حوار مع الدكتور ناصر الحنيني حول التطرف المسكوت عنه
"التطرف المسكوت عنه" كتاب قذف به الدكتور ناصر بن يحيى الحنيني في وسط بحر متلاطم من الصخب الثقافي ، ليتحدث برأيه عن تطرف ليس كالتطرف المعروف والمتداول ، وبلغة أخرى ليس هو الغلو الإسلامي بل تطرف من الجهة اليسارية الأخرى ، الدكتور ناصر بن يحيى الحنيني مشرف الفكر المعاصر وبقراءة جديدة للوضع الثقافي السعودي يكتب هذا الكتاب ولا يطلب فسحه وينشره مطبوعا ً في معرض الكتاب والكترونيا ً في موقعه الخاص ، ضيفنا أستاذ مساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والمشرف العام على مركز الفكر المعاصر للاستشارات .
أصدر الدكتور ناصر الحينيني كتابه بعنوان: ( التطرف المسكوت عنه ) وقبل أن نناقش بعض جزئيات الكتاب ، من الذي سكت عن هذا التطرف ؟ ولماذا السكوت؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه أما بعد :
فالمقصود هي كل الجهات الرقابية والاحتسابية على حركة المجتمع الثقافية بما فيها العلماء والدعاة وكتاب الصحافة والمثقفين وكذلك الجهات الرسمية المخولة بذلك أما لماذا السكوت ففي رأيي لعدة اسباب :
# تقصير وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية بتسليط الضوء على هذا النوع من التطرف لأنها في بعض الأحيان تكون طرفا في رعاية مثل هذا التطرف بعلم أو بدون علم .
# جهل كثير من المثقفين وبعض المشتغلين بالعلم بمثل هذا النوع من التطرف .
# التأييد الغربي اللامحدود لهذا النوع بالترغيب وبالترهيب .
عنوان الكتاب يشير إلى تطرف مسكوت عنه والكتاب يسلط عليه الضوء ويتحدث عنه كثيراً؟ ما هذا التطرف وما موقفكم منه؟
المقصود بهذا التطرف هو التطرف العلماني الليبرالي ومن يؤيده من أصحاب الأهواء الذين يجدون بغيتهم عند هؤلاء من أهل الشهوات ومن لهم أغراض خاصة و التطرف العلماني والليبرالي يبرز في صور كثيرة منها ، الهجوم الأعمى على كل ثوابت الامة ومقدساتها وقيمها ومبادئها سواء كانت عقدية أم عملية .
وخذ على سبيل المثال لا الحصر ما نشر وفسح مع كثرة الانكار والتبليغ للمسؤولين في وزارة الاعلام عن التجاوزات الخطيرة في معرضي الكتاب الثاني والثالث حول بيع الكتب التي تقدح في الذات الالهية وتنشر الروايات الجنسية الهابطة بشكل لا يتناسب مع العقل والفطرة فضلا عن الدين ونظام الدولة .
أيهما أسبق التطرف الإسلامي – كما يسمى- أو التطرف الليبرالي؟ وأيهما أثر في الآخر؟
التطرف نشأ أول ما نشأ منذ انحراف البشرية عن الهدى الرباني منذ أن حدث الشرك في الأرض ومن عهود الأنبياء السابقين على نبينا محمد أفضل السلام والتسليم .
وبعضهم يرجع جذور الليبرالية إلى ظهور النظريات عند فلاسفة اليونان الوثنيين قبل الإسلام وهي بهذا تكون قبل التطرف الإسلامي ، وأنا لي تحفظ أن ينسب التطرف للإسلام فيقال التطرف الذي وقع فيه بعض من ينتسب للإسلام كالخوارج والشيعة ونحوهم .
وصفت دراستك في كتاب ( التطرف المسكوت عنه ) بالدراسة حول اتجاه فكري بعد أن عجزت العلمانية عن اختراق الثقافة الإسلامية ؟ هل الليبرالية التي وصفتها بالمسخ ، هي بعيدة عن العلمانية ؟ وماهي المسافة بين الليبرالية والعلمانية ؟
الليبرالية أعم وأشمل من العلمانية فالعلمانية إحدى تجلياتها وإحدى نظرياتها فالليبرالية قدمت مشروعا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا يقوم على فصل الدين عن كل مناحي الحياة .
