كيف نثري ثقافة من نعول((موضوع يهم كل أسرة))
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما كانت التربية الإسلامية الصحيحة هي منبع الرقي .. وأساس الحضارة ..
فأوجه خطابي لكل أم .. وأب . وكل مربي ومربية ..
.. معا لتثيف أبنائنا .. و لنرتقي بأجيالنا ..
نريد جيلا واعيا .. جيلا مثقفاً .. جيلاً معتزاً بذاته .. وبدينه ..
فحال شبابنا اليوم ينبئ عن واقع مرير .. تبعيّة في لبسه وكلامه وثقافته .. قد مُسِخ تماماً من كلِّ شيءٍ
فتياتنا يعصرن قلوبنا أسىً ، فحالهنّ مريرةٌ .. وحيائهنّ ضاع .. والله المستعان ..
أبدأُ هذا الموضوع مستعينةً بالباري جلّت قدرتُه .. بمحاور عدةً
من هو الطفل؟
يقصد بالطفل الإنسان منذ ولادته وحتى بلوغه ، قال تعالى: [ وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا] فالطفل هو من لم تظهر عليه علامات البلوغ . و مرحلة الطفولة هي المرحلة التي تسبق مرحلة المراهقة..
وفي تحديد الوقت بظهور إحدى علامات البلوغ المعروفة لفتة مهمة ..فالطفل عند بلوغه يترتب عليه واجبات وتكاليف يهمل الأهل أهميتها ..
فلا يجوز التهاون بالصلاة للبالغ .. ولا يجوز التهاون بغطاء البنت البالغة .. وغيرها من الأمور المختصة بالمكلفين ..
أهمية مرحلة الطفولة
لمرحلة الطفولة أهمية بالغة وتعد هذه المرحلة من أهم المراحل في بناء شخصية الفرد ..
فحيثما وضع البناء بعناية ودقة نشأ جيلا متزناً وواعياً ؛ وثابتاً مهما عصفت بهِ رياح التغريب و الإفساد ..
وحيثما وضع البناء مغشوشاً أو بإهمال كان البناءُ مائلا .. أو مترديا .. وقد يصل لحد السقوط والإنجِراف ..
و الاهتمام بهذه المرحلة رعاية وتربية وتعليما أمرا بالغ الأهمية ، وذلك لما تتميز به هذه المرحلة من طولها بحيث يستطيع المربي أن يغرس في نفس الطفل ما يريد ، ولأنها مرحلة بناء الذات وتكوين الشخصية ، وما يكتسبه الطفل من اعتقادات وسلوكيات يظل تأثيرها ووقعها عليه حتى تخطيه لهذه المرحلة ويصبح من الصعوبة إزاحة بعض هذه الملامح - صالحها وفاسدها- مستقبلاً ..
فالسنوات الثلاث الأولى من حياةِ كلِّ إنسانٍ تُعتبرُ ميلاداً آخر..
واتّفق كثير مّن العلماءِ على أنّ السنوات الأولى هي مرحلةُ الصياغةِ الأساسيّةِ التي تشكّل شخصيةَ الطفلِ .
وتكمُنْ أهميّةُ هذهِ المرحلةِ وخطورتِها لكونِها مرحلةٌ تكوينيةٌ فيها توضعُ أُسسُ شخصيّة الفردِ ، وفيها تَكتَسِبْ عاداته التفاعليّةِ في بيئتهِ الاجتماعيّة والطبيعيّة ، وهي العادات التي تتصف في الغالب بالثبات والرسوخ ..
فالطفل وليدُ بيئتِه وما يتعرض له خلال هذه الفترة من أساسيات تلازمه حتى بعد بلوغه سنّ الرشد فكلُّ موقفٍ يمرُّ به الطفل يكون لهُ تأثير واقعي ومستقبلي ...
فكثير من الشباب الذين يعانون من انعدام الثقةِ بأنفسهم .. قد تعرضوا لمواقف محطِّمةٍ وهم صغار .. مما كان له أثر كبير في نموهم ..
وأدّى إعجاب شبابنا بالغرب _ للأسف بل حتى الكبار!_ هو اهتزاز الثقة بالنفس .. وعدم الاعتزاز بالذات .. وعدم الاعتزاز بالدين ..
حتى أصبحت العربية عاراً .. وأصبح التحدث بالأجنبية هو الفخر و التقدّم والتطّورُ و الرقيّ .. وياللأسف!
فحياة الإنسان سلسلة متصلة الحلقات يؤثر ماضيها بحاضرها ، وحاضرها بمستقبلها . فالطفولة أرض خصبة للبناء و النماء ، وتشكل بعض معالم شخصية الفرد المستقبلية ،
رقي الأمم وتحضرها وتقدمها مرتبط بمدى اهتمامها وعنايتها بأطفالها ، فكلما تقدم المجتمع في مضمار الحضارة زاد اهتمامه بأطفاله وزادت أوجه الرعاية التي يقدمها لأطفاله .
فكيف ننمي ثقافة أطفالنا .. وكيف ننشيء جيلاً فخوراً بدينه .. معتزّاً بذاته .. بارّاً بأهله ...مستشعراً لمسؤليته ..
يتبع
رد: كيف نثري ثقافة من نعول((موضوع يهم كل أسرة))