تخريج حديث وصية رسول الله عليه الصلاة والسلام في مرض موته ودنو أجله
بسم الله الرحمن الرحيم
بك تعالى نستعين
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، ثم أما بعد..
فهذا تخريج (خفيف لا يخلو من فائدة بإذن الله) لحديث وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرض موته، يكشف حاله ويبين حكمه، فأقول مستعيناً بالله:
هذا الحديث يرويه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وقد اختلف واضطرب في إسناده كثيراً.
- وهو يروى عنه من طريقين:
1) الطريق الأول من رواية: محمد بن عمر الواقدي، عن عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن المخرمي، عن عبد الواحد بن أبي عون به.
_ تفرد بإخراجها ابن سعد في (طبقاته 2/256).
قلت: وهذه الرواية فيها من العلل ما يلي:
· أنها مرسلة.. فعبد الواحد لم يدرك ابن مسعود رضي الله عنه.
· محمد بن عمر الواقدي (متروك).
ولفظ الحديث فيها: (نعى لنا نبينا وحبيبنا نفسه قبل موته بشهر بأبي هو وأمي، ونفسي له الفداء، فلما دنا الفراق جمعنا في بيت أمنا عائشة، وتشدد لنا؛ فقال: "مرحبا بكم، حياكم الله بالسلام، رحمكم الله، حفظكم الله، رزقكم الله، نفعكم الله، أداكم الله، وقاكم الله، أوصيكم بتقوى الله، وأوصي الله بكم، أستخلفه عليكم، وأحذركم الله إني لكم منه نذير مبين، ألا تعلوا على الله في عباده وبلاده، فإنه قال لي ولكم: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين}، وقال: {أليس في جهنم مثوى للمتكبرين}"، قلنا: يا رسول الله متى أجلك؟ قال: "دنا الفراق، والمنقلب إلى الله، وإلى جنة المأوى، وإلى سدرة المنتهى، وإلى الرفيق الأعلى، والكأس الأوفى، والحظ والعيش المهنى"، قلنا: يا رسول الله من يغسلك؟ فقال: "رجال من أهلي، الأدنى فالأدنى"، قلنا: يا رسول الله ففيم نكفنك؟ فقال: "في ثيابي هذه إن شئتم، أو ثياب مصر، أو في حلة يمانية"، قال: قلنا: يا رسول الله من يصلي عليك؟ وبكينا وبكى؛ فقال: "مهلا رحمكم الله وجزاكم عن نبيكم خيرا، إذا أنتم غسلتموني وكفنتموني فضعوني على سريري هذا على شفة قبري في بيتي هذا، ثم اخرجوا عني ساعة، فإن أول من يصلي علي حبيبي وخليلي جبريل، ثم ميكائيل، ثم إسرافيل، ثم ملك الموت معه جنوده من الملائكة بأجمعه، ثم ادخلوا فوجا فوجا فصلوا علي وسلموا تسليما، ولا تؤذوني بتزكية، ولا برنة، وليبتدئ بالصلاة علي رجال أهلي، ثم نساؤهم، ثم أنتم بعد، واقرؤوا السلام على من غاب من أصحابي، واقرؤوا السلام على من تبعني على ديني من قومي هذا إلى يوم القيامة"، قلنا: يا رسول الله فمن يدخلك قبرك؟ قال: "أهلي مع ملائكة كثيرين يرونكم من حيث لا ترونهم").
2) الطريق الثاني من رواية: مرة بن شراحيل الهمداني. وهو يروى عنه من وجهين: منقطع ومتصل.
1- فرواه منقطعاً: الإمام البزار في (مسنده رقم 2028).
تفرد به من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن عبد الملك بن عبد الرحمن بن الأصبهاني به.
وقد أشار إلى أنه يروى متصلاً؛ حيث قال: (وهذا الكلام قد روي عن مرة، عن عبد الله، من غير وجه، وأسانيدها عن مرة عن عبد الله متقاربة، و[عبد الملك بن] عبد الرحمن بن الأصبهاني لم يسمع هذا من مرة؛ وإنما هو عن من أخبره عن مرة، ولا أعلم أحدا رواه عن عبد الله غير مرة).
