ثبوت هلال رمضان وشوال وذي الحجة...حقيقة المطالع...اختلاف الأمة...
1 من 3
حديث القمر:
إلى السماء...
انظروا في ملكوت الله وعجائب صنعه وبديع نظامه...
إلى الشفق البعيد في آخر يوم....
بل آخر أيام من شعبان...
انظروا لعلكم ترون هلال شهر رمضان...
خاطبوا القمر في عليائه...
عاتبوه وقولوا له:
لماذا صار قدومك محزنا لأفئدة ضناها فرقة المسلمين؟
لماذا صار قدومك علامة شقاق وخلاف وتفرقة بين أبناء الأمة الواحدة؟
فبالأمس بسببك صام مسلمون...
وآخرون لم يصوموا إلا اليوم...
والبقية سيبدأون صيامهم غدا!!
ولكن:
القمر له حديث آخر..
سيدمغكم بالحجة ويقول:
أما علمتم أني خلق من خلق الله؟
أجري بحساب دقيق إلى أجل مسمى...
شرفني رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "هلال خير ورشد"...
"اللهم أهله علينا باليمن والايمان والسلامة والاسلام , ربنا وربك الله"...
ما شأني بخلافاتكم وتحزباتكم؟
فما أنا إلا آية من آيات الله...
وإلى الله أبرأ من تفرقكم أيها المسلمون...
*********************
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
قبل البدأ:
سألت أحد المشائخ الكبار عن طريقة اثبات دخول هلال شهر رمضان وذي الحجة، وكان رده أن الطريقة بالعين المجردة، وأن لكل بلد مطلع خاص، ولا يجوز استخدام المنظار الفلكي، ولا يُعتد بالحساب الفلكي...
سألته:
=هل الرؤية عن طريق المنظار للهلال يغير من حقيقة الموضوع شيئا؟
=هل تغير الرؤية عبر المنظار من ولادة القمر أو عدم ولادته؟؟!!
=لماذا تجيزون استخدام المايكروفون (مكبر الصوت)، ولا تجيزون استخدام التلسكوب(مكبر الصورة)؟؟!!
=هل تظن ان القمر اذا ولد في اندونيسيا بالمشرق لا تستمر ولادته اذا وصل القمر جزيرة العرب؟؟!!
=لو كانت الأردن وسورية مثلا دولة واحدة وتحت سلطان واحد، هل كانوا سيصومون اهل دمشق ويفطرون اهل عمان بناءا على اجتهاد كل من البلدين، أم أنهما سيصومان ويفطران سويا؟
=هل الحديث الشريف (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته.....) موجه لكل اقليم على حده؟؟ ام ان المعنى والتوجيه اعم واشمل؟؟؟
=هل من المؤكد ان لكل بلد مطلع خاص؟؟ ، واذا كان لكل بلد مطلع خاص فما هو التقسيم الجغرافي لهذه المطالع؟؟؟
=واذا كان هناك فعلا مطالع مختلفة (!!) ،، فهل البلد الواحد يقع في مطالع متعدده؟؟ وبالتالي لماذا يصومون في يوم واحد!! وكأن تقسيم المطالع اصبح حسب تقسيم البلاد من حيث الجغرافيا السياسية لا الطبيعية؟؟؟؟
كان فضيلته متكئا، لكنه اعتدل في جلسته قائلا:
أعد علي ما قلت.. ان لديك نقاط منطقية وجديرة بالدراسة اسمع بها لأول مرة!!
والموضوع نفسته ناقشته مع الشيخ عبدالله بن منيع فقال: " موضوع الرؤية يحتاج إلى إعادة نظر ونقاطك وجيهة وعلم الفلك من المعجزات والإستعانة بالمناظير لها وجه... الموضوع يحتاج الى إعادة نظر...)..
********************
عادة سنوية للخلاف:
ويعود الحديث مجددا عن هلال شهر رمضان وشوال وذي الحجة ... كعادة المسلمين كل سنة، كل ينفي أو يثبت دخول الشهر حسب أدلته وبراهينه، بل وحسب ما تقرره جهة الأختصاص في كل قطر، آخذين في الحسبان في بعض الدول وضع العلاقات الدولية، والمستجدات الآنية، فقد تصوم دولة مع دولة مجاورة أو غير مجاورة لعلاقة حسنة استجدت بين حكومة البلدين، وقد تخالف دويلة صغيرة جارتها الصغيرة بسبب خلاف حدودي أو خلاف مصلحي بين القطرين ****...
*******************
اقحام القمر في الخلاف:
هذا القمر العجيب آية من آيات الله الكونية، اقحمه المسلمون في خلافاتهم المصطنعة، فمن مدع أن ولادته قد رؤيت في قطر معين، بينما يرى قطر آخر (وربما في القطر نفسه) أن القمر لم ير، فنسمع إعلان حلول شهر رمضان أو عيد الفطر تبعا للطريقة المتبعة في هذا البلد، بينما جارتها قد ارجأت الصوم الى غد لعدم ثبوته شرعا،، بينما دولة أخرى قد استفتحوا صيامهم بالأمس لأن شعبان ومن قبله رجب لم يكملا عدة الثلاثين،، وهكذا كل يدعي رؤية الهلال بناءا على المطالع الجغرافية لبلده وكأن الهلال يتشكل حسب رغبة الساسة والشعوب....
*******************
تخيلوا عمق المأساة:
حدث في العام (1421هـ) أن اختلف المسلمون حول بدء صوم رمضان ، فذهب فريق إلى اعتماد أقوال الفلكيين ، وذهب فريق آخر إلى الأخذ برؤية البلدان الأخرى ، وذهب فريق ثالث إلى التشكيك في رؤية بعض البلدان وذهب فريق رابع إلى الأخذ بالرؤية في داخل البلاد وعدم الاعتداد بما عداها .
ومن جَرَّاء هذا الاختلاف اختلف صوم المسلمين ، فمنهم من صام :
1- يوم الأحد
2- ومنهم من صام يوم الإثنين
3- ومنهم من صام يوم الثلاثاء.
فكان الذين صاموا يوم الأحد من الذين وصلتهم الأنباء بثبوت الرؤية في الصين وهونج كونج وليبيا وجزيرة فيجي في الباسيفيك..
والذين صاموا يوم الإثنين لم يعتدوا برؤية من رآها في البلدان من المتقدمة وصام تبعا لرؤية غالبية الدول العربية والإسلامية وهو يوم الإثنين،
أما الفريق الثالث فهو الآخذ بالرؤية المحلية.
ومما زاد الأمر سوءا أن الاختلاف في عيد الفطر كان أشد مما كان عليه في بدء صوم رمضان ، فقد كان عيد الفطر في العالم على أربعة أيام متوالية .
1- يوم الإثنين.... وذلك في بعض الأنحاء في نيجيريا .
2- يوم الثلاثاء.... وذلك في بعض الأنحاء في الصين وتايلند وفي ليبيا .
3- يوم الأربعاء.... وذلك في معظم دول العالم العربي والإسلامي وليس في كل الدول كما يزعم البعض.
4- يوم الخميس.... وذلك في موريشيوس وبروناي والهند وباكستان وبنجلاديش
وفي مقابلة أجرتها الجزيرة مع الفلكي الأردني محمد شوكت في برنامج (بلا حدود)، ذكر أن نسبة الخطأ في إعلان ثبوت الرؤية في الدول العربية بلغت حدا لا يمكن القبول به لا شرعا ولا عرفا ، ومما ورد:
(هذه الدراسة مهمة أعدّها الفلكي، الباحث الفلكي عدنان قاضي. أي جميل أنه هو فلكي سعودي وقام بتقييم نسب الخطأ، يعني اللي استطاع الحصول عليه، رمضان فقط. نجد أنه من أصل 46 حالة هناك 29 حالة أعلنت السعودية ثبوت رؤية الهلال ولم يكن القمر أصلاً موجود في السماء، يعني نحن نتحدث عن 63 بالمائة حالات مستحيلة، لم يكن أصلاً القمر موجود، و11 حالة من أصل 46، يعني ما يمثّل 24 بالمائة كان القمر موجود ولكنه لا يُرى حتى باستخدام التليسكوبات، ولم يتبقَ إلا ست حالات فقط كان بالفعل يمكن رؤية الهلال في ذلك الوقت..)
http://www.aljazeera.net/channel/arc...hiveId=1087252
رد: ثبوت هلال رمضان وشوال وذي القعدة...حقيقة المطالع...إختلاف الأمة...
2 من 3
مالذي سيحدث لو كانت دويلات العرب تحت سلطان واحد؟:
قبل سنين، ولد الهلال على أهل الأرض ولم يُرَ في بعض البلدان لأسباب مناخية، فصامت بعض البلدان وبقيت قليل منها لم تصم لأنهم لم يروه ولم يثقوا فيمن رأوه، فالمعتمد انتظار شاهد عيان متطوع من نفس البلد فيشهد بدخول الهلال، فإذا لم يحضر أحد فعندئذ لايجوز الصوم حتى لو رؤي في اصقاع الدنيا كلها بالعين المجردة وبالمناظير العادية أو الألكترونية، فصامت على الحدود مدن، وأفطرت مدن، أخرى والمسافة بين هذه المدن الحدودية كيلومترات معدودة.. أي أنهم جيران ينظر بعضهم الى بعض، مسلم صائم، وآخر مفطر....
قولوا لي بربكم:
ماذا كان سيحدث لو أن مصر والسودان تحت سلطان واحد، ودولة واحدة، هل كان كل اقليم سيتحقق من رؤية الهلال بناءا على المطالع الجغرافية، فيصوم كل حسب رؤيته، أم أنهما سيصومان سوية، ويفطران سوية؟
******************
هل نظرية المطالع الجغرافية حقيقية؟:
(صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته.....) حديث شريف ومعناه واضح لا غموض فيه، فالصوم يكون بناءا على الرؤية لا على الحسابات الفلكية، وهذا أمر محسوم، ولكن لماذا يكون موضوع رؤية الهلال مجال جدل واسع في كل عام؟؟؟!!!
