كتاب السنة لعبد الله بن أحمد، هل تصح نسبته إليه؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يشكك بعض الباحثين في صحة نسبة كتاب (السنة) إلى عبد الله بن الإمام أحمد. وقد قرأت مقدمة القحطاني في الرد على الكوثري في هذا الأمر.
فهل هناك بحوث أخرى في الموضوع؟ وهل كتب أحد في الرد على بحث محمود سعيد ممدوح (الأسانيد أنساب الكتب)؟
وجزاكم الله خيراً.
رد: كتاب السنة لعبد الله بن أحمد، هل تصح نسبته إليه؟
أخي الفاضل حفظه الله
لا (كوثري) ولا (محمود) لكلامهما أو من تبنى رأيهما أساس من الصحة، إنما هو الوتر الحساس لما ضرب دندنت أصوات بما أضاق صدرها
الكتاب رعاك الله مروي بالسند المتصل الصحيح إلى قائله رحمه الله، وهو الإمام ابن الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل، فلا مجال للطعن
رد: كتاب السنة لعبد الله بن أحمد، هل تصح نسبته إليه؟
رد: كتاب السنة لعبد الله بن أحمد، هل تصح نسبته إليه؟
وبالنسبة لمحمد بن الحسن السمسار؛ والذي ضعفوا السند لعدم معرفته، فأقول أخي حفظك الله خذ ما قد يزيل جهالته ويرفع مكانته:
قال الصيرفيني في كتابه (المنتخب من كتاب السياق):
[(أبو عاصم السجستاني) عبد الواحد بن محمد بن يعقوب السجستاني، أبو عاصم الواعظ، نبيل ثقة، قدم نيسابور في شهور سنة ستة عشر وأربعمائة، حدث عن أبي منصور النصروي، وأبي الفضل بن خمرويه، وأبي النضر محمد بن الحسن بن سليمان السمسار، ...].
وذكر السمعاني في (أدب الإملاء والإستملاء) ممن أخذ عنهم محمد بن إبراهيم الفرامقاني، وذكر ممن روى عنه أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحافظ.
فهل بعد هذا جهالة؟! وعلى فرض الأمر؛ فأقل أحواله الصلاح والصدق في نفسه.
رد: كتاب السنة لعبد الله بن أحمد، هل تصح نسبته إليه؟
نريد كلام أوضح ، وأدق
لأن المبتدعة يشنون علينا حمله شعواء بنفي صحة الكتاب
وأنه فيه مجاهيل
رد: كتاب السنة لعبد الله بن أحمد، هل تصح نسبته إليه؟
كتاب: السُّنة
تأليف: عبدالله بن أحمد بن محمد بن حنبل، أبي عبدالرحمن الشيباني، البغدادي، روى عن أبيه شيئًا كثيرًا، قال ابن المنادي: وما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون له بمعرفة الرجال وعلل الحديث، وقال الخطيب: وكان ثقةً ثبتًا فهمًا، مات سنة 290هـ، له من الكتب: "السنة"، وزيادات على كتب أبيه[17].
موضوعه:
اهتم بالرد على الجهمية[18]، وذكر أقوالهم الشنيعة، وأقوال أهل العلم فيهم، ومسألة الرؤية، والإيمان، والقدرية، ثم بقية مسائل العقيدة، مستندًا على أقوال أئمة السنة، وعلى رأسهم الإمام أحمد - رحمه الله.
طبعاته:
طبع بالمطبعة السلفية سنة 1349هـ، ثم طبع محققًا مضبوطًا على جملة نُسخ، بتحقيق د. محمد بن سعيد القحطاني، نشر دار ابن القيم في مجلدَيْن.
إسناد الكتاب:
روي هذا الكتاب عن مؤلفه بعدة طرق، وهي على النَّحو الآتي:
الإسناد الأول:
الذي طبع عليه الكتاب، وهو في نسخة واحدة (الظاهرية فقط)، ينتهي إلى: أبي الوقت عبدالأول بن عيسى بن شعيب الهروي، عن شيخ الإسلام أبي إسماعيل عبدالله بن محمد الهروي، قال: أنبأنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن محمد القراب، أنبأنا أبو النضر محمد بن الحسن بن سليمان السمسار، حدثنا أبو عبدالله محمد بن إبراهيم بن خالد الهروي، حدثنا أبو عبدالرحمن عبدالله بن أحمد بن محمد بن حنبل[19].
تراجم الإسناد:
- أبو عبدالله محمد بن إبراهيم بن خالد الهروي: شيخ لابن حبان في "الثقات" (7/33).
- أبو النضر محمد بن الحسن بن سليمان السمسار: أحد شيوخ أبي يعقوب القراب في كتابه "فضائل الرمي في سبيل الله"، ومكثرٌ عنه في الرواية.
- أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسحاق الهروي القراب: محدث هراة، قال عبدالغافر: الحافظ، العدل، من الحفاظ بهراة، كتب الكثير، وجمع وسافر، وصنف الأبواب والتواريخ، وقال الذهبي: الشيخ الإمام، الحافظ الكبير، مات سنة 429هـ[20].
- أبو إسماعيل عبدالله بن محمد بن الهروي: قال إسماعيل الحافظ: إمام حافظ، وقال الذهبي: وقد كان هذا سيفًا مسْلولاً على المتكلِّمين، وسيفًا مسلولاً على المخالفِين، مات سنة 481هـ[21].
- عبدالأول بن عيسى السجزي، الهروي: قال السمعاني: شيخ صالح، حسن السمت والأخلاق، وقال ابن الجوزي: كان صبورًا على القراءة، وكان صالحًا، وقال ابن النجار: وكان شيخًا صدوقًا أمينًا، مات سنة 553هـ[22].
ومن هذا الطريق روى أبو إسماعيل الهروي في كتابه "ذم الكلام وأهله" عن شيخه أبي يعقوب القراب[23].
الإسناد الثاني:
من طريق أحمد بن محمد بن عمر بن أبان اللُّنباني العبدي.
أ- روى من طريقه الحافظ ابن منده في "الرد على الجهمية"[24]، و"الإيمان"[25]، و"التوحيد"[26]، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر بن أبان، عن عبدالله، فذكره، ومن طريق ابنه عبدالوهاب يروي الحافظ قوام السنة في "الحجة"[27].
ب- والحافظ أبو الشيخ الأصبهاني، كما نقله قوام السنة عن أبي الشيخ عنه[28].
ج- ومن الطريق نفسه يروي الحافظ الدشتي في كتابه "إثبات الحد" بإسناده إلى أحمد بن محمد بن عمر[29].
الإسناد الثالث:
طريق أبي بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال، فقد روى عن كتاب عبدالله كتابه "السنة"، ونقل منه نصوصًا كثيرة جدًّا في مسائل متنوعة، وأكثر جدًّا في كتاب "السنة"[30].
الإسناد الرابع:
طريق أحمد بن سلمان النجاد، فقد روى في كتابه: "الرد على من يقول: القرآن مخلوق" ما يزيد على نصف الكتاب عن شيخه الإمام عبدالله بن أحمد، وعنه: الدارقطني في كتاب الرؤية[31]، وابن بطة في "الإبانة"[32]، وابن شاهين في "الكتاب اللطيف"[33].
وبواسطة أحمد بن سلمان يرويه الخطيب في "التاريخ"[34]، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" وأكثر عنه[35]، والبيهقي في "الأسماء"[36]، وأبو يعلى في "إبطال التأويلات"[37]، وابن البنا في "المختار في أصول السنة"[38].
الإسناد الخامس:
طريق موسى بن عبيدالله بن يحيى الخاقاني، روى هذا الطريق أبو يعلى في "إبطال التأويلات"[39].
الإسناد السادس:
طريق إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي البغدادي، روى هذا الطريق أبو علي بن البنا في كتابه "المختار في أصول السنة"[40].
تراجم الرواة عن عبدالله:
1- أحمد بن محمد بن عمر الأصبهاني اللُّنباني، قال السمعاني: ثقة معروف مكثر، وقال أبو الشيخ: عنده كتب ابن أبي الدنيا، ومسند أحمد بن حنبل، وقال الذهبي: سمعه من ابن الإمام أحمد، مات سنة 332هـ[41].
2- أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال: شيخ الحنابلة وعالمهم، قال الخطيب: وكان ممن صرف عنايته إلى جَمْع علوم أحمد بن حنبل وطلبها وسافَرَ لأجْلِها، وقال ابن أبي يعلى: له التصانيف الدائرة، والكُتُب السائرة، مات سنة 311هـ[42].
3- أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد: قال ابن أبي يعلى: العالم الناسك الورع، وقال الخطيب: وهو ممن اتسعتْ رواياته، وانتشرت أحاديثه، وكان صدوقًا عارفًا، مات سنة 348هـ[43].
4- موسى بن عبيدالله بن يحيى الخاقاني: قال الخطيب: وكان ثقةً ديِّنًا من أهل السنة، وقال الذهبي: وجمع وصنف، مات سنة 325هـ[44].
5- إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخُطَبي: قال الخطيب: وكان فاضِلاً فهمًا، عارفًا بأيام الناس وأخبار الخلفاء، وقال الذهبي: الإمام العلامة الخطيب الأديب، مات سنة 350هـ[45].
توثيق نسبة الكتاب:
رواية أسانيد الكتاب كما تقدَّم، وبعضها متقدم جدًّا؛ مثل: الخلال، والنجاد، والمحدث اللُّنباني، وغيرهم ممن تقدَّم من المصنفين.
ذكر العلماء المترجمين له:
النقول الصريحة:
النقول الصريحة منه من علماء المسلمين، مثل: نقل قوام السنة في "الحجة" فصولاً منه (2/494)، وانظر (1/242).
