معنى (ال) في قوله تعالى {الحمد لله رب العالمين)
السلام عليكم؛
الألف واللام في قوله تعالى (الحمد لله)، إذا كانت تفيد الإستغراق، فالمعنى يكون أن "كل المحامد هي لله".
فهل نستفيد من هذا أنّ الحمدَ كله خاصٌّ بالله سبحانه وتعالى؟ أو بتعبير آخر، إذا حمِدَ الشخصُ غير الله في خصلةٍ من الخصال (ليس حمدًا مطلقا، وإنما في خصلة من الخصال)، فهل يكون قد صرف أمرًا يختص الله تعالى به إلى غيره؟ لأننا إذا قلنا أن (ال) في {الحمد لله} هي للإستغراق، ألا يدخل في ذلك كلُّ حمد؟ المطلق منه والنسبي؟
إذا فسّرنا (الحمد) بالثناء الكامل، فعندها يصحّ أن نقول أنّ الحمد كله خاصٌّ بالله، وأن من صرفه لغير الله يكون مشركا. ويبدوا أنّ ابن عطية فسر الحمد على هذا النحو حين قال: (الْحَمْدُ معناه الثناء الكامل)، وسمعت العثيمين يقول: (الحمد هو وصف المحمود بالكمال الذاتي والوصفي والفعلي مع المحبة والتعظيم). فإذا فُسّر لفظ "الحمد" من أصله على أنه الثناء الكامل والمطلق على المحمود، فإنه كله يكون خاصّا بالله ولا يكون في ذلك إشكال..
إلا أن أكثر ما رأيت من المفسرين، يفسّرون "الحمد" على أنه "الثناء على المحمود بجميل صفاته وأفعاله"، أو قريبا من ذلك؛ فإذا أخذنا هذا التفسير، فإن معنى الحمد يكون واسعا، ويدخل فيه الثناء الذي يكون بين الناس... ولا شك أنّ الثناء على الشخص بما فيه من الخصال الحميدة ليس مما لا يجوز صرفه لغير الله، وقد أثنى النبيُّ صلى الله عليه وسلم على بعض أصحابه كما في حديث (نِعْمَ الرَّجلُ عبدُ اللَّهِ لَو كانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ) وجاء في حديث الإسراء والمعراج أن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد السلام: (مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح)...
فكيف يكون تفسير قول الله تعالى {الحمد لله}.
أرجوا الإفادة، وبارك الله فيكم.
رد: معنى (ال) في قوله تعالى {الحمد لله رب العالمين)