اناس يرون ضرورة توحيد بداية الصوم في العالم كله وتوحيد يوم عيد الفطر،، بينما يعارض هؤلاء آخرون ويرون ان لكل بلد مطلع خاص ،، فقد يرى الهلال في بلد ولا يرى في بلد آخر،، وتتنوع الأسئلة وتتعدد الأجوبة ويصيبك ضيق وأحباط من بعض الردود ،، وهنا اضع جملة من الأسئلة:
1: هل الحديث الشريف موجه لكل اقليم على حده؟؟ ام ان المعنى والتوجيه اعم واشمل؟؟؟
2: هل من المؤكد ان لكل بلد مطلع خاص؟؟ ، واذا كان لكل بلد مطلع خاص فما هو التقسيم الجغرافي لهذه المطالع؟؟؟
3: واذا كان هناك فعلا مطالع مختلفة ،، فهل البلد الواحد يقع في مطالع متعدده؟؟ وبالتالي لماذا يصومون في يوم واحد!! وكأن تقسيم المطالع اصبح حسب تقسيم البلاد من حيث الجغرافيا السياسية لا الطبيعية؟؟؟؟
4: وقبل هذا وذاك نريد تعريفا دقيقا للمطلع، ما حقيقته علميا؟...
ناقشت بعض المهتمين حول هذا الموضوع، ووجدت أن البعض يشترط للإثبات تحقق الرؤية بالعين المجردة فقط!، فقلت له:
وهل لو تمت الرؤية بالمنظار، هل سيغير المنظار في الشهر ويعيده من حالة الولادة الى حالته السابقة؟
أليس هذا الفكر متأثرا بالفكر الظاهري الجامد على النص؟
ان الخوض في مثل هذه الأسئلة والأجوبة في نظري تعتمد على السؤال التالي:
هل يولد الشهر في بلد ما ولا يولد في بلد آخر؟؟؟ بمعنى: هل يرى الهلال مولودا في تركيا مثلا ولا يرى في مصر وهما على خط طول واحد؟ وهل يرى في شرق السودان ولا يرى في غربها؟؟ أم أن الهلال إذا ولد في أقصى الشرق من الكرة الأرضية تستمر ولادته حتى يصل اقصى الغرب؟؟؟
هذا السؤال يجيب عليه فقط علماء الفلك المسلمون،، فإذا كان جوابهم ان الولادة واحدة فما المانع ان يوجد لجنة اسلامية مستقلة لتقصي رؤية الهلال في عدة بلدان، ومن ثم توحيد بداية الصيام ونهايته؟!
وإذا كان الجواب أن المطالع تختلف فكذلك يقتضي أن يحدد علماء الفلك هذه المطالع الجغرافية إن كانت حقيقية، (هي حقيقية بالنسبة لأوقات الصلاة)، ويخبروننا هل تعددها يسبب تتغييرا في الرؤية؟ أم أن ولادة القمر واحدة من المشرق ألى المغرب؟ وما المانع ان يتولى الفلكيون مراقبة القمر بمناظرهم ومعداتهم؟ اليس هذا أجدى من الإعلان للناس أن يتحروا الشهر حسب تحمس البعض واجتهاداتهم فقد يصيبوا وقد يخطئوا؟!
إن اختلاف المطالع حقيقة إذا كان يقصد بها مدى وضوح الرؤية من قطر إلى قطر، فوضوح الرؤية تتحقق أكثر كلما اتجهنا غربا، فإذا ولد الهلال شرقا كانت رؤيته غربا محققة وتزداد وضوحا ، لكن أن يُرى الهلال في باكستان ولا يُرى في مصر مثلا فالقول باختلاف المطالع ليس هنا حقيقة لاستحالة ولادته شرقا ثم لا يُرى غربا...
رؤية الهلال علميا:
يقول الفلكي محمد شوكت: (الإقتران أو المحاق أو تولّد الهلال لحظة عالمية واحدة، تحدث في لحظة واحدة ولكن تختلف المواقيت في كل دولة، ولا بد من توفر شرطين أساسيين تستحيل رؤية الهلال بغياب أحدهما:
أولاً: أن يكون القمر قد وصل مرحلة المحاق (الاقتران) قبل غروب الشمس؛ لأننا نبحث عن الهلال، و هو -أي الهلال- مرحلة تلي المحاق، فإن لم يكن القمر قد وصل مرحلة المحاق فلا جدوى إذن من البحث عن الهلال.
ثانياً: أن يغرب القمر بعد غروب الشمس؛ لأن تحري الهلال يبدأ فور بداية اليوم الهجري الجديد عند غروب الشمس، فإذا كان القمر سيغيب أصلاً قبل غروب الشمس أو معها؛ فهذا يعني أنه لا يوجد هلال في السماء نبحث عنه بعد الغروب.
فإذا لم يتوفر أحد الشرطين السابقين؛ فإن إمكانية رؤية الهلال تسمى "مستحيلة". ولكن حدوث الاقتران قبل غروب الشمس وغروب القمر بعد غروب الشمس غير كافٍ حتى تصبح رؤية الهلال ممكنة؛ فهل يمكن رؤية الهلال إذا غرب بعد دقائق معدودة من غروب الشمس مثلا؟ بالطبع لا، وذلك لأسباب عدة، منها:
أولاً: غروب القمر بعد فترة وجيزة جدا من غروب الشمس يعني أنه ما زال قريباً من قرص الشمس، وأن طور المحاق (الاقتران) قد حدث قبل فترة قصيرة من غروب الشمس؛ فعند الغروب لم يكن القمر قد ابتعد ظاهريا في السماء مسافة كافية عن الشمس حتى تبدأ حافته بعكس ضوء الشمس ليرى على شكل الهلال.
ثانياً: إذا نظرنا إلى جهة الغرب لحظة الغروب فسنلاحظ الوهج الشديد للغسق قرب المنطقة التي غربت عندها الشمس؛ فإذا ما وقع القمر في تلك المنطقة فإن إضاءة الغسق الشديدة ستحجب إضاءة الهلال النحيل.
ثالثاً: إن وقوع قرص القمر قرب قرص الشمس وقت الغروب يعني أن القمر قريب جدًّا من الأفق وقت رصده، ووقوع القمر قرب الأفق سيؤدي إلى خفوت إضاءته بشكل كبير جدًّا؛ فنحن لا نستطيع النظر إلى الشمس وقت الظهيرة، في حين أنه يمكن النظر إليها وقت الغروب بارتياح أحياناً؛ وذلك لأن أشعة الشمس وقت الغروب تسير مسافة أكبر في الغلاف الجوي؛ مما يؤدي إلى توهين وتشتّت أشعتها، ولا يصلنا منها إلا القليل. وهذا ما يحدث للهلال أيضاً فالغلاف الجوي عند الأفق كفيلٌ بأن يشتت جميع إضاءة الهلال فلا نعود نراه.
نستنتج مما سبق أن قرص القمر يجب أن يكون على ارتفاع مناسب عن الأفق الغربي، وأن يبتعد مسافة كافية عن قرص الشمس حتى تزداد نسبة إضاءته، ولكي يبتعد عن وهج الشمس وبالتالي يزداد سطوعه.
وإذا حدث الاقتران قبل غروب الشمس وغرب القمر بعد غروب الشمس، ولكنه لا يمكن رؤية الهلال لأحد الأسباب الثلاثة سالفة الذكر؛ فإن رؤية الهلال تسمى "غير ممكنة"..)
رد: ثبوت هلال رمضان وشوال وذي القعدة...حقيقة المطالع...اختلاف الأمة...
3 من 3
كيف يثبت دخول رمضان وشوال وذي الحجة:
1: اثبات رمضان ملزم شرعا بالرؤية الحسية للهلال، وعلق وجوب الصوم على تحقق الرؤية البصرية بعد غروب الشمس في آخر يوم من شهر شعبان، قال صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فأن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين) وهذا الخطاب لعموم المسلمين وليس مقيدا على كل قطر بعينه.
2: الحساب الفلكي حساب دقيق جدا، وهو معجزة من المعجزات في هذا الكون الشاسع الذي يشهد لخالقه سبحانه وتعالى بالتوحيد، ورغم انه لا يعتد به في اثبات دخول رمضان او ذي الحجة إلا أنه يجب الإستعانة به والإستئناس به للمساعدة في رؤية الهلال رؤية حسية بصرية.
3: الإستعانة بالمناظير الفلكية نعمة يجب استغلالها للتأكد من الرؤية، وللمتشددين المشترطين نقول: إن الرؤية من خلال المناظير لا تغير من حقيقة القمر شيئا، ولكم بعد رؤية الهلال من خلالها التأكد من ذلك بالعين المجردة، والإختلاف في هذا الموضوع يعتبر اختلافا بسيطا لاجوهريا.
4: إختلاف المطالع على الكرة الأرضية بحسب خطوط الطول والعرض الجغرافية لها أثرها في مواقيت الإمساك والإفطار وكذلك مواقيت الصلاة، ولكن على مستوى إثبات الأهلة ليس له ذلك الأثر، ومن هنا اختار كثير من أئمة الفقه في المذاهب الأربعة عدم التعويل على اختلاف المطالع في إثبات الهلال، وهو رأي قوي ونظر سديد، والحديث السابق خطاب للأمة الإسلامية الواحدة من المشرق الى المغرب فيكفي لإيجاب الصوم على أهل بلد أن تثبت رؤيته في بلد آخر، لأن الحديث الشريف لم يذكر فاعل المصدر الذي هو "رؤية"، بل اتى بهذا المصدر على طريقة الفعل المبني للمجهول، فكأنه يقول: (صوموا إذا رئي الهلال، أو: إذا تحققت رؤية الهلال).
