مخطوط النصائح المنجية والفضائح المخزية
مخطوط النصائح المنجية والفضائح المخزية في شنع الشيعة والخوارج والمعتزلة والمرجئة
هذا الكتاب ألفه ابن حزم مستقلا ثم أدمجه في الفصل ويوجد منفصلا عنه مخطوطا.
وتوجد منه نسخة في الخزانة العامة بالرباط
وأفاد بعض الباحثين أن ابن حزم ألفه بعد عام 440 هـ بعد مناظراته الشهيرة مع أبي الوليد الباجي ثم أدمج الكتاب في الفصل في الملل والآراء والنحل بآخر كلامه على النحل.
وقد نقل عنه بعض العلماء وردوا عليه لأنه انتقد الأشاعرة من الرادين عليه اللبلي وابن الصلاح وابن السبكي. ويسمون الكتاب المذكور بـ "الفضائح" تعصبا منهم ضد مؤلفه.!
النص التالي منقول من مخطوطات الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما
ذكر الشنع المخرجة إلى الكفر أو إلى المحال من بدع الرافضة والخوارج والمعتزلة والمرجئة.
قال أبومحمد: قد كتبنا في ديواننا هذا من فضائح الملل المخالفة لدين الإسلام والكذب الذي في كتبهم من اليهود والنصارى والمجوس ما لا بقية لهم بعدها والحمد لله رب العالمين مما لا يمتري أحد وقف عليه, أنهم في ضلال وباطل.
(ونكتب) إن شاء الله تعالى [على هذه] الفرق الأربع هاهنا من فاحش أقوالهم ما لا يخفى على أحد قرأه أنهم في ضلال وباطل ليكون ذلك زاجراً لمن أراد الله توفيقه عن مضامتهم أو التمادي على الكون فيهم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وليعلم من قرأ كلامنا هذا أننا لا نستحل ما يستحله من لا خير فيه من تقويل أحد من خصومنا ما لم يقله نصاً وإن آل قوله إليه إذ قد لا يلتزم ما ينتجه قوله فيتناقض فاعلموا أن تقويل القائل كافراً كان أو مبتدعاً أو مخطئاً ما لا يقوله نصاً كذب عليه ولا يحل الكذب على أحد قال لكن ربما دلسوا المعنى الفاحش بلفظ ملتبس ليسهلوه على أهل الجهل وعلى من أحسن الظن بهم من أتباعهم وليبعد فهم تلك العظيمة على العامة من مخالفيهم [ كقول طوائف من أهل البدع والضلالة الملحدين في دين الله عز وجل: لا يوصف الله عز وجل بالقدرة على المحال ولا على الظلمولا على الكذب ولا على الدعاء إلى الباطل ولا على غير ما علم أنه يفعله.
قال أبو محمد: فأخفوا أعظم الكفر في هذه القضية لماذكرنا من تأنيس الأغمار من أتباعهم ومقلديهم وتسكين الدهماء من مخالفيهم فراراً عن كشف خبثمعتقدهم صراحاً [الذي هو أنه] تعالى لا يقدر على الظلم ولا له قوة على الكذب ولا بهطاقة على المحال] . فلا بد لنا من إيضاح ما موهوا به هكذا وإيراده بأظهر عباراته كشفاًلتمويههم وتقرباً إلى الله عز وجل بهتك أستارهم وكشف أسرارهم وتنفيرا للناس عن ضلالهم وحسبنا الله ونعمالوكيل.
ذكر شنع الشيعة:
قال أبو محمد: أهل الشنع من هذه الفرقة ثلاث طوائف أولهاالجارودية من الزيدية ثم الإمامية من الرافضة ثم الغالية.
قال أبو محمد: فأما الجارودية فإن طائفةمنهم قالت أن محمد بن عبد الله ابن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب هو القائمبالمدينة على أبي جعفر المنصور فوجه إليه المنصور ابن أخيه عيسى بن موسى بن محمد بنعبد الله [ فقتل محمد بن عبد الله بن الحسن رحمه الله] فقالت هذه الطائفةإنه حي إلى اليوم لم يقتل ولا مات وأنه حي بالحاجز من جبل رضوى ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلاً كما ملئتجوراً. و قالت طائفة أخرى منهم أن يحيى بن عمر [بن يحيى] بن الحسن بن زيد بن علي بنالحسين بن علي بن أبي طالب القائم بالكوفة أيام المستعين, فوجه إليه محمد بن عبدالله بن طاهر بن الحسين بن مصعب والي بغداد للمستعين ابن عمه الحسين بن إسماعيل بن إبراهيم بن مصعب وهو ابنأخي إسحاق بن إبراهيم بن مصعب فقتل يحيى بن عمر رحمه الله. فقالت الطائفة المذكورة أن يحيى[بن عمر] حي إلى اليوم لم يقتل ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جورا.
