لو قيل : "استمداد أصول الفقه من الكتاب والسنة واللغة العربية" لكفى.
فيستثنى "علم أصول الدين" وهو معرفة الله وما يليق به وما لا يليق ، وصدق الرسول ونحو ذلك ، لأن هذه أيضاً مردها إلى الأدلة السمعية (الكتاب والسنة) ، وأما من يجعل الفقه مما يستمد منه فحجة من قال بذلك هي التمثيل من خلال الفروع ، وهذه حجة ضعيفة ، لأن التمثيل غير الاستمداد لإنشاء أصل محايد يحكم نظر الجميع ، فالحنفية ، مثلاً ، فعلوا ذلك بإتقان ولكن لا تصلح طريقتهم لتأسيس أدلة إجمالية تحكم اجتهاد الجميع.
في انتظار التعليق والإفادة.
رد: لو قيل : "استمداد أصول الفقه من الكتاب والسنة واللغة العربية" لكفى.
هذا كلام سديد..
فجعل الفقه من جملة المستمد منه
هو عند المناطقة دورٌ
وعند العقلاء حورٌ بعد كور
رد: لو قيل : "استمداد أصول الفقه من الكتاب والسنة واللغة العربية" لكفى.
أخي الحبيب:
وصف طريقة الحنفية في الأصول بأن فيها دورا فيه تسامح؛ إذ إن طريقتهم لا تكون فروع الإمام واجتهاداته هي الأصلَ الذي تستمد منه الأصول، بقدر ما هي مرشد إلى الأصول التي اعتمدها الإمام في اجتهاده، والتي كانت حاضرة أما عينيه حال اجتهاده في استنباط الأحكام، والتي من خلالها وصل إلى حكمه واجتهاده في الفروع، وعليه فلا تكون الأصول - حينئذ - مستمدة من الفروع؛ حتى يحكم على هذه العملية بأن فيها دَوْرًا قبليا.
والله يرعاك، ويسدد خطاك!!
رد: لو قيل : "استمداد أصول الفقه من الكتاب والسنة واللغة العربية" لكفى.
أخي الحبيب المكرم
الأدلة الإجمالية أداة للمجتهد
في استنباط الحكم..وتنزيل الحكم التفصيلي على المسألة
فإذا قيل إن مستمد هذه الأدلة الإجمالية يدخل فيه
الأدلة التفصيلية,,فهذا المقصود بالدور..
والله الموفق
سؤال:ما معنى علامتي التعجب بعد دعائك الكريم لي
فلم أفهم مقصودك فيهما..
وشكرا
رد: لو قيل : "استمداد أصول الفقه من الكتاب والسنة واللغة العربية" لكفى.
أخي الحبيب:
أشكر اهتمامك بالجواب وبيان مرادك.
أما علامة: (!!) فالصواب أنها علامة الانفعال، وتأتي فيما يصاحبه انفعال، وتختص بالطلب إلا الاستفهام؛ لاختصاصه بالعلامة: (؟)؛ فتدخل العلامة: (!) على التعجُّب وغيرِهِ منَ الانفعالات؛ كالدعاء والتمنِّي والرجاء، ولذلك فالصواب أنها علامةَ الانفعال، لا التعجب؛ لعدم اختصاصها بالتعجُّب؛ إلا على ما اشتهر عند الناس اليوم، وهو خطأ شائع، وحاشاك منَ الزَّلَل * في القول والعمل!!
رد: لو قيل : "استمداد أصول الفقه من الكتاب والسنة واللغة العربية" لكفى.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الشهري
فيستثنى "علم أصول الدين" وهو معرفة الله وما يليق به وما لا يليق ، وصدق الرسول ونحو ذلك ، لأن هذه أيضاً مردها إلى الأدلة السمعية (الكتاب والسنة)
المراد أخي الكريم باستمداد أصول الفقه من أصول الدين : أن أصول الفقه مستمد منه بسبب توقف الأدلة الشرعية على معرفة الباري وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهذه كما ترى لا تتوقف على الأدلة السمعية حتى يقال بأنها مستمدة من الوحيين .
وبهذا تكون عبارة استمداد أصول الفقه من أصول الدين صحيحة , وذلك لتوقف الخوض في مباحث هذا على استقرار مباحث ذاك .
والله أعلم .
رد: لو قيل : "استمداد أصول الفقه من الكتاب والسنة واللغة العربية" لكفى.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الشهري
وأما من يجعل الفقه مما يستمد منه فحجة من قال بذلك هي التمثيل من خلال الفروع ، وهذه حجة ضعيفة ، لأن التمثيل غير الاستمداد لإنشاء أصل محايد يحكم نظر الجميع
الظاهر من كلام أهل العلم في هذا أن المقصود باستمداد أصول الفقه من الفقه : أن الفقه مجموع الأحكام التي نزل بها الوحي , والأصولي لولا هذه الأحكام لما بحث في تقعيد قواعد الاستنباط , فهو "أعني أصول الفقه" من هذه الجهة فرع عن نزول الأحكام الشرعية . وليس بمستغرب أن يتأثر الشيء بآخر ثم يعود عليه بالتأثير . ألا ترى أخي الكريم أن "الخلاف" أثرٌ عن وجود الاجتهاد ثم أتى العلماء بعد ذلك فألفوا في "مراعات المجتهد للخلاف" , فأثر الاجتهاد في الخلاف من جهة الوجود , ثم أثر الخلاف في الاجتهاد من جهة الصفة .
هذا من جهة , ومن جهة أخرى فإن مادة الشيء التي بها قوامه تكون أصلا لاستمداده من حيث أنه لولاها لما وجد . ألا ترى أنه لاوجود لأصول الفقه كعلم قبل نزول الأحكام ...؟
وأخيرا فإن أصول الشيء لاتخرج عنه , ألا ترى أن أصول الدين من الدين , وأركان الإسلام من الإسلام , فكذا أصول الفقه من الفقه , وبالتالي فكما أن أصول الدين مستمدة من الدين , فكذا أصول الفقه مستمدة من الفقه ولا فرق .
والله من وراء القصد .
رد: لو قيل : "استمداد أصول الفقه من الكتاب والسنة واللغة العربية" لكفى.
...فائدة...
قال الشاطبي رحمه الله:"في الأدلة على التفصيل وهي : الكتاب ، والسنة ، والإجماع ، والرأي ولما كان الكتاب والسنة هما الأصل لما سواهما ; اقتصرنا على النظر فيهما . وأيضا ; فإن في أثناء الكتاب [*] كثيرا مما يفتقر إليه الناظر في غيرهما ، مع أن الأصوليين تكفلوا بما عداهما كما تكفلوا بهما ; فرأينا السكوت عن الكلام في الإجماع والرأي ، والاقتصار على الكتاب والسنة ، والله المستعان".
(الموافقات: جـ4، ص 143، تحقيق مشهور)
= = = = = = = = = = = = = =
[*] رجح الشيخ دراز رحمه الله وجود سقط هنا هو كلمة "والسنة"، وهو الأقرب فيما يظهر من السياق.