5: الكرة الأرضية دائما نصفها ليل والنصف الآخر نهار، والقمر يولد ويشاهد بعد غروب اليوم التاسع والعشرين (اذا نقصت عدته) من شهر شعبان فوق بلد معين قد يكون في الشرق أو في الوسط أو في الغرب، وعلى هذا فيه تفصيل:
*** البلد الذي يرى فيه الهلال يجب على أهله الصوم وعلى كل البلاد الواقعة غربه، إذ لا فرق بين قطر وقطر، فيما يرجع إلى ثبوت الهلال، كما أنه لا فرق بين بلد وبلد داخل القطر الواحد، ولا ينظر الى القول باختلاف المطالع لأن القمر إذا ولد في قطر فإنه لا شبهة في أن ذلك الهلال هلال جديد، وهو منذ اللحظة التي يولد فيها هلال جديد بالنظر الى أقطار الأرض جميعها، بل حتى الأقطار التي شرق القطر الذي رئي فيه الهلال يجب عليها الصوم إذا علمت بدخول الهلال ولم يدركها الفجر، أما الأقطار التي أدركها الفجر فلا تصوم ولايلزمها قضاء ذلك اليوم.
وللتقريب:
ا: إذا ثبتت رؤيته شرعا في اقصى المشرق وجب على كل سكان الأرض الصوم...
ب: إذا ثبتت رؤيته في تونس مثلا، وجب على كل الأقطار الواقعة غربا الصوم وكذلك الأقطار الواقعة شرقا مالم يدركها الفجر كأندونيسيا فلا يلزمها الصوم ولا القضاء وذلك لانقضاء الليل ودخول النهار...
ماهو واجب علماء المسلمين:
1: يجب ايجاد لجنة إسلامية عالمية ذات صفة مستقلة، وأعضاؤها من أهل الدين والثقة والصلاح، مقرها في عدة بلدان اسلامية بناءا على خطوط الطول الجغرافية لضمان التأكد من دخول هلال شهر رمضان وذي الحجة، أولها في اقصى المشرق الإسلامي ثم البلد الثاني الذي إذا رئي فيه الهلال امكن اهل البلد الأول الصيام لاشتراكهم في جزء من الليل وهكذا..
2: أما المطالع السياسية فهي منكر من القول عظيم، إذ كيف تصوم عدة أقطار لثبوت رؤية الهلال عندهم وبينهم أقطار لم تصم ينتظرون من يشهد على رؤية الهلال، فإذا لم يأت من يشهد أكملت عدة شعبان ثلاثين يوما؟!
3: يجب على الأقطار التي لم يثبت عند الأقطار الواقعة شرقها ثبوت الهلال التحري وعدم التبعية إن صاموا صاموا وإن لم يصوموا فمعهم..
وما ينطبق على هلال رمضان ينطبق على هلال شوال وذي الحجة..
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.............
-------------------------------
* هذا المقال نشرته قديما وقد وضعته هنا مع بعض الإضافات والتعديلات
رد: ثبوت هلال رمضان وشوال وذي الحجة...حقيقة المطالع...اختلاف الأمة...
.
.
لماذا الاختلاف حول الحساب الفلكي؟
للشيخ مصطفى الزرقا
لا أجد في اختلاف علماء الشريعة العصريين ما يدعو إلى الاستغراب أغرب من اختلافهم الشديد فيما لا يجوز فيه الاختلاف حول اعتماد الحساب الفلكي في عصرنا هذا؛ لتحديد حلول الشهر القمري لترتيب أحكامه الشرعية. نعم أؤكد على قصدي عصرنا هذا بالذات، ذلك لأنني لا أستبعد الموقف السلبي لعلماء سلفنا من عدم تعويلهم على الحساب الفلكي في هذا الموضوع، بل إنني لو كنت في عصرهم لقلت بقولهم، ولكني أستبعد كل الاستبعاد موقف السلبيين من رجال الشريعة في هذا العصر؛ الذي ارتاد علماؤه آفاق الفضاء الكوني، وأصبح أصغر إنجازاتهم النزول إلى القمر، ثم وضع أقمار صناعية في مدارات فلكية محددة حول الأرض لأغراض شتى: علمية وعسكرية وتجسسية، ثم القيام برحلات فضائية متنوعة الأحداث، والخروج من مراكبها للسياحة في الفضاء خارج الغلاف الجوي الذي يغلف الأرض، وخارج نطاق الجاذبية الأرضية، ثم سحب بعض الأقمار الصناعية الدوارة لإصلاح ما يطرأ عليها من اختلال وهي في الفضاء.
إني على يقين أن علماء سلفنا الأولين، الذي لم يقبلوا اعتماد الحساب الفلكي للأسباب التي سأذكرها قريبًا -نقلاً عنهم- لو أنهم وُجدوا اليوم في عصرنا هذا، وشاهدوا ما وصل إليه علم الفلك من تطور وضبط مذهل لغيروا رأيهم، فإن الله قد آتاهم من سعة الأفق الفكري في فهم مقاصد الشريعة ما لم يؤت مثلَه أتباعُهم المتأخرون، فإذا كان الرصد الفلكي وحساباته في الزمن الماضي، لم يكن له من الدقة والصدق ما يكفي للثقة به والتعويل عليه، فهل يصح أن ينسحب ذلك الحكم عليه إلى يومنا هذا؟
ولعل قائلاً يقول: إن عدم قبول الاعتماد على الحساب الفلكي في تحديد أوائل الشهور القمرية، ليس سببه الشك في صحة الحساب الفلكي ودقته، وإنما سببه أن الشريعة الإسلامية بلسان رسولها -صلى الله عليه وسلم- قد ربطت ميلاد الأهلة وحلول الشهور القمرية بالرؤية البصرية، وذلك بقوله -صلى الله عليه وسلم- في حديثه الثابت عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: "صوموا لرؤيته -أي الهلال- وأفطروا لرؤيته، فإذا غمَّ عليكم فاقدروا له". وفي رواية ثابتة أيضًا: "فإن غُمَّ عليكم فأكلموا العدة ثلاثين".
وقد أخرج هذا الحديث البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم: "فإن غم عليكم فاقدروا ثلاثين"، وهي تفسير لمعنى التقدير المطلق الوارد في الرواية الأولى.
وفي رواية أخرى عند البخاري ومسلم والنسائي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: "إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُمَّ عليكم فصوموا ثلاثين يومًا".
فجميع الروايات الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الشأن قد ربط فيها الصوم والإفطار برؤية الهلال الجديد. وإن القدر أو التقدير عندما تمتنع الرؤية البصرية لعارض يحجبها من غيم أو ضباب أو مانع آخر، معناه: إكمال الشهر القائم -شعبان أو رمضان- ثلاثين يومًا، فلا يحكم بأنه تسعة وعشرون إلا بالرؤية. وهذا من شؤون العبادات التي تبنى فيها الأحكام على النص تعبدًا دون نظر إلى العلل، ولا إعمال للأقيسة.
هذه حجة من لا يقبلون الاعتماد على الحساب الفلكي في تحديد أوائل الشهور القمرية، ولو بلغ الحساب الفلكي من الصحة والدقة مبلغ اليقين بتقدم وسائله العلمية.
تحليل الموضوع وفهمه عقلاً وفقهًا
ونحن نقول بدورنا: إن كل ذلك مسلم به لدينا، وهو معروف في قواعد الشريعة وأصول فقهها بشأن العبادات، ولا مجال للجدل فيه، ولكنه مفروض في النصوص التي تلقى إلينا مطلقة غير معللة، فإذا ورد النص نفسه معللاً بعلة جاءت معه من مصدره، فإن الأمر حينئذ يختلف، ويكون للعلة تأثيرها في فهم النص وارتباط الحكم بها وجودًا وعدمًا في التطبيق، ولو كان الموضوع من صميم العبادات، ولكي تتضح لنا الرؤية الصحيحة في الموضوع نقول: "إن هذا الحديث النبوي الشريف الآنف الذكر ليس هو النص الوحيد في الموضوع، بل هناك روايات أخرى ثابتة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- توضِّح علة أمره باعتماد رؤية الهلال البصرية للعلم بحلول الشهر الجديد؛ الذي نيطت به التكاليف والأحكام، من صيام وغيره.
فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أم سلمة -رضي الله عنها- في كتاب الصيام، باب الصوم لرؤية الهلال: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الشهر يكون تسعة وعشرين يومًا".
وأخرج أيضًا بعده عن ابن عمر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا، وعقد الإبهام في الثالثة (أي: طواه) والشهر هكذا وهكذا يعني تمام الثلاثين".
ومفاد هذا الحديث أنه -صلى الله عليه وسلم- أشار (أولاً) بكلتا يديه وبأصابعه العشر ثلاث مرات، وطوى في الثالثة إبهامه على راحته لتبقى الأصابع فيها تسعًا، لإفادة أن الشهر قد يكون تسعة وعشرين يومًا، ثم كرر الإشارة ذاتها (ثانيًا) دون أن يطوي في المرة الثالثة شيئًا من أصابعه العشر، ليفيد أن الشهر قد يكون أيضًا ثلاثين يومًا؛ أي: أنه يكون تارة تسعة وعشرين وتارة ثلاثين.
هكذا نقل النسائي تفسير هذا الحديث عن شعبة عن جبلة بن سحيم عن ابن عمر.
وكذلك ليس هذا هو كل شيء من الروايات الواردة في هذا الموضوع، فالرواية التي أكملت الصورة، وأوضحت العلة، فارتبطت أجزاء ما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذا الشأن بعضها ببعض، هي ما أخرجه البخاري ومسلم وأحمد وأبو داود والنسائي (واللفظ للبخاري) أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا" يعني مرة تسعة وعشرين، ومرة ثلاثين، وكلهم أوردوا ذلك في كتاب الصوم. وقد أخرجه أحمد عن ابن عمر.
