فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية
بسم الله الرحمن الرحيم
فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية
للكتاني
" الحلقة الأولى " :
والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
من المعلوم أن التأليف والتصنيف له أنواع وأشكال متعددة من ذلك التأليف ابتداءً ، والشروح ، والاختصار ، وجمع الفوائد و الملح في صعيد واحد بين دفتي كتاب ، أو استخراج فواد وملح ونوادر كتاب معين ، ومنه هذه الأسطر التي بين يديك الموسومة بـ " فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الادارية " لعبد الحي بن شمس الكتاني الفاسي.
وهذا الكتاب أكثر مما عني به من التصنيف ـ وهو تسطير أسس وخطط ، والطرق التي سير عليه في الدولة الإسلامية في العهد النبوي ـ فقد احتوى على فوائد ونوادر قلّ أن تجدها في كتاب آخر ، الذي يظهر من خلاله على الحضارة الإسلامية ، مما فيه رد على الذين ينفون أن يكون للإسلام حضارة ، ومدنية تذكر.
فهذا الكتاب فيه جملة من المعارف والفوائد والملح تشرئب إلى معرفتها أنفس الطالبين ، وترتاح بمذاكرتها قلوب المتأدبين ..
ومما يدل على أهمية الكتاب غزارة المراجع التي رجع إليها في جمع مادة هذا الكتاب وتنوعها فشملت فنون العلم " التفسير ، الحديث ، والفقه ، والأدب ، والتاريخ ، واللغة ...... بل إن بعض هذه المراجع نادرة وغير متوفرة بين أيدي الناس (1م/21ـ 32).
ومما يقوي أهمية هذا الكتاب الكتب والرسائل والأجزاء التي يذكرها عندما يتكلم على بعض المسائل والأبواب جمعة بين الكثرة وقيمتها العلمية ، وبعضها يُظن أنها من ضمن ما فقدم من تراث هذه الأمة ، فقد وقف عليها ونقل منها ، ويذكر مكانها ؛ حتى أن كاتب هذه الأسطر ندم على عدم تقيدها ؛ فحبذا لو انتدب أحد الطالبين للعلم ، والبحث عن الكتب النادرة لجمعها وترتيبها .
فهذا المصنف مشغوف في الوقوف على ما كتبه علماء هذه الأمة وجمعها ؛ حتى اجتمع لديه الشيء الكثير من المصنفات في شتى العلوم ، حتى أن مما ذكره من هذه الكتب لم يسبق لك الوقوف عليها بل السماع بها
على سبيل المثال حيث قال (1/36) : وقد أفرد ما يتعلق بالنعال النبوية بالتأليف جماعة من الأعلام ثم ذكر هؤلاء الأعلام ومؤلفاتهم ، وذكر ما طبع منها . ، وكذا ما يتعلق الشعر والشعراء زمن النبي (1/211) .
أنه يتوسع في الكلام على بعض المسائل ، بذكر الأقوال ، ومن قال بها ، والكتب ، والأجزاء في ذلك ، على سبيل المثال ، تكلمه على بداية التاريخ الهجري ، متى البداية بهذا التاريخ ، وهل أول من بدأ به هل هو النبي أم عمر ؟(1/180) ، وكلامه على أحكام الهجر ، والعزلة (1/301ـ 308) .
وهذا الكتاب كثير ما ينقل منه فضيلة الشيخ العلامة الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد ـ ألبسه الله لباس الصحة والعافية ـ ويشيد بهذا الكتاب .
فإلى هذه الفوائد والملح مراعياً في ذلك الاختصار ، والأكثر فائدة مما تجذب القارئ إلى قراءة هذا الكتاب المرة بعد المرة ، فقد جمع بين غزارة المسائل والفوائد العلمية ، والمتعة والأنس .
• اسم الكتاب كاملاً :
" كتاب التراتيب الإدارية ، والعمالات والصناعات والمتاجر والحالة العلمية التي كانت على عهد تأسيس المدنية الإسلامية في المدينة المنورة العلية " .
المرجع الأساس لهذا الكتاب " تخريج الدلالات السمعية على ما كان في عهد رسول الله من الحرف والصنائع العمالات الشرعية " لأبي الحسن علي بن ذي الوزارتين محمد بن أحمد الخزاعي .
مع أهمية هذا الكتاب حافظ عليه المؤلف فدونه في كتاب ، وجعله بخط أسود وتحته خط .
• المؤلف :
عبد الحي بن شمس الكتاني الفاسي .
في طرة الكتاب اهداء الكتاب إلى شيخه والده بأبيات لابن طباطبا العلوي يقول فيها :
لا تنكرن اهداءنا لك منطقاً منك استفدنا حسنه ونظامه
فالله عز وجل يشكر فعل من يتلو عليه وحيهُ وكلامه
وبأبيات لابن حجر يقول فيها : هنيئا لأصحاب خير الورى وطوبى لأصحاب أخباره
..... ....
(1م/10 ، 16) مقدمة نافعة بين فيها عن الحضارة الإسلامية ، ورد فيها على الذين ينفون أن يكون للإسلام حضارة ، ومدنية تذكر .
وفي (1م/ 11) ناقشة ابن خلدون على قوله في " مقدمة العبر " (ص 349) : إن الملة في أولها لم يكن فيها علم ولا صناعة، لمقتضى أحوال السذاجة والبداوة، وإنما أحكام الشريعة التي هي أوامر الله ونواهيه، كان الرجال ينقلونها في صدورهم، وقد عرفوا مأخذها من الكتاب والسنة، بما تلقوة من صاحب الشرع وأصحابه. والقوم يومئذ عرب لم يعرفوا أمر التعليم والتآليف والتدوين ، ولا رجعوا إليه ولا دعتهم حاجة ، وجرى الأمر على ذلك زمن الصحاية والتابعين ، ناقشه بكلام ماتن مفيد .
(1م/15) ذكر الخلاف في حكم معرفة وتعلم نسب النبي ومولده ونشأته ، ..... وغير ذلك من المعارف التي تخصه .
نقل عن ابن فارس أنه قال بالوجوب ، وبين الحد من سيرته التي يجب معرفتها ...
