... نظرة في (الأدب الروائي) .. و(العمل السينمائي) !
أخوة المجلس :
من المعلوم أن الكتابة الروائية , مؤثر من المؤثرات الفكرية المعاصرة ، .. والناظر إلى الساحة الإسلامية يجد نقصاً كبيراً في (هذا) المجال !
لعدة أسبابٍ ذكرها المهتمّون في الأدب ! من أهمّها ما ذكرهُ : عماد الدين خليل -حفظه الله- أنَّ : الكتابة الروائية من جهة المحتوى كانت في الغالب تتحدث عن (الأساطير) اليونانية ! كـ(جلجاميش) و (الألياذة) .. وما فيهما من كُفرٍ وإلحاد .
ثم تابعها الغربُ في بثّ أفكار (العلمانية) و(اللبرالية) و (الوجودية) .. والواقعية .. واللامعقول .. حسب التطور الفكري الغربي ! (قبل الحرب العالمية الأولى وبين الحربين وبعد الثانية !!) .
من مشاهيرٍ كـ(شكسبير) .. و (ديكنز) و (همنغواي) .. و (تولستوي) !
في قوالب أدبية مشوّقة .. وساحرة !
الأدب الإسلامي فيه من (الروايات) العدد القليل .. ! و القليل من القليل لا يحتوي في مضمونه محاولة بثّ فكرة إسلامية !
وكانت هناك محاولات ناجحة .. للدكتور : نجيب الكيلاني -رحمه الله- , فقد كتب العديد من الروايات الرائعة ذات التوجه الإسلامي .. ومنها :
(1) عذراء جاكرتا : والتي تتحدث عن شابة أندنوسية في الجامعة تقف بعزتها وشموخها أمام الحزب الشيوعي الذي كان منتشراً في الجامعات الأندنوسية .. !!
(2) الظل الأسود : و تتحدث عن الزنديق " هيلاسي لاسي " الذي حول الحكم في أثيوبيا من (إسلامي) .. إلى (نصراني) بدعم من الكنائس ! .
(3) مواكب الأحرار : عن تصدي المصريين للحملة الفرنسية .. وقائدها (نابليون) ! .
.. وغيرها !
وكانت بداية ثم غابت بموت المؤلف -رحمه الله- !
في الوقت الحاضر .. هناك مشاريع خجولة لبعض الجمعيات والمؤسسات -مشكورة- منها : مجلة (حياة) للفتيات , .. و مجلة البيان في مشروع صغير .
وقد رأيت مؤخراً رواية تجدد الأمل في نهوض أدب فكري إسلامي .. وهيَ للدكتورة : أماني أبو الفضل - صاحبة المواقف العظيمة في الدفاع عن المرأة المسلمة - .. وهيَ بعنوان : طيور الجنوب ، ووتحدث عن أحاول الجاليات المسلمة في أمريكا , وآثار أحداث سبتمبر عليها !
ولا ننسى رواية .. وهيَ : (1) ممو زين : في الحب العذري -كما يقال - (ابتسامة !!) ، (2) سيماند ابن الأدغال .
ومع هذا فنجد أن الروايات في الفكر العلماني العربي أقوى وأشد وأكثر .. وهيَ تعتبر رافداً قوياً من روافد (العلمانيين) , بدايةً .. الثلاثية ! إلى ... (أحلام مستغانمي) في (لغة الجسد) و (فوضى الحواس) ! في هجمةٍ فكرية عنيفة تتوجه إلى أبنائنا وبناتنا .
لنعلم أن (فوضى الحواس) مثلاً وصل إلى (الطبعة الثامنة عشر) في "رقم مخيف" !!
مع أن هذا لا يُعتبر شيئاً أمام .. روايات (هاري بوتر) -مثلاً- والتي بلغت سبع روايات ، بيع في اليوم الأول في (أمريكا) للرواية السابعة تسع ملايين نسخة .. في حين في بريطانيا ست ملايين نسخة .. في اليوم الأول !!