ولفظه عنده: (نعى إلينا حبيبنا ونبينا بأبي هو، ونفسي له الفداء قبل موته بست، فلما دنا الفراق جمعنا في بيت أمنا عائشة، فنظر إلينا فدمعت عيناه ثم قال: "مرحبا بكم، وحياكم الله، حفظكم الله، آواكم الله، نصركم الله، رفعكم الله، هداكم الله، رزقكم الله، وفقكم الله، سلمكم الله، قبلكم الله، أوصيكم بتقوى الله، وأوصي الله بكم، وأستخلفه عليكم، إني لكم نذير مبين، وأن لا تعلوا على الله في عباده وبلاده، فإن الله قال لي ولكم: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين}، ثم قال: {أليس في جهنم مثوى للمتكبرين}"، ثم قال: "قد دنا الأجل، والمنقلب إلى الله، وإلى سدرة المنتهى، وإلى جنة المأوى، والكأس الأوفى، والرفيق الأعلى أحسبه"، فقلنا: يا نبي الله فمن يغسلك إذن؟ قال: "رجال أهل بيتي الأدنى فالأدنى"، قلنا: ففيما نكفنك؟ قال: "في ثيابي هذه إن شئتم، أو في حلة يمنية، أو في بياض مصر"، قال: قلنا: فمن يصلي عليك منا؟ فبكينا وبكى؛ وقال: "مهلا غفر الله لكم وجزاكم عن نبيكم خيرا، إذا غسلتموني ثم وضعتموني على سريري في بيتي هذا على شفير قبري فاخرجوا عني ساعة، فإن أول من يصلي علي خليلي وجليسي جبريل، ثم ميكائيل، ثم إسرافيل، ثم ملك الموت مع جنوده، ثم الملائكة صلى الله عليهم بأجمعها، ثم أدخلوا علي فوجا فوجا، فصلوا علي وسلموا تسليما، ولا تؤذوني بباكية"، أحسبه قال: "ولا صارخة، ولا رانة، وليبدأ بالصلاة علي رجال أهل بيتي، ثم أنتم بعد، وأقرئوا أنفسكم مني السلام، ومن غاب من إخواني فأبلغوه مني السلام، ومن دخل معكم في دينكم بعدي فإني أشهدكم أني أقرأ السلام" أحسبه قال: "علي وعلى كل من تابعي على ديني من يومي إلى يوم القيامة"، قلنا: يا رسول الله فمن يدخلك قبرك منا؟ قال: "رجال أهل بيتي مع ملائكة كثيرة يرونكم من حيث لا ترونهم").
قلت: وهذه الرواية فيها من العلل ما يلي:
· الانقطاع؛ وهذا وحده كافٍ في ردها.
· عبد الملك بن عبد الرحمن بن الأصبهاني (مجهول لا يعرف) له ترجمة في (تاريخ أصبهان 2/95) قال فيها: (يروي عن خلاد الصفار، وعن أبيه حديث ابن مسعود [في] وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. حدث عنه عمرو بن محمد العنقزي [في الأصل: العنقري]، وأبو نعيم، وعبد العزيز بن أبان.
وقد أتى مصحفاً عند البزار. فتنبه.. وليس هو عبد الرحمن بن عبد الله بن الأصبهاني كما يوهمه صنيع البزار؛ فهذا متقدم الطبقة.
ثم أني لا أعرف أبداً أن عمرو بن محمد العنقزي يروي عن خلاد الصفار بواسطة، فهو يروي عنه مباشرة. فتأمل
ولا أرى البلية إلا منه، أعني: عبد الملك بن عبد الرحمن، وهو آفته.
· عبد الرحمن بن محمد المحاربي. وهو وإن وثق لكنه يروي عن المجهولين أحاديث منكرة، فيفسد حديثه بروايته عنهم.
قلت: وهذا واحد منها.
2- وروي متصلاً من أربعة طرق:
· الطريق الأول: طريق عمرو بن محمد العنقزي، عن عبد الملك بن عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن خلاد بن مسلم الصفار، عن الأشعث بن طليق، عن الحسن بن عبد الله العرني به.
أخرجها الحافظ الطبراني في (المعجم الأوسط رقم 3996) و(الدعاء رقم 1219).
