الاستجابة لضغط الواقع ليس أمراً مذموماً على كل حال.
كثيراً ما نسمع من يريد ذم بعض العلماء بـعبارة "...هؤلاء استجابوا لضغط الواقع" أو "..هؤلاء غيروا مواقفهم تأثراً بضغط الواقع" ، ولكن لنقف مع هذا التعبير وقفة ، فـ "ضغط الواقع" قد يكون ضرورة تبيح محظوراً ، وقد يكون حاجة ترفع كراهة ، وقد يكون مفسدة تزال قبل مصلحة تجلب ، وقد يكون واجباً حقه التأخير أو الإلغاء لتعيُّن واجب أوجب منه ، أو مشقة تجلب التيسير ، ومن قواعد الفقهاء: إذا ضاق الأمر اتسع ، الخ.
الخلاصة : الاستجابة لضغط الواقع ليس تصرفاً معيباً أو مذموماً لذاته ، بل قد يتعين على الجماعات والأفراد كل بحسبه.
رد: الاستجابة لضغط الواقع ليس أمراً مذموماً على كل حال.
جزاكم الله خيرا يا أستاذنا
يا ليت قومي يعلمون
رد: الاستجابة لضغط الواقع ليس أمراً مذموماً على كل حال.
أما الاستجابة بمعنى قول الباطل..فلاشك أنه مذموم مطلقا
وأما السكوت..فقد يكون مباحا في أحوال معينة
لكنّ تقريرك لهذه القاعدة وفي هذا الوقت
ليس حسنا..فالأصل في العلماء أنهم يبلغون الحق..
وتتفاوت مقاماتهم في الرفعة بقدر ذلك
وقد رأينا في هذه الأزمة مراتبهم..
فالمتكلم لم ينل غير العزة..
وأستغرب من أخي أمجد موافقتك
مع أنه في وسط الحدث
وحسبنا الله ونعم الوكيل
على الضعف الذي أصابنا
وأظن أننا بحاجة لتقوية الإيمان بالقدر..
فضعف الإيمان به أدى إلى النكوص والخوف
ولاشك أن الجرأة في الحق سبب من الأسباب
ووسيلة من وسائل النصرة المأمور بها شرعا
ولن يصيب العالم إلا ما كتب الله له..
ولا نعني به التهور المذموم..
الذي لا يستقيم مع سياق الحدث ومقامه
والعلماء ثلاثة
عالم رباني..فهذا لا يستجيب إلا مع نداء الله
عالم سلطان..فهذا مع السلطان في جهة الغرب وإن كان الشرع في جهة الشرق
وعالم جمهور..فهو مع تحسس مايطلبه المستمعون!
فالثاني والثالث يستجيبان لضغط الواقع..
وأحيانا بلا ضغط
رد: الاستجابة لضغط الواقع ليس أمراً مذموماً على كل حال.
أعتقد أن هذا الاستدراك فيه تكلف وظلم وجور، وتجاهل لمقصود أهل العلم من هذا الاصطلاح، فإلقاء مثل هذه الاستدراكات المحتجة بمدخل لغوي على مقولاتٍ لها دلالاتها الاصطلاحية الخاصة عند أصحابها؛ فيه تجنٍ ظاهر.
لأن مثل هذا الاستدراك يوحي بأن أهل العلم الذين يستخدمون هذا المصطلح قد بغوا واعتدوا على أحكام الضرورات والحاجات والمصالح المعتبرة!
فهذا الاستدراك هو نظير من تقول له: الدعوة لرفض التراث مذمومة، فيقول لك: هذا الكلام ليس على إطلاقه، بل التراث الباطل مرفوض!
وكأن أهل العلم يدعون لتبني تراث المعتزلة والرافضة!
أو من تقول له: الدعوة لتغريب المجتمع مرفوضة، فيقول لك: هذا الكلام ليس على إطلاقه، بل النافع في النتاج الغربي يجب الاستفادة منه!
وكأن أهل العلم يدعون لرفض النتاج الغربي جملة وتفصيلاً بلا تمييز بين الحق والباطل!
أو من تقول له: يجب التمسك بالنصوص، فيقول لك: هذا الكلام ليس على إطلاقه، بل يجب مراعاة مقاصد الشريعة!