و قالت طائفة منهم أن محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب [وهو] القائم بالطالقان من بلاد خراسان على المعتصم حي لم يمت, ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلاًكما ملئت جوراً.
و قالت الكيسايية وهم أصحاب كيسان أبي عمرة وكان من أصحاب المختار بن أبي عبيد الثقفي, وهم عندنا شعبة منالزيدية وفي سبيلهم: أن محمد بن علي بن أبي طالب, وهو ابن الحنفية حي بجبل رضوي عنيمينه أسد, وعن يساره نمر تحدثه الملائكة, ويأتيه رزقه غدواً وعشياً لم يمت, ولا يموتحتى يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً.
و قالت فرقة من الرافضةتُدْعَى الممطورة: أن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب حي لميمت ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً.
و قالت فرقة [من الرافضة] تدعىالناؤوسية [وهم] أصحاب ابن ناؤس البصري إن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب حي لم يمت ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.
وقالت طائفة منهم أيضا إن إسماعيل بن جعفر المذكور حي لا يموت حتى يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.
وقالت السبائية أصحاب عبد الله بن سبأ الحميري وكان يهوديا فأظهر الإسلام إن علي بن أبي طالب حي لم يقتل ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وقالوا أنه في السحاب.
قال أبو محمد : ليث شعري في أي سحابة هو؟ فالسحاب كثير في أقطار الهواء مسخر بين السماء والأرض كماقال الله تعالى ولما قيل لابن سبأ إذ ورد قتل علي رضي الله عنه: قد مات علي, فقال: لو أتيتموني بدماغه في سبعين صرة ما صدقنا بموته, ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلاً [كما ملئت جوراً] .
[و قال بعض الكيسانية بأن أبا مسلم السراج حي لم يمت وسيظهر ولا بد] .
وقالت بعضالكيسانية أيضا: أن عبد الله بن معاوية, بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب, حي بجبالأصبهان إلى اليوم ولا بد له من أن يظهر, وعبد الله هذا هو الذي قام بفارس على مروانبن محمد, وقتله أبو مسلم السراج بعد أن سجنه مدة. وكان عبد الله هذا فاسد الدين معطلاً,مستصحباً للدهرية.
قال أبو محمد : فصار هؤلاء في سبيل اليهود القائلين بأن متوشالخ بن خنوخ و ملكيصدق بنعابر بن أرفَخَشْد بن سام بن نوح وأن العبد الذي وجهه إبراهيم عليه السلام ليخطب ربقابنت بثؤال بن ناحور بن تارخ, علي إسحاق ابنه عليه السلام, وإلياس عليه السلام وفنحاسبن العازار بن هارون عليه السلام أحياء إلى اليوم في الدنيا ولا يدرون أين هم. وسلك هذه السبيل بعض نوكى الصوفيةفزعموا أن الخضر وإلياس عليهما السلام حيان إلى اليوم. وادعى بعضهم أنهم يلقون إلياسفي الفلوات الموحشة, و يلقون الخِضْر في المروج والرياض التي فيها العيون والأنهار وأنه متى ذكر حضر على ذاكره في حين ذكره.
قال أبو محمد: فليت شعري إن ذكره في أقصى المشرق وأقصى المغرب وأقصى الجنوب وأقصى الشمال وفيألف موضع في دقيقة واحدة كيف يصنع؟ ولقد لقينا ممن يذهب إلى هذا جماعة وكلمناهم, منهم محمد بن عبد السلام الأنصاريالمعرو بابن شق الليل [المحدث] بطلبيرة وهو من أهل العناية وسعة الرواية.ومنهم: محمد بن عبد الله الكاتب, ولقد أخبرني أنه جالس الخضر وكلمه, وغيرهما أيضا كثير. هذامع سماعهم قول اللهعز وجل "ولكن رسول الله وخاتم النبيين" وقول رسول الله صلىالله عليه وسلم:" لا نبي بعدي".