جمع الدكتور ناصر الحنيني مصطلحات ( الليبرالية – العصرانية – العقلانية – التنوير – الفكر التجديدي – الفكر التحديثي ) جمعتهم في قالب واحد في بداية الكتاب ، هل تعتقد أن هذا الجمع فيه إنصاف لمن يصفون أنفسهم بالعقلانيين مثلا ً أو العصرانيين ؟
أنا تحدثت عن المصطلحات لا عن الأشخاص فلا علاقة لمن يسمي نفسه بأي مصطلح ، لأن الأشخاص تجري عليهم قواعد الكتاب والسنة القائمة على العدل والانصاف والرحمة فلا يساوى بين المنسلخ من الدين العدو له وبين من قامت عنده شبهات ويرد عليه وبين المنتسب للسنة وأهلها ولكنه زل في بعض المسائل .
هل ترفض كل مسالك التفكير والمناهج المختلفة هذه وتجعلها في سلة واحدة أسميتها بالمسخ ؟
هذا سؤال عجيب من قال أننا نرفض مسالك التفكير .ثم إن هذه ليست مسالك تفكير هذه انحرافات ولا يبرر الإنحراف كونه تسمى باسم حسن ، فأنا أرى أن الاتجاه العصراني أو الليبرالي الخالص لو سمى نفسه عقلانيا ً فهو غير عقلاني في الحقيقة لأننا نعتقد وعندنا يقين راسخ أن كل دعوة أو فكر مخالف ومصادم للشريعة هو مصادم للعقل والفطرة وفيه البؤس والشقاء للبشرية والواقع يشهد بهذا .
كثير من الشخصيات التي استشهدت بها في الكتاب لم تكن سوى شخصيات حصلت لها تحولات فكرية على مدى أعوام بسيطة كمحمد المحمود وعبدالله بن بجاد ويوسف أبا الخيل وخالد الغنامي وغيرهم ، كيف تستشهد بهذه الشخصيات كرموز للتيار الليبرالي ؟ هل يفتقد التيار الليبرالي للرموز التاريخية حتى يستشهد الدكتور ناصر بهؤلاء ؟ أم أنك تتعمد اختيار بعض الأسماء واستبعاد آخرين؟ وهل يعترف بهم التيار أنهم من رموزه؟
أولا أنا اخترت هؤلاء لأنهم يتحدثون باسم الدين ويروجون للمباديء الليبرالية باسم الدين وأنا ذكرت أن هذا هو مكمن خطورة من يتبنى هذا الفكر وهذا الخط ، وبعض هؤلاء طروحاتهم فيها من التطرف ماهو أشد من العلمانيين الخلص الذين لا يعترفون بالكتاب ولا بالسنة أصلا .
بعض النقاد أخذ على الكتاب أنه لم يشر إلى المعتدلين من الليبراليين فما رأيك بهذا النقد ؟
أنا في الكتاب لم يكن من هدفي تصنيف وتقديم سير ذاتية عن الليبراليين والمفتونين بهم من أصحاب التيار العصراني ولكن كان الهدف التركيز على الافكار والمقولات .
صدر كتاب التطرف المسكوت عنه قبل الضجة التي أثيرت حول فتوى الشيخ البراك- – وأنت ممن دافع عن الفتوى في حوار مباشر في قناة LBC - ،فبما أنك نقلت عن عبدالله بن بجاد ويوسف أبا الخيل ، هل كنت تتوقع أن يصل الأمر إلى هذه المرحلة من الجرأة على المقدسات ككلمة الشهادة ؟
نعم كنت أتوقع وقد قلت في أكثر من مناسبة أن هؤلاء يبدأ بهم الانحراف في القدح بالمسلمات والأصول وبعضهم قد يصل به التطرف إلى الإلحاد والشك في وجود الله نسال الله السلامة والعافية وقد حصل لبعضهم في القديم والحديث .
كيف رأيت البيان الذي أصدره مجموعة من كبار العلماء في المملكة العربية السعودية يأيدون فيه فتوى الشيخ البراك ، البعض يقول أن الأمر لا يعدو كونه تأييدا ً حزبيا ً سياسيا ً ضيقا ً ؟
أصلا لا يوجد عندنا أحزاب سياسية والبيان قام به علماء من أمثال العلامة الشيخ صالح الفوزان فكيف يكون له أهداف سياسية كل هذا الكلام يروج للطعن في البيان والفتوى ولكن لا تاثير له في نظري .