وكأن أهل العلم الذين يدعون للتمسك بالنصوص يعنون إلغاء مقاصد الشريعة!
أو كمن تقول له: إن تعطيل الصفات مذموم، فيقول لك: هذه القاعدة ليست على إطلاقها، بل تعطيل صفات النقص محمود!
وكأن أهل العلم يدعون لإثبات صفات النقص!
وجوهر الغلط في مثل هذه الاستدراكات أنها تهدر استخلاص معنى الاصطلاحات من العرف والسياق، وتحاسبها على أساس تمحلات في المدخل اللغوي لهذه العبارات!
فمفهوم (الاستجابة لضغوط الواقع) تؤخذ دلالته إما من العرف، أو سياق المتكلم به.
والعرف بين أهل العلم، وسياق من يستخدمه من أهل العلم: يريدون به معنى واضحاً وهو:
تبديل الشريعة بسبب الضغوط الثقافية للحضارة الغربية.
ولذلك فمن يستخدم هذا المفهوم من أهل العلم يقررون بصراحة ووضوح أحكام الضرورة، والحاجة، والمشقة تجلب التيسير، وربط الوجوب بحسب الإمكان، وقاعدة الأمثل فالأمثل، ومراعاة المصلحة الشرعية المعتبرة، وفقه التدرج، ونحوها من القواعد ذات الصلة.
فلامعنى لاستدراك مثل هذه الأحكام على أهل العلم الذين يقرون بها.
ولذلك فهذا الاستدراك اللفظي أرى أنه في غير محله لدلالاته الضمنية المتجنية على أهل العلم.
والله أعلم،،
رد: الاستجابة لضغط الواقع ليس أمراً مذموماً على كل حال.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الشهري
كثيراً ما نسمع من يريد ذم بعض العلماء بـعبارة "...هؤلاء استجابوا لضغط الواقع" أو "..هؤلاء غيروا مواقفهم تأثراً بضغط الواقع" ، ولكن لنقف مع هذا التعبير وقفة ، فـ "ضغط الواقع" قد يكون ضرورة تبيح محظوراً ، وقد يكون حاجة ترفع كراهة ، وقد يكون مفسدة تزال قبل مصلحة تجلب ، وقد يكون واجباً حقه التأخير أو الإلغاء لتعيُّن واجب أوجب منه ، أو مشقة تجلب التيسير ، ومن قواعد الفقهاء: إذا ضاق الأمر اتسع ، الخ.
الخلاصة : الاستجابة لضغط الواقع ليس تصرفاً معيباً أو مذموماً لذاته ، بل قد يتعين على الجماعات والأفراد كل بحسبه.
هنا نشم رائحة من يتمرّس بأمّهات الكتب و المنهجية العلمية ... لا منهجية الثقافة الإسلامية المعاصرة ..! و كم و كم نحتاج اليوم إلى هذه العقلية التي تخبيء تحتها بالضرورة النفس التي تبحث عن فلاحها بالتزكية .
بارك الله فيكم .
رد: الاستجابة لضغط الواقع ليس أمراً مذموماً على كل حال.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أشعث الساقة
أعتقد أن هذا الاستدراك فيه تكلف وظلم وجور، وتجاهل لمقصود أهل العلم من هذا الاصطلاح، فإلقاء مثل هذه الاستدراكات المحتجة بمدخل لغوي على مقولاتٍ لها دلالاتها الاصطلاحية الخاصة عند أصحابها؛ فيه تجنٍ ظاهر.
لأن مثل هذا الاستدراك يوحي بأن أهل العلم الذين يستخدمون هذا المصطلح قد بغوا واعتدوا على أحكام الضرورات والحاجات والمصالح المعتبرة!
فهذا الاستدراك هو نظير من تقول له: الدعوة لرفض التراث مذمومة، فيقول لك: هذا الكلام ليس على إطلاقه، بل التراث الباطل مرفوض!
وكأن أهل العلم يدعون لتبني تراث المعتزلة والرافضة!
أو من تقول له: الدعوة لتغريب المجتمع مرفوضة، فيقول لك: هذا الكلام ليس على إطلاقه، بل النافع في النتاج الغربي يجب الاستفادة منه!