ومن ذلك إشارة أهل العلم للكتاب؛ مثل ما ذكر أبو نصر السجزي (مات سنة 444هـ) في كتابه: "الرد على من أنكر الحرف والصوت"[46].
وابن قدامة في "الصراط المستقيم"[47]، "والمناظرة"[48]، و"البرهان"[49]، والخطيب في "التاريخ"[50]، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"[51]، وشيخ الإسلام في كتبه[52]، وابن القيم[53]، والذهبي[54]، وابن كثير[55]، وابن حجر[56]، وغيرهم.
ومن شكَّك في نسْبته، أو بدَّل اسمه إلى "الزيغ"، فلم يأتِ بحُجة علمية ليرد عليه.
ـــــــــــــــ ــــــــــ ــــــ
[17] انظر: "تاريخ بغداد" (9/375)، "السير" (13/516).
[18] بعض أهل العلم يسميه وينقل منه باسم: "الرد على الجهمية"، وهي تسمية بمضمونه ومحتواه، مثل الخطيب في "التاريخ" (3/204)، والسجزي في "الرد على من أنكر الحرف والصوت" ص166، والذهبي في "العلو" (2/87)، و"العرش" (2/114)، وانظر: مقدمة المحقق (1/102)، وما سيأتي في ذكر أسانيد الكتاب وتوثيق نسبته.
[19] "السنة" (1/101، 102).
[20] انظر: "المنتخب من السياق" ص157 رقم 381، "السير" (17/570).
[21] انظر: "المنتخب من السياق" ص 284، 285، "السير" (81/305).
[22] انظر: "المنتظم" (18/127)، "السير" (20/303).
[23] انظر: ح 651، 1173.
[24] انظر: مثلاً: النصوص رقم (34، 53، 71، 78، 81)، وجميعها في كتاب "السنة"، لعبدالله.
[25] رقم: (790، 803، 810، 1047، 1049)، وجميعها في كتاب "السنة"، لعبدالله.
[26] رقم: (525، 580، 588، 785، 901).
[27] 1/179، (1/506 - 508)، (2/191).
[28] انظر: (2/76، 77).
[29] انظر: ح 11، 38، 39، 40، 41، 42، 43.
[30] انظر مثلاً: في الصحابة: رقم 577، 582، وهو في "السنة"، لعبدالله: 1358، 1361، وفي الخلافة: 640، 643، 647، وهو في "السنة": 1348، 1401، 1349، 1407، وفي القدر: 860، وهو في "السنة": 852، 853، وفي الجهمية: 1691، وهو في "السنة": 10، 7، 41، وفي المرجئة: 1127، وهو في "السنة" 614، وغيرها كثير جدًّا، وخاصة في الرد على الجهمية، وما قيل عنهم.
[31] رقم: 282، 283، 284.
[32] رقم: 146، 412، 414، 484.
[33] رقم: 30، 31.
[34] (6/271)، (7/63)، (12/171، 174، 179، 180، 181).
[35] رقم: 388، 497، 501، ،505 وغيرها.
[36] ص319.
[37] ق/ 163.
[38] رقم: 69.
[39] رقم 62، 63، 314، 322.
[40] رقم: 52 ص 78، 147، 148، 149.
[41] انظر: "الأنساب" (11/223)، "طبقات المحدثين" (4/369)، "السير" (15/311).
[42] انظر: "تاريخ بغداد" (5/112)، و"طبقات الحنابلة" (2/12)، "السير" (14/297).
[43] انظر: "تاريخ بغداد" (4/189)، "طبقات الحنابلة" (2/7)، "السير" (15/502).
[44] انظر: "تاريخ بغداد" (13/59)، "السير" (15/94).
[45] انظر: "تاريخ بغداد" (6/304)، "السير" (15/522).
[46] ص 166، 169.
[47] ص51.
[48] ص 41، 42.
[49] ص 84.
[50] 3/204.
[51] 1/28.
[52] انظر مثلاً: "حديث النزول": 183، "الحموية": 336، 341، "التسعينية": (1/357، 358)، (2/589)، "نقض التأسيس" ق/ الغفيص: 458 - 461، ق/ حقي: 326، ق/ هنيدي ص 204، وغيرها كثير.
[53] "اجتماع الجيوش": 123، 214، 224، وغيرها، "حادي الأرواح": 385، 429، "الصواعق": 1495، 1496، 1421، و"المختصر": 172، 212، وغيرها.
[54] في "العلو" (2/987)، و"السير" (8/101، 402)، و"تاريخ الإسلام" وفيات سنة 181هـ ص 237، 238، و"العرش" (2/97).
[55] في "النهاية في الفتن" (1/143).
[56] في "الفتح" (13/468، 469)، و"اللسان" (2/51).
رد: كتاب السنة لعبد الله بن أحمد، هل تصح نسبته إليه؟