التأسيس والتأكيد فى النصوص الشرعية
[ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اذا تعاقب أمران " فى النصوص الشرعية " بمتماثلين
هل يكون للتأكيد: فيكون المطلوب الفعل مرة واحدة
أو للتأسيس: فيكون المطلوب الفعل مكررا
وذلك نحو أن يقول :صل ركعتين , صل ركعتين
فقال الجبائى وبعض الشافعية :أنه للتأكيد
وذهب الأكثر:أنه للتأسيس
وقال أبو بكر الصيرفى :بالوقف فى كونه تأسيسا أو تأكيدا وبه قال أبو الحسين البصرى المعتزلى
أدله المذاهب :
احتج القائلون بالتأكيد:
1_ أن التكرير قد كثر فى التأكيد , فكان الحمل على ما هو أكثر والحاق الاقل به أولى
2_ وأن الاصل البراءة من التكليف المتكرر فلا يصار اليه مع الاحتمال
ويجاب عن الأول : بمنع كون التأكيد أكثر فى محل النزاع , فان دلالة كل لفظ على مدلول مستقل هو الأصل والظاهر
ويجاب عن الثانى : بمنع صحه الاستدلال بأصليه البراءة أو ظهورها فان تكرار اللفظ يدل على مدلول كل واحد منهما أصلا وظاهرا لان أصل كل كلام وظاهره الافادة لا الاعادة
وأيضا التأسيس أكثرى والتأكيد أقلى وهذا معلوم عند كل من يفهم لغة العرب .
_وبهذا يبطل مذهب المتوقفين فى المسأله
# أما اذا لم يكن الفعلان من نوع واحد فلا خلاف أن العمل بهما متوجه نحو:صل ركعتين ,وصم يوما
القرائن الدالة على التأكيد
اذا كنا من نوع واحد ,ولكن قامت القرينة الدالة على أن المراد التأكيد نحو: صم اليوم صم اليوم ,ونحو :صل ركعتين صل ركعتين ,فان التقيد باليوم ,وتعريف الثانى يفيدان ان المراد بالثانى هو الاول
وهكذا اذا اقتضت العادة أن المراد التأكيد نحو : اسقنى ماء اسقنى ماء ,
وهكذا اذا كان التكرير بحرف العطف نحو:صل ركعتين وصل ركعتين ,لان التكرير المفيد للتأكيد لم يعهد ايراده بحرف العطف ,واقل الاحوال أن يكون قليلا والحمل على الاكثر أولى
أما لو كان الثانى "يعنى الأمر"مع العطف معرفا فالظاهر التأكيد نحو:صل ركعتين وصل ركعتين لان دلاله اللام على ارادة التأكيد أقوى من دلالة حرف العطف على ارادة التأسيس
والله تعالى أعلم
ارشاد الفحول1/242
شرح الكوكب المنير3/72_74
الاحكام للآمدى2/184_186
المعتمد 1/177_173
رد: التأسيس والتأكيد فى النصوص الشرعية
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
خلاصة المسألة ( التأسيس أظهر، والتوكيد أحوط ).
رد: التأسيس والتأكيد فى النصوص الشرعية
للفائدة
قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح الأربعين النووية الحديث الأول:
(الأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ النيات: جمع نية وهي: القصد. وشرعاً: العزم على فعل العبادة تقرّباً إلى الله تعالى، ومحلها القلب، فهي عمل قلبي ولاتعلق للجوارح بها.
وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ أي لكل إنسانٍ مَا نَوَى أي ما نواه.
وهنا مسألة: هل هاتان الجملتان بمعنى واحد، أو مختلفتان؟
الجواب:
يجب أن نعلم أن الأصل في الكلام التأسيس دون التوكيد،
ومعنى التأسيس: أن الثانية لها معنى مستقل.
ومعنى التوكيد: أن الثانية بمعنى الأولى.
وللعلماء رحمهم الله في هذه المسألة رأيان، يقول أولهما: إن الجملتان بمعنى واحد، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ وأكد ذلك بقوله: وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى .
والرأي الثاني يقول: إن الثانية غير الأولى، فالكلام من باب التأسيس لامن باب التوكيد.
*والقاعدة: أنه إذا دار الأمر بين كون الكلام تأسيساً أو توكيداً فإننا نجعله تأسيساً، وأن نجعل الثاني غير الأول، لأنك لو جعلت الثاني هو الأول صار في ذلك تكرار يحتاج إلى أن نعرف السبب.
* والصواب: أن الثانية غير الأولى، فالأولى باعتبار المنوي وهو العمل.
والثانية باعتبار المنوي له وهو المعمول له، هل أنت عملت لله أو عملت للدنيا.
باقي الموضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17235