مساحة الحرية في العقل المسلم المعاصر - (مقال يصلح مادة للنقاش)
مساحة الحرية في العقل المسلم المعاصر
التاريخ: 18-12-1429 هـ
الموضوع: قضية للنقاش
عبد العزيز كحيل
الحرية هي تلك القيمة الإنسانية العليا التي تعني أن للإنسان قدرة على الاختيار في مجال الأفكار والأفعال مقرونة بتحمل مسؤولية ذلك الاختيار في الدنيا والآخرة، وقد ضمن القرآن الكريم حرية العقيدة "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنّا أعتدنا للكافرين ناراً ..." و قد أصل بهذا لما هو أقل خطورة من الاعتقاد الديني كحرية الفكر والتعبير والإبداع.
ولا يكون الإنسان إنساناً ولا صاحب دين إلا بالحرية، لذلك تناولها الفلاسفة والمفكرون بالبحث قديما وحديثا وتغنى بها الشعراء وضحّى من أجلها الأحرار، لكن المتفحص لأدبيات المسلمين عامة وكثير من الحركات الإسلامية في العصر الحديث خاصة يكاد يصدم بمقاربتهم للحرية التي تتراوح بين اللامبالاة والنظرة الانتقائية والإتهام، ذلك أنهم لم يتناولوها كقيمة إنسانية وشرعية كبرى وإنما كمعنى وافد مع الغزو الفكري يبطن مواجهة الدين وتفكيك عراه... هكذا جهلوا حقيقة الحرية فعادوها، وهذا من الغرائب: أن يعادي قوم قيمة هم أفقد الناس لها وأشدهم حاجة إليها ، وموقفنا هذا ليس حكماً قيميّاً مجردا بل هو خلاصة دراسة علمية واقعية تبين المساحة التي تحظى بها الحرية في العقل المسلم المعاصر، ويبدو ذلك جلياً على عدة مستويات:
1_ على المستوى العلمي: من المتفق عليه بين علماء الأصول والمقاصد أن الأصل في الأشياء والأفعال الحل والإباحة وذلك بناء على آيات وأحاديث تفوق العد كقول الله تعالى "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا"-"فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثن وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة"-"هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا"
ومع ذلك فإننا نجد أكثر علماء العصر يقدمون الضوابط على الحوافز ويبالغون في الأخذ بالأحوط من الأقوال ويعملون قاعدة سد الذرائع بمبالغة واضحة انتصاراً للنصوص على حساب الأشخاص، كل هذا خوفاً من الحرية التي تجلب في نظرهم أنواعاً من السوء والفساد، ومن أوضح الأمثلة على هذا المسلك قضية المرأة، فقد شددوا من الضوابط التي تحكم تحركها ونشاطها إلى درجة أدت إلى إلغاء دورها الاجتماعي وأدائها الحضاري من الناحية النظرية على الأقل.
كما أن مسألة المصلحة مثال واضح آخر، فرغم الجمود الذي مر به الفقه الإسلامي عدة قرون بسبب النصوصية المجحفة والذي تصدى له علماء كبار ومدارس تجديدية نشطة بإحياء الأصول المهملة كالمصالح المرسلة إلا أن طبقة كبيرة من الفقهاء تتوجس من المصلحة وتحيطها بألف سياج وتضع لها من الضوابط ما يكاد يلغي اعتبارها في الواقع، والأخذ بالمصلحة معناه الاعتماد على الحرية والانطلاق معها في تيسير حياة الناس بدرء ما يضرهم وجلب ما ينفعهم خاصة في منطقة العفو المعروفة في التشريع الإسلامي من غير أن يعني ذلك بالضرورة مصادمة النصوص الشرعية أو مجاراة الأهواء... ففي مجال الاجتهاد نرى أن الحرية متهمة بالتصريح حيناً وبالممارسة في أكثر الأحيان رغم حاجة الفقه الإسلامي المعاصر الماسة إلى تحفيز الذهن ليتجرأ على البحث والنظر لإمداد واقع المسلمين بالحلول الشرعية الأصيلة باعتماد القياس والاستصلاح إلى حد كبير أي إلى إشاعة الحرية في المجال العلمي الاجتهادي المتشبع بالإطار الفلسفي الصلب الذي تمثله أصول الفقه مع تطعيمه بالمرونة المناسبة لتشعب الحياة وتعقيدها... وهذه الحرية المنشودة أمر آخر غير ما يتذرع به بعض "الحداثيين" الذين يتلاعبون بأحكام الدين باسم اجتهاد لا يملكون أدواته ولا يؤمنون بخلفيته الفكرية (الوحي) وإنما يريدون به تطويع الإسلام للنظريات الغريبة.
2_ على المستوى الفكري والعقدي: يتوجس معظم المسلمين خيفة من معاني حرية الاعتقاد والفكر لأنه يغلب على ظنهم أنها ستفضي إلى الفوضى الدينية وانتشار العقائد الفاسدة والإلحاد وتهديد أسس التوحيد، والواقع أن التخوف ليس من الحرية ولكن من استعمالها استعمالاً مغرضاً، وهذا شيء منفصل عنها وليس بالضرورة ملازماً لها، وهذا القرآن الكريم يؤسس بجلاء لحرية العقيدة كما في آية سورة الكهف التي ذكرناها في أول المقال وكما في آية البقرة "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي"، فالحرية تقود إلى الرشد وأما الغي فهو سعي من النفوس الخسيسة التي يجب أن تربى أو هو تآمر فكري أو استعماري يجب أن يقاوم بالأساليب المناسبة من طرف المجتمع والدولة والأمة، وهذا صلح الحديبية يمكن تلخيصه في شيء واحد هو إشاعة الحرية وقد دل الواقع أنه كان في صالح المسلمين لأن أجواء الحرية جلبت الناس إلى الدين ولم تسجل حالة ردة واحدة، والخوف في العصر الحاضر من الردة خوف مشروع بسبب ضعف البنية الإسلامية وشراسة الهجمة المعادية، غير أن الارتداد عن الإسلام ليس ظاهرة اجتماعية إطلاقاً وإنما يقتصر الأمر على حالات فردية تفرحنا أكثر مما تسوؤنا لأنها تنفي عن ساحتنا الخبث والنفاق، كما أن الأخذ بمبادئ حرية الفكر والعقيدة في إطار الثقافة العالمية السائدة لن يكون إلا في صالح الإسلام إذا أحسنا عرضه والحجاج بأدلته ونصوصه وتاريخه وخاطبنا العقل المعاصر بأدواته من منطق قرآني يستند إلى آيات الكون والأنفس وينظر في سنن الله في الإنسان والمجتمعات والطبيعة وضمنا للمخاطبين حرية البحث وأسسنا مناخ الحجة والمجادلة العلمية وابتعدنا نهائيا عن النظرة الفوقية والأحادية في التعامل معهم "وجادلهم بالتي هي أحسن"، ورغم مجهودات طيبة في هذا الاتجاه فإن العقل المسلم المعاصر مازال في حاجة إلى تأصيل للحرية في مجال الاعتقاد والفكر.
3_ على المستوى السياسي: ألقت هذه النظرة التقليصية للحرية الفكرية والعقدية بظلالها على الرؤية السياسية عند أصحاب المرجعية الإسلامية فتلمس من الأدبيات والتصريحات والممارسة العملية أن حرية النشاط السياسي لا يصلح أن تتاح للاتجاهات المناوئة للإسلام في البلاد الإسلامية وتنحصر بالتالي في الإسلاميين وحدهم، وهي نفس الرؤية التي اعتمدتها الفلسفات الشمولية والأنظمة الاستبدادية مهما اختلفت مرجعياتها الإيديولوجية والتي تسحب من الحرية معناها وجوهرها، وهو القدرة على الاختيار بين طرق شتى، وبدل تقزيم الحرية السياسية يجب على العقل المسلم أن يجتهد في حسن عرض الإسلام ليقبل عليه أكبر عدد ممكن من المسلمين أنفسهم باعتباره عقيدة وشريعة ومنهجاً للحياة يتناول شؤون الدنيا والآخرة، أي ينبغي أن نجدد ونجوّد آليات الخطاب الإسلامي عقليا وعاطفيا ونتحمل مسؤولياتنا في حال النجاح والإخفاق بدل محاولة تصفية الخصوم بالإٍرهاب الفكري ليخلو لنا الجو فنفرض آراءنا برضا الناس أو بغير رضاهم... تماماً كما تفعل الأنظمة الدكتاتورية التي تسلطت على المسلمين وغيرهم.
4_ على المستوى الحركي: للتنظيمات الإسلامية الحركية إيجابيات لا ينكرها منصف تتمثل أساساً في استمرارية الدعوة إلى الله التي تخلت عنها الدولة القومية وفي حفظ الشخصية الإسلامية من خلال الحضور في ساحات المطالبة بعودة الحكم الإسلامي وإشاعة القيم والأخلاق والمناداة بالحل الإسلامي.
لكن هذا المستوى لم يسلم هو الآخر من التضييق على الحرية نظرياً وعمليا، وهذا واضح في التركيز الشديد على الجندية والانضباط فحدث التهيب من المبادرة واتسع مدى السلبية عند الأفراد مهما كان مستواهم الذهني والسلوكي وتقلصت مساحة الإقدام والجرأة والمبادرة وتضخمت صفوف الجندية على حساب صفوف القيادة، وكان من نتائج ذلك انحسار ممارسة الشورى رغم إقرار مبدئها في اللوائح لأن العمل بالشورى يقتضي حتما التحرك بحرية في إطار الضوابط الشرعية وحدها أما عندما توجد القيود النفسية أو التنظيمية فإن الشورى لا تعدو أن تكون صورية كتلك التي سماها الفقهاء "الشورى المعلمة" في مقابل "الشورى الملزمة" التي يقدر عليها من لديه الحرية ليقول لا، أما الذي لا يستطيع إلا أن يقول نعم فقط سقط في العبودية لغير الله بشكل من الأشكال، ولذلك ينبغي أن تطعم الحركات الإسلامية وقواعدها بجرعات أقوى من الحرية لتوفر القادة وأهل الحل والعقد والمفكرين والمجتهدين، بل وحتى الجنود (أي الأتباع) لا بد أن يذوقوا في تكوينهم وعملها طعم الحرية التي أتاحها الله تعالى لعباده جميعا، ولهم قدوة في هدهد سليمان وهو الجندي الصغير الذي كان إيجابيا وبادر واستكشف وكان سبباً في دخول ملكة سبأ الإسلام.
