آمين
تقبل الله منا ومنك أختي الفاضلة
نتابع,,
مثل الدنيا
*الدنيا كامرأة بغي لا تثبت مع زوج, انما تخطب الأزواج ليستحسنوا عليها فلا ترضى الا بالدياثة.
ميزت بين جمالها فعالها *** فاذا الملاحة بالقباحة لا تفي
حلفت لنا الا تخون عهودنا *** فكأنما حلفت لنا ألا تفي
السير في طلبها سير في أرض مسبعة, والسباحة فيها سباحة في غدير التمساح, المفروح به منها هو عين المحزون عليه. آلامها متولدة من لذاتها, وأحزانها من أفراحها.
مآرب كانت في الشباب في أهلها عذابا, فصارت في المشيب عذابا
*طائر الطبع يرى الحبة, وعين العقل ترى الشرك, غير أن عين الهوى عمياء.
وعين الرضا عن كل عيب كليلة *** كما أن عين السخط تبدي المساويا
*تزخرفت الشهوات لأعين الطباع, فغض عنها الذين يؤمنون بالغيب, ووقع تابعوها في بيداء الحسرات, ف: { أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون} البقرة 5, وهؤلاء يقال لهم:{ كلوا وتمتعوا قليلا انكم مجرمون} المرسلات 46.
لما عرف الموفقون قدر الحياة الدنيا وقلة المقام فيها, أماتوا فيها الهوى طلبا لحياة الأبد, ولما استيقظوا من نوم الغفلة, استرجعوا بالجد ما انتهبه العدو منهم في زمن البطالة, فلما طالت عليهم الطريق, تلمحوا المقصد, فقرب عليهم البعيد, وكلما أمرت لهم الحياة, حلى لهم تذكر :{هذا يومكم الذي كنتم توعدون} الأنبياء 103.
وركب سروا, والليل ملق رواقه *** على كل مغبر المطالع قاتم
حدوا عزمات ضاعت الأرض بينها *** فصار سراهم في ظهور العزائم