أصدر مجموعة من المحسوبين على التيار الليبرالي بيانا ً بعد ذلك يدينون فيه فتوى الشيخ لكننا لم نرى في هذه القائمة أي من رموز التيار الكبار ، بل أن كثيرا ً من الموقعين كانوا من غير طائفة أهل السنة والجماعة كما يصفهم أحد المشايخ ؟ كيف تفسر هذا ؟
أفسر هذا بأنهم لا يستطيعون أن يناقشوا الفتوى مناقشة علمية وهي محرجة لكثير منهم ولهذا تكلموا في العموميات ولم يستطيعوا أن يقابلوا الحجة بالحجة وهذا جعل موقفهم في البيان ضعيفا ً وجعل كثيرا ً منهم لا يوقعون لأنهم يعرفون أن المجتمع ضد توجههم فهو مع العلماء وطلبة العلم ، فبعضهم لا يريد أن يظهر فيخسرالشعبية أو قل أن يكوّن صورة ذهنية سيئة عند عامة الناس .
إصدار عدة مؤسسات حقوقية غربية بيانا ً يدينيون فيه فتوى الشيخ في سابقة لم تشهدها البلاد من قبل ، هل هو من قبيل الضغط على آراء العلماء ؟ وهل يختلف هذا مع مبادئ الليبرالية نفسها التي تتحدث عن حرية الرأي؟
وهذا من التناقضات الغريبة التي تقوم عليها الليبرالية الغربية وهو أكبر دليل على كلامنا من علاقة التيار الليبرالي الداخل بالجهات الخارجية .
لماذا لم يتم فسح كتاب التطرف المسكوت عنه في السعودية ؟ وهل ترى من منع الكتاب ممن تطرف تطرفاً مسكوتا ً عنه ؟ وهل ترى في طريقة النشر الإلكتروني طريقة ناجحة لنشر الكتاب ؟
أولا الكتاب انا لم أقدمه للفسح لأنني اتبعت نظام وزارة الاعلام الذي لم يجر رقابة ولم يطلب فسح للكتب التي دخلت البلد مع احتوائها على السب لله ولرسوله ودينه وقادة هذه البلاد ، فالكتاب طبع في الخارج ودخل مع بعض الدور العارضة وقد انتهت النسخ ولله الحمد في يومين فقط فأنا لم أعرضه للفسح أصلا .
ما هي أصداء الكتاب وما أثره في الواقع الإسلامي والليبرالي؟
ولله الحمدالآثار والأصداء في الداخل والخارج كبيرة ،وقد نفدت الطبعة الأولى وأنا بصدد الإعداد للطبعة الثانية وهي حافلة بزيادات مهمة ، وقد أرسل لي عدد من المفكرين والعلماء في البلد الشكر والثناء على الكتاب وبعضهم وافاني بالملاحظات التي استفدت منها كثيرا ً .
هل الحراك الثقافي السعودي منتج أم مستهلك للثقافة ؟
هذا موضوع كبير ويحتاج إلى ورقة مستقلة بل إلى كتاب كامل والكلمة المختصرة أن الحراك الثقافي متنوع ويشمل النوعين .
المعركة الليبرالية الإسلامية في المشهد الثقافي السعودي هل هي نخبوية أم مأثرة على الشارع السعودي ؟
يظهر لي أنها نخبوية وأما الشارع ونقصد به عموم الناس فهم على الفطرة الاسلامية ومع علمائهم ودعاتهم فهم معتزون بإسلامهم وقيمهم وإن حصل منهم تقصير فهذا لا يخرجهم عن قناعاتهم بدينهم ومبادئهم .
يطرح الليبراليون دائما أن الإسلاميين لا يملكون مشروعا واضحا ( مشروع فكري – سياسي – ثقافي ) هل هذا صحيح ؟
ما أكثر افتراءاتهم وهل عندنا في المجتمع غير الاسلاميين الذين يقدمون المشاريع بل العالم الإسلامي كله يشهد نهضة إسلامية حضارية غير مسبوقة وانظر على سبيل المثال لا الحصر : البنوك الاسلامية ومعاملاتها التي اقتنع بها حتى بعض الدول الغربية كبريطانيا أما على المستوى الاجتماعي فهذا لا يمكن أحد أن يكابر وينكر دور الإسلامين في الإغاثة وحل المشكلات الإجتماعية وتقديم الإستشارات فهم أصحاب مشروع واضح وهذا يحتاج إلى مزيد بسط .
لكن السؤال الذي يمكن طرحه ماذا قدم الليبراليون والعلمانيون في العالم الاسلامي غير الهدم والتفسخ والفساد والافساد أين النهضة الاقتصادية أين الامن والامان اليسوا هم المتنفذون والواصلون إلى مراكز القرار في العالم الاسلامي وأظن الجواب واضح : أن الليبرالية والعلمانية افلست نظريا وعمليا ً .