خلاصة
يجب أن نعترف أن العقل المسلم المعاصر استفاد من التحديات الفكرية العالمية ومن ضغوط الواقع فنقد نفسه وراجع وصحح على كل المستويات التي ذكرنا، لكن أمامه أشواطا طويلة لا بد أن يقطعها ليعيد للحرية معياريتها كما حددتها المرجعية الإسلامية ومارستها الأجيال المزكاة، ثم إن العناية بهذه القيمة الكبرى تجعل الإسلاميين يضمون إلى صفهم ولو ظرفياً وتدريجيا كثيرا من الأطراف التي تعاني من الظلم والاضطهاد والاستبداد، وهذا يصب في صالح الإسلام والإنسانية كلها، وهو ما ينبغي أن تنص عليه البرامج السياسية للأحزاب الإسلامية وتشيعه أدبيات العاملين للإسلام.
بقي أن نؤكد مخالفتنا لقول القائل: "إن بابا إذا فتح دخله مع الرجل الصالح الواحد عشرون فاسدون جدير بأن يبقى مغلقاً"، لأن باب الحرية فتحه الله وهو جدير إن أحسنا التصرف فيه أن يحول الفاسدين إلى صالحين، وصدق الله القائل "أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين".
المصدر : موقع الشهاب
http://www.chihab.net/modules.php?na...print&sid=2090
رد: مساحة الحرية في العقل المسلم المعاصر - (مقال يصلح مادة للنقاش)
بارك الله فيك
لم أقرأ المقال بعد، ولي عود لذلك فيما بعد ان شاء الله
ولكن قد لفت نظري قيد في عنوان المقال، قوله (المعاصر)! وهذا نوعا ما ينبئني بوجهة الكاتب ..
والحق أن مساحة الحرية في العقل المسلم المعاصر، ان كان منضبطا بالمنهج الحق، فانها لا فرق بينها وبين مساحة الحرية في عقل الصحابي والتابعي ومن تبعهم في سائر عصور المسلمين .. المساحة التي لا يتجاوزها الا صاحب هوً أو بدعة .. فمن ظن أن زماننا هذا قد أصبح فيه من الخصائص والمقومات ما يزيد من تلك المساحة لزوما عما كان عليه الحال في القرون الفاضلة، فقد أهلك نفسه!!
رد: مساحة الحرية في العقل المسلم المعاصر - (مقال يصلح مادة للنقاش)
أغلب ما فى المقال انا سمعته من علماء السلفيين
قال الدكتور عبد الكريم بكار ان القون الاولى المفضلة كان تعدد المذاهب والافكار فيها عدد لم يوجد فى زمن الى الان انتهى
ولاشك ان العقل المسلم المعاصر مشوه ولما لا وهو تربية الاعلام الحكومى وهو العقل الذى التزم بالدين فاما أن يلتزم بجد ويغير عقله كل حسب علمه وقدراته الذهنية واما أن يتسبب فى أن الناس تسئ بسببه الظن بهذا الدين العظيم
رد: مساحة الحرية في العقل المسلم المعاصر - (مقال يصلح مادة للنقاش)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء
بارك الله فيك
لم أقرأ المقال بعد، ولي عود لذلك فيما بعد ان شاء الله
ولكن قد لفت نظري قيد في عنوان المقال، قوله (المعاصر)! وهذا نوعا ما ينبئني بوجهة الكاتب ..
والحق أن مساحة الحرية في العقل المسلم المعاصر، ان كان منضبطا بالمنهج الحق، فانها لا فرق بينها وبين مساحة الحرية في عقل الصحابي والتابعي ومن تبعهم في سائر عصور المسلمين .. المساحة التي لا يتجاوزها الا صاحب هوً أو بدعة .. فمن ظن أن زماننا هذا قد أصبح فيه من الخصائص والمقومات ما يزيد من تلك المساحة لزوما عما كان عليه الحال في القرون الفاضلة، فقد أهلك نفسه!!
جزاك الله خيرا. ولعل وجهة الكاتب تتبين بشكل أفضل بعد قراءة المقال كاملاً. وأما القول باختلاف الملكات الأساسية والمنطلقات الفكرية الضرورية للخلف عن تلك التي للسلف ، فلا يقرره الكاتب ، ولكنه توجه موجود لا ننكره ، رسخته الداروينية التطورية التي ترى أن الأجيال البشرية تتطور من حالة بدائية ساذجة إلى حالة ناضجة ، او مرحلة كمال وتمام ، وهذه من مغالطات التاريخ الكبيرة التي انطلت على كثير من الناس ، مسلمين وكافرين.
رد: مساحة الحرية في العقل المسلم المعاصر - (مقال يصلح مادة للنقاش)
الحمد لله وحده
أما بعد ..ففيما يلي مناقشتي المتواضعة للمقال، أبدأ بالتحليل التفصيلي، ثم أردف ذلك إن يسر الله وأعان، بالنقد الاجمالي في تعقيب آخر ان يسر الله وأعان .. والله لموفق الى السداد والرشد.
يقول كاتب المقال:
الحرية هي تلك القيمة الإنسانية العليا التي تعني أن للإنسان قدرة على الاختيار في مجال الأفكار والأفعال مقرونة بتحمل مسؤولية ذلك الاختيار في الدنيا والآخرة، وقد ضمن القرآن الكريم حرية العقيدة "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنّا أعتدنا للكافرين ناراً ..." و قد أصل بهذا لما هو أقل خطورة من الاعتقاد الديني كحرية الفكر والتعبير والإبداع.
[color="red"]قلت: قول الكاتب "القيمة الانسانية العليا" فيه نظر، فالقيمة العليا هي ولا شك الخضوع لأمر الخالق وإرادته، والحرية انما جعلت في الانسان لتحقيق مناط الجزاء من ثواب أو عقاب إزاء موقفه من تلك القيمة العليا التي خلق من أجلها، ولحمل مسؤولية الأمانة، فمن قام بتلك الأمانة حق قيامها كانت حريته خيرا في حقه، ومن تخلف عن ذلك كانت له مذمة![/color]
ولا يكون الإنسان إنساناً ولا صاحب دين إلا بالحرية، لذلك تناولها الفلاسفة والمفكرون بالبحث قديما وحديثا وتغنى بها الشعراء وضحّى من أجلها الأحرار، لكن المتفحص لأدبيات المسلمين عامة وكثير من الحركات الإسلامية في العصر الحديث خاصة يكاد يصدم بمقاربتهم للحرية التي تتراوح بين اللامبالاة والنظرة الانتقائية والإتهام، ذلك أنهم لم يتناولوها كقيمة إنسانية وشرعية كبرى وإنما كمعنى وافد مع الغزو الفكري يبطن مواجهة الدين وتفكيك عراه... هكذا جهلوا حقيقة الحرية فعادوها،
قلت: الذي يراه المراقب المنصف لأدبيات الصحوة، يجد أن ما يحاربه الدعاة بعامة في زماننا هذا ليس هو مطلق الحرية التي هي الحق الرباني للبشر والذي به تتعلق حقيقة التكليف، كيف ذا وهي جبلة بني آدم جميعا؟؟ انما يحاربون تلك الفكرة الوافدة والتي تنزع الحرية من هذا السياق الشرعي لتجعلها في سياق علماني كفري فوضوي أصبحت تحاصرنا ريحه العفنة في كل مكان!! الحرية المذمومة هي حرية الجهلاء والسفهاء، وأولئك المفتونين والمنهزمين الذين يتذبذبون في نظرهم في دين ربهم تحت ضغط الحقوقيين والديمقراطيين وأضرابهم! أما تلك الحرية التي انضبطت بضوابط الشرع المطهر وتحددت بحدوده، فهذه لا يعارضها ولا ينفيها الا جاهل!
فقول الكاتب ههنا يشعر القارئ - وان لم يكن هذا هو مراد الكاتب - بأن الغالب على ساحة الدعوة في زماننا هو الغلو في الجهة المقابلة للانفكاك والتحلل، أي بتقييد الخلق بما لم يقيدهم به ربهم! وهذا اطلاق غير سائغ!
ولا ريب أنا لا نرتضي منه اطلاقه صفة الجهل بمعن الحرية وحقيقتها على ما قدم وصفه بأنه (أدبيات المسلمين عامة)! ان القدرة على تدقيق العبارة وتقديرها بالقدر الصحيح بلا افراط ولا تفريط = نعمة من الله لا يحرمها الا محروم! وحري بكل من يمسك القلم ليتكلم في دين الله أن يبذل قصارى وسعه في تحقيق وتدقيق ما يكتب، لأن المسؤولية يوم السؤال كبيرة! وما أكثر ما نتهاون في رقمه وكتابته من المعاني المجملة والألفاظ غير المحررة، دون تمعن وترو منا، والتي لو عرض مثلها على صحابي لجمع له أهل بدر!!
وهذا من الغرائب: أن يعادي قوم قيمة هم أفقد الناس لها وأشدهم حاجة إليها ،
قلت: هذا بناء على الاجمال السابق، وهو لاحق به، وآفة التعميم السابق تتكشف ثمرتها فيه!
ولا أفهم حقيقة ماذا يقصد بقوله أنهم أفقد الناس لها؟؟؟
وموقفنا هذا ليس حكماً قيميّاً مجردا بل هو خلاصة دراسة علمية واقعية تبين المساحة التي تحظى بها الحرية في العقل المسلم المعاصر، ويبدو ذلك جلياً على عدة مستويات:
1_ على المستوى العلمي: من المتفق عليه بين علماء الأصول والمقاصد أن الأصل في الأشياء والأفعال الحل والإباحة وذلك بناء على آيات وأحاديث تفوق العد كقول الله تعالى "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا"-"فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثن وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة"-"هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا"
قلت: هذا كلام يفتقر الى الدقة العلمية .. فهناك خلاف - وان كان ضعيفا - حول الأصل في الأشياء، هل هو الحل أو الحرمة، والراجح هو هذا القول ..
أما ادخاله آية النكاح في أدلة هذه القاعدة فغير صحيح! لأن الأصل في الأبضاع المنع والتحريم وليس الإباحة، والتعديد هنا بهذه الصيغة انما هو من باب الامتنان والتفضل من الله تبارك وتعالى!
ومع ذلك فإننا نجد أكثر علماء العصر يقدمون الضوابط على الحوافز ويبالغون في الأخذ بالأحوط من الأقوال ويعملون قاعدة سد الذرائع بمبالغة واضحة انتصاراً للنصوص على حساب الأشخاص،
قلت: هذا خلط مبين!! نعم المبالغة في الأخذ بالأحوط ليست من شيم الفقهاء الراسخين، ولكن الأخذ بالأحوط قول من أقوال اختلف فيها العلماء عند عدم ظهور القول الراجح للناظر في المسائل الخلافية، فمنهم من يميل الى الأحوط والأشد لأنه أسلم، وهي مدرسة ابن عمر رضي الله عنه، ومنهم من يميل الى الأيسر لأنه أقرب الى روح التشريع، وهي مدرسة ابن عباس رضي الله عنهما، ومنهم من يرجح قول الجمهور لأن كثرة القائلين به قد تكون قرينة على صحته، والكلام في ذلك يطول!
أما إعمال قاعدة سد الذرائع فاجتهاد قد يصيب فيه المجتهد أو يخطئ وهو مأجور على أي حال، وان كان في المسألة خلاف قوي، فليسع الناس ما وسعه هو ومخالفه فيها ولا إشكال، والمصلحة الراجحة على أي حال تفتح السد عند رجحانها، فما علاقة ذلك كله بالحرية التي هي حق الإنسان والتي هي "القيمة الكبرى" و .... ؟؟؟؟
أما قوله (انتصارا للنصوص على حساب الأشخاص) فما هذا بكلام طلبة علم قط!!
فالنصوص ليست في صراع مع الأشخاص الا الكفار والمنافقين!! ولا يقول رجل يعي ما يقول: "أن فلانا من أهل العلم قد انتصر "للنص" على حساب المستفتي"!! فان كان يقصد ضيق النظر في فهم النص - مثلا - والغفلة عن الأحوال الملابسة للمستفتي، فما هكذا يعبر عن هذا المعنى!!
كل هذا خوفاً من الحرية التي تجلب في نظرهم أنواعاً من السوء والفساد، ومن أوضح الأمثلة على هذا المسلك قضية المرأة، فقد شددوا من الضوابط التي تحكم تحركها ونشاطها إلى درجة أدت إلى إلغاء دورها الاجتماعي وأدائها الحضاري من الناحية النظرية على الأقل.
قلت: ها قد جاء بيت القصيد!! وهو والله ما أنبأني به عنوان المقال من قبل أن أقرأه!
المرأة يا كاتب هذا الكلام ليس لها "قضية" اليوم إلا تآمر الكفار والمنافقين عليها في زماننا!!
(إلغاء دورها الإجتماعي وأدائها الحضري .... )
ما أذم الكلام المبهم العائم المطاط!!! أبغض الأشياء إلي قلبي والله، بعد الباطل الصريح!!
هل دورها الإجتماعي الذي خلقها الله من أجله أن تصبح مذيعة في التلفاز مثلا، أو تقابل وفود رجال الأعمال، أو تجالس الكافرات في نوادي الرويترز، أو تحضر المهرجانات ونحوها من بضاعة قوم سفهاء، تعمل كما يعملون حذو القذة بالقذة، فلا تمنع من شيء من ذلك، مخافة أن يُلغى "دورها الإجتماعي"؟؟؟ أي دور إجتماعي هذا الذي يخافون من إلغائه؟؟؟ المرأة هي الأم والبيت والسكنى وهي بذلك قلب المجتمع النابض أصلا وإن لم تخرج من بيتها أبدا!! فما هو فهم كاتب المقال يا ترى لطبيعة هذا الدور (الإجتماعي)؟؟؟
والأداء (الحضري) ما هذا الاصطلاح؟ ما معناه؟؟؟
سبحانك ربي!! ألم يكن في مجتمع الصحابة والتابعين وتابعيهم (حضر) وصناعات أيضا وأنشطة (اجتماعية) و(أداءات حضارية) ونحو ذلك، مما يعمل فيه الناس في سائر المجتمعات في سائر الأزمان؟؟؟؟ فانظر - ان أردت الدين حقا - كيف كانت ضوابطها في زمان الأولين من الصحابة والتابعين فهي هي التي يجب أن تكون عليها في زماننا!! وضوابط حريتها في زمن المسلم المتقدم هي هي ذات الضوابط الواجبة في زمن المسلم المعاصر ولا فرق!!! والا فما الذي جد حتى أصبح فهمنا معاشر المسلمين لضوابط حركة المرأة ونشاطها في الشرع، مما يوصف بأنه (قضية)؟؟؟؟
ثم يقال لنا أنكم تخافون من الحريات أكثر مما ينبغي وتشددون وتسدون ذرائع ليس حقها أن تنسد ؟؟؟؟
كما أن مسألة المصلحة مثال واضح آخر، فرغم الجمود الذي مر به الفقه الإسلامي عدة قرون بسبب النصوصية المجحفة
قلت: خطأ! نعم مرت عصور جمود لا ينكرها من قرأ تاريخ مدارس الفقه في بلاد المسلمين، ولكنه جمود تقليد وغلو في التمذهب، وليس فيما تسميه أنت (النصوصية)!!! فما أحوجنا إلى أن يتعلم كل من يجترئ على الكتابة في قضايا الدين كيف يضبط مصطلحاته!!!
والذي تصدى له علماء كبار ومدارس تجديدية نشطة بإحياء الأصول المهملة كالمصالح المرسلة
قلت: لعل القارئ عند هذا الحد يفهم أي فئة من (المجددين) يتكلم عنها الكاتب!
إلا أن طبقة كبيرة من الفقهاء تتوجس من المصلحة
قلت: آية أخرى على الخلط الإصطلاحي وقلة التدقيق!! تتوجس من (المصلحة)؟؟؟ هكذا؟؟؟ ليسوا بفقهاء اذا أصلا هؤلاء!!
وتحيطها بألف سياج وتضع لها من الضوابط ما يكاد يلغي اعتبارها في الواقع،
قلت: قرأت من أمثال هذه المقالات الكثير، ولم أجد في أكثرها الا عبارات التعميم النظري الأرعن، الذي لا يقف على ساق من دليل شرعي معتبر!! فهلا شيء من التدليل أو ضرب المثل تفضلا أيها الكاتب حتى يفهم الناس نوع تلك الضوابط النظرية التي تكرهها؟؟؟ سبحان الله! والله لقد أصبح الكلام في أصول الفقه كالكلام في السياسة تماما = صنعة من لا صنعة له، ولا حول ولا قوة الا بالله!!!
والأخذ بالمصلحة معناه الاعتماد على الحرية والانطلاق معها
قلت: تأمل معنى الأخذ بالمصلحة عنده!!
في تيسير حياة الناس بدرء ما يضرهم وجلب ما ينفعهم خاصة في منطقة العفو المعروفة في التشريع الإسلامي من غير أن يعني ذلك بالضرورة مصادمة النصوص الشرعية أو مجاراة الأهواء...
قلت: وكل يدعي وصلا بليلى ..
ففي مجال الاجتهاد نرى أن الحرية متهمة بالتصريح حيناً وبالممارسة في أكثر الأحيان رغم حاجة الفقه الإسلامي المعاصر الماسة إلى تحفيز الذهن ليتجرأ على البحث والنظر
قلت: خاب وخسر هذا المتجرئ إن لم يكن أهلا لأن يتجرأ!!! نسأل الله العافية، ونعوذ به من القول عليه بغير علم!
لإمداد واقع المسلمين بالحلول الشرعية الأصيلة باعتماد القياس والاستصلاح إلى حد كبير أي إلى إشاعة الحرية في المجال العلمي الاجتهادي
قلت: سبحان الله! ومن يا عبد الله من أهل العلم هو ذاك الذي له أن يمنعك من الإجتهاد إن كنت أهلا له بحق؟؟؟ تأهل للكلام أولا ثم تكلم، تجد من طلبة الحق المخلصين كل أذن صاغية وقلب واع!
المتشبع بالإطار الفلسفي الصلب الذي تمثله أصول الفقه مع تطعيمه بالمرونة المناسبة لتشعب الحياة وتعقيدها...
قلت: أكاد أجزم والله بأن كاتب هذا الكلام لا يعي ما الضوابط الشرعية الصحيحة التي بها يتحقق هذا الذي يطلقه إنشاءا كأشبه ما يكون بكلام الأدباء والصحافيين!!! من أين يا ترى يأتي هذا التطعيم (بالمرونة)؟؟؟ وما مدى فهمك لأصول الفقه كما ورثها أهل العلم حتى ترى أنها تحتاج إلى من يطعمها بالمرونة؟؟؟؟
وهذه الحرية المنشودة أمر آخر غير ما يتذرع به بعض "الحداثيين" الذين يتلاعبون بأحكام الدين باسم اجتهاد لا يملكون أدواته ولا يؤمنون بخلفيته الفكرية (الوحي) وإنما يريدون به تطويع الإسلام للنظريات الغريبة.
2_ على المستوى الفكري والعقدي: يتوجس معظم المسلمين خيفة من معاني حرية الاعتقاد والفكر لأنه يغلب على ظنهم أنها ستفضي إلى الفوضى الدينية وانتشار العقائد الفاسدة والإلحاد وتهديد أسس التوحيد، والواقع أن التخوف ليس من الحرية ولكن من استعمالها استعمالاً مغرضاً، وهذا شيء منفصل عنها وليس بالضرورة ملازماً لها، وهذا القرآن الكريم يؤسس بجلاء لحرية العقيدة كما في آية سورة الكهف التي ذكرناها في أول المقال وكما في آية البقرة "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي"،
قلت: أليس استعمالها استعمالا مغرضا أو مفسدا، يوجب فرض القيود عليها لمنع ذلك الفساد؟؟؟ فإن تاملت في هذا، تبين لك تناقض كلامك!!
فالحرية تقود إلى الرشد وأما الغي فهو سعي من النفوس الخسيسة التي يجب أن تربى أو هو تآمر فكري أو استعماري يجب أن يقاوم بالأساليب المناسبة من طرف المجتمع والدولة والأمة،
قلت: تعميم آخر فاسد! الحرية باطلاقها لا تقود إلى الرشد!! بل ان تجردت من الضوابط الصحيحة الحكيمة ضوابط السنة المطهرة، فلن تقود الا الى الهاوية، ولن تكون الا الغي بعينه! وأنا أعجب من قوم يتشدقون بالحرية المسؤولة، ثم يصفون من يريد أن يضع لها ضوابطها التي لا تكون رشيدة ولا مسؤولة الا بها = بأنهم متشددون يضيعون تلك الحرية نفسها، ويضيقون في غير محل للتضييق!! فأي حرية هي هذا المفهوم اللزج الذي يروجون له!!
وأقول للكاتب أن مقاومة الفكر الإستعماري لن تأتي الا بمنعه من نيل تلك الحرية التي يحلم هو بها، والتي يروج لها أذنابه!!
وهذا صلح الحديبية يمكن تلخيصه في شيء واحد هو إشاعة الحرية
قلت: صلح الحديبية عندك يتلخص في اشاعة (الحرية)؟؟؟ سبحان الله! في أي حال كان المسلمون يوم وقعوا على هذا الصلح يا من تطالب بالنظر الأشمل للأحوال والمصالح والمفاسد؟ وماذا صنع المسلمون بكفار قريش بعد أن أمكنهم الله منهم ورفع راية التوحيد على تلك الأرض؟؟ هل ظل العهد على أن من يأخذونه هم من المسلمين لا يرجعونه، ومن يأخذه المسلمون من المشركين يرجعونه الى قريش؟
يتكلمون عن صلح الحديبية وكأنه تقرير نهائي لدستور الأمة، ثم يعاتبون مخالفيهم بما يتوهمونه بأنه عزل للنصوص عن سياقها!! ما أشد تناقضكم!
