وكَـانَ السّلف يفعلون المَعروف مَـع الفُقراء ؛ ثُمّ يقولون : نَستعيـنُ بكم علـى غَمَـرات المَـوت.
ماصحة هذا القول؟
عرض للطباعة
وكَـانَ السّلف يفعلون المَعروف مَـع الفُقراء ؛ ثُمّ يقولون : نَستعيـنُ بكم علـى غَمَـرات المَـوت.
ماصحة هذا القول؟
أخرج ابن سعدٍ في الطبقات الكبرى (210) :
أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ:
"كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبَانَ يَشْتَرِي أَهْلَ الْبَيْتِ ثُمَّ يَأْمُرُ بِهِمْ فَيُكْسَوْنَ ويُدهنون ثُمَّ يُعرضون عَلَيْهِ" فَيَقُولُ: "أَنْتُمْ أَحْرَارٌ لِوَجْهِ اللَّهِ. أَسْتَعِينُ بِكُمْ عَلَى غَمَرات الْمَوْتِ".
قَالَ: "فَمَاتَ وَهُوَ نَائِمٌ فِي مسجده -يعني بعد السُبحة".
قَالَ مُصْعَبٌ: "وَسَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ: إِنَّمَا كَانَ سَبَبُ عِبَادَةِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ نَظَرَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانَ، فَقَالَ: "وَاللَّهِ لَأَنَا أَوْلَى بِهَذَا مِنْهُ، وَأَقْرَبُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رحمًا، قَالَ: فَتَجَرَّدَ لِلْعِبَادَةِ". اهـ.
قال الشيخ ابن عثيمين في كتاب شرح رياض الصالحين 4/496 :
" فكان صلى الله عليه وسلم يضع يده في الإناء الذي فيه الماء ويمسح بذلك وجهه ويقول اللهم أعني على سكرات الموت أو قال على سكرات الموت أي أعني عليها حتى أتحمل وأصبر وأتروى ولا يزيغ عقلي وحتى يختم لي بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لأن المقام مقام عظيم مقام هول وشده إذا لم يعنك الله عز وجل ويصبرك فأنت على خطر ولهذا كان يقول اللهم أعني على غمرات الموت وفي رواية أخرى يقول لا إله إلا الله إن للموت سكرات وصدق النبي صلى الله عليه وسلم {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد} نسأل الله أن يعيننا وإياكم على غمرات الموت وأن يحسن لنا ولكم الخاتمة ويتوفانا على الإيمان والتوحيد وأن يتوفانا وهو راض عنا إنه على كل شيء قدير ". اهـ.
هذا الحديث حسنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري لابن حجر الجزء أو الصفحة:11/370 .
وقال في تخريج مشكاة المصابيح 2/168 : " أصله في الصحيحين ".
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وضعفه الألباني وشعيب الأرناؤوط.
ومدار الحديث على موسى بن سرجس الحجازي
قال عنه الحافظ في التقريب : " مستور "، وقال المصنفون : " مجهول الحال ، فقد روى عنه اثنان فقط ، ولم يوثقه أحد ". اهـ.
والله أعلم.
جزاكم الله خيرا.