذيه ويقول ويقرأ : (( وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلاً )) ، فيا طالب العلم إياك والجدل ابتعد عنه فإنه يُوغر الصدور ويجلب الأحقاد والبغضاء في القلوب تقول بما تعرف وتقول لزميلك بما تعرف ، فإن قال لا تقول : الشيخ موجود أسأله أنا وإلا أنت إن شاء الله وقت الظهر إذا خرج أو العصر والفائدة لنا جميعاً واقطع باب الجدال ، قال عليه الصلاة والسلام : ( إذا اختلفتم بالقرآن فقوموا ) متفق عليه ، يعني أنتم تقرءون في حلقة وقال واحد : الآية هذه كذا والثاني قال لا هي كذا ، قال : ( اقرءوا القرآن فإذا اختلفتم عنه فقوموا ) لا تجلسوا اقطع باب الجدال ، فانتبه يا طالب العلم لا جدال ، تحفظ وقتك وتبقى المودة بينك وبين زميلك والحمد لله أنتم بين يدي عالم من علماء المسلمين ومن الراسخين في العلم إن شاء الله تسألونه والفائدة للجميع .
http://66.102.9.104/search?q=cache:z...lnk&cd=1&gl=sa
رد: واأسفاه على حالي ... ساعدوني
هذا الندم - إن شاء الله - بداية التوبة النصوح شريطة عدم العودة الى سابق الأفعال المشينة وخير الخطائين التوابون والرجوع إلى الحق فضيلة
رد: واأسفاه على حالي ... ساعدوني
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معلم
السلام عليكم وحمة الله وبركاته
إخوتي في الله لدي مرض اتعبني كثيرا وهو أنني لا أستطيع كظم غيظي فأغضب وأرتكب من المعاصي والذنوب الكبيرة – استغفر الله العلي العظيم – منها على سبيل المثال :
- الانتقام لنفسي وأحيانا استخدم آيات الله وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أجل الانتقام.
- كنت مشاركا في موقع إسلامي وإذا خالفني احد وعندما أعلم أنه غاب عن الموقع لفترة طويلة أبدأ في كتابة المواضيع للانتقاص منه وغيبته وتحقيره لأثبت للأعضاء والزوار أني أفضل منه.
إخوتي أكتب إليكم وأنا أبكي ندمًا فكيف أتخلص من هذه العادة السيئة والخطيرة وهل هي من الأمراض الخطيرة ؟
احتسبوا إخوتي واكتبوا شيئا يبقى لكم فكلنا سنموت وسنحاسب على كل حرف كتبناه
أخي الحبيب هل ما قاله الإخوة يخفاك فتحتاج من يذكرك به ، يا أخي خذ نفسك بالعزم والحزم ، لا تتركها للشيطان ، إن ما فعلته - إن كان كما تقول - فهو خلق دميم ، ولن ينفعك طبطبة الناس على كتفك ، لا بد من أن تقف مع نفسك ، وإن كان في مشاركاتك السابقة التي أشرت إليها ظلم لأحد من إخوانك ، فعليك باستسماحة والاعتذار له، ولابد وأن تتحلل منه ، يا أخي الأمر جد لا هزل فيه ، قف مع نفسك وأدبها.
وأنا إنما استجزت لنفسي أن أكتب هذا ولا أراسلك به على الخاص ، لأنك وضعت هذا ونشرته ، فرأيت أن تكون النصيحة ظاهرة نصحًا لك ولنفسي ولأخواني.
أخي الحبيب - كلنا صاحب ذنب وتقصير - لكن كن صاحب همة عالية ، وارتفع بنفسك عن هذا الأمر ، رزقني الله وإياك التوبة الصادقة .
رد: واأسفاه على حالي ... ساعدوني
أعانك الله أخي الكريم على نفسك وأصلح الله أحوالنا جميعاً
أكثر من الدعاء أن يخلصك الله من هذا الداء، وأن يتجاوز عنك
فمن تتبع عورات المسلمين تتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورنه يفضحه ولو في جوف بيته، فاتق الله
وندمك هو الخطوة الأولى نحو تصحيح مسارك، فاستعن بالله ولا تعجز
رد: واأسفاه على حالي ... ساعدوني
اقتباس:
أخي الحبيب - كلنا صاحب ذنب وتقصير - لكن كن صاحب همة عالية ، وارتفع بنفسك عن هذا الأمر ، رزقني الله وإياك التوبة الصادقة .