وقد دل الواقع أنه كان في صالح المسلمين لأن أجواء الحرية جلبت الناس إلى الدين ولم تسجل حالة ردة واحدة،
قلت: هذه الأجواء التي تتكلم عنها والتي خدمت الدعوة يشهد التاريخ بها في كل أحوال الأمة مع من يعيشون في عهد وذمة فيها، فهو عام في كل عهد لها مع الكفار لا في صلح الحديبية بالذات! والا فما قولك في حرب الردة في زمان أبي بكر رضي الله عنه؟؟ هل دل ظهور الردة في زمان أبي بكر وموقفه الحازم منها على أن "الحرية" التي تتكلم أنت فيها تكفلها أجواء صلح الحديبية ولا يكفلها جو اقامة حد الردة تحت لواء الخلافة ومقاتلة المرتدين؟؟ أخشى أن هذا هو لازم كلامك! ويعضد هذا اللزوم ما يلي في كلامك:
والخوف في العصر الحاضر من الردة خوف مشروع بسبب ضعف البنية الإسلامية وشراسة الهجمة المعادية، غير أن الارتداد عن الإسلام ليس ظاهرة اجتماعية إطلاقاً وإنما يقتصر الأمر على حالات فردية تفرحنا أكثر مما تسوؤنا لأنها تنفي عن ساحتنا الخبث والنفاق،
قلت: اذا فأنت تشجع القول باسقاط حد الردة، لأنه في نظرك يشجع على الخبث والنفاق!!!!! لعله قد تبين الآن طبيعة الحرية التي يطالب الكاتب بها!!
كما أن الأخذ بمبادئ حرية الفكر والعقيدة في إطار الثقافة العالمية السائدة لن يكون إلا في صالح الإسلام إذا أحسنا عرضه والحجاج بأدلته ونصوصه وتاريخه وخاطبنا العقل المعاصر بأدواته من منطق قرآني يستند إلى آيات الكون والأنفس وينظر في سنن الله في الإنسان والمجتمعات والطبيعة وضمنا للمخاطبين حرية البحث وأسسنا مناخ الحجة والمجادلة العلمية وابتعدنا نهائيا عن النظرة الفوقية والأحادية في التعامل معهم "وجادلهم بالتي هي أحسن"، ورغم مجهودات طيبة في هذا الاتجاه فإن العقل المسلم المعاصر مازال في حاجة إلى تأصيل للحرية في مجال الاعتقاد والفكر.
قلت: سبحان الله! فما ظنك يا كاتب المقال بالطريق الذي كان به الأولون يدعون الى دين الاسلام وينشرونه؟؟؟ وما ظنك في جهاد الطلب وفتح البلدان وغزوها، هل كان ينعدم معه في تصورك العمل بقوله تعالى ((وجادلهم بالتي هي أحسن))؟؟ هذا هو تصورهم والله! وأكاد أجزم بأنك لو سألت هذا الكاتب - هداه الله - عن مسألة نشر الاسلام بالسيف لنفى، ولادعى أن السيف لم يكن الا للدغاع عن النفس، كما يحلو للضعاف المنهزمين أن يرددوا!!
بل يجب أن تنظر الى الآخر باستعلاء، فأنت على حق تتيقن منه ولا تشك فيه طرفة عين!! وهو على باطل يمرضه ويهلكه!! ولكن عند الخطاب والمجادلة والدعوة يكون النظر في الأصلح والأجرى لهدايته، وهذا ما يدرج بحسب الحاجة من الابتسامة الرقيقة الى قتال الجيوش بالسيف والسنان!!
أما كلامك عن الحال في تلك البلاد في زماننا، فنعم لا شك أننا نستفيد دعويا مما تغيرت اليه الأجواء في العالم اذ أصبحت البلاد تمنع بل وتحرم كل قيد من أي نوع على أي أحد مهما قال ومهما أظهر من اعتقاد، ولكن ميز يا هذا الكاتب بين استغلال هذا الواقع عند الآخر من قبل دعاة الحق، وبين دعوة من يريد استنساخ هذا الحال الخبيث الذي عندهم، في أمتنا نحن، أمة الحق!! فحريتهم هذه ليست محمودة أبدا وان كانت في صالح من يحسن استغلالها هناك!!
3_ على المستوى السياسي: ألقت هذه النظرة التقليصية للحرية الفكرية والعقدية بظلالها على الرؤية السياسية عند أصحاب المرجعية الإسلامية
قلت: عجبا من صيغة الكلام هنا!! يتكلم عن (أصحاب المرجعية الاسلامية) وكأنه خارج عنهم!!!
فتلمس من الأدبيات والتصريحات والممارسة العملية أن حرية النشاط السياسي لا يصلح أن تتاح للاتجاهات المناوئة للإسلام في البلاد الإسلامية وتنحصر بالتالي في الإسلاميين وحدهم، وهي نفس الرؤية التي اعتمدتها الفلسفات الشمولية والأنظمة الاستبدادية مهما اختلفت مرجعياتها الإيديولوجية والتي تسحب من الحرية معناها وجوهرها، وهو القدرة على الاختيار بين طرق شتى،
قلت: اما أن هذا الرجل لا يعي ما يقول، أو أنه في مصيبة كبرى في أمر دينه!! نسأل الله العافية!! حاصل هذا الكلام أنه يدعو الأمة لأن تفتح الباب لأصحاب (الاتجاهات المناوئة للاسلام) لأن تكون لها أحزاب وتأثير في السلطة وصناعة القرار في الأمة!! فسحقا لهذه الحرية التي تدعو اليها يا هذا الكاتب ثم سحقا والله!! يشجع على ذلك ويطالب به، لأنه - عنده - من الحرية المطلوبة النافعة التي تجلب المصلحة للمسلمين!! لماذا.؟ لأن المسلم حينئذ ستكون له الحرية في ان يختار ما يصلح له، اما (الاسلامي) أو (غير الاسلامي)!!!!! فتأملوا يا أولو الألباب!!
وبدل تقزيم الحرية السياسية يجب على العقل المسلم أن يجتهد في حسن عرض الإسلام ليقبل عليه أكبر عدد ممكن من المسلمين أنفسهم باعتباره عقيدة وشريعة ومنهجاً للحياة يتناول شؤون الدنيا والآخرة،
قلت: خلط وحيدة عن محل البحث لا علاقة لها أصلا بما يدعو إليه!!! فبغض النظر عن نمط حكم وسياسة المسلمين في بلادهم، فان هذا الذي يذكره يجب على المسلمين في كل حال!!
أي ينبغي أن نجدد ونجوّد آليات الخطاب الإسلامي عقليا وعاطفيا ونتحمل مسؤولياتنا في حال النجاح والإخفاق بدل محاولة تصفية الخصوم بالإٍرهاب الفكري ليخلو لنا الجو فنفرض آراءنا برضا الناس أو بغير رضاهم... تماماً كما تفعل الأنظمة الدكتاتورية التي تسلطت على المسلمين وغيرهم.
قلت: وكيف نفعل هذا برأيك؟ أن نقول للكفار والعلمانيين: تعالوا الى بلادنا وأنشئوا فيها أحزابا وفرقا سياسية وغير سياسية، واحكمونا في بلادنا بكفركم ان شئتم، وان انتهت ارادة الشعب المسلم "الحرة" الى تلك النهاية؟؟؟؟؟ الله أكبر!!
صدقت! نحن حقا لا نفهم الحرية، ونشدد فيما لا يصح التشديد فيه!!
4_ على المستوى الحركي: للتنظيمات الإسلامية الحركية إيجابيات لا ينكرها منصف تتمثل أساساً في استمرارية الدعوة إلى الله التي تخلت عنها الدولة القومية وفي حفظ الشخصية الإسلامية من خلال الحضور في ساحات المطالبة بعودة الحكم الإسلامي وإشاعة القيم والأخلاق والمناداة بالحل الإسلامي.
قلت: أنا الآن يحق لي أن أتساءل: ما هي حقيقة هذا الحل الاسلامي في نظرك يا كاتب المقال، وما هي طبيعة ذلك الحكم وكيف يكون في تصورك؟؟؟
لكن هذا المستوى لم يسلم هو الآخر من التضييق على الحرية نظرياً وعمليا، وهذا واضح في التركيز الشديد على الجندية والانضباط فحدث التهيب من المبادرة واتسع مدى السلبية عند الأفراد مهما كان مستواهم الذهني والسلوكي وتقلصت مساحة الإقدام والجرأة والمبادرة وتضخمت صفوف الجندية على حساب صفوف القيادة، وكان من نتائج ذلك انحسار ممارسة الشورى رغم إقرار مبدئها في اللوائح لأن العمل بالشورى يقتضي حتما التحرك بحرية في إطار الضوابط الشرعية وحدها أما عندما توجد القيود النفسية أو التنظيمية فإن الشورى لا تعدو أن تكون صورية كتلك التي سماها الفقهاء "الشورى المعلمة" في مقابل "الشورى الملزمة" التي يقدر عليها من لديه الحرية ليقول لا، أما الذي لا يستطيع إلا أن يقول نعم فقط سقط في العبودية لغير الله بشكل من الأشكال، ولذلك ينبغي أن تطعم الحركات الإسلامية وقواعدها بجرعات أقوى من الحرية لتوفر القادة وأهل الحل والعقد والمفكرين والمجتهدين، بل وحتى الجنود (أي الأتباع) لا بد أن يذوقوا في تكوينهم وعملها طعم الحرية التي أتاحها الله تعالى لعباده جميعا، ولهم قدوة في هدهد سليمان وهو الجندي الصغير الذي كان إيجابيا وبادر واستكشف وكان سبباً في دخول ملكة سبأ الإسلام.
قلت: الحركات الاسلامية المعاصرة ليست كلها على هذا القالب الذي يتكلم عنه الكاتب! وحتى لو كانت كذلك، فالشورى الاسلامية الصحيحة انما هي لأهل الحل والعقد فقط، كل أهل أمر في أمرهم، ولا يؤثر في صحتها كثرة الأتباع الذين لا يملكون أن يقولوا (لا)!! ونحن لا نقول للمسلمين كونوا مقلدين، ولكن نقول لهم ليلزم كل منكم قدره ومكانه، ولا يتجاوز حجمه، ولا يتكلم فيما لا يحسن ولا ينازع الأمر أهله ... ولا يكون الجمع على راية بدعية ولا على عصبية جاهلية .. فان هم فعلوا، كانوا على ما كان عليه الصحابة والتابعون، وكانت حريتهم كحرية هؤلاء: حرية منضبطة حكيمة، تضع كل رجل في مكانه الصحيح!!
أما بدعيات ومخالفات كثير من الجماعات وجهالات قادتها، فلا يوافقهم أهل العلم عليها بل ينكرونها أشد الانكار، ولا دخل لذلك بقضية الحرية! والواقع في طاعة واتباع أي جماعة من تلك الجماعات وقياداتها على ما يشترطونه من سلب المرء لعقله وحريته والطاعة العمياء لقوم لا خلاق لهم بعلم ولا فقه، هذا لو رجع الى العلماء الربانيين لنهوه عن ذلك حتما، لا لأنهم يطلبون منه الطاعة، فالطاعة في المعروف واجبة لكل من ولي أمرا من أمور المسلمين، ولكن لأنهم يأمرونه بما فيه فساد دينه، فلا يحل له أن يقلدهم أو أن يطيعهم!!
فهذا المسكين الذي جند نفسه في أمثال تلك الجماعات غير المنضبطة هو الذي اختار لنفسه هذا الخضوع التام لقيادات وثق فيها ثقة عمياء وكأن الأمة قد أجمعت على مشروعية ما تبوأته تلك القيادات وما انتهجته من مناهج وأقوال وأفعال!! وقد كان حرا في ذلك الاختيار ابتداءا، ولكنها حرية على جهالة، حرية عمياء، أدت به الى فساد أمره! ولو أنه راجع أهل العلم الربانيين لدلوه ولبصروه بما يصون له دينه من تقليد من ليس حقهم أن يقلدوا واتباع من ليس الخير في اتباعهم!!!
خلاصة
يجب أن نعترف أن العقل المسلم المعاصر استفاد من التحديات الفكرية العالمية ومن ضغوط الواقع فنقد نفسه
قلت: بل لو قلت: "فنقض نفسه" لكان أقرب! وكلامك يشهد عليك!! وأنا لا أنفي استفادة المسلم مما عند الآخرين من أفكار وآراء، ولكن لو أنه كان غاية حظه من العلم بأصول الفقه ومن مطالعة ما عند الآخرين، أن يأتينا بمثل ما جئت أنت به يا كاتب هذا المقال، فحري به أن يبحث عن مجال آخر ينفع فيه المسلمين غير الكلام في قضاياهم الكبرى بكلام يضيع الدين ويفسد الدنيا، ولا حول ولا قوة الا بالله!
وراجع وصحح على كل المستويات التي ذكرنا، لكن أمامه أشواطا طويلة لا بد أن يقطعها ليعيد للحرية معياريتها كما حددتها المرجعية الإسلامية ومارستها الأجيال المزكاة،
قلت: ما أسهل أن ينسب كل صاحب فكرة فكرته الى الأجيال المزكاة، ويطلق الدعاوى العريضة والتنظير والتقعيد العام ويقول أنه يدعو الى العودة الى فهم السلف، وأنه ضد الحداثيين وأنه يرفض عبث أهل الأهواء بالتشريع وكذا، حتى اذا ما وضعته في محك التمثيل على كلامه وتوضيح حقيقة ما يقصد، تبين لك مثل ما تبين لنا من دعوى هذا الكاتب هداه الله وأصلحه!
ثم إن العناية بهذه القيمة الكبرى تجعل الإسلاميين يضمون إلى صفهم ولو ظرفياً وتدريجيا كثيرا من الأطراف التي تعاني من الظلم والاضطهاد والاستبداد، وهذا يصب في صالح الإسلام والإنسانية كلها، وهو ما ينبغي أن تنص عليه البرامج السياسية للأحزاب الإسلامية وتشيعه أدبيات العاملين للإسلام.
قلت: ها نحن نعود الى الكلام العريض والانشاء المرسل الذي لو وقفت ودققت في قصد كاتبه من كل كلمة فيه لوجدته هباءا منثورا!! هل فهمت أيها القارئ الكريم ما هو هذا الذي يصب - بزعمه - في صالح الاسلام والانسانية؟؟ أن يضم (الاسلاميون) الى صفوفهم كثيرا من الأطراف التي تعاني من كذا وكذا ولو (ظرفيا).. فلا أنت تفهم من يقصد بالاسلاميين ابتداءا، ولا معنى الضم الى الصفوف، (هل يعني الاقرار على الباطل والموالاة عليه، أم مجرد التعاون في حدود المصلحة الشرعية الصحيحة التي يرجحها الشرع لا الهوى) ولا تفهم معنى ظرفيا، هل يعني الاشتراك في المكان مثلا أم ماذا؟؟ ولا تفهم معنى تدريجيا، يعني هل يبدأ الأمر بمجرد التعاون الظاهري لينتهي باذابة سائر الفواصل بين المسلمين وغيرهم، مثلا؟؟؟
تنص البرامج السياسية للأحزاب الاسلامية على أي شيء؟؟ على ادخال النصارى - مثلا - أعضاءا فيها؟؟ وهل في الاسلام فرق بين (الاسلاميين) و(المسلمين) أم أنها مصطلحات حادثة فيها ما فيها؟؟ وهل هناك أصلا ما يجزو أن يسمى بالحزب الاسلامي في مقابل حزب غير اسلامي في بلاد المسلمين؟؟؟
وان فرضنا أن الواقع يقتضي أن نحاول اصلاح ما يمكن اصلاحه، وتلك الأحزاب واقع مفروض علينا، فهل يكون اصلاحها بفتح الباب لكل طائفة غير اسلامية مستضعفة لتنضم اليه على هذا النحو المبهم شديد الابهام الذي يتكلم به الكاتب ويدعي أن فيه مصلحة للاسلام والانسانية؟؟؟
ما هذه الجاهلية ؟؟؟؟؟
سبحان الله!!
كيف يستجيز هؤلاء الكلام في دين الله أصلا؟؟؟ انا لله وانا اليه راجعون!!!
بقي أن نؤكد مخالفتنا لقول القائل: "إن بابا إذا فتح دخله مع الرجل الصالح الواحد عشرون فاسدون جدير بأن يبقى مغلقاً"، لأن باب الحرية فتحه الله وهو جدير إن أحسنا التصرف فيه أن يحول الفاسدين إلى صالحين، وصدق الله القائل "أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين".
قلت والله لو أنه لن يدخل منه ذلك الباب الا قوم هكذا فهمهم للحرية، فلو كان بيدي أمره، لما اكتفيت بقفله وحسب، بل ولبنيت أمامه جدارا من الأسمنت!!!
والله المستعان!
رد: مساحة الحرية في العقل المسلم المعاصر - (مقال يصلح مادة للنقاش)
يا أبو الفداء هذا الكلام
اقتباس:
وحري بكل من يمسك القلم ليتكلم في دين الله أن يبذل قصارى وسعه في تحقيق وتدقيق ما يكتب، لأن المسؤولية يوم السؤال كبيرة!
توجهه لنفسك وأنصحك أن لاتنشغل بمثل تلك القراءات ولا بنقدها
اذا كان أول الدلو دردى فماذا يكون بعد
قرأت اوائل انتقادك وجدته ليس بشئ
ان النقد نوعين نقد داخل دائرة الحق ونقد خارجه
ونقدك خارجه
يعنى انت تنتقد وصفه الحرية بماوصف به بحجة ان هذا الوصف على التعبد لله
وهل هو قال غير ذلك فمن المفترض على قارئ مقاله انه مسلم وانتقادك هذا من أبجديات الاسلام المعلومة بالضرورة ومن المعلوم ان اللغة عامة ولغة الفكر وبعض العلوم خاصة فضفاضة فيستحيل لكل كاتب يكتب يردف كلامه بفقه الكلمة او المصطلح لكن القارئ يفهم ذلك
ولاشك أن كثير جدا من علماء السلفيين ودعاتهم منغلقين فكريا وعندهم أشياء كثيرة جدا من الحمق والبله
ولعلى اقرأ باقى انتقادك
رد: مساحة الحرية في العقل المسلم المعاصر - (مقال يصلح مادة للنقاش)
جزاكم الله خيرا. اشكر للأخ أبي الفداء تجشمه قراءة المقال والتعليق عليه فهذا جهد تشكر عليه. ولكن لدي وقفة مع قولك :
اقتباس:
قلت: قول الكاتب "القيمة الانسانية العليا" فيه نظر، فالقيمة العليا هي ولا شك الخضوع لأمر الخالق وإرادته
ترى أخي الكريم أن الكاتب لم يقل "أعظم قيمة أو أعلى قيمة" وإنما وصف الحرية بكونها "تلك القيمة العليا" ، وهذا تفريق مؤثر - لا سيما مع اسم الإشارة - فهي قيمة عليا لاشك في ذلك ، من ضمن سائر القيم العليا كذلك كالصدق والأمانة ونحو ذلك وهو يشير إلى الحرية بكونها شيئاً ثميناً جداً في حياة البشر ، صنو قول الفاروق رضي الله عنه ((متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا)) ، فقيمة الحرية عليا وليست الأعلى و التي هي العبودية لله ، ولا أظن ان الكاتب سينازع في أن العبودية لله هي أعلى القيم على الإطلاق. هذا بالإضافة إلى ضرورة التفتيش عن المراد بهذا الاصطلاح : "قيمة" أو "قيّم" ، فهو اصطلاح يختلف معناه باختلاف من يتعاطاه أحياناً وقد لا يكفي السياق لاستجلاء معناها بشكل دقيق ، فـ "قيمة" كلمة يستعملها أرباب الاصطلاح الخاص ، فهي تعني شيء في "علم النفس" ، وشيء في "علم الاجتماع" ، وشيء في "علم الرياضيات (!)" ، وشيء "خاص عند المتكلم نفسه" ، وتعرف هذه الخصوصية اللغوية المتفاوتة من شخص لآخر بـ "idiosyncracy" ، أما معناها في علم النفس فيقصد به الحالة الشعورية العميقة التي تدفع الإنسان لفعل شيء ما أو تركه ، وتعني في علم الاجتماع سلّم المعايير الأخلاقية التي يؤمن بها مجمتع من المجتمعات وتتحكم في سلوكه ، وتعني في الرياضيات مالا يخفى عليك. الخلاصة أن النقد قد يتحول إلى عملية سهلة وقد يكون عملية دقيقة بحسب قراءة الإنسان للموضوع وبحسب الذخيرة الفكرية والمعرفية التي ينطلق منها ، وقد وضع لنا شيخ الإسلام قاعدة واقعية تضبط فوضى الاصطلاحات وتقرّب تصور المفاهيم ، حيث قال - رحمه الله - : ((وإن كان المناظر معارضاً للشرع بما يذكره من هذه الألفاظ [1] استفسر عن مراده بذلك ، فإن أراد معنى صحيحاً قبل ، وإن أراد باطلاً رد ، وإن اشتمل على حق وباطل قبل ما فيه من الحق ور الباطل)).
الأخ خالد المرسى - وفقه الله - : لا شك أن النقد أحياناً قد لا يسلم من النقد ، ولنجتنب الاتهامات العائمة و ليطرح كل وجهة نظره في صميم الموضوع بشكل خاص ، حتى نتمرس النقاش الفعال ، وكما ذكرت لكم في عنوان الموضوع : (مقال يصلح مادة للنقاش). = = = = = = = = = = = = = = = =
[1] أي الألفاظ المستحدثة التي لم ترد في الكتاب والسنة. وما أحوجنا لهذه القاعدة النفيسة في غمرة الاصطلاحات المعاصرة ، فكم يحصل من ظلم لقائل أراد حقاً وكم يحصل من تصويب لقائل أراد باطلاً.
رد: مساحة الحرية في العقل المسلم المعاصر - (مقال يصلح مادة للنقاش)
[quote=خالد المرسى;186633]يا أبو الفداء هذا الكلام
توجهه لنفسك
شكر الله لك النصيحة.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد المرسى
وأنصحك أن لاتنشغل بمثل تلك القراءات ولا بنقدها
أما هذه فأنت والله أحق بها! هداني الله واياك الى العلم النافع ..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد المرسى
اذا كان أول الدلو دردى فماذا يكون بعد قرأت اوائل انتقادك وجدته ليس بشئ ...
سبحان الله! يا أخ خالد، هذا الكلام لو قاله لي أكثر أهل العلم توقيرا وأعظمهم منزلة بين علماء المسلمين لطالبته بأن يبين لي بالتفصيل سبب قوله هذا ومحل العطب فيما يرى لأتعلم منه!
وأنا ما تركت كلمة رأيت فيها - في رأيي المتواضع والذي يقع فيه الخطأ ولا شك كسائر بني آدم - اجمالا يحتاج الى تفصيل الا ووقفت عليه، وبينت خطورة ذلك الإجمال بلفظ واضح .. وموقفي في أول المقال من المجملات المحتملة التي فيه، يكشفه تعليقي على الأفكار غير المنضبطة التي ظهرت من الكاتب في آخره، فرفعت عندي الاحتمال وبينت مراده من أكثر ما قاله في أول المقال، أما ما بقي من مجملات محتملة فلا يصح لمن يتكلم في قضية علمية دقيقة كهذه أن يتركه مجملا محتملا لا بيان فيه، الا ان كان يوجه كتابته تلك لقوم علماء - مثلا - بينه وبينهم عهد مسبق لكل شيء يقصده من كلامه فلا حرج، وهذا ليس بواقع لأن المقال منشور على الانترنت!!
فان كنت مناقشا بعلم وأدب فأهلا بك ومرحبا .. أخرج ما تعترض عليه تحديدا وبين سبب اعتراضك وليكن النقاش ...
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد المرسى
ان النقد نوعين نقد داخل دائرة الحق ونقد خارجه
ونقدك خارجه
لا أعرف أحدا من العقلاء يقول على شيء فاسد أنه نوع من أنواع ذلك الشيء، غايته أنه نقد فاسد، لا (نوع من نوعي النقد!!) وعلى أي حال وحتى لا تأتني بكلام واحد من أهل العلم الذين تقلدهم، قسم هذا التقسيم "لأنواع النقد"، فلن أشاححك في التقسيم ..
وأقول حسنا.. قبلت منك رميي بأني خارج دائرة الحق .. فهلا كلفت نفسك تفضلا بإخراج مواطن الفساد من كلامي بوضوح والتعليق عليها بعلم حتى أنتفع وينتفع الناس ؟؟؟؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد المرسى
يعنى انت تنتقد وصفه الحرية بماوصف به بحجة ان هذا الوصف على التعبد لله
هذا هو غاية ما لأجله قلت أن النقد ليس بشيء وأنه خارج دائرة الحق؟ لأني راجعته في تعظيمه للحرية ووضعه اياها في منزلة القيمة العليا عند الانسان؟؟ وهل فهمت من ذلك - هداك الله - أني أحقر من شأن الحرية كقضية فطرية لا يقبل انسان التفريط فيها ؟؟؟؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد المرسى
وهل هو قال غير ذلك فمن المفترض على قارئ مقاله انه مسلم وانتقادك هذا من أبجديات الاسلام المعلومة بالضرورة ومن المعلوم ان اللغة عامة ولغة الفكر وبعض العلوم خاصة فضفاضة فيستحيل لكل كاتب يكتب يردف كلامه بفقه الكلمة او المصطلح لكن القارئ يفهم ذلك
يفهم ذلك ان قرأ المقال الى آخره، فان فعل وتبين له أن الكاتب له زلات لا يمكن السكوت عليها، فانه يحذره وينبهه هو ومن يقرأ له من ضرورة الوقوف على قصده من كل غامض أو (فضفاض) في كلامه!! فهل عندك فيما تعلمته يا أخ خالد من منهج السلف رضي الله عنهم ما به ترد هذا الموقف وتبطله؟؟؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد المرسى
ولاشك أن كثير جدا من علماء السلفيين ودعاتهم منغلقين فكريا وعندهم أشياء كثيرة جدا من الحمق والبله
قلة أدب ورعونة!!! بل الحمق والبله فيمن يقرأ نتفة من أول الكلام ثم يطيش بقلمه ينقده كله وكأنه أكمل قراءته، يتكلم وكأنه علامة الزمان وما عنده من شيء أصلا!!!!!
ليتك لا تتقحم ما لا طاقة لك به يا أخ خالد، وليتك - وهو الأهم - تتعلم كيف تتكلم بأدب مع من تناقشه، فيا أخي السلفية أخلاق وتربية قبل أن تكون علما وتحقيقا .... هداك الله وغفر لك!!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد المرسى
ولعلى اقرأ باقى انتقادك
تأمل!!! بل ليتك لا تفعل والله، خير لنا ولك! .. كفانا هذا القدر الذي نالنا من أذاك.. ونصيحتي لك أنت ألا تقحم نفسك في مثل هذا حتى تستكمل من عدة العلم والنظر ما يؤهلك له، وألا تندفع الى التعليق على كلام لم تقرأ منه الا أوله!!! .. وكونك قد سمعت مثل ما في المقال من علماء سلفيين هذا لا يجعله - لمجرد ذلك - حقا مسلما به، فان كان غاية بضاعتك أنك سمعت مثله من علماء سلفيين، فالى الله المشتكى ممن يتصدون لما لا يحسنون تحت شعار السلفية، ولا حول ولا قوة الا بالله!!
وأنا لما علقت أول تعليق لي وضحت بوضوح أنه تعليق على العنوان فقط وأني لم أقرأه بعد، وقلت أنه ينبئني بما فيه، فلما قرأته كله تبين لي أن ما توقعته صحيح .. وعلمت أني هنا لمناقشة اخواني الأفاضل الذين عندهم من عدة العلم والنظر والدليل ما به تتحقق الفائدة لي ولغيري!! فتوكلت على الله وهممت بتمحيصه ما وسعني ذلك.. فان كنت تحسن القراءة والتعقب على مواضع الخطأ في الكلام، فلتخرج ما عندك، والا فانصرف الى ما ينفعك ولا يضرك .. غفر الله لي ولك!
رد: مساحة الحرية في العقل المسلم المعاصر - (مقال يصلح مادة للنقاش)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الشهري
جزاكم الله خيرا. اشكر للأخ أبي الفداء تجشمه قراءة المقال والتعليق عليه فهذا جهد تشكر عليه. ولكن لدي وقفة مع قولك :
قلت فليتأمل الأخ خالد كيف يكون أدب طلبة العلم في الاعتراض على ما لا يرونه سديدا في كلام من يحسنون الظن بهم! يقول الفاضل (لدي وقفة مع قولك كذا) .. وهو حفظه الله ظني به أنه لم يقف هذه الوقفة الا بعدما فرغ من قراءة النقد كاملا!
شكر الله لكم أيها الفاضل، وأنا هنا والله لأستفيد من أمثالكم ..
وفي الحقيقة أنا لا أنكر أن في المقال تنبيها الى خطورة الغلو في التشديد بغير مساغ، بما قد يؤدي الى اهدار حريات لا قيد للشارع عليها، وهذا ما استشعرته من قولكم بأن ما استشففته من عنوان المقال لن أجده دقيقا أو سيتغير موقفي منه عند قراءته .. ولكن لما قرأته وجدت فيه أمورا لا أرى أنه يصح السكوت عليها، سيما من رجل يتكلم من موقع الباحث الأصولي الذي يضبط تلك الصنعة ويريد أن يقول للناس، أن أصول الفقه والتشريع في ديننا تتسع لكذا وكذا مما ضيقه أصحاب أدبيات الصحوة في زماننا، أو أكثرهم، وأمثال هذه التعميمات غير الحكيمة لا نرتضيها من العلماء وطلبة العلم إن وقعوا فيها، فكيف ممن يظهر بجلاء من كلامه أنه دون ذلك ؟؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الشهري
ترى أخي الكريم أن الكاتب لم يقل "أعظم قيمة أو أعلى قيمة" وإنما وصف الحرية بكونها "تلك القيمة العليا" ، وهذا تفريق مؤثر - لا سيما مع اسم الإشارة - فهي قيمة عليا لاشك في ذلك ، من ضمن سائر القيم العليا كذلك كالصدق والأمانة ونحو ذلك وهو يشير إلى الحرية بكونها شيئاً ثميناً جداً في حياة البشر ،
أحسن الله إليك، ولعلي قد وقعت في شيء من التكلف في هذا التعليق، تبين لي الآن لما تأملت فيما تقول .. وقد حملني عليه ما وجدته في كلامه من مخالفات وضعف في الضبط والتحقيق، شكر الله لكم حسن بيانكم وأدبكم، ونفع المسلمين بكم.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الشهري
صنو قول الفاروق رضي الله عنه ((متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا)) ، فقيمة الحرية عليا وليست الأعلى
نعم، ولعلك تقصد (وليست العليا) (اسم التفضيل المؤنث) بمعنى افرادها بذلك .. ونعم كما تقول قد يخرجه من هذه الدائرة أن وضع اسم الاشارة قبلها.. وعلى كل فالرجل هداه الله غير مدقق وهذا يطفح به مقاله، هداه الله وغفر له..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الشهري
و التي هي العبودية لله ، ولا أظن ان الكاتب سينازع في أن العبودية لله هي أعلى القيم على الإطلاق. هذا بالإضافة إلى ضرورة التفتيش عن المراد بهذا الاصطلاح : "قيمة" أو "قيّم" ، فهو اصطلاح يختلف معناه باختلاف من يتعاطاه أحياناً وقد لا يكفي السياق لاستجلاء معناها بشكل دقيق ، فـ "قيمة" كلمة يستعملها أرباب الاصطلاح الخاص ، فهي تعني شيء في "علم النفس" ، وشيء في "علم الاجتماع" ، وشيء في "علم الرياضيات (!)" ، وشيء "خاص عند المتكلم نفسه"،
بارك الله فيك، لا أخالفك في شيء من هذا .. ولكن ان كان الكلام موجها للعامة، وفي قضية دقيقة كهذه، ألا يتوجب على المتكلم أن يكون أشد تدقيقا في اختيار ألفاظه حتى يتوجه وجهته الصحيحة ولا يوهم خلاف الحق؟! هذا بإجمال، بغض النظر عما اذا كان قد أصاب أو أخطأ في اختيار هذه اللفظة تحديدا في هذا المقام.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الشهري
الخلاصة أن النقد قد يتحول إلى عملية سهلة وقد يكون عملية دقيقة بحسب قراءة الإنسان للموضوع وبحسب الذخيرة الفكرية والمعرفية التي ينطلق منها ، وقد وضع لنا شيخ الإسلام قاعدة واقعية تضبط فوضى الاصطلاحات وتقرّب تصور المفاهيم ، حيث قال - رحمه الله - : ((وإن كان المناظر معارضاً للشرع بما يذكره من هذه الألفاظ [1] استفسر عن مراده بذلك ، فإن أراد معنى صحيحاً قبل ، وإن أراد باطلاً رد ، وإن اشتمل على حق وباطل قبل ما فيه من الحق ور الباطل)).
