ما أصح هذه الكتب الصحاح (ابن خزيمة - ابن حبان - المستدرك) ؟
الحمد لله القائل: "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"
والصلاة والسلام على من أبلغ الله به الدين الاسلامي إلى مشارق الأرض ومغاربها ثم أما بعد
من يقف على الاشكال الأتي
ما هو أصح هذه الكتب الثلاثة صحيح ابن خزيمة أو صحيح ابن حبان أو مستدرك الحاكم الذي أجده راجحا ورائدا في المسألة أنه
يقدم صحيح ابن خزيمة على الثلاث لما ذكره أئمة الحديث عن منهج الشيخ من أنه أشدهم تمحيصا للحديث في الدراسة السندية لكن مع التنبيه إلى أنه لم يوجد كتابه كاملا فهذا حكم بالموجود
ويليه صحيح ابن حبان لكن مع التنبيه أنه لم ينهج في صحيحه المنهج الذي امتاز به في توثيق المجاهيل
ويليه مستدرك الحاكم وأنبه إلى أن الحاكم رحمه الله لم يكن متساهلا بإطلاق القول فقد ذكر الحافظ ابن حجررحمه الله أنه سرد الكتاب لتنقيحه لكنه توفي رحمه الله قبل اتمام تنقيح كتابه ونقله الشيخ أحمد شاكر رحمه الله
ويظهر أن جل ما نقحه صحيح وينصح العلماء بقراءة المستدرك مع تعليقات الذهبي
فالقول بتساهله يقيد بما وجد في الكتاب ولا يعمم على منهج الشيخ رحمه الله
الا أنه فيه من العلماء من خالف في ذلك فمثلا من المعاصرين الشيخ شعيب الأرنؤوط يرى أن أصحها صحيح ابن حبان ثم يليه صحيح ابن خزيمة ثم مستدرك الحاكم وعلل ذلك بأن الامام ابن حبان لم ينهج في كتابه الصحيح منهجه في توثيق المجاهيل
قال الشيخ الأرنؤوطمنهج ابن حبان في صحيحه غير المنهج الذي اتبعه في كتابه الثقات.
أولاً: ابن حبان جملة أحاديثه كثيرة إلا ألفين ومائتين وخمسين أو قريب من هذا العدد كلها مما أخرجه البخاري و مسلم وأصحاب الصحاح كلهم، لكن هو يأخذ .. يعني: يروي ذلك من طريق أساتذته وشيوخه الذين روى عنهم، أما الأحاديث التي لم يخرجها وإنما خرجها أصحاب السنن فطريقته في الصحيح وتعلم ذلك تطبيقاً؛ لأنني أنا درست الرواة كلهم، أما شيوخه الذين أخذ عنهم الأحاديث فكلهم ثقات، أدرك ما يزيد على ألفي شيخ، واقتصر في الرواية على مائتين في هذا الصحيح الذي أورده ممن توثق منهم وعرف صفتهم، وقد ترجمت لهم في المقدمة ، وبينت منزلتهم في التوثيق والتضعيف ، أما بالنسبة إلى الرواة الذين صحح حديثهم ابن حبان ، فبعض الأحاديث وهي قليلة جداً يعني ليس القاعدة أن ابن حبان على عادته في توثيق المجاهيل، هذا كلام لا يُسَلّم لقائله، ويعتبر مخالف لما نهجه في صحيحه رحمه الله، في صحيحه ليس يوجد من هؤلاء الذين لم يوثقهم غير المؤلف، قليل جداً جداً، الباقي كلهم ممن وثقهم غير ابن حبان ، وبعضهم تكلم فيهم كلاماً خفيفاً، يعني: هو أعلى بكثير من مستدرك الحاكم ، وأعلى أيضاً من صحيح ابن خزيمة ؛ لأن ابن خزيمة رحمه الله أدرج في كتابه عدة أحاديث، بل جملة أحاديث وما وصلنا منه ربع الكتاب يقول: إن صح الخبر، فهو يدرج في أحاديثه هذا النوع من الأحاديث، و ابن حبان يتنكف ذلك.اه
وننتظر من اخوتنا طلبة العلم المزيد من الافادة
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد