المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالب بصيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب اغاثة اللهفان جميل في الكلام على التشدد في امور الطهارة.
رايي ... معيار النجاسة هو اللون و الطعم و الرائحة ان تغلب على الماء او الملابس. و لذلك يكفي ان تنضح البول الذي يصيب الملابس او الاثاث بالماء أو رشه بالماء اذا كان بول طفل. حتى ان الرسول صلى الله عليه و سلم كان يشرب من بئر ضاعة و كان يلقى فيه الحيض و الميتتة و غيره من النجاسات, الا ان النجاسات لم تغير في خواص الماء و بقي على طهوريته مع علم الرسول صلى الله عليه و سلم بوجود النجاسة في الماء. الغاية من الكلام ان الطهارة المطلقة الكاملة مستحيلة لان النجاسة في كل مكان. المهم هو طهارة المكان و الثياب في العبادات من النجاسة المغلظة. و غير ذلك من احوال الدنيا كمداعبة الاطفال فلا تتشدد. فامتنا وسطا بين الافراط و التفريط. و لا تشغل نفسك بالتحري عن النجاسة و قد نهى عن ذلك الرسول صلى الله عليه و سلم لانه تكلف حرج.المهم هو الطهارة من النجاسة المغلظة عند القيام بالعبادات و التحقق من ذلك سهل جدا بان تجد رائحة او لون او طعم للنجاسة و لا تتحرى اكثر من ذلك.و دم المذكاة طاهر حتى ان مالك قال بان دم الميتتة طاهر لان الاصل في الحياة عنده الطهارة. و لو ان اصابك من الدم او النجاسة المخففة شيء اغسل يدك قبل الصلاة و ان لم تجد فاغسلهما بالتراب النظيف لانه مطهر.
و الحل ان تقهر نفسك على الصلاة و العبادات و انت تعلم انك لن تحقق الطهارة المطلقة و انت تعلم ان الصلاة مقبولة ان شاء الله. و تبين لي من اهتمامك براي مالك ان المشكلة سببها الظن ان الصلاة غير مقبولة بسبب النجاسة. و لكن اذا علمت ما هو معيار الطهارة و النجاسة فانك سترى ان الطهارة المطلقة مستحيلة و ان ثيابك و جسدك طاهران وقت الصلاة ما لم تجد رائحة او لون للنجاسة مثلا.
و الله اعلم