الحارسُ الذي بكى بينَ يديَّ هل هو من الأخفيـاء أو مدفوع بالأبواب.؟
الحمد لله وصلى الله سيدنا محمد وآله , وبعد:
فلن أطيل عليكم بخبر هذا الرجل.
عندي جارٌ عامي يعملُ في إحدى المؤسسات , ولا تكادُ تفوته الصلاة إطلاقاً , وهو ذو خلقٍ غايةٍ في الحسن جزاه الله خيراً وكثر أمثاله.
رغم أنَّ ظاهره لا يوحي على حقيقته فهو عامي بسيط جداً وحليق , ولكني رأيتُ منهُ اليوم عجباً عجاباً .
الرجل لا يكاد يستقيم له القرآنُ إذا قرأه نظراً لضعف هجائه , ورأيته اليوم وقد غشيه من الهم والغم ما لو فُـق بين أهل الأرض لوسعهم.
سألته: ما بك أبا عبد الله.؟
قال : انتقلتُ من جهة إلى أخرى داخل المؤسسة , وأفكر بترك العمل نهائياً , فأخذت أحاول معه أن يتريث في اتخاذ القرار ,وفي هذه الأثناء قال:
لقد وضعوني حارساً لأحد الأبواب , وقلت لهم: انقلوني إلى أقصى الأرض , في المزارع أو البحار أو الفيافي أو السهول أو.... الخ , وكلفوني بكل عمل غير الباب .
فعجبتُ له وسألته لماذا.؟
فكانت المفاجأة.!!
انفجر صاحبي بالبكاء , وقال: لأنَّ بعض النساء اللاتي يدخلن منها متبرجات تظهر شعورهن ونحورهن , وأنا لا أريد عملاً أتعرض فيه لرؤية النساء متبرجات , ثم بكى وبكى , وتركته وشأنه.!!
أثناء انصرافي وبعده قلت في نفسي: هذا العامل يبكي ألماً - وهو مغترب ليحصل لقمة عيشه - خوفا من النظر المحرم , ومن المسلمين من يجمع طوال العام الدرهم على الدرهم بحثاً عن إشباع بصره بمناظر العهر والعري.
اليوم أيها الأحبة: ازددت يقيناً أن الأخفيـاء في هذه الأمة كثر جداً , وأنَّ ظواهر الناس لا تدل لزوماً على اتحاد الباطن معها , وأن نبينا (ص)صدق يوم قال ففف رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبرَّه ققق
وهذا صاحبي أبو عبد الله مدفوع بالأبواب ليحر سها , ومدفوعٌ بالتقوى عن الرضى بالمهمة لا لدناءتها , ولكن لما يصاحبها من تبرج الداخلات وسفورهنَّ.
رد: الحارسُ الذي بكى بينَ يديَّ هل هو من الأخفيـاء أو مدفوع بالأبواب.؟
بارك الله فيك، وجزاك خيرا..
قصة معبرة، جديرة بأن نستلهم منهما العبر والدروس، سواء في حياتنا وسلوكنا أم في رؤيتنا للآخرين.
رد: الحارسُ الذي بكى بينَ يديَّ هل هو من الأخفيـاء أو مدفوع بالأبواب.؟
إنها عظة وعبرة.
جزاك الله خيرا شيخ أبا زيد.
رد: الحارسُ الذي بكى بينَ يديَّ هل هو من الأخفيـاء أو مدفوع بالأبواب.؟
اللهُ أَكبر ..
هذه هي التقوى ..
أسأل الله أن يجعلني وإياكم وصاحب هذه القصة ممن يفوزون بقول الله تعالى :
ففف تِلكَ الجــــنَّةُ التي نُورثُ من عِبادِنا من كَانَ تَقِيَّا ققق