بارك الله فيك، ووالله ما علقت على أكثر ما علقت عليه من كلام الكاتب الا من هذه البابة، من باب منهج التدقيق في الألفاظ والوقوف على مراد الكاتب منها، ودفع الوجه الفاسد الذي قد يطرأ الى ذهن القارئ، بغض النظر هل هو مراد الكاتب أم لا .. وليت هذا الرد يصل اليه ليعلم أن اجمالاته ومحتملاته تحتاج الى استفصال، وليرى أنه قد جاوز الحق في كثير من مفاهيمه، غفر الله لنا وله.
رد: مساحة الحرية في العقل المسلم المعاصر - (مقال يصلح مادة للنقاش)
طيب أنا أسف ان كنت أغضبتك
لكن ما ترتكن اليه من الدقة فى الالفاظ هذا ليس صحيح فى بعض العلوم ثم من الذى قال لك ان المقال مكتوب للعوام ؟!! المقال مكتوب للمنشغلين بالهم الدعوى ثم هو للنقاش ولابد ان يكون بالفاظ فضفاضة تحتمل لطبيعة النقاش
ثم ان كل كلام قد يحتمل أوجه فاسدة اذا شاء الققارئ حمله على هذا لكن لابد من النظر لديانة ومنهج الكاتب يعنى مثلا القرءان حمال وجوه ممكن انسان يحمل الاية على وجه فاسد لكن ان نظر لباقى القرءان لايسعه الا حمله على الوجه الصحيح
رد: مساحة الحرية في العقل المسلم المعاصر - (مقال يصلح مادة للنقاش)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد المرسى
طيب أنا أسف ان كنت أغضبتك
لكن ما ترتكن اليه من الدقة فى الالفاظ هذا ليس صحيح فى بعض العلوم
؟؟؟؟؟
يا أخي اتق الله! أهو الاعتراض لمجرد الاعتراض ؟؟
ليتك تسمي لنا اذا بعض هذه "العلوم" التي ليس بصحيح "دقة اللفظ" فيها!!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد المرسى
ثم من الذى قال لك ان المقال مكتوب للعوام ؟!! المقال مكتوب للمنشغلين بالهم الدعوى ثم هو للنقاش ولابد ان يكون بالفاظ فضفاضة تحتمل لطبيعة النقاش
"لابد" أن يكون بألفاظ فضفاضة، لأنه مطروح للنقاش ؟؟؟؟؟
يا أخي هل تعي ما تقول؟؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد المرسى
ثم ان كل كلام قد يحتمل أوجه فاسدة اذا شاء القارئ حمله على هذا لكن لابد من النظر لديانة ومنهج الكاتب ......
أنا لا أعرف عن حال الكاتب ومنهجه شيئا، وما حكمت على شخصه، وانما تكلمت على ما بين يدي من كلامه .. فان كنت تعرف عنه شيئا فليتك تتحفنا به!!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد المرسى
يعنى مثلا القرءان حمال وجوه ممكن انسان يحمل الاية على وجه فاسد لكن ان نظر لباقى القرءان لايسعه الا حمله على الوجه الصحيح
لا يوجد كلام يخلو من الاشتباه ... ولو أني وجدت محكما أحمل عليه متشابه كلامه لحملته!! بل وجدت كلاما لم أجد له تصريفا إلا على وجه فاسد يجب تصويبه ورده!! فان رأيت أنت لما اعترضتُ عليه من كلامه تأويلا آخر تجيزه اللغة، فأرناه نتناقش فيه، ولكن لا تخرجه إلا ومعه من كلامه في ذات المقال أو في غيره من كلامه ما يوجب الحمل عليه!!
حمل المتشابه على المحكم يا أخ خالد يكون عندما يثبت ابتداءا للمتكلم كلام محكم - اتفاقا - يمكن الحمل عليه، في ذات المقال محل النظر أو في غيره مما كتب! والأخ كاتب المقال ليس إماما من أئمة أهل السنة الذين تواتر القول بديانتهم وورعهم وعلمهم حتى يقال أنه لا يجوز حمل مقال منفرد من مقالاته إلا على الوجه الذي يؤدي إليه النظر في غيره مما كتب وكان محكما واضحا منتشرا بين الناس، وهو الكلام الصحيح الذي لأجله أصبح إماما من أئمة المسلمين أصلا!! والمقال دونك وهو لا يخلو من كلام غير منضبط وضحتُ وجه الاعتراض عليه في محله صيانة لمن يقرأه من ذاك الخلل..
فان وجدت أنت لهذا الأخ الكاتب مقالا آخر فيه بيان واضح ودقيق لمراده، فمن الخير أن تضعه هنا حتى لا يساء الظن بشخص الكاتب ويظهر لنا منهجه، وحتى يتوجه الكلام حينها وجهة نصحه هو فيما يكتب ألا يكون مشتبها ملتبسا على هذا النحو المخل، ويتوجه كذلك وجهة دفع ذلك الاشتباه عمن يقرأ المقال من غير خلفية عن فكر الرجل ومذهبه، ومن غير خلفية علمية بالصواب والخطأ في تلك القضايا التي ضرب فيها بسهم معوج! غفر الله لنا وله ...
رد: مساحة الحرية في العقل المسلم المعاصر - (مقال يصلح مادة للنقاش)
انا اعدت قراءة المقال لما وجدته فى كلامك لى من جرأة فكدت أشك فى قراءتى الاولى ثم قرأت نصف انتقادك وجدتك ضللت الرجل وخيبته وخسرته وتتكلم كأنك قاضى تحكم على المتهم وبالرغم من أن أكثر كلامك فى النقد خاطئ بلا شك اما لأنك لا تحسن فهم الكلام وينقصك أصولا عقلية كثيرة أو انك تتكلم فى الحكم والخلاف حوله نظريا وتترك الكلام حول وضع الخلاف ازاء الواقع وبذلك تكون أنت تتكلم فى واد والذى تنتقده فى واد أخر
نظرا لضيق وقتى لقرب امتحاناتى ونظرا أيضا لأن اسلوبك كله استفزاز ونشر للتوتر فى الجو وتحويل النقاش الى نقاش فى القطعيات الدينية فلعلى لن أرد عليك أو على الاقل الى أن أنظر الى رأى الاخوة
رد: مساحة الحرية في العقل المسلم المعاصر - (مقال يصلح مادة للنقاش)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد المرسى
انا اعدت قراءة المقال لما وجدته فى كلامك لى من جرأة فكدت أشك فى قراءتى الاولى ثم قرأت نصف انتقادك وجدتك ضللت الرجل وخيبته وخسرته
تعاود الرد والتعليق ثانية وللمرة الثانية ترد دون أن تكون قد أكملت قراءة ما ترد عليه!! فانا لله وانا اليه راجعون! أخرج لي من كلامي بالاقتباس ما منه فهمت أني أضلله وأخيبه وأخسره!!!!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد المرسى
وتتكلم كأنك قاضى تحكم على المتهم
كأنك والله ما قرأت كتابا أو مقالا لأحد يرد على أحد قط!!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد المرسى
وبالرغم من أن أكثر كلامك فى النقد خاطئ بلا شك اما لأنك لا تحسن فهم الكلام وينقصك أصولا عقلية كثيرة أو انك تتكلم فى الحكم والخلاف حوله نظريا وتترك الكلام حول وضع الخلاف ازاء الواقع وبذلك تكون أنت تتكلم فى واد والذى تنتقده فى واد أخر
بل أنت والله من يتكلم في واد بعيد! أنا علقت وبينت رأيي في كل ما رأيت فيه الخلل بكلام واضح بالاقتباس المنقول من كلام الكاتب في محله! فهل تحسن أنت اخراج محل الخلل في كلام من ترد عليه، لتبين الخلل بالدليل، أم أنه قرع الطبول؟؟؟ لو كنت تحسنه لما انتصبت للرد مرتين دون أن تكمل قراءة ما ترد عليه أصلا!!! فلا تكلمني عن أصول عقلية كثيرة تنقصني ولا عن سوء فهم مني حتى تبين لي بالبينة والدليل أين رأيت ذلك تحديدا، كما يتكلم من هم أهل للكلام!!! هداك الله وأصلحك!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد المرسى
نظرا لضيق وقتى لقرب امتحاناتى ونظرا أيضا لأن اسلوبك كله استفزاز ونشر للتوتر فى الجو وتحويل النقاش الى نقاش فى القطعيات الدينية فلعلى لن أرد عليك أو على الاقل الى أن أنظر الى رأى الاخوة
نعم خيرا تفعل ان شاء الله .. وعليك بامتحاناتك ومذاكرتك فهي والله أنفع لك من هذا، أسأل الله أن يعلمني واياك ما ينفعنا.
رد: مساحة الحرية في العقل المسلم المعاصر - (مقال يصلح مادة للنقاش)
هذا من كلامك
اقتباس:
قلت: خاب وخسر هذا المتجرئ إن لم يكن أهلا لأن يتجرأ!!! نسأل الله العافية، ونعوذ به من القول عليه بغير علم!
وانا لم أرد عليك كما قلت بالادلة لأنه ظاهر اسلوبك يستفز وتتكلم كأنك علامة ولو بدا لى غير ذلك وانك تريد أن تتعلم لكنت بينت لك بالدليل
رد: مساحة الحرية في العقل المسلم المعاصر - (مقال يصلح مادة للنقاش)
الله المستعان !!
يا أخي والله ما نصحتك بالاشتغال بما ينفعك وترك هذا الأمر من فراغ!! الله يهديك!
راجع كيف حاورني الفاضل الشهري حفظه الله، وكيف رددتُ عليه، ووافقته على مأخذ له على شيء في كلامي لما تكلم بعلم وتحقيق!! فان كان عندك ما أتعلمه فإلي به، وأنا لك من الشاكرين!