فمتى نعتبر ؟ ! " ويمكن القول أن مما يخفف المصيبة أننا أمة لا تقرأ .. فمتى أمة الإسلام تقرأ , وتعرف ماذا تقرأ ؟! "
.......... ............. ...........
أما (العمل السينمائي) فبما أنه مرتبطٌ إرتباطاً وثيقاً , مما جعلنا نتحدث عنه .. ونحنُ لم نخرج برأي نهائي , فالمسألة فيها إشكاليات عدّة .. منها : والأهم : الرأي الشرعي : فمن " مانعٍ " إلى "مجيزٍ " ولكن بضوابط !
ولكن أياً كانت هذه الضوابط .. فكيف المخرج من مسألة (الإختلاط) مثلاً ؟!
على العموم : التوجه العلماني الذي .. لا يحمل في أدبياته أية ضوابط .. في موجِهِ الآن العملَ السينمائي ..
ونحن .. بين (المقاومة) و (الإستثمار) ؟!
في حين أن شباب الأمة يتفرجون ويتأثرون بالفكر الغربي عن طريق الأفلام الغربية .. والتي تبث في طياته الإلحاد والفسوق والشذوذ ! من برامج الأطفال في (والت ديزني) .. إلى أفلام الكبار , وفيها المنع تحت الثامنة عشر .. وأحياناً لا تجد هذا !
من مثل : "علاء الدين" .. و " Narina " و " pirates of caribbean " و " the lord of the rings " ..
بل .. وتصل إلى المثقفين والمفكرين .. التي تغزو العالم بهجمات مخيفة من مثل : " kingdome of heaven " , و " solider of god " .. بل و .. ما نسمع عن التي تتحدث عن الإسلام ومتلازمة الإرهاب .. والنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ..
فما رأيكم ما الحل ؟ (فالطوفان قادم !!)
" وهذا غيض من فيض ففي الجعبة الكثير "
(والله أعلم)
رد: ... نظرة في (الأدب الروائي) .. و(العمل السينمائي) !
الأدب الروائي في الأصل ليس عربيا
فهو في الأصل مستورد,,وأوافقك
في ضعف الرافد الإسلامي في هذا
الشأن..والله المستعان
رد: ... نظرة في (الأدب الروائي) .. و(العمل السينمائي) !
قراءتي للروايات ضعيفة .
ولكن مما قرأت :
حكومة الظل / لمنذر القباني . ( رائعة )
ولعبدالرحمن العبيدي ( قادم من وراء السنين ) جسَّد فيها قصة أصحاب الكهف بأسلوب رائع .
و أخيرًا قرأت لأحمد فهمي ( الخندق العنكبوتي ) رواية للشباب . وفيها إسقاطات جميلة .
ولم أقرأ غير هذه :)
رد: ... نظرة في (الأدب الروائي) .. و(العمل السينمائي) !
للأسف هناك نفرة شبه شديدة من لدن الإسلاميين من الادب الروائي بشكل فظيع.. .. .إلا القليل منهم..فأين هم؟!
رد: ... نظرة في (الأدب الروائي) .. و(العمل السينمائي) !
يمكن القول صديقي العزيز : إمام الأندلس -وفقك الله- أنّ الأمة مشغولة بالأنفع ، وهذه نظرة نسبيّة ، فالروايات تُعتبر من مُنتجات الفِكر ومُزيدات العاطفة .. والخيال !
بل يمكن القول أنّه : (ما لا يتمّ الواجب إلا به فهو واجب) .. فشباب الأمة لا نستيطع إجبارهم على قراءة (صحيح البخاري) أو (مستصفى الغزالي) .. أو (تفسير الطبري) .. وأقل القليل ما نفعله من أجلهم : هوَ غزوهم بما يحبّون !
وأنا أعرف أناس حببتُ لهم القراءة بطريق الروايات المنضبطة .. فالقِصص لا يملّ منها أحد .. وهيَ وسيلة هادفة .
وبالمناسبة : ما أخبار (اللغة) معك .. ؟!