وذكر كلام ابن القيم في " زاد المعاد " (1/ 68 ) : وإذا كانت سعادة العبد في الدارين معلقة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيجب على كل من نصح نفسه وأحب نجاتها وسعادتها أن يعرف من هديه وسيرته وشأنه ما يخرج به عن الجاهلين به ويدخل به في عداد أتباعه وشيعته وحزبه والناس في هذا بين مستقل ومستكثر ومحروم والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
• من غايات مجيء محمد عمارة الدنيا والعمل للآخرة (1م/ 16) :
قال : ولا شك أن المسلم إذا تتبع السيرة لم يبق له شك في أن نبيه جاء بعمارة الدنيا والعمل للآخرة ، لا بخراب العالم والانقطاع عن العمل حاشا وكلاّ نعم جاء بعتم تعمير القلب بالدنيا تعميراً يغفل به المسلم عن ربه وتوحيدة ، ولا كن أمرك أن تجد وتجهد حتى تملا منها يدك ، وتترك قلبك لله وما يرضيه منك من وجوه مبرات وحسنات ....
• حكم طلب الرئاسة والمراتب العالية كالولاية والقضاء (1م/ 21):
استدل بعض أهل العلم بقوله : " وجعلنا للمتقين إماماً " أن الإنسان يجوز أن يطلب المراتب العالية .
وقال السيوطي على قول يوسف : " اجعلني على خزائن الأرض ... " جواز طلب الولاية ونحوه لمن وثق من نفسه القيام بحقوقه وجواز التولية عند الكافر والظالم .
• نقد مقولة : ما ترك الأول للآخر من شيء(1م/ 79):
نقل عن ابن عبد البر أنه قال : ما كان أضر بالعلم وبالعلماء وبالمتعلمين من هذه المقولة ، وقال عن كلمة علي بن أبي طالب قيمة كل امرئ ما يحسنه : قال لم يسبق إليه بهذه المقولة ، وأي كلمة أحض على طلب العلم منها .
• مكان المتقدمين عند الناس ، وتقديمهم على المتأخرين في العلوم وغيرها ، وأن من عادة الناس مدح الماضي ، وذم الباقي في هذا الشأن (1م/ 21):
نقل كلام المسعودي في كتابه " التنبيه والإشراف " (1/ 30) أنه قال : ونحن وإن كان عصرنا متأخراً عن عصر من كان قبلنا من المؤلفين ، وأيامنا بعيدة عن أيامهم فلنرجو أن لا نقصر عنهم في تصنيف نقصده وغرض نؤمه، وإن كان لهم سبق الابتداء فلنا فضيلة الإقتداء ، وقد تشترك الخواطر، وتتفق الضمائر، وربما كان الآخر أحسن تأليفاً، وأمتن تصنيفاً ، لحكمة التجارب ، وخشية التتبع ، والاحتراس من مواقع الخطأ . ومن هاهنا صارت العلوم نامية، غير متناهية، لوجود الآخر ما لا يجده الأول ، وذلك إلى غير غاية محصورة ، ولا نهاية محدودة ، وقد أخبر الله عز وجل بذلك فقال " وفوق كل ذي علم عليم " على أن من شيم كثير من الناس إطراء المتقدمين، وتعظيم كتب السالفين، ومدح الماضي، وذم الباقي، وإن كان في كتب المحدثين ما هو أعظم فائدة، وأكثر عائدة . فقد حكى الجاحظ - على جلالة قدره - أنه قال: كنت أؤلف الكتاب الكثير المعاني، الحسن النظم، وأنسبه إلى نفسي فلا أرى الأسماع تصغي إليه ولا الإردادات تتيم نحوه، ثم أؤلف ما هو أنقص منه رتبة، وأقل فائدة، ثم ينحله عبد الله بن المقفع، أو سهل بن هارون، أو غيرهما من المتقدمين، ممن صارت أسماؤهم في المصنفين، فيقبلون على كتبها، ويسارعون إلى نسخها، لا لشيء إلا لنسبتها للمتقدمين، ولما يداخل أهل هذا العصر من حسد من هو في عصرهم، ومنافسته على المناقب التي عني بتشيدها ، وهذه طائفة لا يعبأ بها كبار الناس، وإنما العمل على أهل النظر والتأمل الذين أعطوا كل شيء حقه من القول، ووفوه قسطه من الحق، فلم يرفعوا المتقدم إذا كان ناقصاً، ولم ينقصوا المتأخر إذا كان زائداً؛ فلمثل هؤلاء تصنف العلوم، وتدون الكتب. وانظر صبح الأعشى - (ج 5 / 484) .
علق الكتاني على هذا بقوله : وإذا كان هذا في ذلك الزمن زمن نفاق أسواق العلم ورجحان أهله بالمدارك والغايات فكيف بزماننا هذا زمن التأخر والانحطاط والتقليد الأعمى لكل مستهجن وغلبة الأعراض السافلة والمقاومة للكمال والكاملين والتشبت بأذيال الناقصين والساقطين سخطاً على الفضيلة ومقاومة لها .
ثم ذكر كلام ابن حزم في هذا الباب ؛ حيث قال : وأما جهتنا فالحكم في ذلك ما جرى به المثل السائر " أزهد الناس في عالمٍ أهله " ، وقرأت في الإنجيل أن عيسى عليه السلام قال: " لا يفقد النبي حرمته إلا في بلده " وقد تيقنا ذلك بما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من قريش - وهم أوفر الناس أحلاماً وأصحهم عقولاً وأشدهم تثبتاً، مع ما خصوا به من سكناهم أفضل البقاع، وتغذيتهم بأكرم المياه - حتى خص الله تعالى الأوس والخزرج بالفضيلة التي أبانهم بها على جميع الناس، والله يؤتي فضله من يشاء، ولا سيما أندلسنا فإنها خصت من حسد أهلها للعالم الظاهر فيهم الماهر منهم، واستقلالهم كثير ما يأتي به، واستهجانهم حسناته، وتتبعهم سقطاته وعثراته، وأكثر ذلك مدة حياته، بأضعافما في سائر البلاد، إن أجاد قالوا: سارق مغير ومنتحل مدع، وإن توسط قالوا: غث بارد وضعيف ساقط، وإن باكر الحيازة لقصب السبق قالوا: متى كان هذا ومتى تعلم وفي أي زمان قرأ ولأمه الهبل! وبعد ذلك إن ولجت به الأقدار أحد طريقين إما شفوفاً بائناً يعليه على نظرائه أو سلوكاً في غير السبيل التي عهدوها فهنالك حمي الوطيس على البائس، وصار غرضاً للأقوال وهدفاً للمطالب ونصباً للتسبب إليه ونهباً للألسنة وعرضة للتطرق إلى عرضه، وربما نحل ما لم نقل وطوق ما لم يتقلد وألحق به ما لم يفه به ولا اعتقده قلبه، وبالحرى وهو السابق المبرز إن لم يتعلق من السلطان بحظ أن يسلم من المتالف وينجو من المخالف، فإن تعرض لتأليف غمز ولمز وتعرض وهمز واشتط عليه، وعظم يسير خطبه واستشنع هين سقطه وذهبت محاسنه وسترت فضائله وهتف ونودي بما أغفل، فتنكس لذلك همته وتكل نفسه وتبرد حميته، وهكذا عندنا نصيب من ابتدأ يحوك شعراً أو يعمل رسالة، فإنه لا يفلت من هذه الحبائل، ولا يتخلص من هذا النصب إلا الناهض الفائت والمطفف المستولي على الأمد . وانظر " نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب " ( 3 / 166) .