وكأن أهل العلم يدعون لرفض النتاج الغربي جملة وتفصيلاً بلا تمييز بين الحق والباطل!
أو من تقول له: يجب التمسك بالنصوص، فيقول لك: هذا الكلام ليس على إطلاقه، بل يجب مراعاة مقاصد الشريعة!
وكأن أهل العلم الذين يدعون للتمسك بالنصوص يعنون إلغاء مقاصد الشريعة!
أو كمن تقول له: إن تعطيل الصفات مذموم، فيقول لك: هذه القاعدة ليست على إطلاقها، بل تعطيل صفات النقص محمود!
وكأن أهل العلم يدعون لإثبات صفات النقص!
وجوهر الغلط في مثل هذه الاستدراكات أنها تهدر استخلاص معنى الاصطلاحات من العرف والسياق، وتحاسبها على أساس تمحلات في المدخل اللغوي لهذه العبارات!
فمفهوم (الاستجابة لضغوط الواقع) تؤخذ دلالته إما من العرف، أو سياق المتكلم به.
والعرف بين أهل العلم، وسياق من يستخدمه من أهل العلم: يريدون به معنى واضحاً وهو:
تبديل الشريعة بسبب الضغوط الثقافية للحضارة الغربية.
ولذلك فمن يستخدم هذا المفهوم من أهل العلم يقررون بصراحة ووضوح أحكام الضرورة، والحاجة، والمشقة تجلب التيسير، وربط الوجوب بحسب الإمكان، وقاعدة الأمثل فالأمثل، ومراعاة المصلحة الشرعية المعتبرة، وفقه التدرج، ونحوها من القواعد ذات الصلة.
فلامعنى لاستدراك مثل هذه الأحكام على أهل العلم الذين يقرون بها.
ولذلك فهذا الاستدراك اللفظي أرى أنه في غير محله لدلالاته الضمنية المتجنية على أهل العلم.
والله أعلم،،
ما أحسن هذا الفهم! بارك الله لك في نظرك وفهمك أيها الفاضل ..
ولعله أن يقال أن هذه العبارة ان أطلقت على عالم لم يرد بها الا المذمة، والاتهام بمخالفة الحق والموقف الشرعي الصحيح، لعلة اعتبرها هو مع كونها لا يصح اعتبار مثلها في مثل تلك الأحوال.. فلا يقال لمن أعمل أصول الفقه الصحيح وراعى المصالح والمفاسد اجتهادا سائغا وترجيحا معتبرا = أنه خضع لضغط الواقع! والله أعلم.
رد: الاستجابة لضغط الواقع ليس أمراً مذموماً على كل حال.
اشكركم على ما تفضلتم به.
عبارة "ضغط الواقع" عبارة لها اصطلاح يكاد يكون متفق عليه ، وسياق معروف ترد فيه ، وهو سياق الذم لمن بدّل أو غيّر، هذا صحيح ، ولكن المشكلة فيمن يُشهر هذا العبارة كسيف مصلت على رقاب كل من غيّر أو بدّل ، استغلالاً للقوة الضمنية للعبارة ، والعوام بالذات يتأثرون تلقائياً ، ولا يكادون يمحصون عند الإطلاق ، وليس الحديث عن الذي يغير ويبدل فيما لا يقبل التغيير والتبديل ، لا ، فهنا التجني متحقق كما ذكر الأخ أشعث ، وإنما حديثي عمّن توسع في استعمال هذه العبارة ، حتى أضحت شبكة منتشرة مترامية الأطراف ، إذا رُميت في الفضاء وقعت على كل من غير موقفه أو تراجع عن قوله ، وليس كل من غير موقفه أو تراجع عن قوله مستحق للذم. ولذلك لا ينبغي ترك العبارة بلا توضيح أو قيد ، حتى لا تصبح اصطلاحات الناس - مع مرور الوقت - في قوة اصطلاحات الشارع ، فينخدع الناس ، ولذلك ردة فعل الناس تختلف من شخص لآخر عند سماع هذه العبارة ، فبعضهم عندما يسمعها يعتقد أن من قيلت فيه قد نافق ، أو تعلمن ، أو تحرر ، والبعض الآخر يظن أن من قيلت فيه قليل البضاعة من العلم الشرعي ، ضعيف النفس ، إمعة ، فينصرف الناس - خاصة العامي - عن الاستفادة من ذلك الشخص وإن كان عالماً بحق ، والأمر في حقيقته ليس إلا سلطة العبارة ، لا حقيقة الحال بالفعل. ولذلك تجد علماء اللغة اللذين يدرسون أثر اللغة الاجتماعي ، يتحدثون عما يسمى بـ "سلطة اللغة" و "لغة السلطة" ، فعبارتنا هنا (...ضغط الواقع) هي عبارة اكتسبت سلطتها من خلال العرف والاستعمال ، والتساهل في إطلاق مثل هذه العبارات يؤدي إلى مفاسد ، لأن سلطتها كامنة فيها ، لا يفطن الناس في الغالب إلى أثرها الخفي ، أما "لغة السلطة" فهي العبارة التي تكتسب قوتها ليس من ذاتها وإنما من قوة قائلها ، وهذه خارجة عن موضوعنا ، يمكن أن تناقش استقلالاً.