ألا تريد أن تكتُب لنا مشاهداتك في أمريكا .. نقداً لواقع القوم ؟!
أو لِمَ لا تجعلها رواية ؟!
-محبّك- .
......... ......... ..........
وممّا يُذكر :
(1) الهجرة من أفغانستان : للأديبة الأفغانية : مرال معروف .. وتتحدث عن هجرة العائلات الإفغانية من أفغانستان إلى باكستان وقت الحرب الروسيّة عليها .
(2) مُدن الملح : للأديب : عبد الرحمن منيف .
(والله أعلم)
رد: ... نظرة في (الأدب الروائي) .. و(العمل السينمائي) !
حياك الله أيها الصديق العزيز (طالب الإيمان) والتحية موصولة لباقي الإخوة.
لا أحسبُ أني أتيتُ بجديد إن قلتُ: الفن الروائي قالب من قوالب التعبير نفرّغ به ما يعتلج في النفوس من إحساسات ومشاعر أو ما تفور به عقولنا من أفكار وخطَرَات في أشكال جميلة نظماً كان أو نثراً ؛ روايةً أم قصة ؛ رسماً أو نحتاً ؛ فيلماً أم مسلسلا... هي -فيما أظن- من فنون التعبير عن الأفكار في صياغات وأشكال معينة , معيارها الفني عمقُ الفكرة , وصدق الإحساس , ورواء المظهر , ولكن ثمت معيار هو أعلى من هذا وأولى : إنه معيار الوحي (الحلال والحرام) و(المصلحة والمفسدة) , فمقولةُ (الفن للفن) لا مكان لها هنا , إذ هي تصدر عن مرجعية أخرى مغايرةٌ لما نحن عليه , مرجعية ترى الشذوذ والتعري حقاً مكفولا وحريةً محترمة , فالخير الشر والصواب والخطأ تلفها النسبية التي تفقدها أي مدلولٍ موضوعي –أو على الأقل ملزم-.
لقد قرأتُ روايات لبعض من يُشار إليهم بالبنان فإذا هي فلسفاتهم ونزواتهم وآرائهم وشهواتهم وانحلالهم تتزيا في شكل (رواية) , ومكمنُ الخطر أنها تتسرب إلى (وعي ولا وعي) القارئ فتتشربها نفسه من حيث لا يدري , كما إنني على شكٍ كبير من أن العمل السينمائي بوضعه الحالي يحمل قيماً خيرة أو عملاً راقياً يستحق الإشادة , فالجنسُ والإغراء والعنف والقتل والسطو هي مظامين أكثر ما ترى , ومن يدافعون عن الفن الراقي للعمل السينمائي يقصرُ عقلائهم القولَ على نزرٍ يسيرٍ جداً جداً من الأعمال , وهي فيما أظن روايات جيدة تم تمثيلها وإخراجها بشكل متقن ولكنها أقل القليل الموجود , بل هي كالشاذ المنبوذ الطريد وسط جيشٍ لجبٍ , ولذلك فالحديث عن (روائع السينما) بمثل هذه التعميمات تضليل لا يجوز ؛ واستعمال العموم في موارد التخصيص تزوير من قِبل الأعداء أو جهل وتبسيط من قِبل بعض الأولياء.
وهل الإسلاميون مقصرون في تقديم الرواية الجيدة؟ في الحقيقة ليس عندي جواب لأنني لم أستقرئ واقعها إلا أنني أستطيع القول بأن في الإسلاميين روائيين ممتازين كالعريني والكيلاني وغيرهم ومن بحث وجدَ.
بالمناسبة وقفتُ على رسالة مفيدة للشيخ عبدالله العجيري عن (واقع الرواية السعودية) حلّل فيها مضامين بعض الروايات ذائعة الصيت هذه الأيام عند في السعودية , وحاول أن يجيب عن أسباب تسليط الأضواء عليها من قبل جهاتٍ معينة ومحاولتها لتسويقها بين الناس , وعلى كلٍ الرسالةُ جديرة بالاطلاع , جزى الله كاتبها خير الجزاء.