فهذا الحديث النبوي هو عماد الخيمة، وبيت القصيد في موضوعنا هذا، فقد علل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمره باعتماد رؤية الهلال رؤية بصرية لبدء الصوم والإفطار بأنه من أمة أمية لا تكتب ولا تحسب، فما من سبيل لديها لمعرفة حلول الشهر ونهايته إلا رؤية الهلال الجديد، ما دام الشهر القمري يكون تارة تسعة وعشرين وتارة ثلاثين. وهذا ما فهمه شراح الحديث من هذا النص.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: "لا نكتب ولا نحسب" (بالنون فيهما)، والمراد أهل الإسلام الذين بحضرته في تلك المقالة، وهو محمول على أكثرهم؛ لأن الكتابة كانت فيهم قليلة نادرة. والمراد بالحساب هنا حساب النجوم وتسييرها، ولم يكونوا يعرفون من ذلك أيضًا إلا النزر اليسير، فعلق الحكم بالصوم وغيره بالرؤية لرفع الحرج عنهم في معاناة حساب التسيير.
أضاف ابن حجر بعد ذلك قائلاً:
"واستمر الحكم في الصوم ولو حدث بعدهم من يعرف ذلك، بل ظاهر السياق يشعر بنفي تعليق الحكم بالحساب أصلاً".[1]
والعيني في "عمدة القاري" قد علل تعليق الشارع الصوم بالرؤية أيضًا بعلة رفع الحرج في معاناة حساب التسيير كما نقلناه عن ابن حجر. ونقل العيني عن ابن بطال في هذا المقام قوله: "لم نكلف في تعريف مواقيت صومنا ولا عباداتنا ما نحتاج فيه إلى معرفة حساب ولا كتابة، إنما ربطت عباداتنا بأعلام واضحة، وأمور ظاهرة، يستوي في عرفه ذلك الحساب وغيره". وذكر القسطلاني في "إرشاد الساري شرح البخاري" مثل ما قال ابن بطال.
وقال السندي في "حاشيته على سنن النسائي" يشرح كلمة (أمية) الواردة في الحديث بقوله: "أمية في عدم معرفة الكتابة والحساب، فلذلك ما كلفنا الله تعالى بحساب أهل النجوم، ولا بالشهور الشمسية الخفية، بل كلفنا بالشهور القمرية الجلية...".
وواضح من هذا أن الأمر باعتماد رؤية الهلال ليس لأن رؤيته هي في ذاتها عبادة، أو أن فيها معنى التعبد، بل لأنها هي الوسيلة الممكنة الميسورة إذ ذاك، لمعرفة بدء الشهر القمري ونهايته لمن يكونون كذلك، أي: أميين لا علم لهم بالكتابة والحساب الفلكي.
ولازم هذا المفاد من مفهوم النص الشرعي نفسه أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقومه العرب إذ ذاك لو كانوا من أهل العلم بالكتاب والحساب بحيث يستطيعون أن يرصدوا الأجرام الفلكية، ويضبطوا بالكتاب والحساب دوراتها المنتظمة التي نظمتها قدرة الله العليم القدير بصورة لا تختل، ولا تختلف، حتى يعرفوا مسبقًا بالحساب متى يهل بالهلال الجديد، فينتهي الشهر السابق ويبدأ اللاحق، لأمكنهم اعتماد الحساب الفلكي. وكذا كل من يصل لديهم هذا العلم من الدقة والانضباط إلى الدرجة التي يوثق بها ويطمئن إلى صحتها.
هذا حينئذ -ولا شك- أوثق وأضبط في إثبات الهلال من الاعتماد على شاهدين ليسا معصومين من الوهم وخداع البصر، ولا من الكذب لغرض أو مصلحة شخصية مستورة، مهما تحرينا للتحقق من عدالتهما الظاهرة التي توحي بصدقهما، وكذلك هو -أي طريق الحساب الفلكي- أوثق وأضبط من الاعتماد على شاهد واحد عندما يكون الجو غير صحو والرؤية عسيرة، كما عليه بعض المذاهب المعتبرة في هذا الحال.
وقد وجد من علماء السلف -حين كان الحساب الفلكي في حاله القديمة غير منضبط- من قال: إنَّ العالم بالحساب يعمل به لنفسه، قال بهذا مطرف بن عبد الله من التابعين، ونقله عنه الحطاب من المالكية في كتابه "مواهب الجليل".
وقال القشيري: إذا دلَّ الحساب على أن الهلال قد طلع من الأفق على وجه يرى لولا وجود المانع كالغيم مثلاً، فهذا يقتضي الوجوب لوجود السبب الشرعي، وأن حقيقة الرؤية ليست مشروطة في اللزوم، فقد اتفقوا على أنَّ المحبوس في المطمورة إذا علم بإتمام العدة، أو بطريق الاجتهاد أن اليوم من رمضان وجب عليه الصوم.
ونقل القليوبي من الشافعية عن العبادي قوله: "إذا دل الحساب القطعي على عدم رؤية الهلال لم يقبل قول العدول برؤيته، وترد شهادتهم"، ثم قال القليوبي: هذا ظاهر جلي، ولا يجوز الصوم حينئذ، وإن مخالفة ذلك معاندة ومكابرة.
وواضح أيضًا لكل ذي علم وفهم أن أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بإتمام الشهر القائم ثلاثين حين يغم علينا الهلال بسبب ما حاجبٍ للرؤية من غيم أو ضباب أو غيرهما: ليس معناه أن الشهر القائم يكون في الواقع ثلاثين يومًا، بل قد يكون الهلال الجديد متولدًا وقابلاً للرؤية لو كان الجو صحوًا، وحينئذ: يكون اليوم التالي الذي اعتبرناه يوم الثلاثين الأخير من الشهر هو في الواقع أول يوم من الشهر الجديد الذي علينا أن نصومه أو نفطر فيه، ولكن لأننا لا نستطيع معرفة ذلك من طريق الرؤية البصرية التي حجبت، ولا نملك وسيلة سواها فإننا نكون معذورين شرعًا إذا أتممنا شعبان ثلاثين يومًا وكان هو في الواقع تسعة وعشرين، فلم نصم أول يوم من رمضان؛ إذ (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا) بنص القرآن العظيم.
هذا تحليل الموضوع وفهمه عقلاً وفقهًا، وليس معنى إتمام الثلاثين حين انحجاب الرؤية أننا بهذا الإتمام نصل إلى معرفة واقع الأمر وحقيقته في نهاية الشهر السابق وبداية اللاحق، وأن نهاية السابق هي يوم الثلاثين.
وما دام من البدهيات أن رؤية الهلال الجديد ليست في ذاتها عبادة في الإسلام، وإنما هي وسيلة لمعرفة الوقت، وكانت الوسيلة الوحيدة الممكنة في أمة أمية لا تكتب ولا تحسب، وكانت أميتها هي العلة في الأمر بالاعتماد على العين الباصرة، وذلك بنص الحديث النبوي مصدر الحكم، فما الذي يمنع شرعًا أن نعتمد الحساب الفلكي اليقيني، الذي يعرفنا مسبقًا بموعد حلول الشهر الجديد، ولا يمكن أن يحجب علمنا حينئذٍ غيم ولا ضباب إلا ضباب العقول؟
يتبع...
رد: ثبوت هلال رمضان وشوال وذي الحجة...حقيقة المطالع...اختلاف الأمة...
سبب رفض المتقدمين اعتماد الحساب
من المسلم به أن الفقهاء وشراح الحديث يرفضون التعويل على الحساب لمعرفة بدايات الشهور القمرية ونهايتها للصيام والإفطار، ويقررون أن الشرع لم يكلفنا في مواقيت الصوم والعبادة بمعرفة حساب ولا كتابة، وإنما ربط التكليف في كل ذلك بعلامات واضحة يستوي في معرفتها الكاتبون والحاسبون وغيرهم، كما نقلناه سابقًا عن العيني والقسطلاني وابن بطال والسندي وسواهم. وأن الحكمة في هذا واضحة لاستمرار إمكان تطبيق الشريعة في كل زمان ومكان.
ولكن يحسن أن ننقل تعليلاتهم لهذا الرفض ليتبين سببه ومبناه، مما يظهر ارتباطه بما كانت عليه الحال في الماضي، ولا ينطبق على ما أصبح عليه أمر علم الفلك وحسابه في عصرنا هذا.
فقد نقل ابن حجر أيضًا عن ابن بزيزة أن اعتبار الحساب هو "مذهب باطل، فقد نهت الشريعة عن الخوض في علم النجوم لأنه حَدس وتخمين، وليس فيه قطع ولا ظن غالب".
ويظهر من كلام ابن حجر وابن بزيزة أن العلة في عدم اعتماد الحساب هي أن هذا العلم في ذاك الزمن مجرد حدس وتخمين لا قطع فيه، وأن نتائجه مختلفة بين أهله فيؤدي ذلك إلى الاختلاف والنزاع بين المكلفين.
ونقل الزرقاني في شرحه على الموطأ عن النووي قوله: "إن عدم البناء على حساب المنجمين لأنه حدس وتخمين، وإنما يعتبر منه ما يعرف به القبلة والوقت"؛ أي أن مواقيت الصلاة فقط يعتبر فيها الحساب.
وذكر ابن بطال ما يؤيد ذلك، فقال: "وهذا الحديث -أي: حديث "لا نكتب لا نحسب"- ناسخ لمراعاة النجوم بقوانين التعديل، وإنما المعول على رؤية الأهلة، وإنما لنا أن ننظر في علم الحساب ما يكون عيانًا أو كالعيان، وأما ما غمض حتى لا يدرك إلا بالظنون، وبكشف الهيئات الغائبة عن الأبصار فقد نهينا عنه وعن تكلفه".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في معرض احتجاجه لعدم جواز اعتماد الحساب: "إن الله سبحانه لم يجعل لمطلع الهلال حسابًا مستقيمًا.. ولم يضبطوا سيره إلا بالتعديل الذي يتفق الحساب على أنه غير مطرد، وإنما هو تقريب".
