-
يسمونها بغير اسمها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) وبعد:
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)((ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها)).صححه الشيخ الألبانى_رحمه الله_
لقد صدق رسول الله(صلى الله عليه وسلم) و جاء هذا الزمان الذى يشرب فيها الناس الخمر ويسمونها بغير اسمها يسمونها مشروبات روحية وغيرها من الأسماء وياليته كان الأمر على تغيير اسم الخمر لكان الأمر هينا والكل يعلم أنها حرام ومهما تغيرت اسمائها فهى حرام .
ولكن كل حرام الآن يحللونه بتغيير اسمه ليظهر كأنه شىء غير ما حرمه الله عزوجل؛ زيفوا التاريخ بتغيير الأسماء؛ألبسوا على الناس فكرهم بتغيير الأسماء؛جعلوا الرويبضة يتكلم فى أمر الدين والدنيا بتغيير اسمه
بينما جعلوا حلال الله وفروضه حرام وتخلف ورجعيه وتطرف
سموا عباد القبور والمبتدعة من الصوفية هم الروحانيين محبى أولياء الله ؛بينما سموا من يدعون إلى توحيد الله فى العبادة والدعاء وتحريم التبرك بالقبور بالوهابية المحاربين لأولياء الله.
يسمون الأفكار والأراء الألحادية الكفرية بالأفكار الجريئة؛بينما الأراء التى تدعو إلى العودة لمنهج الكتاب والسنة بفهم السلف بالأفكار الرجعية المتخلفة المتطرفة.
يسمون أصحاب الأراء المنحرفة والمخرجة من الدين بأصحاب الفكر المستنير ؛بينما يسمون أصحاب الأراء المعتدلة و العودة لمنهج الكتاب والسنة بفهم السلف بأصحاب الفكر الأصولى الرجعى.
يطلق على أصحاب النوع الأول من الأراء بالمفكر الإسلامى ؛ بينما يطلق على أصحاب النوع الثانى من الأراء علماء لايساوون ثلاثة مليمات(1) .
سموا الاحتلال الفرنسى لمصر بالحملة التى خلصت مصر من التخلف الذى عاشته فى ظل العثمانيين؛ بينما سُمّت الخلافة الإسلاميةالعثما نية الاستعمار التركى.
وصفوا وحشية المستعمرين الفرنسيين وقسوتهم فى معاملة المسلمين المغاربة بإنها معاناة ومشقة فى سبيل بسط الحضارة الفرنسية والمدنية ؛بينما وصفوا تلك الشعوب المتوحشة التى ترفض التقدم والاستنارة(2).
سموا الاحتلال حرب ضد الأرهاب ونشر للديمقراطية والحرية؛بينما سموا المقاومة أرهاب.
سموا القتل والتشريد واغتصاب حقوق الشعوب بالدفاع عن النفس ؛ بينما حق الرد والمقاومة سموه الأرهاب .
سموا سفور المرأة وخروجها للعمل تحرير للمرأة؛بينما سموا بقاء المرأة فى البيت بالسجن وطاعتها لزوجها(السجان) بالعبودية.
سموا التعرى والسفور والفجور تقدم وحرية وجراءة ؛بينما سموا النقاب خيمة وستارة وتخلف.
سموا الاختلاط فى التعليم ومشاركة ومزاحمة الرجل فى جميع أعماله باسم التعاون بين الجنسين لبناء المجتمع ؛بينما سموا بقاء المرأة فى المنزل والفصل بين الجنسين فى التعليم عزل المرأة عن العالم الخارجى وعدم مساهمتها فى بناء المجتمع.
سموا ذبح النساء والشيوخ والأطفال فضلا عن الرجال نشرا للديمقراطية وحرب ضد الأرهاب ؛بينما سموا ذبح الخراف فى عيد الأضحى توحش من المسلمين.
سموا الحج بما فيه من أركان وثنية(3)؛ بينما سموا عبادة القبور قربه لله.
سموا تنازل أهل السنة عن عقيدتهم من أجل الروافض تقريب بين السنة والشيعة وتوحيد للمسلمين ؛بينما سموا إثبات الخلاف بيننا وبينهم فى أصول الدين بإنه دعوة لتفريق المسلمين .
