فائدة لدارس التراث التاريخي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

إن مما بين العلماء أن من بين أكبر كتب التاريخ كتاب الإمام الطبري مع كونه العمدة في الفن

وإن الإمام الطبري رحمه الله قد وقت في مقدمته بيانا قَل من ينظر إليه
ألا وهو المتمثل في قوله ـ مع التصرف ـ :

"قد أوردت في كتابي الصحيح والضعيف فلينقح قارئه ولا يأخذ بكل ما قد أدرجت"

هذا ومع علم سائر طلبة العلم أن علم التاريخ لم يُحقق ولم يُعنى به كعناية العلماء بعلم الحديث

لذلك نجد الكثير من المرويات لا تثبت ويستمسك بها أهل البدع كالروافض وغيرهم ويحتج بها على أهل السنة بقولهم : من كتبكم نحاجكم

فينبغي أن ننتبه إلى هذه النقطة فنتعامل مع التاريخ بالقاعدة القاضية بما يلي:

كل واقعة مروية تخالف أصول الدين وثوابته وجب ردها وعدم الأخذ بها
مع ضرورة التحقيق في سائر الوقائع

هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد

جزاك الله خيراً..
وهذا -أخي الكريم- جزء من منهج الأخباريين المسلمين..
فالأخباريون يختلفون عن المحدثين من حيث كونهم يقبلون الخبر بغض النظر عن مصدره، بشرط عدم وجود ما ينقضه سواءً من القرآن أو السنة المتواترة أو الواقع المشاهد أو اللازم أو المتواتر..
ومع ذلك فالأخباريون لا يؤكدون كل خبر يروونه ولا يجزمون به ولا يوالون ولا يعادون عليه كما يفعل أخباريوا الروافض!
أما منهج المحدثين فهو يهتم بالمصدر ثم ثقة المصدر ثم عدم وجود المانع سواءً في تلقي الخبر أو في لفظ الخبر أو في معناه..
وما أحرى هذا الموضوع بالدراسة! فهو مفيد وهو يطلع الكثيرين على عظمة منهج أهل الحديث!

بارك الله فيكما أخويّ الفاضلان .. وللفائدة فقد أشار فضيلة الدكتور خالد كبير علال في كتابه الماتع (مدرسة الكذابين في رواية التاريخ الإسلامي و تدوينه) إلى مثل هذا وقد قام بدراسة روايات الطبري دراسة مستفيضة ويمكن تحميل كتابه من على مكتبة صيد الفوائد

أحسن الله إليكما