وقال في مكان آخر: "وهذا من الأسباب الموجبة لئلا يعمل بالكتاب والحساب في الأهلة".
وقد أكد هذا المعنى في مواطن عديدة من الفصل الذي عقده في هذا الموضوع.
هذا، ويبدو من كلام شيخ الإسلام -رحمه الله- أنه يعتبر اعتماد الحساب لمعرفة أوائل الشهور القمرية من قبيل عمل العرافين، وعمل المنجمين؛ الذين يربطون الحوادث في الأرض وطوالع الحظوظ بحركات النجوم واقتراناتها. فقد قال في أواخر الفصل الطويل الذي عقده في هذا الموضوع: "فالقول بالأحكام النجومية باطل عقلاً ومحرم شرعًا، وذلك أن حركة الفلك -وإن كان لها أثر- ليست مستقلة، بل تأثير الأرواح وغيرها من الملائكة أشد من تأثيره، وكذلك تأثير الأجسام الطبيعية التي في الأرض...".
ثم قال: "والعراف يعم المنجم وغيره إما لفظًا وإما معنى، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من اقتبس علمًا من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر[2]" ، فقد تبين تحريم الأخذ بأحكام النجوم، وقد بينا من جهة العقل أن ذلك أيضًا متعذر في الغالب، وحذاق المنجمين يوافقون على ذلك، فتبين لهم أن قولهم في رؤية الهلال وفي الأحكام [مراده أحكام النجوم، أي: تأثير حركاتها في الحوادث والحظوظ] من باب واحدة يعلم بأدلة العقول امتناع ضبط ذلك، ويعلم بأدلة الشريعة تحريم ذلك...".
وقد اشتد شيخ الإسلام -رحمه الله- على من يقول باعتماد الحساب في الأهلة وشنع عليه، وقال: "فمن كتب أو حسب لم يكن من هذه الأمة في هذا الحكم، بل يكون اتبع غير سبيل المؤمنين".
الجزء الثالث:
.
.
.
لماذا الاختلاف حول الحساب الفلكي؟
.
الرأي الذي أراه في هذا الموضوع
يتضح من مجموع ما تقدم بيانه الأمور الأربعة التالية:
أولاً: أن النظر إلى جميع الأحاديث النبوية الصحيحة الواردة في هذا الموضوع، وربط بعضها ببعض -وكلها واردة في الصوم والإفطار- يبرز العلة السببية في أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن يعتمد المسلمون في بداية الشهر ونهايته رؤيته الهلال بالبصر لبداية شهر الصوم ونهايته، ويبيّن أن العلة هي كونهم أمة أمية لا تكتب ولا تحسب، أي: ليس لديهم علم وحساب مضبوط يعرفون به متى يبدأ الشهر ومتى ينتهي، ما دام الشهر القمري يكون تارة تسعة وعشرين يومًا، وتارة ثلاثين.
وهذا يدل بمفهومه على أنه إذا توافر العلم بالنظام الفلكي المحكم؛ الذي أقامه الله تعالى بصورة لا تختلف، وأصبح هذا العلم يوصلنا إلى معرفة يقينية بمواعيد ميلاد الهلال في كل شهر، وفي أي وقت بعد ولادته تمكن رؤيته بالعين الباصرة السليمة؛ إذا انتفت العوارض الجوية التي قد تحجب الرؤية، فحينئذ لا يوجد مانع شرعي من اعتماد هذا الحساب، والخروج بالمسلمين من مشكلة إثبات الهلال، ومن الفوضى التي أصبحت مخجلة، بل مذهلة، حيث يبلغ فرق الإثبات للصوم بين مختلف الأقطار الإسلامية ثلاثة أيام، كما يحصل في بعض الأعوام.
ثانيًا: أن الفقهاء الأوائل الذين نصوا على عدم جواز اعتماد الحساب في تحديد بداية الشهر القمري للصوم والإفطار، وسموه حساب التسيير، قالوا: إنه قائم على قانون التعديل، وهو ظني مبني على الحدس والتخمين[3] ، وكلهم قد بنوا على حالة هذا الحساب الذي كان في زمنهم، حيث لم يكن في وقتهم علم الفلك -الذي كان يسمى علم الهيئة، وعلم النجوم، أو علم التسيير أو التنجيم- قائمًا على رصد دقيق بوسائل محكمة؛ إذ لم تكن آنذاك المراصد المجهزة بالمكبرات من العدسات الزجاجية العظيمة التي تقرب الأبعاد الشاسعة إلى درجة يصعب على العقل تصورها، والتي تتبع حركات الكواكب والنجوم، وتسجلها بأجزاء من مئات أو آلاف الأجزاء من الثانية الواحدة، وتقارن بين دورتها بهذه الدقة؛ ولذا كانوا يسمونه علم التسيير الذي يقوم على قانون التعديل؛ حيث يأخذ المنجم الذي يحسب سير الكواكب عددًا من المواقيت السابقة، ويقوم بتعديلها بأخذ الوسطى منها، ويبني عليها حسابه، وهذا معنى قانون التعديل كما يشعر به كلامهم نفسه.
من هنا كان حسابهم حدسيًا وتخمينًا كما وصفه أولئك الفقهاء الذي نفوا جواز الاعتماد عليه، وإن كان بعضهم كالإمام النووي صرح بجواز اعتماد حسابهم لتحديد جهة القبلة ومواقيت الصلاة دون الصوم، مع أن الصلاة في حكم الإسلام أعظم خطورة من الصوم بإجماع الفقهاء، وأشد وجوبًا وتأكيدًا.
وقد نقلنا آنفًا كلام ابن بطال بأن "لنا أن ننظر في علم الحساب ما يكون عيانًا أو كالعيان..."، وهذا ما يتسم به ما وصل إليه علم الفلك في عصرنا هذا من الدقة المتناهية الانضباط.
ثالثًا: إن الفقهاء الأوائل واجهوا أيضًا مشكلة خطيرة في عصرهم، وهي الاختلاط والارتباط الوثيق إذ ذاك في الماضي بين العرافة والتنجيم والكهانة والسحر من جهة، وبين حساب النجوم (بمعنى علم الفلك) من جهة أخرى. فيبدو أن كثيرًا من أهل حساب النجوم كانوا أيضًا يشتغلون بتلك الأمور الباطلة، التي نهت عنها الشريعة أشد النهي، فكان للقول باعتماد الحساب في الأهلة مفسدتان:
الأولى: أنه ظني من باب الحدس والتخمين مبني على طريقة التعديل التي بينّا معناها، فلا يعقل أن تترك به الرؤية بالعين الباصرة رغم ما قد يعتريها من عوارض واشتباهات.
الثانية: وهي الأشد خطورة والأدهى، وهي انسياق الناس إلى التعويل على أولئك المنجمين والعرافين الذين يحترفون الضحك على عقول الناس بأكاذيبهم، وترهاتهم، وشعوذاتهم.
وهذه المفسدة الثانية هي التفسير لهذا النكير الشديد الذي أطلقه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- على من يلجئون إلى الحساب، حساب النجوم في إهلال الأهلة بدلاً من الرؤية، واعتباره إياهم من الذين يتبعون غير سبيل المؤمنين، وذلك بدليل أنه صرح باعتبارهم من قبيل العرافين، والذين يربطون أحداث الأرض وطوالع الناس وحظوظهم بحركات النجوم، وسموا من أجل ذلك بالمنجمين، وذكر شاهدًا على ذلك الحديث النبوي الآنف الذكر، وهو قوله -عليه الصلاة والسلام-: "من اقتبس علمًا من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر".
فلا يعقل أن ينهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن علم يبين نظام الكون، وقدرة الله تعالى وحكمته وعلمه المحيط في إقامة الكون على نظام دقيق لا يختل، ويدخل في قوله تعالى في قرآنه العظيم: (قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)، فليس لهذا الحديث النبوي محمل إلا على تلك الشعوذات والأمور الباطلة؛ التي خلط أولئك المنجمون بينها وبين الحساب الفلكي، الذي لم يكن قد نضج وبلغ في ذلك الوقت مرتبة العلم والثقة.
رابعًا: أما اليوم في عصرنا هذا الذي انفصل فيه منذ زمن طويل علم الفلك بمعناه الصحيح عن التنجيم بمعناه العرفي من الشعوذة، والكهانة، واستطلاع الحظوظ من حركات النجوم، وأصبح علم الفلك قائمًا على أسس من الرصد بالمراصد الحديثة، والأجهزة العملاقة التي تكتشف حركات الكواكب من مسافات السنين الضوئية، وبالحسابات الدقيقة المتيقنة التي تحدد تلك الحركات بجزء من مئات أو آلاف الأجزاء من الثانية، وأقيمت بناء عليه في الفضاء حول الأرض محطات ثابتة، وتستقبل مركبات تدور حول الأرض... إلخ.. فهل يمكن أن يشك بعد ذلك بصحته ويقين حساباته، وأن يقاس على ما كان عليه من البساطة والظنية والتعديل في الماضي زمن أسلافنا -رحمهم الله-؟!
والله أعلم.
الشيخ مصطفى الزرقا.................. .........انتهى
رد: ثبوت هلال رمضان وشوال وذي الحجة...حقيقة المطالع...اختلاف الأمة...
قال سماحة الشيخ عبدالله البسام - رحمه الله - في كتابه : تيسير العلام شرح عمدة الأحكام في كتاب الصيام :
واختلفوا فيما إذا رُئي الهلال ببلد، فهل يلزم الناس جميعاً الصيام أم لا؟.