علق الكتاني على هذا بقوله : فليت شعري ما يقال بعد خراب الأندلس وضعف الإسلام في القرن الرابع عشر . وجماع القول أن من جهل شيئاً عاداه ، والمزكوم لا يجد رائحة العطر بل يأباه .
• المراد بالخلافة (1/2) :
الخلافة هي : الرياسة العظمى والولاية العامة الجامعة القائمة بحراسة الدين والدنيا ، والقائم بها يسمى الخليفة لأنه خليفة رسول الله ، وأول خليفة هو أبي بكر الصديق .
• أول من اتخذ بيتاً للمال ، وأول من لقب بشيخ الإسلام (1/5) :
قال : أبو بكر هو أول من اتخذ بيت المال ، وقال السخاوي : وهو أول من لقب بشيخ الإسلام .
• المراحل التي مر عليها لقب " أمير المنؤمنين " وأول من لقب به (1/ 6 ـ 17) :
أول من سمي بأمير المؤمنين من الخلفاء عمر بن الخطاب اتفاقاً .
وأول من أطلق عليه هذا الاسم عبد الله بن جحش .
ثم قال : ثم توارث الخلفاء هذا اللقب سمة لا يشاركهم فيها أحد ، وتنافسوا فيها خصوصاً ملوك بني أمية ثم بني العباس ببغداد إلا من راء أنه أحق منهم بالخلافة .
• تقديم محمد النفس الزكية بالخلافة على بني العباس (1/7) :
محمد النفس الزكية بويع بالخلافة في المدينة قبل بيعة أبي جعفر المنصور فكان هو الخليفة الشرعي ، ولهذا مالك وأبو حنيفة يجنحان إليه ويرجحان أمامته على بني العباس ويريان أن إمامته أصح من إمامة أبي جعفر لأنقاد هذه البيعة من قبل .
• سبب انتشار مذهب مالك في المغرب (1/8 ) :
لأن إدريس بن عبد الله أمير المغرب أخ محمد النفس الزكية أمر أتباعه بإتباع مالك ، وقال نحن أحق بإتباع مذهب وقراءة الموطأ مالك .
• فائدة من عدم إعادة الفعل عند ذكر أولي الأمر في قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } " النساء : 59"(1/17) .
قال الطيبي : أعاد الفعل في قوله أطيعوا الرسول إشارة إلى استقلال الرسول بالطاعة ، ولم يعده في أولي الأمر إشارة إلى أنه يوجد فيهم من لا تجب طاعته ثم بين ذلك بقوله فإن تنازعتم في شيء كأنه قيل : فإن لم يعملوا بالحق فلا تطيعوهم وردوا ما تخالفتم فيه إلى حكم الله ورسوله .
• بيان أن لفظة الوزارة ، ومزاولة أعمالها كانت معروفة في عهد النبي ، وذكر أحاديث الوزارة ، والرد على من قال أن الوزارة أخذت من كسرى (1/17ـ 20) :
من أحاديث الوزارة حديث عائشة أن النبي قال : إذا أراد الله بالأمير خيراً جعل الله له وزير صدق ...... " أخرجه أبو داود .
• نظم الأشياء التي كان النبي لا يردها(1/33) :
قال بعدما تكلم ونقل كلام أهل الحديث على الأحاديث فذلك :
وأنشد بعضهم : قد كان من سيرة خير الورى * صلى عليه الله طول الزمن
أن لا يرد الطيب والمتكأ * والتمر واللحم معاً واللبن
وأوصلها السيوطي إلى سبع :
عن المصطفى سبع يسن قبولها * إذا ما بها قد أتحف المرء خلان
فحلو وألبان ودهن وسادة * ورزق لمحتاج وطيب وريحان
وذكر نظم لأصحاب نعلي النبي في (1/34) .
• ضابط من يصلح للمناصب الدينية من الموظفين (1/40) :
قال : هاهنا قاعدة في الموظفين الشرعيين يصلح للمناصب الدينية كما في " الفوائد " كل وضيع وشريف إذا كان ذا دين وعلم ولا يصلح لها فاسق وإن كان قرشياً نعم يقع الترجيح إذا اجتمعا في شخص وانفرد الآخر فيما سوى النسب .
• نقده للمصنفين الذين يعزو الحديث لمسلم وحده مع أن الحديث عند البخاري (1/42) :
نقد الخزاعي صاحب " التخريج " بقوله : استفتح الخزاعي فصل الفقه في الدين في الحض على التفقه في الدين بحديث معاوية " من يرد الله به خيراً يفقه في الدين " مقتصراً على عزوه لمسلم مع أنه في البخاري وهذا معيب منه رحمه الله لما تقرر أن الحديث إذا كان في البخاري لا يعزى إلى غيره .
• ذكر من كان يحفظ القرآن على عهد النبي ، والرد على من قال إن أبا بكر الصديق لم يكن حافظاً للقرآن . (1/44) .
ومما يدل على إن أبا بكر كان حافظاً للقرآن قوله " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله " وقد قدمه النبي في مرضه إماماً للمهاجرين والأنصار .....