اللهم اهدنا لأحسن الاخلاق والاعمال لايهدي لأحسنها إلا أنت
واصرف عنا سيئها لايصرف عنا سيئها إلا أنت سبحانك
وانصحك بقراءة كتاب الأخلاق والسير في مداواة النفوس لإبن حزم
رد: واأسفاه على حالي ... ساعدوني
عزيزي معلم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن جميعا نحتاج للحلم ...
الحلم هو ..كما فسره حكيم لما سئل عن الحلم قال: هو تطييب الأمور في الصدور
( هشام ) يعني اذا وجدت غليان في الصدر . . فلا تخرجه حتى تقلبه وعندما يبرد اخرجه فيكون صالح للاكل )
وسئل عليّ: ما العلم؟ قال: خشية الرب واعتزال الخلق قيل: فما الحلم قال: كظم الغيظ وملاك النفس
وقال يحيى بن كثير: لا يعجبك حلم امرىء حتى يغضب ولا أمانته حتى يطمع
فيض القدير
إذا ..حتى في الجاهلة يتفاخرونه به
كما قال ..سماك بن حرب ” كان أهل الجاهلية إذا كان في الرجل ست خصال سودوه: الحلم والعقل والسخاء والشجاعة والبيان والتواضع، ولا يكملن في الإسلام إلا بالعفاف
فتح الباري شرح صحيح البخاري
فيوجد فرق بين الحلم والاناة ..
وأما الحلم فهو العقل. وأما الأناة . فهي التثبت وترك العجلة
شرح النووى على مسلم
فكلاهما حسن ولا ينفك بعضهما عن البعض .. ياسبحان الله
(الأناة من الله والعجلة من الشيطان) قال المناوي في شرح الجامع الصغير: أي هو الحامل عليها بوسوسته، لأن العجلة تمنع من التثبت والنظر في العواقب وذلك موقع في المعاطب، وذلك من كيد الشيطان ووسوسته)
تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي
طيب وما الحلم ..
ما أزين الحلم ! الذي هو كف النفس عن هيجان الغضب لإرادة الانتقام والحليم من اتسع صدره لمساوئ الخلق ومداني أخلاقهم
قال الحسن: ما نحل اللّه عباده شيئاً أجل من الحلم ومن ثم أثنى اللّه تعالى على خليله وابنه به لما انشرحت صدورهم لما ابتلاهم اللّه به من الذبح فقال: {إن إبراهيم لحليم أواه منيب}، {وبشرناه بغلام حليم}
قال الشعبي: زين العلم حلم أهله
وقال طاوس: ما حمل العلم في مثل جراب حلم
فيض القدير
هل ممكن ان تكتسب الحلم .. نعم وبسيط بالتكرار حتى يرسخ عندنا الحلم كما يرسخ عندنا العلم كما الرسول عليه الصلاة والسلام - إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم. رواه الطبراني وغيره وحسنه الألباني
الموضوع يريد ممارسة بسيطة ونجد التحسن باذن الله
ولقد أحسن القائل:
لا يعرف الـحلـم إلا ساعة الغضب
وقال علـي بن ثابت:
العقل افته الإعجاب والغضب
والـمال افته التبذير والنهب
وقال أبو العتاهية:
ولـم أر فـي الاعداء حين خبرتهم
عدوًا لعقل الـمرء أعدى من الغضب
التمهيد
وقال أَبو العتاهية؛
أُقلب طرْفي مرةً بعْد مرةٍ
لأعْلم ما في الناس والقلْب ينْقلب
فلمْ أَر كنْزاً كالقنوع لأهْله
وأنْ يجمل الإِنْسان ما عاش في الطلب
ولمْ أَر فضلاً صح إلا على التقى
ولمْ أَر عقْلا تم إلا على أدب
ولمْ أَر في الأعْداء حين خبرتهم
عدوّا يفعل أَعْدى من الغضب
الإستذكار
يتبع ان شاء الله واعتذر على الاطالة
رد: واأسفاه على حالي ... ساعدوني
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا
إخواني الأفاضل / نسيت أن أقول لكم بأنّ ذلك المرض الذي ذكرته أصاب صاحب موقع إسلامي نسأل الله السلامة والعافية فنقلت لكم ما ذكره لأتعلم منكم وأعلم طلابي في المدرسة وربما خرجت كلمة من قلب شيخ رباني يبارك الله فيها ويجعلها سببًا لشفاء الكثير من القلوب المريضة ....
