مخالفة هوى النفس أذكى الأعمال !!
قال الإمام أحمد بن أبي الحَواري المحدِّث الدِّمشقي الزَّاهد ت:264ھ: صحبتُ أبا سليمان الدَّاراني طول ما صحبته، فما انتفعتُ بكلمةٍ أقوى عليَّ وأهدى لرُشدي وأدلّ على الطَّريق من هذه الكلمة. قلتُ له في ابتداء أمري: أوصني فقال: أمُستوصٍ أنتَ؟ قلت: نعم، إن شاء الله. قال: خالف نفسَك في كلِّ مُراداتها، فإنَّها الأمَّارة بالسُّوء، وإيَّاك أن تحقرَ أحدًا من المسلمين، واجعل طاعةَ الله دثارًا، والخوفَ منه شعارًا، والإخلاصَ زادًا، والصِّدقَ جُنَّة، واقبل منِّي هذه الكلمة الواحدة، ولا تُفارقها، ولا تَغفل عَنها، إنَّه من استحيى مِن الله عزَّ وجلَّ في كلِّ أوقاته وأحواله وأفعاله، بلَّغه إلى مقام الأولياء من عباده! فجعلتُ هذه الكلمات أمامي، ففي كلِّ وقتٍ أذكرُها، وأطالبُ نفسي بها.
(تهذيب الكمال للحافظ المزِّي1/373)