كان الطير ليمر بها فيحترق من شدة وهجها, فأوقدوا عليها سبعة أيام.
ثم جمعوا له صلاب الحطب من أصناف الخشب مدة حتى كان الرجل يمرض فيقول لئن عافاني الله لأجمعن حطبا لإبراهيم, وكانت المرأة تنذر في بعض ما تطلب لئن أصابته لتحطبن في نار إبراهيم, وكان الرجل يوصي بشراء الحطب وإلقائه فيه, وكانت المرأة تغزل وتشتري الحطب بغزلها, فتلقيه فيه احتسابا في دينها.
قال ابن إسحاق كانوا يجمعون الحطب شهرا فلما جمعوا ما أرادوا أشعلوا في كل ناحية من الحطب فاشتعلت النار واشتدت حتى أن كان الطير ليمر بها فيحترق من شدة وهجها, فأوقدوا عليها سبعة أيام.
هل صح في ذلك حديث ؟
رد: كان الطير ليمر بها فيحترق من شدة وهجها, فأوقدوا عليها سبعة أيام.
ذكرها الطبري في تاريخه [1 : 123/125] فقال:
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْد [محمد بن حميد التميمي الرازي متروك الحديث]، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ [بن الفضل الأنصاري صدوق كثير الخطأ]، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ [ابن إسحاق القرشي صدوق مدلس] قال:
فأمر نمرود، أن يجمع الحطب، فجمعوا له صلاب الحطب من أصناف الخشب، حتى إن كانت المرأة من قرية إبراهيم، فيما يذكر، لتنذر في بعض ما تطلب مما تحب أن تذكر: لئن أصابته لتحطبن في نار إبراهيم التي يحرق بها احتسابا في دينها، حتى إذا أرادوا أن يلقوه فيها قدموه وأشعلوا في كل ناحية من الحطب الذي جمعوا له، حتى إذا اشتعلت النار، وأجمعوا لقذفه فيها، صاحت السماء والأرض وما فيها من الخلق، إلا الثقلين، فيما يذكرون، إلى الله عز وجل صيحة واحدة: أي ربنا، إبراهيم ليس في أرضك أحد يعبدك غيره، يحرق بالنار فيك؟ فأذن لنا في نصرته، فيذكرون، والله أعلم، أن الله عز وجل حين قالوا ذلك، قال: إن استغاث بشيء منكم، أو دعاه فلينصره، فقد أذنت له في ذلك، فإن لم يدع غيري فأنا وليه، فخلوا بيني وبينه، فأنا أمنعه، فلما ألقوه فيها، قال: ففف يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَققق فكانت كما قال الله عز وجل ".
وحدثني مُوسَى بْنُ هَارُونَ [الطوسي ثقة]، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ [القناد صدوق رمي بالرفض]، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ [ابن محمد القرشي ثقة]، عَنِ السُّدِّيِّ [الكبير صدوق حسن الحديث]، قَالَ:
ففف قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِققق، قَالَ: فَحَبَسُوهُ فِي بَيْتٍ، وَجَمَعُوا لَهُ حَطَبًا حَتَّى أَنْ كَانَتِ الْمَرْأَةُ لَتَمْرَضُ، فَتَقُولُ: لَئِنْ عَافَانِي اللَّهُ لأَجْمَعَنَّ حَطَبًا لإِبْرَاهِيمَ، فَلَمَّا جَمَعُوا لَهُ وَأَكْثَرُوا مِنَ الْحَطَبِ حَتَّى إِنْ كَانَ الطَّيْرُ لَيَمُرُّ بِهَا فَيَحْتَرِقُ مِنْ شِدَّةِ وَهَجِهَا وَحَرِّهَا، عَمَدُوا إِلَيْهِ فَرَفَعُوهُ عَلَى رَأْسِ الْبُنْيَانِ، فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَتِ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَالْمَلائِكَةُ : رَبَّنَا، إِبْرَاهِيمُ يُحْرَقُ فِيكَ؟ ! فَقَالَ أَنَا أَعْلَمُ بِهِ، فَإِنْ دَعَاكُمْ فَأَغِيثُوهُ، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ حِينَ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ الْوَاحِدُ فِي السَّمَاءِ وَأَنَا الْوَاحِدُ فِي الأَرْضِ، لَيْسَ فِي الأَرْضِ أَحَدٌ يَعْبُدُكَ غَيْرِي، حَسْبِي اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَقَذَفُوهُ فِي النَّارِ، فَنَادَاهَا، فَقَالَ:ففف يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ققق وَكَانَ جِبْرَائِيلُ هُوَ الَّذِي نَادَاهَا، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَوْ لَمْ يُتْبِعْ بَرْدَهَا سَلامًا لَمَاتَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ بَرْدِهَا، فَلَمْ تَبْقَ يَوْمَئِذٍ نَارٌ فِي الأَرْضِ إِلا طُفِئَتْ، ظَنَّتْ أَنَّهَا تُعْنَى، فَلَمَّا طُفِئَتِ النَّارُ نَظَرُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ آخَرُ مَعَهُ، وَإِذَا رَأْسُ إِبْرَاهِيمَ فِي حِجْرِهِ يَمْسَحُ عَنْ وَجْهِهِ الْعَرَقَ، وَذَكَرَ أَنَّ ذَلِكَ الرَّجُلَ هُوَ مَلَكُ الظِّلِّ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ نَارًا وَانْتَفَعَ بِهَا بَنُو آدَمَ، فَأَخْرَجُوا إِبْرَاهِيمَ فَأَدْخَلُوهُ عَلَى الْمَلِكِ، وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ دَخَلَ عَلَيْهِ.
ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:
وَبَعَثَ اللَّهُ عز وجل مَلَكَ الظِّلِّ فِي صُورَةِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَعَدَ فِيهَا إِلَى جَنْبِهِ يُؤْنِسُهُ، فَمَكَثَ نُمْرُودُ أَيَّامًا لا يَشُكُّ إِلا أَنَّ النَّارَ قَدْ أَكَلَتْ إِبْرَاهِيمَ وَفَرَغَتْ مِنْهُ، ثُمَّ رَكِبَ فَمَرَّ بِهَا وَهِيَ تَحْرِقُ مَا جَمَعُوا لَهَا مِنَ الْحَطَبِ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا، فَرَأَى إِبْرَاهِيمَ جَالِسًا فِيهَا إِلَى جَنْبِهِ رَجُلٌ مِثْلُهُ، فَرَجَعَ مِنْ مَرْكَبِهِ ذَلِكَ، فَقَالَ لِقَوْمِهِ: لَقَدْ رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ حَيًّا فِي النَّارِ، وَلَقَدْ شُبِّهَ عَلَيَّ، ابْنُوا لِي صَرْحًا يُشْرِفُ بِي عَلَى النَّارِ حَتَّى أَسْتَثْبِتُ، فَبَنَوْا لَهْ صَرْحًا، فَأَشْرَفَ عَلَيْهِ، فَاطَّلَعَ مِنْهُ إِلَى النَّارِ، فَرَأَى إِبْرَاهِيمَ جَالِسًا فِيهَا، وَرَأَى الْمَلَكَ قَاعِدًا إِلَى جَنْبِهِ فِي مِثْلِ صُورَتِهِ، فَنَادَاهُ نُمْرُودُ: يَا إِبْرَاهِيمُ، كَبِيرٌ إِلَهُكَ الَّذِي بَلَغَتْ قُدْرَتُهُ وَعِزَّتُهُ أَنْ حَالَ بَيْنَ مَا أَرَى وَبَيْنَكَ، حَتَّى لَمْ تَضُرَّكَ يَا إِبْرَاهِيمُ، هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: هَلْ تَخْشَى إِنْ أَقَمْتَ فِيهَا أَنْ تَضُرَّكَ؟، قَالَ: لا، قَالَ: فَقُمْ وَاخْرُجْ مِنْهَا، فَقَامَ إِبْرَاهِيمُ يَمْشِي فِيهَا حَتَّى خَرَجَ مِنْهَا، فَلَمَّا خَرَجَ إِلَيْهِ، قَالَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي رَأَيْتُ مَعَكَ فِي مِثْلِ صُورَتِكَ قَاعِدًا إِلَى جَنْبِكَ؟ قَالَ: ذَلِكَ مَلَكُ الظِّلِّ، أَرْسَلَهُ إِلَيَّ رَبِّي لِيَكُونَ مَعِي فِيهَا لِيُؤْنِسَنِي، وَجَعَلَهَا عَلَيَّ بَرْدًا وَسَلامًا، فَقَالَ نُمْرُودُ، فِيمَا حُدِّثْتُ: يَا إِبْرَاهِيمُ، إِنِّي مُقَرِّبٌ إِلَى إِلَهِكَ قُرْبَانًا لِمَا رَأَيْتُ مِنْ عِزَّتِهِ وَقُدْرَتِهِ، وَلِمَا صَنَعَ بِكَ حِينَ أَبَيْتَ إِلا عِبَادَتَهُ وَتَوْحِيدِهِ، إِنِّي ذَابِحٌ لَهُ أَرْبَعَةَ آلافِ بَقَرَةٍ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: إِذًا لا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْكَ مَا كُنْتَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ دِينِكَ هَذَا حَتَّى تُفَارِقَهُ إِلَى دِينِي، فَقَالَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، لا أَسْتَطِيعُ تَرْكَ مُلْكِي، وَلَكِنِّي سَوْفَ أَذْبَحُهَا لَهُ، فَذَبَحَهَا نُمْرُودُ، ثُمَّ كَفَّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَمَنَعَهُ اللَّهُ عز وجل مِنْهُ ". اهـ.
هذه الروايتان منقطعان ولعلهما من المرويات الإسرائيلية، والله أعلم.
رد: كان الطير ليمر بها فيحترق من شدة وهجها, فأوقدوا عليها سبعة أيام.
رد: كان الطير ليمر بها فيحترق من شدة وهجها, فأوقدوا عليها سبعة أيام.