سموا ظهور الشباب بمظاهر السنة تطرف وتخلف ؛بينما سموا لبس كل أنواع الثياب أى ثياب هو تقدم وجراءة وحرية شخصية.
سموا الزنا زواج عرفى وصداقة وزواج متعة ؛بينما تعدد الصديقات حرية وتحرر من القيود الزوجية.
حتى فى ملاعب الكرة عندما كتب لاعب تعاطفاَ مع غزة أوفداك أبى وأمى يارسول الله سموه إقحام للشعارات الدينية والسياسية فى ملاعب الكرة؛بينما كتب أحد اللاعبين عبارةI Love Jesus أعتبروه متدينا ً.
وصفوا الغناء الماجن بغذاء الروح.
سموا أفلام الفسوق والفجور بالفن الهادف وسينما الواقع.
سموا ربا البنوك مضاربة جائزة.
سموا تعلم الرقص والباليه والجمبازللفتيات ذوات الأربع سنوات بالتربية الروحية والجسدية للبنت ؛بينما وصفوا تعلم القرآن لنفس السن بتحميل الأطفال مالا يطيقون .
سموا الرشوة هدية .
سموا الزواج قيود على الرجل والمرأة.(4)
سب الله ورسوله وصحابة نبيه باسم حرية الرأى والفكر والتعبير.
سموا من أساء الأدب مع الله ورسوله وأنبيائه أديب عالمى.
وسموا من انتقد القرآن وشكك فى قصصه عميد الأدب العربى.
(وغيرها مما يصدق عليها قوله تبارك
وتعالى : ( إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ) وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى شيء من ذلك بقوله : " ليستحلن طائفة من أمتي الخمر باسم يسمونها " وفي رواية : يسمونها بغير اسمها " . وهو مخرج في " الصحيحة " ( 90 ). وإني لأخشى أن يزداد الأمر شدة فينسى الناس هذا الحكم حتى إذا ما قام أحد ببيانه أنكر ذلك عليه ونسب إلى التشدد والرجعية كما جاء في حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه : " كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير ويربو فيها الصغير ويتخذها الناس سنة فإذا غيرت قالوا : غيرت السنة قيل : متى ذلك يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : " إذا كثرت قراؤكم وقلت فقهاؤكم وكثرت أمراؤكم وقلت أمناؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة [ وتفقه لغير الدين ] " . رواه الدرامي ( 1 / 64 ) والحاكم ( 4 / 514 - 515 ) بسند صحيح والدرامي أيضا وابن عبد البر في " جامع بيان العلم وفضله " ( 1/ 188 ) من طريق أخرى عنه بسند حسن وفيه الزيادة التي بين المعكوفتين وهو موقوف في حكم المرفوع لأنه من أمور الغيب التي لا تدرك بالرأي ولا سيما وقد وقع كل ما فيه من التنبؤات . والله المستعان)(5)
إن قلت قال الله قال رسوله همزوك همز المنكر المتغالى
أوقلت قال الصحابة والأولى تبع لهم فى القول والأعمال
أوقلت قال الشافعى وأحمد وأبوحنيفه و الإمام الغالى
صدوا عن وحى الإله ودينه واحتالواعلى حرام بالأحلال
ياأمة لعبت بدين نبيها كتلاعب الصبيان فى الأوحال
حاشا رسول الله يحكم بالهوى تلك إذن حكومة الضلال.
اللهم اجعلنا من الذين يحلونا حلالك ويحرمون حرامك.ولاتجعلنا ممن يسمون الأشياء بغير اسمائها لنحلل ما حرمت أونحرم ما أحللت.
-----------------------------------------------------------------
(1)وزير الثقافة المصرى
(2)طه حسين انظر كتاب عودة الحجاب للشيخ:محمد إسماعيل المقدم ص127
(3)من كلام الكاتبة العلمانية نوال السعداوى
(4) من كلام الكاتب أنيس منصور
(5) كتاب تحريم الآت الطرب للشيخ الألبانى