رد: الاستجابة لضغط الواقع ليس أمراً مذموماً على كل حال.
كمثال عملي على ما أردت ، أنا شخصياً لم أعد أقبل هذه العبارة كمسلّمة حكمية ، حتى ولو قيلت من عالم أو طالب علم ، فقد كثر التراشق بها ، كغيرها من العبارات الدارجة ، بل أقف وأسأل : ما مرادك بذلك ؟ وهل هذا الذي ذكرت اجتهاد اخطأ فيه فلان أم استجابة غير مقبولة (فعلاً) لضغط لا مسوّغ له (فعلاً) ؟
وتجد اليوم من يحكم على من أفتى بجواز المظاهرات بأنه استجاب لضغط الواقع...وهذا قد يكون صحيحاً من جهة التصرف العملي الظاهر، ولا مشكلة هنا ، ولكن هل يلزم من ذلك اهدار اجتهاده العلمي وتفريغه من مشروعيته ، أو ذم المفتي والتشنيع على حقه في البحث والنظر؟ هنا الإشكال.
رد: الاستجابة لضغط الواقع ليس أمراً مذموماً على كل حال.
اقتباس:
والعرف بين أهل العلم، وسياق من يستخدمه من أهل العلم: يريدون به معنى واضحاً وهو:
تبديل الشريعة بسبب الضغوط الثقافية للحضارة الغربية.
معاذ الله أن يكون هذا هو مراد الكاتب ولعلي إخواننا الذين اعترضوا فهموا هذا وما شابهه من كلام الكاتب وليس كذلك
اقتباس:
ولذلك فمن يستخدم هذا المفهوم من أهل العلم يقررون بصراحة ووضوح أحكام الضرورة، والحاجة، والمشقة تجلب التيسير، وربط الوجوب بحسب الإمكان، وقاعدة الأمثل فالأمثل، ومراعاة المصلحة الشرعية المعتبرة، وفقه التدرج، ونحوها من القواعد ذات الصلة.
هذا الذي فهمته من كلام الأستاذ عبدالله
رد: الاستجابة لضغط الواقع ليس أمراً مذموماً على كل حال.
على كل حال، الأئمة العظام والعلماء الكبار ما كانوا لينالوا ما نالوا من علو ومكانة في القلوب لولا اشتهارهم بعدم الرضوخ لأمر الواقع (المعوج).
كان الإمام أحمد ساعة تعذيبه يسمع من أخيه البويطي تلميذ الإمام الشافعي الذي جره الهمج بالسلاسل في الصحاري كان يسمع منه قولته المشهورة: "اصبر يا إمام وتجلد فإن الناس تسمع منك ولا تسمع مني." أو كما قال. القصة مذكورة في سير الأعلام النبلاء.
وتكلم ابن المديني في مسألة فلم يسمعوا منه وقالوا له (فيما معناه) نريد أن نستوثق من الإمام أحمد، فبكى ابن المديني وقال: صبر أحمد على الحديد ولم أصبر!
وهذا ابن تيمية وصدعه بالحق في قضية تكفير التتار حتى لا ينخدع الناس بكلام من انتسب إلى العلم زاعما أن التتار اخوانا لنا في الدين. فبين رحمه الله حقيقة معتقد التتار ونواياهم ومرجعهم الطاغوتي الياسق.