الشيخ الفاضل : هشام الهاشمي وفقكم الله وسددكم وفي انتظار رحيق حرفك وأظن بأن الأمر يحتاج إلى تفصيل
رد: واأسفاه على حالي ... ساعدوني
تسعة أسباب لكظم الغيظ!
د. سلمان بن فهد العودة :
كلنا نواجه هذا اللون من الاستفزاز الذي هو اختبار لقدرة الإنسان على الانضباط، وعدم مجاراة الآخر في ميدانه، وهناك عشرة أسباب ينتج عنها أو عن واحد منها ضبط النفس:
أولاً: الرحمة بالمخطئ والشفقة عليه، واللين معه والرفق به.
قال سبحانه وتعالى لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-:
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْر)[آل عمران: 159].
وفي هذه الآية فائدة عظيمة وهي: أن الناس يجتمعون على الرفق واللين، ولا يجتمعون على الشدة والعنف؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال: (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) [آل عمران: من الآية159].
وهؤلاء هم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- من المهاجرين والأنصار -رضي الله عنهم-، والسابقين الأولين؛ فكيف بمن بعدهم؟!
وكيف بمن ليس له مقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الناس؛ سواء كان من العلماء أو الدعاة أو ممن لهم رياسة أو وجاهة؟!
فلا يمكن أن يجتمع الناس إلا على أساس الرحمة والرفق.
َقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه لِرَجُلٍ شَتَمَه: "يَا هَذَا لَا تُغْرِقَنَّ فِي سَبِّنَا وَدَعْ لِلصُّلْحِ مَوْضِعًا فَإِنَّا لَا نُكَافِئُ مَنْ عَصَى اللَّهَ فِينَا بِأَكْثَرَ مِنْ أَنْ نُطِيعَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ".
وَشَتَمَ رَجُلٌ الشَّعْبِيَّ فَقَالَ له الشَّعْبِيُّ: "إنْ كُنْتُ كمَا قُلْتَ فَغَفَرَ اللَّهُ لِي وَإِنْ لَمْ أَكُنْ كَمَا قُلْتَ فَغَفَرَ اللَّهُ لَكَ".
وشتم رجل معاوية شتيمة في نفسه؛ فدعا له وأمر له بجائزة.
فلا بد من تربية النفس على الرضا، والصبر، واللين، والمسامحة؛ هي قضية أساسية، والإنسان يتحلّم حتى يصبح حليمًا.
وبإسناد لا بأس به عن أَبي الدَّرداءِ قالَ: قالَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: " إِنَّما العلمُ بالتعلُّم، وإِنما الحِلْمُ بالتحلُّمِ، مَنْ يَتَحَرَّ الخيرَ يُعْطَهُ، ومَنْ يَتَّقِ الشرَّ يُوقَه ُ".
فعليك أن تنظر في نفسك وتضع الأمور مواضعها قبل أن تؤاخذ الآخرين، وتتذكر أن تحية الإسلام هي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، التي أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن نقولها لأهلنا إذا دخلنا، بل قال الله -سبحانه وتعالى-: (فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ)[النور: من الآية61].
وأن نقولها للصبيان والصغار والكبار ومن نعرف ومن لا نعرف.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-: أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ: " تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ" أخرجه البخاري ومسلم .
وعن عمار رضي الله عنه قال:" ثَلاَثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الإِيمَانَ: الإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ، وَبَذْلُ السَّلاَمِ لِلْعَالَمِ، وَالإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ"
لهذه التحية معان، ففيها معنى السلام: أن تسلم مني، من لساني ومن قلبي ومن يدي، فلا أعتدي عليك بقول ولا بفعل، وفيها الدعاء بالسلامة، وفيها الدعاء بالرحمة، وفيها الدعاء بالبركة… هذه المعاني الراقية التي نقولها بألسنتنا علينا أن نحولها إلى منهج في حياتنا، وعلاقتنا مع الآخرين.