أما هذا الوصف الذي نقلتَه أنت من كلامي فأنا لم أصف به الكاتب أصلا!!
ولو قرأت الجملة التي علقتُ به عليها لفهمت ماذا أقصد به، (( تحفيز الذهن ليتجرأ على البحث والنظر))
ولو قرأت النقد كاملا لربطت السباق باللحاق وفهمت!!!
ولكن ما الحيلة وأنت لا تريد أن تقرأ أصلا، واذا قرأت لم تحسن القراءة!!!
"وتتكلم كأنك علامة"!!!
المطلوب اذا أن أترك ما رأيت أن فيه خللا دون أن أقف عليه، وألا أشدد في الكلام ان رأيت أن الأمر يتطلب ذلك، حتى لا تشعر أنت أني أتكلم كأني "علامة" ؟؟؟
هداك الله وأصلحك!
رد: مساحة الحرية في العقل المسلم المعاصر - (مقال يصلح مادة للنقاش)
الحمد لله وحده
لعل قارئا يستشعر من شدة أسلوبي في نقدي لهذا المقال أني كنت أتصيد الأخطاء لكاتبه (عفا الله عني وعنه)، وأني كنت شديد التحامل عليه بغير مسوغ. ولكن في الحقيقة فقد كنت أريد بيان ضعف التحقيق والتدقيق عند الكاتب لا للتنقص منه ولا النيل من شخصه فأنا لا أعرفه أصلا، غفر الله لي وله، ولكن لبيان خطورة أن يتصدى المرء لأمر لا يحسن الخوض فيه بحقه، وينتقد أهل صنعة هو لا يحسنها، (وهذا أمر ظاهر في كلامه لمن راجع النقد بانصاف)..
وهذه العلة الفاشية في أمتنا في هذا الزمان هي سبب أكثر ما حاق بالأمة من أمراض وأسقام، ما تسبب في كثير منها الا قوم تبوأوا - على حسن نيتهم - منابر للدعوة والكلام باسم الدين والعمل الاسلامي وكتابة المقالات (الدعوية) و(الفكرية) دون أن يتأهلوا لذلك الأهلية الصحيحة! ولا يعني هذا الكلام مني - كما لا يعني من غيري ممن نقدوا مقالا أو عقبوا على كاتب فشددوا عليه في النقد، في هذا المنتدى المبارك أو في غيره - أني قد جلست مجلس العالم النقادة الحقاقة الذي بلغ من العلوم غايتها، كلا والله وأعوذ بالله من شبهة الكبر أو التعاظم أو التعالم أو تبوؤ ما لست له بأهل.. ولست الا عبدا حقيرا قد من ربه عليه بنذر يسير من علم كره بسببه أن يرى كلاما في كبرى قضايا الأمة من قوم لا يكادون يضبطون حديثا!! فلما عزمت على اخراج مواطن الاشتباه والاعوجاج في كلام الكاتب - غفر الله له - لا أفوت منها جملة الا ألفت النظر اليها، لم يكن ذلك عندي الا بنية بيان خطورة هذا الأمر! ولعلي جمعت في خاطري أثناء الرد عليه، أخطاءه الى أخطاء غيره ممن قرأتُ لهم، وتكلمت وكأني أوجه الخطاب للجميع كشيء واحد، وهذا خلاف الانصاف والعدل وأنا أعترف بذلك.. ولكن علم أصول الفقه أيها الكرام علم دقيق خطير تزل فيه أقدام، وما أكثر ما فتحه فيه قوم قليلو الضبط - على حسن نواياهم - من أبواب تُنتقض منها عرى الشرع وإجماعات القرون الفاضلة، وقعدوا قواعد ربما تطير معها ثوابت الدين وهم لا يشعرون ويحسبون أنهم يحسنون صنعا، وأنهم يراعون بعين الحكمة وترجيح المصلحة، ما يرونه من موافقة المسلمين لحال الكفار في نظمهم السياسية والفكرية، فيختلط النظر بين وجهة الانتفاع المشروع مما فرضته الضرورة على الأمة من نظم وسياسات، مع استبطان بغض تلك النظم الفاسدة واستحضار ضرورة تلمس السبل لإزالتها وإرجاع الحال الى ما يجب أن يكون عليه في أمة الاسلام، وبين وجهة تقرير كثير مما هو واقع في الأمة من ذلك وتسويغه بمسوغات باطلة على أنه حال أصبح لزاما على أهل صنعة الفقه في زماننا أن يقبلوه وأن يقروه وأن يتفننوا في اعادة صياغة أصول صنعتهم بصورة تؤصل له وتقعد له تقعيدا، وذلك تحت شعارات شتى كقولهم أن المصلحة تقتضيه وأن مقاصد الشرع تتسع له وأنه من فقه الواقع، ونحو ذلك ... وهذا الخيط الدقيق بين الوجهتين لا يتبينه الا مدقق يحسن توجيه ألفاظه ومصطلحاته واستدلالاته، ومن كان يحسن هذا فهو يحسن كذلك - بالتبعية - إنزال ما يقول على الواقع وضرب الأمثلة له .. فالكلام في هذا العلم كما درج عليه أئمته لا يكون في صورة قواعد صماء وألفاظ واسعة عريضة منبتة عن استقراء المسائل الفرعية المتعلقة بتلك القواعد، وربط هذا بذاك.. ولكن يكون كلاما دقيقا موزونا لا ينفصل عن الاستدلال والتمثيل!
وقلما ترى في مقالات الكثيرين من أصحاب تلك النزعة الى تجديد أصول الفقه وقواعد النظر في الشرع أي تمثيل، وان وجدت فانه لا يكون في العادة الا مما تقوم به الحجة على الكاتب لا له، لأنه يقع بسبب تقعيده الفاسد (أو على الأقل غير المحكم) في مخالفة ما استقر عليه اجماع الأمة وعملها أحيانا وهو لا يدري - او يدري ولكنه لا يعبأ به ولا يرى من حجيته شيئا -، أو يأتي بقول لا سلف له فيه في مسألة قد انتهى نظر القرون الفاضلة فيها الى أقوال معلومة جرى بها عمل المسلمين قرونا طويلة دون غيرها، أو نحو ذلك، ولا يرى في ذلك بأسا لأنه يظن أن مخالفيه لا متمسك لهم ولا منطلق الا ما يسميه بالنصوصية والتقليد المذموم (وتغليب النص على المصلحة) وكذا، وليس الأمر كذلك أبدا، وانما هو الذي أتي من قبل جهله!!
وكلامي هذا في عامة من يكتبون في علم الأصول بهذا النفس (الحداثي) وبذلك القصور العلمي في فهم ما كان عليه المتقدمون في أصول النظر، وان كانوا يصرحون بتبرئهم من الحداثيين والعصرانيين ونحوهم!!
وعلى أي حال، فلما راجعت ما كتبتُ، وجدت أنني قد وقع مني فعلا في موضعين اثنين شيء من التحامل والقسوة البالغة على الكاتب، وربما كان ما قلت فيهما سببا في أن يظن الظان أني أتكلم (كأني علامة) أو أني أتكلم في واد غير ما فيه صاحب المقال أو نحو ذلك.
والموضعان هما:
/// تعقيبي على قوله: "والخوف في العصر الحاضر من الردة خوف مشروع بسبب ضعف البنية الإسلامية وشراسة الهجمة المعادية، غير أن الارتداد عن الإسلام ليس ظاهرة اجتماعية إطلاقاً وإنما يقتصر الأمر على حالات فردية تفرحنا أكثر مما تسوؤنا لأنها تنفي عن ساحتنا الخبث والنفاق، "
بقولي:
"اذا فأنت تشجع القول باسقاط حد الردة، لأنه في نظرك يشجع على الخبث والنفاق!!!!! لعله قد تبين الآن طبيعة الحرية التي يطالب الكاتب بها!! "
والظن أنه لو روجع لنفى ذلك بشدة ولقال أنه لا يلتزمه بحال من الأحوال.. ولكني أسأل كل قارئ رشيد يسمع هذا الكلام، ما الذي يتبادر الى ذهنك على أثر هذا الكلام من الظن بزمان كزمان أبي بكر رضي الله عنه، والذي ضربت فيه الردة وحوربت بلاد بأكملها لمنع الزكاة ونحو ذلك، بل ما ظنك بآخر زمان النبي نفسه عليه السلام في سياسته لدولة الاسلام، والذي ما لبثت تلك الردة أن انكشفت بمجرد أن مات عليه السلام وتولى من بعده خليفته رضي الله عنه؟؟ هل نحن الآن - بهذا الفهم - أسعد حالا مما كانوا عليه، لأننا نرى المرتدين الذين يجاهرون بردتهم أقل عددا وفي حالات فردية وليس "ظاهرة جماعية" كما يقول الكاتب؟؟؟ وهل هذا دليل على أن النفاق والخبث عندنا اليوم أقل مما كلن عليه في زمان الخلفاء الراشدين، والذين يلزم للمتأمل في هذا الكلام أن يرميهم بوأد الحريات التي يراها الكاتب ضرورية في زماننا هذا؟؟؟ وهل يصح لمسلم يتقي الله أن يقول أنه يسعد بحالات الردة (القليلة) التي لا يرى من يردعها في أمة المسلمين فيمن يسوسهم في زماننا، لأنها "تنفي عن ساحتنا الخبث والنفاق"؟؟؟
نعم أسلوبي فيه حدة وتشديد ولكنه ليس بلا مبرر!! فالخائض في مثل هذه المضايق يجب أن يكون أحسن تحريرا من هذا بكثير!!! غفر الله لنا وله
/// تعقيبي على قوله: ""3_ على المستوى السياسي: ألقت هذه النظرة التقليصية للحرية الفكرية والعقدية بظلالها على الرؤية السياسية عند أصحاب المرجعية الإسلامية"
بقولي:
"عجبا من صيغة الكلام هنا!! يتكلم عن (أصحاب المرجعية الاسلامية) وكأنه خارج عنهم!!!"
وهذا تحامل عليه لأنه قطعا لا يريد بذلك أن يُحيد نفسه عن (أصحاب المرجعية الاسلامية)، ولكن فساد ما تكلم به في هذه الجزئية، جزئية (المستوى السياسي) كان هو القشة التي قصمت ظهر البعير عندي كما يقولون، وأكدت لي أن الأخ يتكلم بكلام لا زمام له ولا خطام، هداه الله وغفر له! فما الظن بمن يرى ضرورة أن يتسع النظر الأصولي في الاسلام وأن تتسع الأدبيات الاسلامية في زماننا لقبول واقرار قيام "أحزاب مناوئة للاسلام" في بلاد المسلمين، يكون لها تأثير في سياستهم وصنع القرار فيهم؟؟؟؟ هل هذا كلام يسوغ السكوت عليه دون القرع على رأس كاتبه؟؟؟؟