• حكم تعلم المرأة للكتابة والقراءة (1/50) :
تكلم عن هذا المسألة بإسهاب وماتع ، ومما قاله أن في كتاب " نور النبراس " أنه قال : كان في عهده بدمشق فقيها سئل هل يجوز أن يتعلم النساء الكتابة فأجابه : لا يجوز تعليمهن الكتابة . قال الحافظ برهان الدين الحلي وغفل هذا المفتي عن الحديث الذي عند أبي داود ( ح 3887 ) عن الشفاء بنت عبد الله قالت : دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة ، فقال لي " ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة ؟ " .
وذكر كلام فيه نوع من الطرافة ، وأن ما كان يخشاه بعض المجتمعات من تعلم النساء للكتابة والقراءة قد سبقهم لذلك أجيال بعد أجيال .
ومما قاله : يعجبني أن أثبت هنا قول عصرينا الشاعر المصري المشهور وهو الشيخ مصطفى الرافعي :
ياقوم لم تخلق بنات الورى للدرس والطرس وقال وقيل
لنا علوم ولها غيرها فعلموها كيف نشر الغسيل
والثوب والإبرة في كفها طرس عليه كل خط جميل
• الرد على من قال إن اتخاذ المنير بدعة (1/63) :
قال اشتهر في كتب المتأخرين أن اتخاذ المحاريب في المساجد لوقوف الأئمة بدعة ، وأفرد ذلك الحافظ السيوطي بمؤلف ، وفي " عون المعبود " ما قاله القاري من أن المحاريب من المحدثات بعده ، وفيه نظر لأن وجود المحراب في زمنه يثبت من بعض الروايات ، أخرج البيهقي في السنن الكبرى [ جزء 2 - صفحة 30 ] ، عن وائل بن حجر قال : حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أو حين نهض إلى المسجد فدخل المحراب ... " وقال ابن الهمام لا يخفى أن امتياز الإمام مقرر شرعاً وثبتت المحاريب في المسجد من لدن رسول الله . .............
========================
تنبيه : هل كتاب التراتيب الإدارية نسخ في (cd) فإذا لم ينسخ فحبذا لو انتدب أحد الأخوة لنسخه
رد: فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية
الحلقة السابعة :
• تقبيل المصحف (2/289) : قال في " شرح الأحاديث الأربعين " لمحمد الكرماني الحنفي ، المصحف قبله عمر ، وعثمان في كل غداة ، وقيل : بدعة كما في " المنية " (ص 106) ، وفي " الدر المختار " للحصكفي من كتب الحنفية ، روي أن ابن عمر كان يأخذ المصحف كل غداة ويقبله ، ويقول : عهد ربي ومنشور ربي عزوجل ، .......
وأخرج الدارمي في " السنن " (2/532 ) : أن عكرمة بن أبي جهل كان يضع المصحف على وجهه ، ويقول : كتاب ربي ، كتاب ربي " .
• أخذ الأجرة على تعليم القرآن (2/291) : أخرج البخاري عن ابن عباس عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله " .
قال ابن بطال على هذا الحديث (11 / 419) : قوله عليه السلام: « إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله » هو عام يدخل فيه إباحة التعليم وغيره ، وهو قول مالك ، والشافعي ، وأحمد ...... وقد توسع ببحث هذه المسألة .
• بداية جعل هناك عطلة عن العمل في نهاية الأسبوع (2/294) . قال سئل الشيخ المختار الكتبي عن الأصل في ترك المعلم للصبي قراءة الخميس والأربعاء والجمعة ، فأجاب بأن الصحابة كانوا قبل ولاية عمر إنما كان الرجل يقرئي ابنته وأخاه الصغير ، ويأخذ الكبير على الكبير مفاهمة لسيلان أذهانهم فلما كثرت الفتوحات وأسلمت الأعاجم وأهل البوادي أمر عمر ببناء بيوت المكاتب ، ونصب الرجال لتعليم الصبيان وتأديبهم وكانوا يستمرون القراءة في الأسبوع كله فلما قفل عمر من الشام إلى المدينة تلقاه أهلها ومعهم الصبيان وكان اليوم الذي لاقوه فيه يوم الأربعاء ويوم الخميس وصدر يوم الجمعة فجعل ذلك لصبيان المكاتب وأوجب لهم سنة للاستراحة ، ثم اقتدى به السلف في الاستراحات .
• حد السن الذي يبدأ فيه تعليم الصبيان للقرآن ، والعلم (2/295) : اُستدل بحديث قصة إزالة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لتمر الصدقة من في الحسن ؛ أن الأطفال إذا نهوا عن شيء عرفوا لأي شيء نهوا عنه ليكبروا فيأتي عليهم وقت التكليف ، وهم على علم من الشريعة ، على أن مالكاً كره أن يُعجل بتعليم الطفل القرآن ، وأنكر لما قيل له عن طفل جمع القرآن وهو ابن سبع سنين ، ونحوها . وقيل سبب كراهية ذلك من مالك خشية أن ينطق به على خلاف ما ينبغي له من إقامة الحروف ، وإخراجها من مخارجها ، أو فيه منع من الذي ينبغي أن يفسح له فيه من اللهو المقيم لبينة الأطفال المروح لأنفسهم .
قال الكتاني : لا شك أن قصة عمرو بن سلمة في تقديمه لإمامة الصلاة مع صغره لأنه أكثرهم قرآناً يدل دلالة صريحة على أنهم كانوا يبتدئون بتعليم الصبيان وهم صغار . ............. وفيه كلام ماتع عن هذه المسألة فراجعه .
• لماذا قيل لعلم الفرائض بأنه علم قرآني (2/303) ؟:
قال حافظ المذهب المالكي أبو علي بن رحال : علم الفرائض علم قرآني حيث بين فيه السدس ، وغيره ولمن هو ، وبين فيه الحجب من حال لحال ، وغير ذلك.
وذكر جملة من الآثار تدل على أهمية تعلم علم الفرائض .
• إشكال في قوله عليه الصلاة والسلام في الفرائض : " أنها نصف العلم( )" ، والحديث المروي " أن حسن السؤال نصف العلم "( )(2/306) .