فالمشهور عن الإمام، "أحمد" وأتباعه، وجوب الصوم على عموم المسلمين في أقطار الأرض، لأن رمضان ثبت دخوله، وثبتت أحكامه، فوجب صيامه، وهو من مفردات مذهب أحمد، وهو مذهب أبي حنيفة أيضاً.
وذهب بعضهم إلى عدم وجوبه، وأن لكل أهل بلد رؤيتهم، وهو مذهب القاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله، وإسحاق.
لما روى كريب: قال قدمت الشام، واستهل رمضان وأنا بالشام، فرأينا الهلال ليلة الجمعة.
ثم قدمت المدينة في آخر الشهر. فسألني ابن عباس، ثم ذكر الهلال فقال: متى رأيتم الهلال؟ فأخبرته.
فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه.
فقلت: ألا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟.
فقال: لا. "هكذا أمرنا رسول صلى الله عليه وسلم" رواه مسلم.
وذهب الشافعي في المشهور عنه إلى التفصيل.
وهو أنه، إن اختلفت المطالع، فلكل قوم حكم مطلعهم. وإن اتفقت المطالع، فحكمهم واحد في الصيام والإفطار، وهذا اختيار شيخ الإسلام "ابن تيمية". وذكر الشيخ محمد بن عبد الواهب ابن المراكشي في كتابه "العذب الزلال في مباحث رؤية الهلال" أنه إذا كان البعد بين البلدين أقل من 2226 من الكيلو مترات فهلالهما واحد، وإن كان أكثر فلا.
رد: ثبوت هلال رمضان وشوال وذي الحجة...حقيقة المطالع...اختلاف الأمة...
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالله البطاطي
واختلفوا فيما إذا رُئي الهلال ببلد، فهل يلزم الناس جميعاً الصيام أم لا؟.
فالمشهور عن الإمام، "أحمد" وأتباعه، وجوب الصوم على عموم المسلمين في أقطار الأرض، لأن رمضان ثبت دخوله، وثبتت أحكامه، فوجب صيامه، وهو من مفردات مذهب أحمد، وهو مذهب أبي حنيفة أيضاً.
وذهب بعضهم إلى عدم وجوبه، وأن لكل أهل بلد رؤيتهم، وهو مذهب القاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله، وإسحاق.
لما روى كريب: قال قدمت الشام، واستهل رمضان وأنا بالشام، فرأينا الهلال ليلة الجمعة.
ثم قدمت المدينة في آخر الشهر. فسألني ابن عباس، ثم ذكر الهلال فقال: متى رأيتم الهلال؟ فأخبرته.
فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه.
فقلت: ألا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟.
فقال: لا. "هكذا أمرنا رسول صلى الله عليه وسلم" رواه مسلم.
وذهب الشافعي في المشهور عنه إلى التفصيل.
شكرا على ردك ومداخلتك أخي الكريم، وهذه القصة يستدل بها القائلون على أن المطالع مختلفة، فيرون أن الهلال قد يرى في مكان، ولا يرى في آخر حسب اختلاف المطالع كما يظنون، وهذا قد يحدث في البلدان التي تقع على خطوط طول متقاربة أو واحدة حسب خطوط العرض، لكن لو ولد الهلال في أي قطر فإن رؤيته تصبح مؤكدة في البلدان الواقعة غربا، وتزداد الرؤية وضوحا كلما اتجهنا غربا..
= رؤية كريب مع معاوية للهلال ليلة الجمعة تثبت دخول الهلال، بينما عدم رؤية ابن عباس للهلال إلا ليلة السبت لا يثبت أن الهلال لم يولد ليلة الجمعة، فقد يكون غم عليهم ولم يستطيعوا رؤيته لسبب ما، ولأهمية بداية الصوم قـُبلت شهادة الواحد...
= إذا انفرد صحابي بقول فليس بحجة، وهو ما ينطبق على قول ابن عباس هنا، وقوله: "لا ...هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم"، مشيرا إلى الحديث: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته...."، فتفسير ابن عباس هذا قد خالفه فيه جمهور العلماء ومنهم الحسن البصري، فاختلاف المطالع أثرها ينحصر في مواقيت الإمساك والإفطار وكذلك مواقيت الصلاة، ولكن على مستوى إثبات الأهلة ليس له ذلك الأثر، ومن هنا اختار كثير من أئمة الفقه في المذاهب الأربعة عدم التعويل على اختلاف المطالع في إثبات الهلال، والحديث الشريف الذي يأمر بالرؤية خطاب للأمة الإسلامية الواحدة من المشرق الى المغرب فيكفي لإيجاب الصوم على أهل بلد أن تثبت رؤيته في بلد آخر، فكأن معنى الحديث الشريف: (صوموا إذا رئي الهلال، أو: إذا تحققت رؤية الهلال).
= وعلى افتراض أن قول ابن عباس رضي الله عنه كان هو الصحيح، فإن المؤيدين لرأيه والقائلين به يرون اختلاف المطالع الجغرافية، لكنهم لم يحددوها تحديدا علميا صحيحا، وحوروها بعد ذلك إلى المطالع السياسية بدلا منها، فصاروا يلزمون كل بلد بالرؤية ضمن قرار الجهة الرسمية المخولة بإعلان بداية الصوم ونهايته.
=مسألة المطالع، وحسابات الفلك، ومنازل القمر.... علوم متقدمة لا يتقنها إلا علماء الفلك، والحديث عن صحة المطالع وأثرها في الرؤية أو عدم أثرها موضوع يتطلب من الفقهاء عدم الإنفراد بالحكم دون سماع أقوال علماء هذا الإختصاص.
السؤال البريء:
لماذا يُظن أن القمر تَسْهل ولادته على بلدان معينة، وتتعسر ولادته على بلدان أخرى؟
هل يُعقل أن يلد القمر فوق الهند في الشرق ثم يعود إلى ما قبل المخاض فوق الجزائر في الغرب؟
أصلح الله الأحوال..
رد: ثبوت هلال رمضان وشوال وذي الحجة...حقيقة المطالع...اختلاف الأمة...
للمتابعة
وبارك الله في أخينا التبريزي، ونفع به؛ فقد جاء بما يجول في صدري منذ سنين.
رد: ثبوت هلال رمضان وشوال وذي الحجة...حقيقة المطالع...اختلاف الأمة...
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو رقية الذهبي
للمتابعة
وبارك الله في أخينا التبريزي، ونفع به؛ فقد جاء بما يجول في صدري منذ سنين.
وبارك فيك، وحياك الله أخي الكريم..
رد: ثبوت هلال رمضان وشوال وذي الحجة...حقيقة المطالع...اختلاف الأمة...
وإليكم رأي مفتي مصر الأسبق الشيخ د.نصر فريد
(السياسة والتدخل في الهلال:
الإسلام دين ودنيا، أي أن الدين هو الذي يتحكم في كافة الأمور السياسية أي لا بد أن تتوافق المواقف والقرارات السياسية مع أحكام الدين والشريعة الإسلامية.
فالدين هو الذي يسوس الناس وينظم علاقات الأفراد بعضهم والجماعات والدول، على المستوى المحلي والدولي والعالمي .. لكن عندما تتدخل السياسة في القضايا الدينية، وإخضاع الدين وأحكامه للسياسة الوضعية، فهذا أمر محظور شرعًا.
إن المقولة التي تنادي بأنه لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة، مقولة خاطئة ومرفوضة، فالإسلام هو نظام شامل، عقيدة وشريعة ينظم أمور الدين كما ينظم أمور الدنيا، لذلك فلا بد أن تتفق علاقات الأفراد مع بعضهم بعضًا على المستوى المحلي والعالمي مع الشرع والدين الذي نزل بها الوحي والسنة المحمدية، ومن هنا يكون تدخل السياسة في الدين من حيث الوضع أمر مرفوض بإجماع الفقهاء والعلماء المسلمين، فالإسلام هدفه توحيد الأمة الإسلامية وتحقيق الوحدة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعلمية، كل في إطار الشرع الإسلامي الحنيف، وهذا لا يعني أن يكون المسلمون جميعًا دولة واحدة، لكن لا بد أن تكون بينهم وحدة دينية ووحدة مشاعر ومناسبات دينية. وفي نفس الوقت كل دولة لها سياستها الداخلية الخاصة بها، لكن في إطار سياسة عامة، بما لا يتعارض مع نصوص الفتوى العامة والخاصة، وأن ينحوا الأمور السياسية والخلافات المفتعلة جانبًا من علاقاتهم، وبالتالي لا يحدث تناحر وتنافر بينهم، كما نرى منذ سنوات في قضية رؤية هلال شهر رمضان المعظم وعيد الفطر المبارك.
فللأسف نتيجة لتدخل السياسة في الدين نجد تعارضًا واضحًا بين علماء المسلمين حول هذه القضية، وكل منهم يصر على رأيه، سواء أخذ بظاهر النص أو أخذ بفقه النص، مما يؤدي إلى تعدد الآراء في هذه القضية الجوهرية، لأن ذلك يؤدي على أن يصبح لكل دولة رأي منفرد، رغم أن المصلحة العامة تتطلب وحدة جميع المسلمين، فليس أقل من وحدة المطالع بينهم، وقد رأى جمهور العلماء في العالم الإسلام انه إذا ثبتت رؤية الهلال في بلد من البلدان الإسلامية، وجب على جميع الدول الإسلامية التي تشترك معه في جزء من الليل أن تتفق مع هذه الرؤية......... ومعنى ذلك أنه يتوجب على كل الدول الإسلامية إذا ظهر الهلال في أية دولة إسلامية أن يكون ذلك هلالاً لكل المسلمين، وبذلك تكون أمة واحدة صومها واحد، وعيدها واحد وشهورها العربية واحدة، وهذا بلا شك تترتب عليه آثار إيجابية عديدة، لكن شريطة مراعاة فروق التوقيت".
