ما رأي الإخوة في هذا التفريق بين الخديعة والخيانة ؟
الخديعة : هي فعلُ خلاف ما عاقد عليه مما فيه مكروه للآخر ، وقد كان ابتداءُ العقد أو طلَبُه ممن خادع .
مثل قول الله تعالى : (( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم * وإن يريدوا أن يخدعوك فإنّ حسبك الله .. ))
هنا الجنوح كان من قِبَلهم ، فيُطلق على مخالفتهم له : خداعاً .
والخيانة : هي أن يؤتمن الإنسان على شيء فلا يَنصح . سواء كان الائتمان بطلبه هو أو ممن ائتمنه .
فالخيانة أعم .
نرجو المشاركة والتصحيح من الإخوة الأفاضل
رد: ما رأي الإخوة في هذا التفريق بين الخديعة والخيانة ؟
أخي الكريم حمد، لعل في كلام الشيخ ابن عثيمين _رحمه الله_ ما يفيدك في هذا الباب، فقد قال _رحمه الله_ معلقاُ على قوله في كتابه ( القواعد المثلى ):
" ولهذا لم يذكر الله _عز وجل_ أنه خان من خانوه فقال ( وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم ) فقال: ( فأمكن منهم ) ولم يقل: فخانهم. لأن الخيانة خدعةٌ في مقام الإئتمان، وهي صفة ذم مطلقاً. "
قال _رحمه الله_ في الشرح المسجل ( الوجه الأول من الشريط الرابع) _تفريغي، مع تصرفٍ يسير_ :
" وذكر أنه خادع من خادعوه لأن الخيانه وصف ذم مطلقاٌ، إذ أنها غدر في محل الاتمان، والغدر في محل الاتمان ذمٌ، ولهذا كان من علامة النفاق أن المنافق اذا عاهد غدر، ولهذا لم يذكر الله أنه خان من خانه، فقال تعالى ( وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم ) يعني إن يريدوا خيانة النبي _صلى الله عليه وسلم_ فيما يقولونه ويظهرونه فقد خانوا الله من قبل _وذلك بالكفر _ ( فأمكن منهم ) أمكن منهم: يعني جعل السيطرة عليهم من الرسول صلى الله عليه وسلم (والله عليمٌ حكيم) لم يقل خانوا الله من قبل فخانهم، بل قال فأمكن منهم، لأن الخيانة وصفٌ ؟ _أجب ؟ _ وصف ذم على كل حال.
لأن الخيانة خدعةٌ في مقام الائتمان، وهي صفة ذمِ مطلقاً." اهــ.