قال أبو يوسف السيتاني : أورد على قوله عليه الصلاة والسلام في الفرائض : " أنها نصف العلم " سؤالان ، أنها نصف العلم ، و" أن حسن السؤال نصف العلم " والشيء لا يكون له أكثر من نصفين ، والذي بقي أضعاف ما اندرج بكثير ، وثانيهما : أن مسائل الفرائض بالنسبة إلى مسائل الفقه لا تفي بعشرها فضلاً عن مسائل غير الفقه من سائر العلوم الشرعية .
وأجب بثلاثة أوجه : أحدهما : " أن حسن السؤال " باعتبار السائل والمسؤول ، وهذا الحديث باعتبار الفرائض مع غيرها ، فلم يتواردان على محل واحد .
الوجه الثاني : أن هذا جاء على جهة التشريف والمبالغة في الحث عليها ، كقوله عليه الصلاة والسلام : " الحج عرفة " .
الوجه الثالث : أن ما أمر به الإنسان شيئان شيء من الحياة بعد الممات فهو نصف بهذا الاعتبار .
قال أبو علي ابن الرحال : أن المراد بالعلم ، العلم الذي وقع عليه السؤال كما إذا قال إنسان لعالم ما حكم الوتر هل هو الوجوب أو الندب ؟ فيقول له العالم مثلاً : هو واجب . فسؤال الرجل هو نصف هذا العلم الذي أجيب به إذ بسؤاله ظهر هذا الحكم مع إجابة العالم ، وذلك لأنه لما أحسن السؤال أعان المجيب على إجابته ، فللسائل جهة التصور وحده ، وللعالم المجيب جهة التصديق ، وحده ، وإن شئت قلت السائل صور ، والعالم حكم ، وإن شئت قلت السائل هيأ المحل للحكم ، والعالم أنزله في ذلك المحل ، ومن ابتلي بالفتوى علم قدر حسن السؤال .
• من أهم ما يحتاجه من يريد إتقان علم المواريث (2/310) :
قال أبو يوسف السيتاني : ذكر ما يحتاج إليه في فن المواريث علم الحساب ؛ وبحسب قوته في الحساب يكون اقتداره على إخراج الحظوظ فإن كان فقيهاً لا حساب له لم يقدر على عملها .
• المراد بحساب العقود (2/311) : المراد بالعقود عقود الأصابع ، وكان هذا العلم يستعمله الصحابة ، وقد جاء ذلك في الحديث في كيفية وضع اليد على الفخذين في التشهد ؛ أنه عقد خمساً وخمسين ، وأراد بذلك هيئة وضع الأصابع لا هيئة وضع خمس وخمسين ، وهي عقد ما عدى الإبهام والسبابة من الأصابع وتختلف الإبهام مع السبابة .
• متى دخلت الأرقام العربية إلى أوربا (2/312) : قال باب في أخذ أهل أوربا الأرقام العربية عن العرب ودخولها إلى بلادهم في زمن علي ـ رضي الله عنه ـ ، قال ذكر ذلك الشهاب المرجاني في " الوفيات " قائلاً دخلت بلادهم في سنة أربعين في خلافة علي .
• أول من لقب بأمير المؤمنين في الحديث (2/319) : للحافظ أبي علين الحسن البصري رسالة " التبيين بمن سمي أمير المؤمنين " أن أول من سمي به من المحدثين أبو الزناد ، ثم بعده مالك ، ومحمد بن إسحاق ، وشعبة بن الحجاج .....
• حديث اجتمع أربعة من الصحابة يرويه بعضهم عن بعض (2/323) :
وهو حديث الزهري ، عن السائب بن يزيد ، عن حويطب بن عبد العزى ، عن عبد الله بن السعدي ، عن عمر أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " ما جاءك من هذا المال ، وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه و إلا فلا تتبعه نفسك " أخرجه البخاري (ح 6744) وغيره .
• حديث اجتمع في روايته أربع نسوه صحابيات يرويه بعضهن عن بعض (2/323) : هو حديث الزهري ، عن عروة ، عن عن زينب بنت أم سلمة ، عن حبيبة ، عن أم حبيبة ، عن زينب بنت جحش ، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " ويل للعرب من شر قد اقترب " .أخرجه مسلم (ح 2880) ، وغيره .
قال النووي في شرحه على مسلم : (9/ 257) : هذا الإسناد اجتمع فيه أربع صحابيات ، زوجتان لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ، وربيبتان له ، بعضهن عن بعض ، ولا يعلم حديث اجتمع فيه أربع صحابيات بعضهن عن بعض غيره .
وأما اجتماع أربعة صحابة أو أربعة تابعيين بعضهم عن بعض فوجدت منه أحاديث قد جمعتها في جزء ، ونبهت في هذا الشرح على ما منها في صحيح مسلم .
رد: فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية
أشكر الأخوة على هذه التعليقات
أما طلب جمعها في ملف ورد سيكون ذلك قريباً إن شاء الله ، وحبذا لو شرحت طريقة إنزال الورد بأسهل الطرق .
الحلقة الثامنة : • وجود الخلاف في عهد الصحابة (2/324) : لقد ثبت أن ابن عباس خالف عمر ، وعلي ، وزيد بن ثابت ، وكان قد أخذ عنهم ، وقد ألف السيوطي رسالة أثبت فيها تهاجر الصحابة فيما بينهم بسبب خلافات في مسائل سياسية ودينية .
• رواية الصحابة عن التابعين (2/325) : قال هذا نوع مهم كثير الفائدة ، لأن الغالب رواية التابعين عن الصحابة ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، حتى أنه أنكر بعضهم وجود ذلك ، وقال رواية الصحابة عن التابعين إنما هي في الإسرائليات ، والموقوفات ، وليس كذلك ، وقد جمع الحافظ العراقي الأحاديث التي بهذا الشرط فبلغت إلى عشرين حديثاً .
• الشروط الواجب توفرها فيمن تصدر ليقص على الناس (2/338) :
قال الزبيدي في " الإتحاف " لا ينبغي أن يقص على الناس إلا العالم المتقن الحافظ لحديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ العارف بصحيحه من سقيمه وسنده ومقطوعه ومنفصله العالم بالتواريخ وسير السلف الحافظ لأخبار الزهاد ، الفقيه في دين الله العالم بالعربية واللغة ، ومدار كل ذلك على تقوى الله ، وأن يخرج الطمع في أموال الناس من قلبه ، كذا حققه ابن الجوزي فانظره .