ثانيًا: من الأسباب التي تدفع أو تهدئ الغضب سعة الصدر وحسن الثقة؛ مما يحمل الإنسان على العفو.
ولهذا قال بعض الحكماء: "أحسنُ المكارمِ؛ عَفْوُ الْمُقْتَدِرِ وَجُودُ الْمُفْتَقِرِ"، فإذا قدر الإنسان على أن ينتقم من خصمه؛ غفر له وسامحه،(وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)[الشورى:43].
وقال صلى الله عليه وسلم لقريش :"مَا تَرَوْنَ أَنِّى صَانِعٌ بِكُمْ؟" قَالُوا : خَيْرًا! أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ. قَالَ: "اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ".
وقال يوسف لإخوته بعد ما أصبحوا في ملكه وتحت سلطانه: (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف:92].
ثالثًا: شرف النفس وعلو الهمة، بحيث يترفع الإنسان عن السباب، ويسمو بنفسه فوق هذا المقام.
لَنْ يَبْلُغَ الْمَجْدَ أَقْوَامٌ وَإِنْ عَظمُوا *** حَتَّى يَذِلُّوا وَإِنْ عَزُّوا لأقْوَامِ
وَيُشْتَمُوا فَتَرَى الأَلْوَانَ مُسْفِرَةً *** لا صَفْحَ ذُلٍ وَلَكِنْ صَفْحَ أَحْلامِ
أي: لابد أن تعوِّد نفسك على أنك تسمع الشتيمة؛ فيُسفر وجهك، وتقابلها بابتسامة عريضة، وأن تدرِّب نفسك تدريبًا عمليًّا على كيفية كظم الغيظ.
وَإِنَّ الذِي بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي أَبِي *** وَبَيَن بَنِي عَمِّي لَمُخْتَلِفٌ جِدَا
فَإِنْ أَكَلُوا لحَمْي وَفَرْتُ لُحُومَهُم *** وَإِنْ هَدَمُوا مَجْدِي بَنَيْتُ لَهُمْ مَجْدَا
وَلَا أَحْمِلُ الْحِقْدَ الْقَدِيم عَلَيهِم *** ولَيْسَ رَئِيسُ الْقَوْمِ مَنْ يَحْمِلُ الْحِقْدَا
رابعًا: طلب الثواب عند الله.
إنّ جرعة غيظ تتجرعها في سبيل الله- سبحانه وتعالى- لها ما لها عند الله -عز وجل- من الأجر والرفعة.
فعَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: " مَنْ كَظَمَ غَيْظًا - وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ - دَعَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُؤوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ مَا شَاءَ "، والكلام سهل وطيب وميسور ولا يكلف شيئًا، وأعتقد أن أي واحد يستطيع أن يقول محاضرة خاصة في هذا الموضوع، لكن يتغير الحال بمجرد الوقوع في كربة تحتاج إلى الصبر وسعة الصدر واللين فتفاجأ بأن بين القول والعمل بعد المشرقين.
خامسًا: استحياء الإنسان أن يضع نفسه في مقابلة المخطئ.
وقد قال بعض الحكماء: "احْتِمَالُ السَّفِيهِ خَيْرٌ مِنْ التَّحَلِّي بِصُورَتِهِ وَالْإِغْضَاءُ عَنْ الْجَاهِلِ خَيْرٌ مِنْ مُشَاكَلَتِه".
وقال بعض الأدباء: "مَا أَفْحَشَ حَلِيمٌ وَلَا أَوْحَشَ كَرِيمٌ".
