أخي المسلم :
انظر كيف صور الله تعالى في قرانه المجيد ما سيكون عليه الكافرون وأصدقاء السوء يوم القيامة من حسرة وندامة ، تصويرا بليغا ، ومؤثرا فقال جل وعلا :(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ، يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ، لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ) الفرقان : 29
وقد ذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآيات أن عقبة بن أبى معيط دعا النبي (صلى الله عليه وسلم) لحضور طعام عنده ، فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) لا آكل من طعامك حتى تنطق بالشهادتين . فنطق بهما . فبلغ ذلك صديقه أمية بن خلف ، فقال له : يا عقبة بلغني أنك أسملت . فقال له : لا . ولكن قلت ما قلت تطييبا لقلب محمد (صلى الله عليه وسلم) حتى يأكل من طعامي . فقال له : كلامك علي حرام حتى تفعل كذا وكذا بمحمد(صلى الله عليه وسلم) ففعل الشقي ما أمره به صديقه الذي لا يقل شقاوة عنه .فانزل الله هذه الآيات .
لذلك سلفنا الصالح (رحمهم الله ) راحوا يرشدون أبناءهم إلى اختيار الصاحب الصالح ، فهذا احدهم يقول :( يا بني : إذا أردت مصاحبة شخص فلا تصحبه إلا بخصال يتصف بها ..فقال الولد: ما هي يا أبتاه ؟ فقال له : (يكتم سرك ،ويستر عيبك ويكن معك في النوائب ، وينشر حسناتك ، ويطوي سيئاتك ، فان لم تكن هذه فعليك بنفسك )
وهذا آخر يقول لولده : ( لا تصاحب إلا رجلين : رجل تتعلم منه ما ينفعك من أمور دينك ، ورجل تعلمه شيئا من أمور دينه فيتقبل منك ، والثالث اهرب منه )
ليفتش كل منا عن صاحبه هل هو ممن يتخلق بمثل هذه الأخلاق ، وبمثل هذه الصفات ، أنا أدعو المسلمين جميعا من خلال الآيات التي تصور لنا مشهدا من مشاهد القيامة إلى إعادة النظر في اختيار أصحابهم قبل فوات الأوان ، لا بد من اختيار الصديق الصالح ، ولا بد من الصحبة الصالحة واختم كلامي بوصية لقمان الحكيم لابنه ولكل أبناء الإسلام : ( يا بني ليكن أول شي تكسبه بعد الإيمان بالله خليلا صالح فإنما مثل الخليل الصالح كمثل النخلة إن جلست في ظلها أظلتك ، وان احتطبت من حطبها نفعتك ، وان أكلت من ثمرها نفعتك ووجدته طيبا ولذيذا )