فكيف يستجيز مسلم أن يثبت بعد هذا أن بعده عليه السلام نبياً فيالأرض حاشا ما استثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الآثار المسندة الثابتة فينزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان وكفار بَرَغْواطَة ينتظرون صالحبن طريق الذي شرع لهم دينهم إلى أن قطع الله آثارهم جملة في وقتنا هذا ولله الحمد.
وقالت القُطعِيَّة كلها وهم من الإمامية الرافضة [وهم جمهورالشيعة] اليوم وفيهم متكلموهم ونظارهم وعددهم: أن محمد بن الحسن بن علي بن محمدبن موسى بن جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب حي لم يمت ولا يموتحتى يخرج فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وهو عندهم المهدي المنتظر.
وتقول طائفةمنهم: إن مولده سنة ستين ومائتين سنة وهو العام الذي يذكر أنه مات فيه أبوه وهو آخر أئمتهم.
[وقالت طائفة بل بعد موت أبيه بمدة] .
وقالت طائفة منهم بل في حياة أبيه, ورووا في ذلك خرافة عن [حُكَيْمَةَ] بنت محمد بن علي بن موسى أخت علي وعمة الحسن المذكور و ذكرت أنها كانت قابلته وأنها سمعته حين ولد يتكلم وقرأ آياتمن القرآن وأن أمه نرجس.
وقالت طائفة منهم بل أمه صَقِيل. وقالتطائفة منهم بل أمه سوسن.
قال أبو محمد : وكل هذا كذب موضوع. ولم يعقب الحسن المذكور أصلا لا ذكراً ولا أنثى. فهذاأول نوك الشيعة ومفتاح عظائمهم وأخفها وإن كانت مهلكة.
ومن عجائبهم إذ سئلوا عنالحجة في ذلك كله قالوا: حجتنا الإلهام وأن من خالفنا ليس لِرَشْدَةٍ.
قال أبو محمد: فكان هذا طريفاً جداً.وليت شعري ما الفرق بينهم وبين عيار مثلهم, يدعي في إبطال كل ما قالوه الإلهام؟ وأن الرافضةليسوا لرشدة و أنهم كلهم أولهم عن آخرهم ينكحون في مخارجهم وأنهم كلهم ذووا شعبة [من جنون] في رؤوسهم. ثم نقول لهم ما قولكم فيمنكان منكم ثم خرج عن دينكم وصار في سائر فرق المسلمين أو في من كان مخالفا لكم ثم دخل في دينكم أتراهما ينتقلان من ولادة الغيةإلى ولادة الرشدة أومن ولادة الرشدة إلى ولادة الغية. فإن قالوا إنما حكمه في ذلك على ما يموت عليه.قلنا لهم: فلعلكم كلكم أولاد غية لأنه لا يؤمن رجوع الواحد فالواحد منكم إلى خلاف ما هو عليهاليوم.
والقوم بالجملة ذووا أديان فاسدة, وعقول مدخولة, وعديمو حياء بالجملة, ونعوذ بالله مما ابتلاهم به.
<FONT size=5><FONT color=black>وذكر عمرو بن بحر الجاحظ وهو وإن كان أحد المجان ومن غلب عليه الهزل وأحدالضلال المضلين فإننا ما رأينا له في كتبه تعمد كذبة يوردها مثبتاً لها وإن كانكثير الإيراد لكذب غيره. قال أخبرني أبو إسحاق إبراهيم النظام وبشر بن خالد, وهو أيضا من وجوه المعتزلة, أنهماقالا لمحمد بن جعفر الرافضي المعروف بشيطان الطاق :" ويحك أما استحيت أما اتقيت الله عز وجل إذ تقولفي كتابك في الإما%u
رد: مخطوط النصائح المنجية والفضائح المخزية
تتمة النقل :
وذكر عمرو بن بحر الجاحظ وهو وإن كان أحد المجان ومن غلب عليه الهزل وأحدالضلال المضلين فإننا ما رأينا له في كتبه تعمد كذبة يوردها مثبتاً لها وإن كانكثير الإيراد لكذب غيره. قال أخبرني أبو إسحاق إبراهيم النظام وبشر بن خالد, وهو أيضا من وجوه المعتزلة, أنهماقالا لمحمد بن جعفر الرافضي المعروف بشيطان الطاق :" ويحك أما استحيت أما اتقيت الله عز وجل إذ تقولفي كتابك في الإمامة أن الله تعالى لم يقل قط في القرآن "ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا" قالا فضحك والله شيطان الطاقضحكاً عائرا طويلاً حتى خجلنا وكأننا نحن الذين أذنبنا. قال النظام: وكان يكلمنا علي بن مَيْتَم الصابونيوهو أحد شيوخ الرافضة ومتكلميهم, فنسأله عن مسألة فيجيب أرأي أم رواية عن الإمام فينكر أن يقوله برأي [ثم ندعه مدة طويلة ثم نسأله عن تلك المسألة بعينها فيجيب بغير ذلك الجواب فنسأله: أرأي أم سماع من الإمام فينكر أن يقوله برأي] ,فتخبره بما قال لنا فيها قبل ذلك. قال فوالله ما رأيته خجل من ذلك ولا استحيا لفعله هذا قط.