وَقَالَ لَقِيطُ بْنُ زُرَارَةَ:
وَقُلْ لِبَنِي سَعْدٍ فَمَا لِي وَمَا لَكُمْ *** تُرِقُّونَ مِنِّي مَا اسْتَطَعْتُمْ وَأَعْتِقُ
أَغَرَّكُمْ أَنِّي بِأَحْسَنِ شِيمَةٍ *** بَصِيرٌ وَأَنِّي بِالْفَوَاحِشِ أَخْرَقُ
وَإِنْ تَكُ قَدْ فَاحَشْتَنِي فَقَهَرْتَنِي *** هَنِيئًا مَرِيئًا أَنْتَ بِالْفُحْشِ أَحْذَقُ
وقال غيره:
سَأُلْزِمُ نَفْسِي الصَّفْحَ عَنْ كُلِّ مُذْنِبٍ *** وَإِنْ كَثُرَتْ مِنْهُ إلَيَّ الْجَرَائِمُ
فَمَا النَّاسُ إلاّ وَاحِدٌ مِنْ ثَلاثَةٍ *** شَرِيفٌ وَمَشْرُوفٌ وَمِثْلٌ مُقَاوِمُ
فَأَمَّا الَّذِي فَوْقِي فَأَعْرِفُ قَدْرَهُ *** وَأَتْبَعُ فِيهِ الْحَقَّ وَالْحَقُّ لازِمُ
وَأَمَّا الَّذِي دُونِي فَأَحْلُمُ دَائِبًا *** أَصُونُ بِهِ عِرْضِي وَإِنْ لَامَ لائِمُ
وَأَمَّا الَّذِي مِثْلِي فَإِنْ زَلَّ أَوْ هَفَا *** تَفَضَّلْت إنَّ الْفَضْلَ بِالْفَخْرِ حَاكِمُ
وفي حديث خروج النبي -صلى الله عليه وسلم- من الطائف، وقد ردوه شر رد.. تقول عائشة – رضي الله عنها- زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ قَالَ : " لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ، وَكَانَ أَشَدُّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلاَّ وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ؛ فَنَادَانِي فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ، فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ، فَسَلَّمَ عَلَيَ ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ ، فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمِ الأَخْشَبَيْنِ! فَقَالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم : بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا " أخرجه البخاري ومسلم .
سادسًا: التدرب على الصبر والسماحة فهي من الإيمان.
إن هذه العضلة التي في صدرك قابلة للتدريب والتمرين، فمرّن عضلات القلب على كثرة التسامح، والتنازل عن الحقوق، وعدم الإمساك بحظ النفس، وجرّب أن تملأ قلبك بالمحبة!
فلو استطعت أن تحب المسلمين جميعًا فلن تشعر أن قلبك ضاق بهم، بل سوف تشعر بأنه يتسع كلما وفد عليه ضيف جديد، وأنه يسع الناس كلهم لو استحقوا هذه المحبة.
فمرّن عضلات قلبك على التسامح في كل ليلة قبل أن تخلد إلى النوم، وتسلم عينيك لنومة هادئة لذيذة.
سامح كل الذين أخطؤوا في حقك، وكل الذين ظلموك، وكل الذين حاربوك، وكل الذين قصروا في حقك، وكل الذين نسوا جميلك، بل وأكثر من ذلك..انهمك في دعاء صادق لله -سبحانه وتعالى- بأن يغفر الله لهم، وأن يصلح شأنهم، وأن يوفقهم..؛ ستجد أنك أنت الرابح الأكبر.
وكما تغسل وجهك ويدك بالماء في اليوم بضع مرات أو أكثر من عشر مرات؛ لأنك تواجه بهما الناس؛ فعليك بغسل هذا القلب الذي هو محل نظر ا لله -سبحانه وتعالى-!
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ ) أخرجه مسلم.
فقلبك الذي ينظر إليه الرب سبحانه وتعالى من فوق سبع سموات احرص ألا يرى فيه إلا المعاني الشريفة والنوايا الطيبة.
اغسل هذا القلب، وتعاهده يوميًّا؛ لئلا تتراكم فيه الأحقاد، والكراهية، والبغضاء، والذكريات المريرة التي تكون أغلالاً وقيودًا تمنعك من الانطلاق والمسير والعمل، ومن أن تتمتع بحياتك.
سابعًا: قطع السباب وإنهاؤه مع من يصدر منهم، وهذا لا شك أنه من الحزم.
حُكِيَ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِضِرَارِ بْنِ الْقَعْقَاعِ: وَاَللَّهِ لَوْ قُلْت وَاحِدَةً؛ لَسَمِعْت عَشْرًا !