• علم الطب النبوي حدّه ، وأفضل من صنف فيه (2/339) :
قال أحمد طاشبكري زاده : هو علم يعرف منه ما قاله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمر تصحيح الأبدان الإنسانية وموضوعه ومباديه ، ولا أجمع وأنفع من كتاب بن طرخان .
وابن طرخان ، هو الشيخ أبي الحسن : علي بن المهذب أبي المكارم : عبد الكريم بن طرخان بن تقي الحموي ثم الصفدي .
قال الكتاني : وهو كتاب نفيس في مجلد اسمه " الأحكام النبوية في الصناعة الطبية " ، وهو كتاب نادر الوجود ، وعندي منه نسخة قديمة بخط مشرقي ، كنت ظفرت بها بالمدينة المنورة .
وممن أتى بقسم نابع من الطب النبوي الحافظ ابن القيم .
ثم تكلم بكلام موسع عن الطب النبوي ، وأنواع التداوي .
وفي (2/324) توسع في الرد على مقولة ابن خلدون في " المقدمة " (1/ 301) : وللبادية من أهل العمران طب بنونه في غالب الأمر على تجربة قاصرة على بعض الأشخاص، ويتداولونه متوارثاً عن مشايخ الحي وعجائزه، وربما يصح منه البعض ، إلا أنه ليس على قانون طبيعي ، ولا عن موافقة المزاج. وكان عند العرب من هذا الطب كثير، وكان فيهم أطباء معروفون : كالحرث بن كلدة وغيره. والطب المنقول في الشرعيات من هذا القبيل، وليس من الوحي في شىء ، وإنما هو أمر كان عادياً عند العرب .
بقوله : كلامه خشن ، ولله در عبد الهادي الأبياري المصري إذ قال إثره في " سعود المطالع " (ص 155) ما نصه : هذه هفوة لا ينبغي النظر إليها كيف وقد قال عليه السلام للمبطون الذي أمره بشرب العسل فلم ينجح " صدق الله ، وكذب بطنك " ...والجواد قد يكبو ، والكمال لله .
وفي «العجائب» للكرماني ، قال طبيب نصراني لعليّ بن الحسين بن واقد : ليس في كتابكم من علم الطب شيء والعلم علمان : علم الأبدان وعلم الأديان . فقال له عليّ : قد جمع الله الطب كله في نصف آية من كتابه وهو قوله { وكُلُواْ واشربوا وَلاَ تُسْرِفُواْ } فقال النصراني : ولم يرو عن رسولكم شيء في الطب فقال : قد جمع رسولنا الطب في ألفاظ يسيرة وهي قوله عليه السلام « المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء وأعط كل بدن ما عودته » فقال النصراني : ما ترك كتابكم ولا نبيكم لجالينوس طباً . وانظر " تفسير الألوسي " ( 6 / 156) .
• جمل من درر الكلام عن العلم ما بين حِكم ، وأشعار (2/348ـ 351) :
من ذلك ما نقله من كلام ابن عبد البر في " جامع بيان العلم وفضله " (1 / 476) على قول علي ـ رضي الله عنه ـ « قدر كل امرئ ما يحسن ، فتكلموا في العلم تتبين أقداركم » . يقال : إن قول علي بن أبي طالب : قيمة كل امرئ ما يحسن لم يسبقه إليه أحد ، وقالوا : ليس كلمة أحض على طلب العلم منها قالوا : ولا كلمة أضر بالعلم وبالعلماء والمتعلمين من قول القائل : ما ترك الأول للآخر شيئا قال أبو عمر : قول علي رضي الله عنه : قيمة كل امرئ - أو قدر كل امرئ - ما يحسن من الكلام العجيب الخطير وقد طار الناس به كل مطير ونظمه جماعة من الشعراء إعجابا به وكلفا بحسنه .
• منهج الصحابة في الترويح عن القلوب (2/351ـ 362) :
ومن ذلك أن ابن عباس إذا جلس مع أصحابه حدثهم ساعة ، قال : حمضونا فيأخذ في أحاديث العرب ، ثم يعود فيفعل ذلك مراراً .
• مسألة فقهية في الصحابة في باب الحدود (2/357) : ورد أن نعيمان بن عمرو الأنصاري الذي عرفه عنه كثرة المزاح ، وقد شهد العقبة وبدر والمشاهد ، أنه قد ابتلي بشرب الخمر فكثير ما يؤتى به إلى الرسول فيضربه بنعله ، ويأمر أصحابه أن يضربه بنعالهم ، فقال مرة أحد الصحابة : لعنك الله ، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : لا تفعل فإن يحب الله ورسوله .
علق السيوطي على ذلك في كتابه " قوت المغتذي على جامع الترمذي " : الصحابة خصوا في باب الحدود بما لم يخص به غيرهم ولهذا لا يفسقون بما يفسق به غيرهم خصوصية لهم ، فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ علم من باطنه صدق محبته لله ورسوله فأكرمه بترك القتل ، وله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يخص من شاء بما شاء من الأحكام .
• دفاع عن جحا صاحب الفكاهة (2/361) :
قال : جحا صاحب النوادر وهو لقب لأبي الغصين بن ثابت ، يعد من التابعين ، قال السيوطي : كانت أمه خادمة لأم انس بن مالك ، وكان الغالب عليه السماحة ، وصفاء السريرة ، فلا ينبغى لأحد أن يسخر به إذا سمع ما يضاف إليه من الحكايات المضحكة ، وغالب ما يذكر عنه من الحكايات المضحكة لا أصل له .
وقد ذكره غير واحد ونسبوا له كرامات وعلوما جمة . وانظر " تاج العروس " (1/ ص 8323)
• ذكر مكانة الصحابة في الاجتهاد ، وقوة استنباطهم للأحكام ( 2/363ـ 367) :
من ذلك قول الجوجري : أحكامهم ليست صادرة عن هوى النفس ، بل ناشئة عن الاجتهاد التام المستوفي الشروط الاجتهاد المحصل للأجران أصابوا أو أخطأوا .