ومن قول الإمامية كلها قديماً وحديثاً أن القرآن مبدل زيد فيه ما ليس منه ونقص منهكثير وبدل منه كثير حاشا علي بن الحسن بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفربن محمد بن علي بن الحسين ابن علي ابن أبي طالب, وكان من رؤساء الإمامية ومتكلميهم, وكان مع ذلك يظاهر ويجاهر بالاعتزالفإنه كان ينكر هذا القول ويكفر من يقول به وكذلك صاحباه أبو يعلي سلار الطوسي وأبوالقاسمالرا زي.
قال أبو محمد : القول بأن بين اللوحين تبديلاً كفر صحيح, وتكذيبلرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقالت طائفة من الكيسانية بتناسخ الأرواح, وبهذا كانيقول السيد الحميري الشاعر لعنه الله ولقد يبلغ الجنون بمن يذهب إلى هذا أن يأخذأحدهم البغل و الحمار فيعذبه ويضربه ويعطشه ويجيعه على أن فيه روح أبي بكر أوعمر أو عثمان رضيالله عنهم, فاعجبوا لهذا الرعونة التي لا نظير لها. يا ليث شعري ما الذي خص ذلك البغل الشقي أو ذلكالحمار البائس بنقل ذلك الروح إليه دون سائر البغال والحمير, وكذلك يفعلون بالعنز علىأن فيها روح أم المؤمنين رضي الله عنها.
قال أبو محمد : وجمهور متكلميهم الأُوَّل كهشام ابن الحكم الكوفي مولى بني أسد وأبي علي الصكاك , وغيرهما يقولون : إن علم الله تعالى محدث, وأنه لم يكن يعلمشيئاً حتى أحدث لنفسه علماً.
قال أبو محمد: وهذا كفر صريح لأنه تجهيل لله عز وجل, وقد قال هشام المذكور حين ناظر أباالهذيل العلاف بمكة: أن طول ربه سبعة أشبار بشبر نفسه وهذا كفر صريح لأنه استهزاء بالله عز وجل.
وكان داود الجواربي وهو منكبار متكلميهم يزعم أن ربه لحم ودم على صورة الإنسان.
ولا يختلفون في أن الشمس ردتعلى علي رضي الله عنه مرتين, أ فيكون في صفاقة الوجوه, وصلابة الخدود, وعدم الحياء, والجرأةعلى المباهتة لجميع أهل الأرض بالكذب أكثر من هذا على قرب العهد بمن كان في ذلك العصر.
[وطائفة منهم تقول: أن الله تعالىيريد الشيء ويعزم عليه ثم يبدو له فيه فلا يفعله, وهذا مشهور من أقوال الكيسانية] .
قال أبو محمد: ومن الإمامية منيجيز نكاح تسع نسوة. ومنهم من يحرم الكرنب, لأنه إنما نبت على دم الحسين رضي الله عنه, ولم يكن قبلذلك.
قال أبو محمد: وهذا في عدم الحياء قريب مما قبله, وتزعم جماعة منهم أن علياً لم يسم بهذا الاسم أحدقبله, وهذا جهل شديد, بل كان [في العرب] جماعة في الجاهلية يسمون بهذا الاسم منهم علي بن بكر بن وائل , وإليهيرجع كل بكري في العالم حاشا بني يشكر بن بكر, وعلي بن جَسْر بن محارب بن خصَفة بن قيس بن غيلان بن مضر, وعلي بن مسعود بن مازن بن ذئب كان أخا عبد مناة بن كنانة وحضن ولد أخيه فنسبوا إليه, وكانو يعرفون في الجاهلية ببني علي, وفي بجيلة علي, وغيرها, وأقرب ذلك عامر بن الطفيل يكني أبا علي, ومجاهرات الرافضة أكثر من هذا.