حديث حذيفة في الأمانة وتوضيح مخيف للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
عن حذيفة بن اليمان- رضي الله عنه - قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين قد رأيت أحدهما ، وأنا انتظر الآخر: حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن فعملوا من القرآن، وعلموا من السنة، ثم حدثنا عن رفع الأمانة فقال:" ينام الرجل النومة فتقبض الأمانةُ من قلبه، فيظل أثرها مثل الوكت، ثم ينام النومةً، فتقبض الأمانةُ من قلبهِ فيظلُ أثرها مثل المجلِ، كجمر دحرجته على رجلك، فنفط فتراهُ منتبرا وليس فيه شيءُ" ثم أخذ حصاة فدحرجه على رجلهِ" فيصبح الناسُ يتبايعون، فلا يكادُ أحدٌ يؤدي الأمانة حتى يقالَ: إن في بني فُلانٍ رجُلاً أميناً ، حتى يقال للرجل : ما أجلده، ما أظرفه، ما أعقله! وما في قلبه مثقال حبةٍ من خردلٍ من إيمانٍ، ولقد أتى علي زمانٌ وما أُبالي أيكم بايعتُ: لئن كان مسلماً ليردنه على دينهُ، ولئن كان نصرانياً أو يهودياً ليردنه على ساعيه، وأما اليوم فما كنتُ أُبايع منك إلا فُلاناً وفُلاناً " متفق عليه.
= = = = = = = = = = = = = = = = =
قال الشيخ رحمه الله (...ولكن أخبر بالحديث الثاني أن هذه الأمانة سوف تنزع من قلوب الرجال والعياذ بالله ، تنزع فيصبح الناس يتحدثون أن في بني فلان رجلاً أميناً، يعني أنك لا تكاد تجد في القبيلة رجلاً واحداً أميناً ، والباقي كلهم على خيانة ، لم يؤدوا الأمانة.
ولقد شاهد الناس اليوم مصداق هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنك تستعرض الناس رجلاً رجلاً حتى تبلغ إلى حدّ المائة أو المئات، لا تجد الرجل الأمين الذي أدى الأمانة كما ينبغي في حق الله ولا في حقِّ الناس.
قد تجد رجلاً أميناً في حق الله ، ويؤدي الصلاة ، ويؤدى الزكاة ، ويصوم ، يحج، يذكر الله كثيراً ، يسبح ، لكنه في المال ليس أميناً، إن وكل إليه عملٌ حكومي فرط وصار لا يأتي للدوام إلا متأخراً، ويخرج قبل انتهاء الوقت، ويضيع الأيام الكثيرة في أشغاله الخاصة، ولا يبالي ، مع أنك تجده في مقدمة الناس في المساجد، وفي الصدقات ، وفي الصيام، وفي الحج، لكنه ليس أميناً من جهة أخرى.
كذلك تجد الرجل أميناً في عبادة الله ، يقيم الصلاة ، ويؤتى الزكاة ويصوم ، ويحج، ويتصدق ، لكنه ليس أميناً في وظيفته، يعرف أنه لا يجوز للموظف أن يتاجر أو يفتح محل تجارة، ولكنه لا يبالي ، ويفتح محل تجارة، إما باسمه صريحاً ، أو باسم مستعار، وإما برجل أجنبي يجعله في هذا الدكان وما أشبه ذلك. فيكذب ، ويخون الدولة، ويأكل المال بالباطل، ويكون هذا المال الذي يكسبه من كسب حرام مانعاً من إجابة دعوته ، والعياذ بالله.
قال النبي عليه الصلاة والسلام :" إن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) (البقرة:172)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)(المؤمنون:51)، ثم ذكر الرجل يطيل السفر، اشعث أغبر يمدُ يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام، وغُذي بالحرام ،فإني يستجاب لذلك" [312].
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :" أني يستجاب لذلك" بعيد أن يستجيب الله لهذا الرجل، الذي هو أشعث أغبر ، يمد يديه للسماء : يا رب يا رب، ومع ذلك يبعد أن الله يستجيب له؛ لأنه يأكل الحرام. هذا الذي يكون موظفاً بمقتضى عقد الوظيفة فإنه يمنع من مزاولة التجارة، ثم يزاول التجارة، فكلُ كسب كسبه من هذه التجارة فهو حرام عليه، سحت والعياذ بالله ولا يبالي، نقول لمثل هذا : أنت الآن بالخيار؛ إن شئت أن تبقي على الوظيفة فاترك التجارة، وأن رأيت أن التجارة أنسب لك وأكثر فائدة فاترك الوظيفة.