• أعلم الصحابة (2/368) :
عقد السيوطي في " تاريخ الخلفاء " (1 / ص 42) : فصل في أعلم وأذكاهم ثم نقل عن النووي في " تهذيبه " استدل أصحابنا على عظم علمه بقوله ـ رضي الله عنه ـ في الحديث الثابت في الصحيحين : " والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة و الزكاة و الله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه " واستدل الشيخ أبو إسحاق بهذا و غيره في طبقاته على أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أعلم الصحابة لأنهم كلهم وقفوا عن فهم الحكم في المسألة إلا هو ثم ظهر لهم بمباحثته لهم أن قوله هو الصواب فرجعوا إليه .
• المراد بشيخ الإسلام ، أو من الذي يستحق أن يطلق عليه لقب شيخ الإسلام (2/374) : قال ابن عبد الهادي في " الرد الوافر " ( ص 22) : معناه المعروف عند الجهابذة النقاد المعلوم عند أئمة الإسناد أن مشايخ الإسلام والأئمة الأعلام هم المتبعون لكتاب الله عز و جل المقتفون لسنة النبي صلى الله عليه وسلم الذين تقدموا بمعرفة أحكام القرآن ووجوه قراآته وأسباب نزوله وناسخه ومنسوخه والأخذ بالآيات المحكمات والإيمان بالمتشابهات قد أحكموا من لغة العرب ما أعانهم على علم ما تقدم وعلموا السنة نقلاً وإسناداً وعملاً بما يجب العمل به اعتماداً وإيمانا بما يلزم من ذلك اعتقادا واستنباطا للأصول والفروع من الكتاب والسنة قائمين بما فرض الله عليهم متمسكين بما ساقه الله من ذلك إليهم متواضعين لله العظيم الشان خائفين من عثرة اللسان لا يدعون العصمة ولا يفرحون بالتبجيل .
رد: فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية
الحلقة التاسعة : من (2/ ص 322حتى 438) ذكر فوائد ونوادر ، ومواقف عن الصحابة رضي الله عنهم قلّ أن تجدها في كتاب آخر . • فيمن يضرب به المثل في الهيبة من الصحابة (2/376) :
قال الشعبي كانت درة عمر أهيب من سيف الحجاج ، قال ابن عباس مكثت سنة وأنا أريد أن أسأل عمر عن آية فلا أستطيع هيبته ... ثم ذكر بعض القصص التي تدل على عظم هذه الهيبة من عمر .
• مفخرة لأمين هذه الأمة أبي عبيدة ابن الجراح (2/380) : قال عمر بن الخطاب لجلسائه ذات يوم تمنوا فتمنوا ، فقال عمر لكني أتمنى بيتاً ممتلئا رجالا مثل أبي عبيدة . فقال له رجل : ما ألوت الإسلام قال ذاك الذي أردت .
• من هو ذو اليدين ولماذا سمي بذلك (2/385) :
هو عمير بن عبد عمرو من خزاعة ، كان يعمل بيديه جميعاً فقيل له ذو اليدين ، وكان يدعى ذا الشمالين . ، وقيل ذو اليدين غير ذو الشمالين ، فذو اليدين هو الذي ورد في حديث سهو النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وسمي ذلك لأن في يديه طول ، وذو الشمالين لأنه كان يعمل بيديه جميعاً . وانظر " الاستيعاب " (1/141) .
قال عمار كان مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثلاثة كلهم أضبط : ذو الشمالين ، وعمر بن الخطاب ، وأبو ليلى ، والأضبط هو الذي يعمل بيديه جميعاً .
• الصحابي الذي يعد صوته في الجيش بألف رجل (2/386) :
فعن عن أنس عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال : " لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة
أخرجه أحمد بن حنبل في المسند (3/111) ، وعند الحاكم (3/397) " خير من ألف رجل " .
قال وفي " الذهب الابريز " ولا مستنكر أن يجمع هيبة ألف في واحد على طريق الحقيقة لا المبالغة وقد وقع ذلك في أفراد من الناس .
• من عرف من الصحابة بالدهاء بحيث كان يضرب به المثل (2/387) : قال الذهبي : كان يقال داهية قريش : أبو بكر ، وأبو عبيدة . وعن الشعبي أنه قال : دهاة العرب أربعة : معاوية بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، وزياد ، فأما معاوية فللحلم و الأناة ، وأما عمرو فللمعضلات ، وأما المغيرة فللمبادهة ، وأما زياد فللكبير والصغير . وانظر " تاريخ الخلفاء " للسيوطي (ص175) .
• من عرف من الصحابة بالطول (2/389) :
عمر بن الخطاب : كأنه راكب والناس يمشون لطوله ، وكان عدي بن حاتم : إذا ركب تكاد رجلاه تخط في الأرض وكذلك جرير بن عبد الله البجلي .
• من عرف من الصحابة في غاية القصر (2/391) :
كان عبد الله بن مسعود قصير يكاد الجالس يوازيه من قصره .
• من كان من الصحابة فرداً في زمانه بحيث يضرب به المثل (2/391) :أبو بكر في معرفة الأنساب ، وعمر بن الخطاب في قوة الهيبة ، وعثمان بن عفان في التلاوة ، وعلي بن أبي طالب في القضاء ، ومعاوية في كثرة الاحتمال ، وأبو عبيدة في الأمانة ، وأبو ذر في صدق اللهجة وأبي بن كعب في القرآن ، وزيد بن ثابت في الفرائض ، وأبو موسى الأشعري في سلامة الباطن .
• من عرف من الصحابة بالجمال (2/392) :
جرير بن عبد الله البجلي كان كامل الجمال حتى قال فيه عمر هو يوسف هذه الأمة ، وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحبه ويكرمه . وكان طويلاً يصل إلى سنام البعير ، وكانت نعله ذراعاً .
وممن عرف عنه الجمال الصحابي دحية الكبي ، فكان جريل ينزل على صورته .
• أخوة سبعة من الصحابة تباعدت قبورهم (2/393) :
عن مسلم قال ما رأيت مثل بني أم واحدة أشرافاً ولدوا في دار واحدة أبعد قبوراً من بني العباس عبد الله بالطائف ، وعبيد الله بالمدينة والفضل بالشام ومعبد وعبد الرحمن بإفريقية وقثم بسمرقند ، وكثير بالينبع وقيل إن الفضل بإجنادين ، وعبيد الله بإفريقية .