لم يعد الاختلاف في المطالع مقبولاً:
"وتساءل د. واصل: لماذا تعدد المطالع في الأعياد، والمناسبات الدينية الإسلامية في ظل التقدم العلمي والتكنولوجي الحالي؟ .. فكل دول العالم تستطيع أن تعرف المعلومة خلال دقائق معدودة فهل هذا التوحد يؤثر في السياسة؟ .. وأقول للعلماء جميعًا تأملوا فيما حديث العام الماضي، حيث تعددت الفروق في المطالع بين الدول الإسلامية ووصلت إلى 4 أيام على مستوى العالم الإسلامي. وفي دولة مثل العراق وصلت فروق المطالع إلى 3 أيام بين السنة والشيعة وبين الشيعة بعضهم بعضًا، فالمسلمون أنفسهم تفرقوا إلى شيع وأحزاب.
إن التمسك بالسياسية الوضعية يتعارض مع الدين على الإطلاق، فالإسلام عقيدة وشريعة ودين ويجب أن يؤثر في السياسة وليس العكس، فهذا خطأ كبير لا يقره الإسلام ولا يقبل به أي عالم من علماء المسلمين ووحدتهم والبحث عن أسباب وسبل هذه الوحدة التي لن تتحقق إذا تدخلت السياسة في الدين".
-----------------------------------
رد: ثبوت هلال رمضان وشوال وذي الحجة...حقيقة المطالع...اختلاف الأمة...
حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - واضح : (( صوموا لرؤيته ، وأفطروا لرؤيته ، فإن غم عليكم فاقدروا له )) متفق عليه ، وفي رواية أخرى للشيخان : (( فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً )) .
فنبقى نحن على القاعدى الفقهية المعروفة : ( بقاء ما كان على ما كان ) فنبقي شعبان على أصله وهو ثلاثين يوماً
حتى نرى الهلال ، فإن رأيناه صمنا ، وإن لم نراه جعلنا شعبان ثلاثين يوماً
ولكن الاشكال هنا : إذا رؤي الهلال ببلد ، هل يلزم جميع المسلمين الصوم ؟
تقدم أن هذه المسألة خلافية : فمنهم من قال أنه يلزم جميع المسلمين أن يصوموا لأن الهلال قد ظهر
وفي هذا القول : سوف يتحد يوم صوم الناس وفطرهم .
ومنهم من قال : أن لكل بلد حكم مطلعهم ، واستدلوا بحديث ابن عباس - رضي الله عنهما -
ولكن قول ابن عباس : ( هكذا أمرنا رسول الله ) ، هل يريد به حديث : (( إذا رأيتموه فصوموا )) ؟
المعمول به في هذا الزمان ، أن لكل قوم حكم مطلعهم .
ولكن كما ذكرت شيخنا الفاضل التبريزي أنه في عام 1421 هـ . ، كان يوم الفطر في أربعة أيام متوالية .
وأيضاً : مسألة أخرى / أن يوم عرفة ، المسلمون تبع للملكة في ذلك ، لأن الحجاج يقفون بعرفة في ذلك اليوم ،
فلا يمكن أن ايصوم الإنسان في يوم لم يقف الحجاج فيه لعرفة .
فكيف اتفقوا في هلال ذي الحجة ، واختلفوا في هلال رمضان وشوال ؟!
وفي هذا الزمن : انتشر الإعلام ، فإذا رُؤي الهلال في بلدة ، فيتم نشر ذلك عبر وسائل الإعلام مباشرة
فلو رُؤي الهلال في الشرق ، فبالإعلام ينتشر الخبر ويعرف الذين في الغرب ظهور الهلال
أما في الزمن الماضي : فقد يكون ذلك الأمر مستحيلاً
فالمسألة خلافية ، ولكل اجتهاده ودليله وفهمه للأحاديث ، ولا يُلام من أخذ بأحد القولين .
رد: ثبوت هلال رمضان وشوال وذي الحجة...حقيقة المطالع...اختلاف الأمة...
اقتباس:
رؤية كريب مع معاوية للهلال ليلة الجمعة تثبت دخول الهلال، بينما عدم رؤية ابن عباس للهلال إلا ليلة السبت لا يثبت أن الهلال لم يولد ليلة الجمعة، فقد يكون غم عليهم ولم يستطيعوا رؤيته لسبب ما، ولأهمية بداية الصوم قـُبلت شهادة الواحد...
قال - صلى الله عليه وسلم : (( فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً )) متفق عليه
رد: ثبوت هلال رمضان وشوال وذي الحجة...حقيقة المطالع...اختلاف الأمة...
بالنسبة للرؤية بالمنظار : فليس فيها حرج ، فهي رؤية بالعين إلا أنها مقربة مكبرة مثل المكبرات الصوتية
رد: ثبوت هلال رمضان وشوال وذي الحجة...حقيقة المطالع...اختلاف الأمة...
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالله البطاطي
حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - واضح : (( صوموا لرؤيته ، وأفطروا لرؤيته ، فإن غم عليكم فاقدروا له )) متفق عليه ، وفي رواية أخرى للشيخان : (( فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً )) .
فنبقى نحن على القاعدى الفقهية المعروفة : ( بقاء ما كان على ما كان ) فنبقي شعبان على أصله وهو ثلاثين يوماً
حتى نرى الهلال ، فإن رأيناه صمنا ، وإن لم نراه جعلنا شعبان ثلاثين يوماً .
بارك الله فيك أخي العزيز وشكرا على تعقيبك الكريم،، وأقول:
فإذا رأوا الهلال في باكستان والإمارات مثلا، ألا يشمل الخطاب من يسمع بالرؤية وقد اشتركوا بليل مع من رأوه؟
1: هل الحديث الشريف موجه لكل اقليم على حدة؟ أم أن المعنى والتوجيه أعم وأشمل؟ أليس الخطاب عاما للمسلمين وليس خاصا لقطرٍ عن قطر؟!
2: هل من المؤكد أن لكل بلد مطلع خاص؟! ، وإذا كان لكل بلد مطلع خاص فما هو التقسيم الجغرافي لهذه المطالع؟!
3: وإذا كان هناك فعلا مطالع مختلفة ،، فهل البلد الواحد يقع في مطالع متعددة؟ وبالتالي لماذا يصومون في يوم واحد! وكأن تقسيم المطالع اصبح حسب تقسيم البلاد من حيث الجغرافيا السياسية لا الطبيعية؟ أليس في هذا تناقض واضح للمتحمسين لنظرية المطالع!!
4: وقبل هذا وذاك نريد تعريفا دقيقا للمطلع، ما حقيقته علميا؟ أليس خير من يجيب هم علماء الفلك المسلمين؟
علماء الفلك يقولون أن الإقتران أو المحاق أو ولادة الهلال هي لحظة عالمية واحدة، تحدث في لحظة واحدة، فإذا ولد الهلال بقي على حاله مولودا ويزداد وضوحه كلما اتجهنا غربا.
------------------
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالله البطاطي
ولكن الاشكال هنا : إذا رؤي الهلال ببلد ، هل يلزم جميع المسلمين الصوم ؟
تقدم أن هذه المسألة خلافية : فمنهم من قال أنه يلزم جميع المسلمين أن يصوموا لأن الهلال قد ظهر
وفي هذا القول : سوف يتحد يوم صوم الناس وفطرهم .
وما المانع يا أخي أن يصوموا كلهم في يوم واحد إذا اشتركوا بليل ولم يدرك بعضهم الفجر قبل الولادة؟
لو رؤي الهلال في أقصى الشرق، لزم المسلمين كلهم الصوم، فالأقطار التي تقع في الغرب قد دخل عليها رمضان لأن الهلال يزداد وضوحا كلما اتجهنا غربا..
أما إذا رؤي الهلال وكانت ولادته فوق ليبيا مثلا، فلا يلزم أهل اندونيسيا الصوم لأنه أدركهم الفجر، أما من يشتركون مع ليبيا بليل فيلزمهم الصوم..
--------------------------
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالله البطاطي
ومنهم من قال : أن لكل بلد حكم مطلعهم ، واستدلوا بحديث ابن عباس - رضي الله عنهما -
ولكن قول ابن عباس : ( هكذا أمرنا رسول الله ) ، هل يريد به حديث : (( إذا رأيتموه فصوموا )) ؟
المعمول به في هذا الزمان ، أن لكل قوم حكم مطلعهم .
ولكن كما ذكرت شيخنا الفاضل التبريزي أنه في عام 1421 هـ . ، كان يوم الفطر في أربعة أيام متوالية .
أخي الكريم، لنكن واضحين فنقول: لكل قوم مطالعهم السياسية وليست مطالعهم الجغرافية،،،
المطالع حقيقتها في وضوح ولادة الهلال كلما اتجهت غربا، وليس معنى ذلك أن الهلال إذا ولد شرقا قد لا يولد غربا، هذا مستحيل، فإذا ولد الهلال فوق قطر معين أمكن الأقطار كلها والواقعة غربا رؤية الهلال..
أما القول أن لكل بلد مطالعهم فنطالب بتحديد هذه المطالع إن صحت (ولن تصح)!!
هل ستكون مطالع جغرافية لا ينظر فيها إلى الحدود السياسية، وإذا كانت جغرافية فكيف نعمل بالقطر الكبير الواحد إذا قسم إلى أكثر من مطلع؟!! إن أربعة أيام مختلف فيها عام 1421 يثبت نظرية المطالع السياسية فقط، والمهزلة أن التوزيع الجغرافي للدول التي اختلفت في عام 1421 بعضها متلاصقة والبعض ممن اتفقوا في يوم العيد مناطقهم متباعدة!!
القمر إذا ولد فإنما يولد مرة واحدة فقط على الكرة الأرضية، وتصبح رؤيته حتمية لكل الأقطار الواقعة غرب مكان الرؤية..