ولا يجوز تأخير البيان عند وقت الحاجة في حق النبي (ص)
والعلماء ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
قد سكت الإمام أحمد وعلماء السلف عن مسائل لا تضر كعدم الإنكار على السلاطين زخرفتهم للمساجد، ذكر ذلك ابن رجب الحنبلي.
لكن تخيلوا لو سكت الإمام أحمد عن البدعة الكفرية القائلة بخلق القرآن ماذا كان سيحدث ـ والله حافظ دينه مهما كان ـ
ولنا في عالمنا المعاصر الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ فقد أحبه الناس بصدعه للحق وكان لا يخشى في الله لومة لائم.
والعلماء ثلاثة:
ـ عالم ملة (العالم الرباني، كثر الله من أمثالهم)
ـ عالم أمة (على حسب مذاق الجماهير)
ـ عالم سلطان (بدون تعليق)
رد: الاستجابة لضغط الواقع ليس أمراً مذموماً على كل حال.
على كل حال..لا نقبل منكم هذا التمييع وإن بدا بصورة التأصيل
ونعجب والله من أناس لهم باع جيد في العلم يطلقون هذه العبارات
وهو من حيل إبليس لتسويغ السكوت عن مقامات الحق
بحجة ضغط الواقع..
والخلاصة أن هذه العبارة مدلولها سيء
فسوقها بهذا الأسلوب ثم تخريج الأمر على أنهم معذورون
لايخلو من تشويه لحقيقة مهمة العالم الرباني..
ولهذا لا تتعجب إذا صار قائل هذا الكلام عالما متبعا
أن يجد لنفسه ألف مخرج في الركون لهذه الاستجابة..
بحجة كذا وكذا..
وعلى فرض التسليم بصحة المقولة في بعض الوجوه
فمجرد عرضها هكذا ليس من فقه الدعوة في شيء
وحسبنا الله ونعم الوكيل
ولكن يقال من فقه السياسة الشرعية
التي لا تتعارض مع إظهار الحق خشية
فلان وفلان..
أن يسكت العالم عن شيء لا لأنه مضغوط عليه
وخائف من الصدع بالحق في مقام البيان
بل لأن السكوت فيه مصلحة أكبر
كما في الصحيحين"لولا أن قومك حديث عهد بكفر، لهدمت الكعبة، ولجعلتها على قواعد إبراهيم. " من حديث
عائشة رضي الله عنها
رد: الاستجابة لضغط الواقع ليس أمراً مذموماً على كل حال.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أشعث الساقة
أعتقد أن هذا الاستدراك فيه تكلف وظلم وجور، وتجاهل لمقصود أهل العلم من هذا الاصطلاح، فإلقاء مثل هذه الاستدراكات المحتجة بمدخل لغوي على مقولاتٍ لها دلالاتها الاصطلاحية الخاصة عند أصحابها؛ فيه تجنٍ ظاهر.
مصداق كلامك أخي - وإن كنت أعني بموضوعي شيئاً آخر - ما ذكره ابن القيم رحمه الله في الصواعق (1/ 384-385)، يقول :
(( فصل القسم الثاني:
ما هو ظاهر في مراد المتكلم ولكنه يقبل التأويل
فهذا ينظر في وروده فإن أطرد استعماله على وجه واحد استحال تأويله بم يخالف ظاهره لأن التأويل إنما يكون لموضع جاء نادرا خارجا عن نظائره منفردا عنها فيؤول حتى يرد إلى نظائره وتأويل هذا غير ممتنع لأنه إذا عرف من عادة المتكلم بإطراد كلامه في توارد استعماله معنى ألفه المخاطب فإذا جاء موضع يخالفه رده السامع بما عهد من عرف المخاطب إلى عادته المطردة هذا هو المعقول في الأذهان والفطر وعند كافة العقلاء)).
وإنما أيدت كلامك بهذا النقل المهم لأني أوافقك من حيث المبدأ على ما ذكرت ، ولكني أخالفك في فهمك لمرادي على وجه التعيين ، وقد بينت ما أردت سابقاً.