• فمن مات من الصحابة فمات بموته تسعة أعشار العلم (2/396) :
لما مات عمر بن الخطاب قال ابن مسعود : مات تسعة أعشار العلم ، قيل له تقول هذا وأصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ متوافرون فقال : إني لست أعني العلم الذي تذهبون إليه إنما أعني العلم بالله .
• ذكر الصحابة الأغنياء الذين انفتحت لهم الدنيا ، وذكر شيء من بذلهم للمال في سبيل الله (2/397) : ذكر جملة من الصحابة ، ومقدار مال كل واحد ، من ذلك عثمان بن عفان ، وعبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله بن الزبير ، وسعد بن الربيع وهو أكثر الأنصار مالاً ، وعمرو بن حريث المخزومي ......
ومن أسباب التي كانت وراء هذا الغنى لهؤلاء الصحابة ، وغيرهم دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لهم بكثرة المال وبركته ، فقد دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعروة بن الجعد ، وكان لو اشترى التراب لربح فيه . وكذا أنس بن مالك ....
في " تهذيب الأسماء واللغات " للنووي (2/20) في ترجمة أبي سعيد عمرو بن حريث القرشى المخزومى، سكن الكوفة ، وهو أول قرشي اتخذ بالكوفة دارًا . روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث، ومسح النبي- صلى الله عليه وسلم - رأسه ودعا له بالبركة في صفقته وبيعته، فكسب مالاً عظيمًا، فكان من أغنى أهل الكوفة .
ولقد ضرب أصحابة أروع الأمثلة في الإنفاق ، فقد ورد أن عبد الرحمن بن عوف أعتق ثلاثين ألفاً من الرقيق ، وأنفق هو عثمان بن عفان في غزوة تبوك بما يبهر العقول .... وكذا الزبير بن العوام ...
• فائدة عزيزة في فوله : { وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ .....} " الشورى آية : 27" (2/404) .
في الجمع بين هذه الآية ، وبين ما فتحه الله على بعض الصالحين من الصحابة وغيرهم من المال ، ولم يكن منهم بغي بل زيادة في الإنفاق والبذل في سبيل الله ، نقل عن المغربي العيدروس ، أنه قال : الضمير للزرق لا للاسم الشريف ، فإن الله بسط لعثمان بن عفان ، وعبد الرحمن بن عوف وغيرهما ولم يكن منهم بغي . ثم قال المصنف : وجدت أن العيدروس مسبوقاً بذلك .
• عدد الصحابة (2/406) : لما قيل لأبي زرعة الرازي : حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أربعة آلاف حديث قال : ومن قال : ذا قلقل الله أنيابه ، هذا قول زنديق ، ومن يحصي حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبض عن مائه ألف وعشرة آلاف ممن روى عنه وسمع ، فقيل له هؤلاء أين كانوا ، وأين سمعوا منه ، قال : أهل المدينة ، وأهل مكة ، ومن بينهما من الأعراب ، ومن شهد معه حجة الوداع ، كل رآه وسمع منه بعرفة .
علق عليه السخاوي في شرح الألفية بقوله : وكذا لم يدخل في ذلك من مات في حياته صلى الله عليه وسلم في الغزوات وغيرها .
ونُقل عن ابن المديني أنه قال : عدد الصحابة مائة ألف وأربعة وعشرون لفاً .
وعن الشافعي أنه قال : قبض رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمسلمون ستون ألفاً بالمدينة وثلاثون ألفاً في قبائل العرب وغيرهم .
وقال السخاوي : وسبب خفاء كثير من هذا العدد ؛ أن أكثرهم أعراب ، وأكثرهم خضروا حجة الوداع .
• أفضل من صنف في معرفة الصحابة (2/406) :
وقد ألف في معرفة الصحابة جماعة من المتقدمين والمتأخرين كابن سعد ...... وابن عبد البر وهو أشهر من ألف فيهم ، وابن الأثير .... وابن حجر وكتابه " الإصابة " وهو أجمعها وأقربها إفادة ولم يأت بعده إلا من خدمه بالاختصار ونحوه .
• السبب في قلة الرواية عن أكابر الصحابة كأبي بكر (2/408) :
قال محمد بن عمر الأسلمي : إنما قلت الرواية عن الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم ماتوا قبل أن يحتاج إليهم ، وإنما كثرت عن عمر بن الخطاب ، وعلي بن أبي طالب ؛ لأنهما وليا فسئلا وقضيا بين الناس ، وكل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أئمة يقتدى بهم ويحفظ عليهم ما كانوا يفعلون ويستفتون فيفتون وسمعوا أحاديث فأدوها فكان الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل حديثا عنه من غيرهم مثل أبي بكر وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص ..... انظر ؟ طبقات ابن سعد " (2/376 ) .
• أحفظ الصحابة ، وأول محدث في الإسلام (2/409) :حكى الإجماع النووي وغيره على أن أبا هريرة هو أحفظ الصحابة .
وقال ابن القيم : أبو هريرة أحفظ الأمة على الإطلاق يؤدي الحديث كما سمعه .
رد: فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية
أخي الكريم؛ اسمه: عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، لا ابن شمس الكتاني، فلتتنبه...
رد: فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية
جزاك الله خيراً على هذه الفوائد ،،،
وهل تم تصويره الكتاب ، أو على pdf ؟
رد: فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية
رد: فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية
سؤال مهم:
اشتريت أمس كتاب من مكتبة العبيكان (التراتيب الادراي في نظام الحكومة النبوية)تقريب وتهذيب :د.منير الغضبان
طبعة مركز الراية للتنمية الفكرية,فمارأيك في هذه الطبعة,ونوع الكتاب.وهل هو تلخيص للتراتيب الادارية,او هو كامل؟
جزاكم الله خيرا ,
رد: فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية
موضوع جميل وفوائد غالية.
جزاكم الله خيراً.
رد: فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية
جزاكم الله خيرآ على ما قدمتم ولكن الرابط الذي قدمه الاخ علي لايعمل
وهذا هو الرابط الصحيح إن شاء الله
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=500
رد: فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية
وهذا رابط من المكتبة الشاملة لسهولة البحث في الكتاب
http://shamela.ws/index.php/book/23688