على لسان علماني خبير بالمشروبات الروحية ...

على لسان علماني خبير بالمشروبات الروحية ...
رد على كاتب يدعي أن للهيئة دور في الأمن

أهلا وسهلا بكم أيها السادة .. و( مرحبتين ) لنفوسكم المرتادة .... المشتاقة لهذه المناظرة الحادة .. وهي نصيحة جادة .. أرجوا أن تصل للمتزمتين .. وتغزو ديار المتنطعين .. وتحرر أفكار الرجعيين .. وإني لأول السباع والثعالب .. الذين ينبروا للرد على كل واعظ كاتب .. اجتمعت فيها كل المثالب .. ولُمت فيه كوم المعايب .. وأني له محاسب .. ولمقالاته مستنكر ومعاتب .. التي أظن أنه أخذ عليها راتب .. من هيئات تمد الشباب الصغار .. بجنون الأفكار .. وتغذيهم بعداوة الأشرار .. والدعاء في الأسحار .. والصيام في الصيف والجو حار .. والبعد كل البعد عن كل ما هو عار .. وتربيهم على دعاء الاستغفار .. ومعرفة حقوق الجار .. والاقتداء بمصعب وعمار .. وتمتمت الأذكار في الليل والنهار .. وتخيفهم من عذاب النار .. وتزرع فيهم تحريم الخلوة ؟ حتى أنهم إذا رأوا من يختلي بحبتيه أتوا صوبه .. وأخذوا ينكرون عليه وكأنه نازع ثوبه .. أو ساب لسورة الأنفال والتوبة ..
مساكين !! يجهلون حقيقة الحب .. ولا يفهمون معنى الود والقرب .. ويجعلون من الخلوة قضية .. ومصيبة وبلية .. وموت ومنية ..
وما هي إلا لقاء حبيب بحبيبته .. وعاشق بمعشوقته.. وصاحب بصاحبته .. حب شريف .. ولقاء نظيف .. وعناق خفيف .. وضم عفيف .. فأين الجريمة ؟؟
نصلي جماعة .. ونسهر ساعة .. ونتعشى خوفا من المجاعة .. فأين الجريمة ؟؟
نجلس نلعب ( بلاي ستشن ) في الشقة .. ونصبر على هذه الغربة بمشقة .. وتذاكر لي وأركز بدقة .. فأين الجريمة ؟؟
بل ولي فضل عليها .. فهي وحيدة أبويها .. ألا يحزنكم أن تبقى لوحدها ؟؟ مستسلمة ليئسها .. وباكية على نفسها .. أليس في قلوبكم رحمة ؟؟
أُخرجها من بيتها .. لأنسيها همها .. وأطرد عنها يئسها .. وأبدل حزنها بضحكها .. وأركبها في السيارة .. وأهديها أغلى سيجارة .. وأعرفها على شرفاء الحارة .. فأين الجريمة ؟
نتعاون على كل خير .. وننام مبكرين لنصحوا على تغريد الطير .. فأين الجريمة ؟؟
و الأمر الأدهى من ذلك وأعجب .. والأعظم من ذلك وأرهب .. أن من أصحاب الهيئات.. من يصادر المخدرات .. ويرفض وجود المسكرات .. ويدعي أنها مهلكات .. وللنفس مدمرات .. ويتجاهل البنادول والمضادات.. فما الفرق بينهما ؟؟ أليست كلها حبوب ؟ توضع في الجيوب ..
ألا يعلموا أن المخدرات خير علاج .. ولا يبتعد عنها إلا كل داج .. أو ثور هاج .. فهي خير دواء لتعديل المزاج ..
أرأيت لو أرهقتك الأشغال .. وعذبتك الأعمال .. فأردت أن تنجو بنفسك إلى عالم الجمال .. وتقودها إلى راحة البال .. ما عليك إلا أن تأخذ جرعة .. لتنسى كل وجعه .. وتطرد الآلام بلا رجعه .. واسألوا مجرب ..
ولا أنس أن أذكركم بالدعاء لكبار البياعين .. القادة المكافحين .. السادة المناضلين .. الذين اعتقلوا مساء البارح .. بظلم فادح .. نسأل المولى أن يفك أسرهم ..
ومن جرائم الهيئات أنهم يفتون بأن بيع الحشيش حرام .. مدعين أنه ضار وسام .. وأنه يعد فعل فيه إجرام .. أما يعلمون أن الوظائف تضيق عاما من بعد عام .. أم يريدون أن يقطعوا أرزاق أطفال وأيتام .. أوليس الخير أن نأكل من عمل أيدينا .. أم تريدونا أن نكون عالة على أهلينا ؟
أين أحاديث سيد الأنام ؟؟ وأين حقوق الإنسان من هذا الكلام .. وأين الوسطيين من مؤذن وإمام .. ومن كاتب مقدام .. وأين مجلس الشورى أم أنه نام ؟

أيها الواعظ الكاتب .. لقد اختصرت في مقامتي .. وأوجزت في مقالتي .. لأني على موعد في السوق .. ولقاء محدد ومسبوق .. مع زميلتي شوق ..



تحية لرجال الهيئة الأشاوس .. واصلوا مسيرتكم .. فأنتم شرف لنا ..

أضحك الله سنك ......مقال رائع , بأسلوب أدبي راق , و خفة ظل واضحة ........

حق لها أن تسمى " المقامة العلمانية " !!

بوركت أخي الكريم، مقال ظريف، واختيار موفق.
اللهم وفق رجال الهيئة خاصة، والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر عامة.