- وقد أشار إلى أن هذا الطريق أجود ما روي به الحديث، كما قد أشار إلى الرواية المنقطعة؛ فقال: (لم يجود أحدٌ إسناد هذا الحديث إلا عمرو بن محمد العنقزي، ورواه المحاربي، عن عبد الملك بن الأصبهاني، عن مرة، عن عبد الله لم يذكر خلاد الصفار ولا الأشعث بن طليق ولا الحسن العرني).
قلت: يشير الحافظ الطبراني بأنه لم يجود إسناده غير عمرو؛ إلى الروايات الأخرى المضطربة المخالفة. فتنبه
ولفظها عنده: (نعى إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم [نبينا وحبيبنا] بأبي هو نفسه قبل موته بشهر، فلما دنا الفراق جمعنا إليه في بيت أمنا عائشة، ثم نظر إلينا ودمعت عيناه وتشدد؛ فقال: "مرحبا بكم، حياكم الله، رحمكم الله، آواكم الله، نصركم الله، رفعكم الله، نفعكم الله، هداكم الله، رزقكم الله، وفقكم الله، سلمكم الله، قبلكم الله، أوصيكم بتقوى الله، وأوصي الله [عز وجل] بكم، وأستخلفه عليكم إني لكم منه نذير مبين، لا تعلوا على الله [عز وجل] في عباده وبلاده، فإن الله [عز وجل] قال لي ولكم: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين}، وقال: {أليس في جهنم مثوى للمتكبرين}، ثم قال: قد دنا الأجل، والمنقلب إلى الله [عز وجل]، والى سدرة المنتهى، والى جنة المأوى، والى الرفيق الأعلى، والكأس الأوفى، والحظ والعيش المهنى"، قلنا: فمن يغسلك يا رسول الله؟ قال: "رجال أهل بيتي الأدنى فالأدنى"، قلنا: وكيف نكفنك؟ قال: "في ثيابي هذه إن شئتم، أو في حلة يمانية، أو في بياض مصر"، قلنا: فمن يصلي عليك منا؟ فبكينا وبكى ثم قال: "مهلا غفر الله لكم وجزاكم عن نبيكم خيرا، إذا غسلتموني وكفنتموني فضعوني على سريري في بيتي هذا، على شفير قبري، ثم اخرجوا عني ساعة، فإن أول من يصلي علي جليسي وخليلي جبريل، ثم ميكائيل، ثم إسرافيل، ثم ملك الموت مع جنوده [عليهم السلام جميعاً]، ثم ادخلوا علي فوجا فوجا، فصلوا علي وسلموا تسليما، ولا تؤذوني بباكية، ولا ضجة، ولا رنة وليبدأ بالصلاة علي رجال أهل بيتي ونساؤهم، ثم أنتم، اقرؤوا عني السلام كثيرا من غاب من أصحابي، فإني قد سلمت على من تابعني على ديني إلى يوم القيامة"، قلنا: فمن يدخلك في قبرك؟ قال: أهلي مع ملائكة كثيرة يرونكم من حيث لا ترونهم").
قلت: وهذه الرواية فيها من العلل ما يلي:
· عبد الملك بن عبد الرحمن بن الأصبهاني. وقد تقدم.
· خلاد بن مسلم الصفار. (غريب الحديث) وإن وثق، وإلا فهو مجهول بالنقل كما قاله العقيلي.
· الأشعث بن طليق. قال الأزدي: (لا يصح حديثه) وساق له هذا الحديث. وقال ابن معين مرة: (كذاب).
· الحسن بن عبد الله العرني. وهو وإن وثق إلا أنه كما قال ابن حبان: (يخطئ).
· الطريق الثاني: طريق سلام بن سلم [ويقال: سليم] المدائني الطويل، عن عبد الملك بن عبد الرحمن، عن الحسن العرني، عن الأشعث بن طليق به.
أخرجه الحاكم في (المستدرك رقم 4399) ومن طريقه البيهقي في (دلائل النبوة 7/231) من طريق سلام بن سليمان بن سوار المدائني عنه به، وأبو نعيم في (الحلية 4/186)، الخطيب البغدادي في (موضح الأوهام 2/147) من طريق محمد بن جعفر المدائني عنه به.