فَقَالَ لَهُ ضِرَارٌ: وَاَللَّهِ لَوْ قُلْت عَشْرًا؛ لَمْ تَسْمَعْ وَاحِدَةً !
وَفِي الْحِلْمِ رَدْعٌ لِلسَّفِيهِ عَنْ الأَذَى *** وَفِي الْخَرْقِ إغْرَاءٌ فَلَا تَكُ أَخْرَقَا
فَتَنْدَمَ إذْ لَا تَنْفَعَنكَ نَدَامَةٌ *** كَمَا نَدِمَ الْمَغْبُونُ لَمَّا تَفَرَّقَا
وقال آخر :
قُلْ مَا بَدَا لَك مِنْ زُورٍ وَمِنْ كَذِبِ *** حِلْمِي أَصَمُّ وَأُذْنِي غَيْرُ صَمَّاءِ
وبالخبرة وبالمشاهدة فإن الجهد الذي تبذله في الرد على من يسبك لن يعطي نتيجة مثل النتيجة التي يعطيها الصمت، فبالصمت حفظت لسانك, ووقتك, وقلبك؛ ولهذا قال الله سبحانه وتعالى لمريم عليها السلام : "فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا"[مريم: من الآية26].
والكلام والأخذ والعطاء، والرد والمجادلة تنعكس أحيانًا على قلبك، وتضر أكثر مما تنفع.
ثامنًا: رعاية المصلحة؛ ولهذا أثنى النبي -صلى الله عليه وسلم- على الحسن رضي الله عنه بقوله: (ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) أخرجه البخاري.
فدل ذلك على أن رعاية المصلحة التي تحمل الإنسان على الحرص على الاجتماع, وتجنب المخالفة هي السيادة.
تاسعًا: حفظ المعروف السابق, والجميل السالف.
ولهذا كان الشافعي - رحمه الله- يقول: إِنَّ الْحُرَّ مَنْ رَاعَى وِدَادَ لَحْظَةٍ وَانْتَمَى لِمَنْ أَفَادَ لَفْظَةً.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الْإِيمَانِ ) وأمثلة ذلك كثيرة.
الإسلام اليوم
رد: واأسفاه على حالي ... ساعدوني
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معلم
السلام عليكم وحمة الله وبركاته
إخوتي في الله لدي مرض اتعبني كثيرا وهو أنني لا أستطيع كظم غيظي فأغضب
الغضب
غضب: رجلٌ غَضُوبٌ وغَضِبٌ وغُضُبَّة وغُضُبٌّ أي كثير الغَضَب شَديدُه. وناقةٌ غَضُوبٌ: عَبُوسٌ.
والغَضَبُ: بَخْصَةٌ في الجَفْن الأعْلَى خِلْقةً
العين
بعض الاحاديث التي توصي بعدم الغضب
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - أَوْصِنِى . قَالَ « لاَ تَغْضَبْ » . فَرَدَّدَ مِرَارًا ، قَالَ « لاَ تَغْضَبْ »6116خ . تحفة84639
فهذا الرجل طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصيه وصية وجيزة جامعة لخصال الخير ليحفظها عنه خشية أن لا يحفظها لكثرتها ووصاه النبي أن لا يغضب ثم ردد هذه المسئلة عليه مرارا والنبي صلى الله عليه وسلم يردد عليه هذا الجواب فهذا يدل على أن الغضب جماع الشر وأن التحرز منه جماع الخير.
جامع العلوم والحكم
قيل لعبد الله بن المبارك أجمل "لنا حسن الخلق في كلمة قال ترك الغضب.
قلت. ولذا قال بعض الصحابة أوصاني يا رسول الله قال لا تغضب".
الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية
يتبع ان شاء الله .. مواضيع تحث على البعد عن الغضب وبعض طرق علاجها
رد: واأسفاه على حالي ... ساعدوني
وفقكم الله أخي وحبيبي هشام الهاشمي
يقول المنتصر بالله - رحمه الله تعالى - ( لذة العفو أعذب من لذة التشفي ، وأقبح فعال المقتدر الانتقام )