اتهام الخصوم بأنهم مدعومين من جهات خارجية هل هي تهمة جاهزة أم الأمر موثق ؟
هذه ليست تهمة هناك دراسات غربية تصرح بأسماء المتعاونين والذين يتلقون الدعم ، انظر إلى تقرير مؤسسة راند الأخير واقرأ كتاب الحرب الباردة الثقافية من ترجمة ونشر المجلس الاعلى للثقافة بمصر وسوف تجد الاجابة .
ماهي أسباب ضعف انتاج المدرسة السلفية للكتب الفكرية واعتمادها على المدارس الإسلامية الأخرى ، كاعتماد المدرسة السلفية في كثير من الأحيان على المدرسة الإخوانية ؟
أولا المدارس السلفية متنوعة وهناك بعض المدارس السلفية مهتمة بالكتب الفكرية وهذا الحكم لا يصح على عمومه وأما المدرسة الإخوانية كغيرها من المدارس الإسلامية عندها الصواب والخطأ بل حتى الفكر الغربي في بعض طروحاته لا يعدوا أن يكون مؤيدا لما جاء به الإسلام أو متقاطعا معه .
كنت في غرفة صوتية في برنامج البالتوك الشهير ، وعلمنا أنك تحدثت حول الليبرالية وتم الاتفاق مع الكاتب المعروف عبدالله أبو السمح فلما علم الكاتب عبدالله أبو السمح بوجودك انسحب ورفض الحضور ؟
ماهو السبب ؟ هل يتعلق الأمر بخلاف فكري أم شخصي ؟ ولماذا لم يوافق على نقاشك أمام الحضور نقاشا ً علنيا ً حول الليبرالية ؟ .
أولا أنا لا أعرف الكاتب أبو السمح شخصيا ً ولم أرى حتى صورته وإنما قرأت بعض مقالاته التي في الصحف والدعوة مازالت مفتوحة له ولغيره من رموز الليبرالية للحوار والنقاش وهم الذين أصموا آذاننا بالحوار والرأي والرأي الأخر ولكن كما قلت هذه أدلة عملية ومشاهدة للجميع على افلاس المنهج الليبرالي عن إقناع الناس بمبادئه المهترئة وينم عن الضعف الذي يعانيه وهو إلى زوال وإدبار ان شاء الله كمازالت وأدبرت من قبله الشيوعية .
كيف تقيم الحلقات التي شاركت بها في قناة الاقتصادية مع الدكتور محمد آل زلفة ، خصوصا ُ بعد تصريح الدكتور آل زلفة أن ما حدث في الحلقة كان مصيدة له ؟
كان الموضوع مهم وحيوي ولكن في رأيي أنه انحرف قليلا عن مساره إلى قضايا خارج محل النقاش كمسألة القيادة التي دائما يرددها الاخ محمد ال زلفة ، وأما تصريحه بأنها مصيدة فأقول عليه بالبينة وكيف عرف ذلك مع أني لا أعرف المقدم ولم يسبق لي أن التقيت به ولا بأحد من المتصلين .
وأنا ما زلت أكرر للدكتور آل زلفة ولغيره أن يهتموا بالتخصص وأن يكتبوا ويظهروا في القنوات فيما يحسنونه فهو متخصص في التاريخ ولكني أراه يتكلم في قضايا سياسية كبيرة واقتصاديه واجتماعية وفي كثير من الأحيان يفتي ويحلل ويحرم وهذا لا شك أنه يضر المتحدث أكثر مما ينفعه نسأل الله للجميع التوفيق والهداية والصلاح وصلى الله وسلم على نبيا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين .
الرابط:http://www.sabq.org/inf/news-action-show-id-7299.htm
رد: حوار مع الدكتور ناصر الحنيني حول التطرف المسكوت عنه
بارك الله فيك وفي نقلك ولكن أين أجد الكتاب ؟؟
حفظ الله شيخنا الحنيني وبارك بعلمه وعمله
رد: حوار مع الدكتور ناصر الحنيني حول التطرف المسكوت عنه
الأخ الكريم ضيف الله الشمراني
أستأذنك في مطالعة رسائلك الخاصة
وفقك الله للخير
رد: حوار مع الدكتور ناصر الحنيني حول التطرف المسكوت عنه
الأخ الفاضل ( لامية العرب )
تجده في مكتبة صيد الفوائد