قلت: هكذا رووه من طريق سلام بن سلم مخالفاً.
ولفظه عندهم: ([لما ثقل رسول الله] اجتمعنا في بيت أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها؛ فنظر إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فدمعت عيناه، فتشدد فنعى إلينا نفسه حين دنا الفراق؛ فقال: "مرحبا بكم، حياكم الله، جمعكم الله، نصركم الله، رفعكم الله، نفعكم الله، وفقكم الله، قبلكم الله، هداكم الله، سلمكم الله، أوصيكم بتقوى الله وأوصي الله بكم، [وأستخلفه عليكم إني لكم منه نذير مبين]، وألا تعلو على الله في عباده وبلاده، فإن الله تعالى قال لي ولكم: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين}، وقال: {أليس في جهنم مثوى للمتكبرين}"، قلنا: يا رسول الله متى أجلك؟ قال: "قد دنا الأجل، [والمنقلب] إلى الله تعالى، والى السدرة المنتهى، والجنة المأوى، والفردوس الأعلى"، قلنا: يا رسول الله من يغسلك؟ قال: "رجال [من] أهل بيتي الأدنى فالأدنى"، قلنا: يا رسول الله ففيم نكفنك؟ قال: "في ثيابي هذه إن شئتم، أو يمنية، أو بياض مصر"، قلنا: يا رسول الله ومن يصلي عليك؟ وبكينا؛ فقال: "مهلا غفر الله لكم وجزاكم الله عن نبيكم خيرا، إذا غسلتموني وكفنتموني فضعوني على شفير قبري، ثم أخرجوا عني ساعة، فإن أول من يصلي علي خليلي وحبيبي جبريل، ثم ميكائيل، ثم إسرافيل، ثم ملك الموت مع ملائكة كثيرة، ثم ادخلوا علي فصلوا علي وسلموا تسليما، ولا تؤذوني بتزكية [بباكية]، ولا برنّة، ولا بصيحة، وليبدأ بالصلاة علي رجال أهل بيتي، ثم نساؤهم، ثم أنتم، وأقرئوا أنفسكم السلام كثيرا، ومن كان غائبا من أصحابي فأقرؤه مني السلام كثيرا، ألا وأني أشهدكم أني قد سلمت على كل من دخل في الإسلام، وعلى كل من تابعني على ديني من اليوم إلى يوم القيامة"، قلنا: يا رسول الله فمن يدخل قبرك؟ قال: "رجال أهل بيتي مع ملائكة كثيرة يرونكم من حيث لا ترونهم").
قلت: وفيه من العلل ما يلي:
· محمد بن جعفر المدائني. (قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال أحمد: لا أحدث عنه بشيء أبداً. وبالجملة هو ضعيف)
· عبد الله بن روح؛ عبدوس. (ثقة يغرب).
· سلام بن سليمان بن سوار أبو العباس المدائني. (منكر الحديث، ليس بالقوي، عامة ما يرويه لا يتابع عليه، ضعيف).
· سلام بن سلم المدائني الطويل. (متروك، ضعيف الحديث ليس بشيء، منكر لا يكتب، يروي عن الثقات الموضوعات كأنه كان المتعمد لها).
وقد وقع عند كثير من أهل العلم والرواية خلط بينهما؛ يصعب على غير المتمرس تمييزه. فتنبه
وباقي الإسناد مر بك أعلاه.
قال أبو نعيم: (هذا حديث غريب من حديث مرة، عن عبد الله، لم يروه متصل الإسناد إلا عبد الملك بن عبد الرحمن؛ وهو ابن الأصبهاني، ما كتبناه عاليا إلا من حديث محمد بن جعفر المدائني. وكذا وقع في كتابي سلام بن سليم، وقيل: سلام بن سليمان).
· الطريق الثالث: طريق أحمد بن شبيب الحبطي، عن أبيه، عن عبد الرحمن [بن عبد الملك] بن شيبة الجدي الحزامي، عن سعيد بن عنبسة [وفي رواية الطبراني؛ وطريق آخر عند أحمد بن شبيب: عن سفيان بن عيينة]، عن سلمة بن نبيط، عن عبد الملك بن عبد الرحمن، عن الأشعث بن لقيط، عن الحسن العراني به.
