أود أن أقول كلاما كثيرا ..له ..كلاما يختفي في أثير ضحكي المتناثر .
كلاما ..يزحف ,,في غفلاتي يقترب من براعم بوحي المتفتح ..لكن شيئا ما ينكس تلك البراعم تتساقط تترى ..تتراجع شخوص بوحي ..تتعثر جرأتي في مرطها وتعود لخدرها ..ماكنت جريئة ..ولا كنت يوما قوية ..انا بعض الحزن منقوش في جدران الغضب يحسبه الرائي صلابة ...
هو وحده ..حبيبي بابا من يحس بضعفي ..بطفولتي المتنكرة لعود الزمن وجبروت الأحوال ..
يحب في ضعفي ..وتضحكه في تمثيلية نضجي ونبوغي ..
لا يزاليقدم رأسه الأصلع قربانا لقبلاتي ..يضحك ..وأقبلها واختمها بقبلة هاربة من نافورةالدموع ..
لن يدوم هذا الرأس طويلا ...ويوم أعدمه من سيدلل طفولتي الخالدة ..؟؟
ابي ..
في غربتي ..رأيت وجهك في كل انفاس غبني .نعمت بحضنك وأحسست دفئه حين خيل لي أن بعض الذئاب تلاحقني ..
ويا دمعي ..زل عن كفوف أبي ..بعض القروح أنت في قلبه.. هذا ندى كبده ..
أنا ما اعتدت أبتاه أن أشكو اليك ضري أو أنانبيك بألمي ..
رضاك دوما زادي ....
ودمع تذرفه عيناك أو قلبك لآلامي أحسبه من رضاك عني سينال ..وكل ثرائي دعواتك ..
فما بكيت امامك ..ولا شكوت لك ضري ..
لماذا تسألني ...
مابال صوتك مبحوحا عزيزتي ..؟؟
أمريضة ؟؟ متعبة؟؟
أنا أحسن المراوغة أبتي ..
صوتي مبحوح خلقة ..هههه
لكنك تبدين متعبة ..
يصمت الهاتف وأصمت ...
لست حزينة أبي ..لأجلي ..
لكني حزينة ..
ماذافعلتما بي أنت وأمي ؟؟
لأكون هكذا ؟؟
أبي أتعلم أني أبكي كل يوم في العتمة ..وأصفف الدموع بعدل أقسمها ..
هذا لفقير مر بي وفي يده صبية تلوك خبزا تعافه كلاب بلخ الزاهدة ..
وهذا دمع لفتى ضرير .. ما وجد عيونا تذود الصخر والحجر عنه ..ويا أبتي اني استحيت أن أهرول اليه أنجده ..
ولكني ادخرت حياءي دموعا في العتمة ..
وهذه دموع ..لتلك التي أحببتها في الله وما جمعنا الا حبه ورضوانه ..
تركتني في الطريق ..أذنب وانصرفت ..تبسمت قالت لي :
اني ظفرت برفع القلم ..ماعاد العالم يعنيني ..
من لصبيتها الأربع ؟؟ ابي ..
ومن ينهاني يردعني ..يبكيني ..ان أنا أذنبت وزاد الذنب وعلا صدري وأردته
زفرات فلا قداحة ولا عودثقاب ولا جذوة تجعل لهيب الذنب يعلو لأرجع ..
وهذا دمع هتون لأمة مزقتها الفتن واستوطن فيها الجور والعصيان واندكت فيها حصون العفاف والطهر ..
ودمع لكل مصر في أمة الاسلام فيه من صاح واسلاماه وصار الصوت في الآفاق رجع صدى وكل معتصم صلبوه حرقوه ..
أبي اتعلم اني في غيابك ..
أشتاق طرقا خفيفا على باب غرفتي ..فجرا
لازلت أبي انتظر الطرق ويفوتني الفجر ..
فاحزن ..واحزن ..
يشمت في منبه الجوال ورنات الصديقات
لكني أقول بنزق طفلة ..
كنت أنتظر أبي ..
اتدري ..
أنك يا أبي بعض حزني ..
لحزنك على فراقي وبعدي عن شجرة التين تلك التي عودتك أن نرشف تحت فيئها كاسات الشاي الصحراوي ..تحكي لي عن ذكرياتك في فرنسا ..تتوقف ..لتعرج الى الصحراء ..ابتسم واتذكر مالك حداد في روايته ..كأن ابي مولاي بطل روايته أهديك غزاله ..
لكن ابي اهداني حياة شريفة ..
وأقرأ لك ما كتبت ..وانت منفي كحداد عن لغته ...لكنك تهز رأسك كما لو كنت فهمت ..
تعبت كثيرا أبي ..
فلم؟ احسك اليوم تعيسا لبعدي وإني بعيده ..لأكون من اسباب سعة رزقك في أواخرأيامك ..
أنا كلي لك ..أبتي ...
ابتسم ...فسترحل مع طفلتك الى حيث حلمت أبدا ....
قرأت السعادة في عيونك لما بدأنا نعد جوازات السفر ... ولما هبت نسائم الحرم ..
أتراك مثلي بصمت تحلم أن لا نعود من هناك ..؟؟
أريد يا أبي ان أبرم آخر عقود دمعي هناك ..
وان كنت تحبني ..وترضى عني ...فاسمح لي أن أبقى بجوارالحبيب هناك ..
ان كنت عني راض فادعه يبقيني هناك ..
أبي ..
هذا العالم ماعاد يعنيني ...
ومن ذاق حلاوة الوصل اشتاق ,,أبتي
كلاهما غربة ..تلك التي أنا فيها ..
وتلك التي أتمناها ...
وان شق عليك بعدي ..وتألمت لألمي ..
فحري بك أن تفرح لغربة تنشيني ..
فماعادت الدنيا تعنيني ..
واشتقت وصلالا يدنيني من دنية ..أبتي ..
أبي ...
لا تحرمني قبلة الجبين ..قبل الرحيل ,,
فما بح الصوت مني الا ليعزيني ..