وهنا سؤال:
لو قلنا مثلا أن المنطقة الشرقية لها مطلع يخالف المنطقة الغربية من السعودية؟ فهل لو غم على أهل الشرقية ورأوه أهل مكة سيصوم أهل الغربية ويتم أهل الشرقية شعبان 30 يوما؟!!
--------------------
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالله البطاطي
وفي هذا الزمن : انتشر الإعلام ، فإذا رُؤي الهلال في بلدة ، فيتم نشر ذلك عبر وسائل الإعلام مباشرة
فلو رُؤي الهلال في الشرق ، فبالإعلام ينتشر الخبر ويعرف الذين في الغرب ظهور الهلال
أما في الزمن الماضي : فقد يكون ذلك الأمر مستحيلاً
أحسنت بارك الله فيك،، الإعلام حل مشكلة التبليغ، لكن بقيت مشكلة التنفيذ..
-------------------
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالله البطاطي
قال - صلى الله عليه وسلم : (( فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً )) متفق عليه
،،،،،،،،،،،،
المقصد هنا بالإستشهاد أن عدم رؤية ابن عباس ليس معناها أن الهلال يستحيل رؤيته وأنه لم يولد!! بل معناه أن الهلال يحتمل الولادة أو عدمها شريطة أن يكون المكان الذي غم فيه شرق المكان الذي رؤي فيه، أما إذا كان المكان غربا فالولادة ترى بوضوح إذا تحققت ولادته شرقا..
ثم الإستشهاد بهذه الحادثة لا تعطي دليلا قويا لضعف الإتصالات يومئذ، فرواية القصة قد تمت بعد رمضان بشهور، ولو أمكن التواصل مثلما هو اليوم لربما صام المسلمون سوية لأن الخطاب عام ٌ وليس مخصوص..
رد: ثبوت هلال رمضان وشوال وذي الحجة...حقيقة المطالع...اختلاف الأمة...
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
إخواني لن يتحد المسلمون في صومهم وفطرهم إلا إن اعتمدوا الحساب الفلكي اليقيني ، الذي لا يمكن لأحد أن يماري أو أن يجادل فيه ، وهذا القول وإن كان عجيباً غريباً عند البعض ، فإنني أكاد أجزم أنه خلال عشر سنوات من الآن سوف يتندر الناس بذكر من كانوا لا يرون مشروعية الاعتماد على الحساب الفلكي .
ملحوظة ينبغي اعتبارها : كلام الفقهاء سابقاً بشأن الحساب الفلكي يختلف عن عصرنا في أمرين جوهريين :
الأول : أن الحساب الان يقيني فهم يحددون مولد القمر بالثانية وكذلك خسوفه وغيره ، بخلاف العصور السابقة .
ثانياً : أنهم يستطيعون التقاط صور للهلال في لحظاته الأولى ويتتتبعونه ساعة بعد ساعة من ولادته ، فلم يقف الأمر عند الحسابات على الورق بل زادها يقيناً الصور الواقعية - راجعوا موقع المشروع الاسلامي لرصد الأهلة
رد: ثبوت هلال رمضان وشوال وذي الحجة...حقيقة المطالع...اختلاف الأمة...
أشكرك أخي الفاضل التبريزي على تعقيبك لكلامي ،، وأسأل الله أن يبارك فيك
اقتباس:
لو قلنا مثلا أن المنطقة الشرقية لها مطلع يخالف المنطقة الغربية من السعودية؟ فهل لو غم على أهل الشرقية ورأوه أهل مكة سيصوم أهل الغربية ويتم أهل الشرقية شعبان 30 يوما؟!!
إذا ظهر الهلال في المنطقة الشرقية في المملكة ، فإن أهل المنطقة الغربية يتبعونهم في ذلك
لأنهم كلهم تحت حاكم واحد ، وهذا ما قاله العلماء واستدلوا بذلك حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - .
ولكن الإشكال أن في الزمن الماضي كان نشر ظهور الهلال مستحيلاً
ولكن الآن بعد ظهور الإعلام ، الخبر يمكن نشره مباشرة لجميع أقطار العالم
والسؤال هنا : إذا ظهر الهلال في بلدة معينة ، وتم التقاط صورة له ؟
هل يصوم جميع الناس ؟
وفي هذا صار الإختلاف أكبر ، فمنهم من قال يصوم جميع المسلمين لظهور الهلال
ومنهم من قال : أن لكل بلد حكم مطلعهم
والله أعلم
رد: ثبوت هلال رمضان وشوال وذي الحجة...حقيقة المطالع...اختلاف الأمة...
عموماً : المسألة خلافية ، ولكل اجتهاده ، والحاكم إن أصاب فله أجران ، وإن أخطأ فله أجر .. والله أعلم
رد: ثبوت هلال رمضان وشوال وذي الحجة...حقيقة المطالع...اختلاف الأمة...
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالله البطاطي
أشكرك أخي الفاضل التبريزي على تعقيبك لكلامي ،، وأسأل الله أن يبارك فيك
إذا ظهر الهلال في المنطقة الشرقية في المملكة ، فإن أهل المنطقة الغربية يتبعونهم في ذلك
لأنهم كلهم تحت حاكم واحد ، وهذا ما قاله العلماء واستدلوا بذلك حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - .
ولكن الإشكال أن في الزمن الماضي كان نشر ظهور الهلال مستحيلاً
ولكن الآن بعد ظهور الإعلام ، الخبر يمكن نشره مباشرة لجميع أقطار العالم
والسؤال هنا : إذا ظهر الهلال في بلدة معينة ، وتم التقاط صورة له ؟
هل يصوم جميع الناس ؟
وفي هذا صار الإختلاف أكبر ، فمنهم من قال يصوم جميع المسلمين لظهور الهلال
ومنهم من قال : أن لكل بلد حكم مطلعهم
والله أعلم
أخي الكريم بارك الله فيك:
أشكرلك ردودك، الصوم واجب عند ثبوت الرؤية، وفقهيا من رأى الهلال ولم يؤخذ بقوله وجب عليه الصوم حتى لو كان منفردا، والرسول عليه الصلاة والسلام قال: (( صوموا لرؤيته ، وأفطروا لرؤيته ، فإن غم عليكم فاقدروا له )) متفق عليه ، وفي رواية أخرى للشيخين : (( فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً ))، ولم يقيد ذلك بشرط أن يتبع كل مسلم من يحكمه، والقائلين بهذا يناقضون أنفسهم من جهتين:
الأولى إبطالهم المطالع التي يتحمسون لها بدعواهم هذه، فكيف الجمع بين اتباع الحاكم في الصوم وضرورة اتباع المطالع التي لم يستطع أحد تحديدها جغرافيا!!..
الثانية استشهادهم بابن عباس، وابن عباس كلامه وفعله في قصة كريب مخالف لخليفة المسلمين في دمشق!!
البلاد والعباد يخضعون لحكم الإسلام وليس العكس، ولا يُفهم من كلامي هذا أن يتمرد كل مسلم على بلده فيصوم على هواه!!فليس الأمر متروكا للأفراد يصوم من يشاء ويفطر من يشاء، فتتفرق كلمة المسلمين في البلد الواحد ويكثر الخلاف والنزاع حتى في البيت الواحد...
وأما المطالع، فكما ذكرتُ هي حقيقة بالنسبة لأوقات الصلاة لكنها غير حقيقية بالنسبة للصوم إلا من حيث وضوح الرؤية، إذ تتضح الرؤية أكثر في البلدان الواقعة غرب المكان الذي ولد فيه الهلال، وأذكر بقول جمهور اللفقهاء إلى أنه لا عبرة باختلاف المطالع، وقال الحنابلة " "بعدم اعتبار اختلاف المطالع، وألزموا جميع البلاد بالصوم إذا رئي الهلال في بلد"..
رد: ثبوت هلال رمضان وشوال وذي الحجة...حقيقة المطالع...اختلاف الأمة...
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف شلبي
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
إخواني لن يتحد المسلمون في صومهم وفطرهم إلا إن اعتمدوا الحساب الفلكي اليقيني ، الذي لا يمكن لأحد أن يماري أو أن يجادل فيه ، وهذا القول وإن كان عجيباً غريباً عند البعض ، فإنني أكاد أجزم أنه خلال عشر سنوات من الآن سوف يتندر الناس بذكر من كانوا لا يرون مشروعية الاعتماد على الحساب الفلكي .
ملحوظة ينبغي اعتبارها : كلام الفقهاء سابقاً بشأن الحساب الفلكي يختلف عن عصرنا في أمرين جوهريين :
الأول : أن الحساب الان يقيني فهم يحددون مولد القمر بالثانية وكذلك خسوفه وغيره ، بخلاف العصور السابقة .
ثانياً : أنهم يستطيعون التقاط صور للهلال في لحظاته الأولى ويتتتبعونه ساعة بعد ساعة من ولادته ، فلم يقف الأمر عند الحسابات على الورق بل زادها يقيناً الصور الواقعية - راجعوا موقع المشروع الاسلامي لرصد الأهلة
بارك الله فيك أخي الكريم،، كلامك في محله، ومعه ننادي زيادة على الحساب الفلكي الدقيق التأكد بالرؤية عبر المناظير المكبرة، وليس هناك تناقض بين الرؤية والحساب كما ذكره وبسط البحث حوله الشيخ الفقيه مصطفى الزرقاء..
رد: ثبوت هلال رمضان وشوال وذي الحجة...حقيقة المطالع...اختلاف الأمة...
الأخ الفاضل أبو عبد الله البطاطي..
ردك الأخير يبدو أنه اختفى مع توقف المنتدى!!
كنت أريد الرد عليك لكني لم أحتفظ بردك ولا أذكره...بارك الله فيك وزادك علما وتقى.