أخرجه الحافظ الطبراني في (الدعاء رقم 1218)، وأحمد بن شبيب في (جزء حديثه) كما عند الإمام الذهبي في (الميزان).
قلت: وقع في سند الطبراني سقط بين أحمد بن شبيب؛ وعبد الرحمن [بن عبد الملك] بن شيبة، حيث سقط والد أحمد بينهما. فتنبه.. على أنه يروي عن عبد الرحمن أيضاً.
كما قد نسب عبد الرحمن لجده شيبه. فتنبه
قال الحافظ الذهبي: (ثم رأيت ذلك في الجزء الثاني من حديث أحمد بن شبيب الحبطي؛ فقال: ثنا أبي، عن عبد الرحمن بن شيبة، ثنا سعيد بن عنبسة، ثنا سلمة بن نبيط، عن عبد الملك بن عبد الرحمن، عن أشعث بن طليق، أنه سمع الحسن العربي يحدث، عن مرة، عن ابن مسعود؛ قال: "نعي لنا نبينا وحبيبنا نفسه.. الحديث) انتهى.
قال الحافظ ابن حجر: (كذا وقع بخط سعيد بن عنبسة، ونقلت من الجزء المذكور في هذا الخبر سفيان بن عيينة، والصواب الأول).
قلت: وهذا الطريق فيه من العلل ما يلي:
· عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة. (ليس بالمتين، يخطئ، وربما خالف، وعنده غرائب ومناكير).
· سعيد بن عنبسة. هما اثنان ولم يتبين لي أيهما. وعلى العموم كلاهما ضعيف. فأما أحدهما (فكذاب)، وأما الآخر (فمجهول لا يعرف).
· سلمة بن نبيط. (وإن كان ثقة لا شكة فيه؛ لكنه ممن اختلط في أخرة).
وباقي السند من بعده قد مر بك.. أما ما فوق ابن شيبة فثقات.
· الطريق الرابع: طريق سلمة بن صالح الأحمر، عن مرة الهمداني، عنه به.
تفرد بها الحسين بن إسماعيل الجرجاني في (الاعتبار وسلوة العارفين رقم240).
وهي رواية مختصرة تقريباً.
قلت: وسندها على النحو الآتي: (أخبرنا أبو علي عبد الرحمن بن فضالة، اخبرنا أبو بكر أحمد بن إسماعيل، أخبرنا مكحول، عن محمد بن عمر العلاف، عن أحمد بن حرب، عن عمرو بن عامر، عن سلمة بن صالح الأحمر، عن مرة الهمداني، عن ابن مسعود).
· أما (أبو علي عبد الرحمن بن فضالة) فهو أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد النيسابوري الصيرفي، من أهل الري، من شيوخ الخطيب البغدادي رحمه الله، وصفه بالحافظ.
ووصفه القزويني بقوله: (ممن طاف في طلب العلم والحديث، ودخل قزوين؛ وسمع بها من محمد بن سليمان بن يزيد الدلال، والحسين بن حلبس. وروى عن أبي الفضل بن حمدوية، وأبي عمرو بن حمدان، وأبي حفص ابن شاهين، وغيرهم. وحدث عنه أبو سعد السمان في مشيخته).
· وأما (أبو بكر أحمد بن إسماعيل) فهو أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المحدث الفقيه البخاري. وصفه الحافظ الذهبي بـ(الشيخ).
· وأما (مكحول) فهو أبو مطيع مكحول بن الفضل النسفي، قال الحافظ الذهبي: (الحافظ الرحال الفقيه).
· وأما (محمد بن عمر العلاف) فلم أظفر به.
· وأما (أحمد بن حرب) فلم أظفر به أيضاً.
· وأما (عمرو بن عامر) فلم أظفر به أيضاً.
· وأما (سلمة بن صالح الأحمر) فهو أبو إسحاق سلمة بن صالح الأحمر الجعفي؛ قاضي واسط (واهٍ هالكٌ متروكٌ ليس بشيء، ذاهب الحديث لا يكتب، يروي عن الأثبات الأشياء الموضوعات لا يحل ذكر أحاديثه ولا كتابتها إلا على جهة التعجب).