أمران لا يجتمعان حسب العهد الذي بينك وبين الدولة، أنت تعرف أن الدولة تمنع من مزاولة التجارة فلماذا تتاجر؟
قال الله تعالى : ( أَوْفُوا بِالْعُقُودِ )(المائدة:1) ، (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً)(الاسراء:34)، يتعلل بعض الناس فيقول: كيف تمنعوني من التجارة وهناك وزراء يتاجرون بالأراضي وعندهم شركات كبيرة، فنقول : إذا ضلّ الناس لم يكن ضلالهم هدى، وإذا كانوا هم ضالين ظالمين بما صنعوا فلا تضل أنت، فإذا قال مثلاً: هذه النظم جاءت من تحت أيديهم، هم الذين شرعوها فكيف يخالفونها؟ نقول : حسابهم على الله ، سيكونون هم أول من يحزن ويتحسر على ما صنع يوم القيامة، حيث لا مال عندهم يفدون به أنفسهم ، ولا خدم ولا حراس يحجزون عنهم، ولا نسب ولا قرابة تنفعهم. فأنت لا تتخذ من مخالفات الناس دليلاً وسلماً لمعصية الله، ولكن عليك بالوفاء بما عاهدت غيرك عليه، وإن كان غيرك يخالف ذلك فليس لك أن تخالفه أنت).
رد: حديث حذيفة في الأمانة وتوضيح مخيف للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
..كلمات تكتب بماء الذهب رحم الله الشيخ بن عثيمين ورزقه ربي الفردوس الأعلى ..
رد: حديث حذيفة في الأمانة وتوضيح مخيف للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
وجهة نظر الشيخ رحمه الله لكن لا يوافق عليها والله اعلم
رد: حديث حذيفة في الأمانة وتوضيح مخيف للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
ما هكذا ترد الحجة يا معالم السنن؟
رد بحجة مقابلة لكي تقنعنا بوجهة نظرك بورك فيك
رد: حديث حذيفة في الأمانة وتوضيح مخيف للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
اعتقد أن وجهة نظر الشيخ - رحمه الله وأموات المسلمين أجمعين - تعالج آفة من آفات تخلفنا وفساد أمرنا ، وماذا بعد تضييع الأمانة في الأعمال والولايات ؟ فما ذكره من آكد ما يدخل في معنى هذا الحديث العظيم.
رد: حديث حذيفة في الأمانة وتوضيح مخيف للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معالم السنن
وجهة نظر الشيخ رحمه الله لكن لا يوافق عليها والله اعلم
لا يقال فيما قاله شيخنا رحمه ربي وجمعنا به في جنة وجه نظر
فالشيخ اتى بادله من كتاب الله واضحه
وانت لم تاتي بشي وما اظن عندك شيئا غير ما كتبت وما اسهله وايسره
وكم تاملت قولك (( الله اعلم )) بعد بحثك الذي اتعبت نفسك فيه
رد: حديث حذيفة في الأمانة وتوضيح مخيف للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
رحمه الله الامام
اللهم اجعلنا ممن يؤدي الامانة الى اهلها وعلى وجهها
رد: حديث حذيفة في الأمانة وتوضيح مخيف للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
صدق و الله و صدق ثم صدق
من فى هذه الأيام لا يعتبر الأمانة مغنما و الزكاة مغرما ؟
من ذا يتق الله عز و جل فى عمله ؟
و الله ما استأمنت أمينا معروفا بالأمانه إلا و غدر
و لا وفيا إلا و خان
رد: حديث حذيفة في الأمانة وتوضيح مخيف للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
جزاكم الله خيرا. اللهم وفقنا لأداء الأمانات إلى أهلها ووفقنا للوفاء بالعقود والعهود. ما أعظم هذا الدين وما أمتنه.
رد: حديث حذيفة في الأمانة وتوضيح مخيف للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
بارك الله فيك أخي الكريم
أين أجد كلام الشيخ رحمه الله؟
رد: حديث حذيفة في الأمانة وتوضيح مخيف للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد المحقق
بارك الله فيك أخي الكريم
أين أجد كلام الشيخ رحمه الله؟
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_18035.shtml