_ وقد وقفت على رواية أخرى لهذا الحديث عند بحشل في (تاريخ واسط ص191) قال:
(حدثنا أسلم [بن سهل الواسطي]؛ قال: ثنا محمد بن عمر[و] بن عون؛ قال: ثنا سهل بن عقيل.. وذكر حديثا عن عبد الله بن مسعود قال: نعي إلينا حبيبنا ونبينا نفسي له الفداء لنفسه قبل موته بشهر.. وذكر الحديث).
قلت: هذه الطريق إلى سهل بن عقيل حسنة.. لكن باقيها منقطع. فتسقط، ولا يبعد أن تكون بنفس سند الطرق الأخرى.
· وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله وعبد الله بن عباس معاً.
أخرجه الطبراني في (الكبير رقم 2676) ومن طريقه أبو نعيم في (الحلية 4/73) وابن قدامة في (إثبات صفة العلو).
ولكنه شاهد ساقط لا يفرح به ولا يسمن ولا يغني شيئاً؛ فهو من رواية عبد المنعم بن إدريس (كذاب وضاع) عليه من الله ما يستحق.
_ وعليه = فالحديث تالف بمجموع طرقه لا يرتقي ولا يتقوى بها ولا كرامة، وهو إلى الوضع أقرب إن لم يكن موضوع، وفيه من الركاكة ما لا يخفى.
والحمد لله وحده.. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.. والله تعالى أعلى وأعلم
رد: تخريج حديث وصية رسول الله عليه الصلاة والسلام في مرض موته ودنو أجله
/// جزاك الله خيرًا.
/// قولكم:
اقتباس:
وقد وقفت على رواية أخرى لهذا الحديث عند بحشل في (تاريخ واسط ص191) قال:
(حدثنا أسلم [بن سهل الواسطي]؛ قال......................).
فالجادة أن تُحْذَف جملة: ( حدثنا أسلم [بن سهل الواسطي] ) لأنه هو نفسه بحشل الواسطي كما تعلمون، فلا يحسن أن يقال:( قال بحشل: حدثنا أسلم بن سهل ..) !
رد: تخريج حديث وصية رسول الله عليه الصلاة والسلام في مرض موته ودنو أجله
جزاك الله خير..
بل قصدته أخي.. وكتبته كما في أصل الكتاب ليدخل تحت دراسة الإسناد. فتنبه
رد: تخريج حديث وصية رسول الله عليه الصلاة والسلام في مرض موته ودنو أجله
جزاك الله خيرا يا أبا محمد ، و نفع بعلمك ، و أرجو أن ترد على رسالتى ، و شكرا لك
رد: تخريج حديث وصية رسول الله عليه الصلاة والسلام في مرض موته ودنو أجله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي
· سعيد بن عنبسة. هما اثنان ولم يتبين لي أيهما. وعلى العموم كلاهما ضعيف. فأما أحدهما (فكذاب)، وأما الآخر (فمجهول لا يعرف).
أما سعيد بن عنبسة الرازى فشيخ للطبرى و لا يصلح فى هذه الطبقة
رد: تخريج حديث وصية رسول الله عليه الصلاة والسلام في مرض موته ودنو أجله
و أما سعيد بن عنبسة شيخ أبو العربان فلا يصلح أيضا لإنفراد أبو العربان عنه
و أما سعيد بن عنبسه عن جعفر بن حبان ذكره ابن حبان فى الثقات وذكره ابن الجوزى و قال لا أعلم فيه طعنا
و أما سعيد بن عنبسة عن عبد الله بن بشر و عنه محمد بن يحيى فلا يصلح أيضا لإنفراد محمد بن يحيى عنه
و على هذا يكون المعنى فى هذا الحديث هو الذى يروى عن جعفر بن حبان و هو على أسوأ الأحوال صدوق
عن الميزان و لسانه
هذا و الله أعلم
رد: تخريج حديث وصية رسول الله عليه الصلاة والسلام في مرض موته ودنو أجله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك المولى بكم
رد: تخريج حديث وصية رسول الله عليه الصلاة والسلام في مرض موته ودنو أجله
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.