تعلم كيف ومتى تقول "لا"
رشا عرفة
هل تخشى من قول لا عندما يطلب منك عمل شيء ضد رغبتك حتى لا يقال عنك أنك شخص غير لطيف ؟
لو دُعيت إلى نزهة قصيرة مع صديق عزيز ، ولديك بعض الارتباطات توافق دون النظر إلى مصالحك الشخصية خوفا من فقد صداقته؟
هل ترى أن قول نعم بصفة دائمة هو سبب راحتك؟
لو طلب منك رئيس عملك تنفيذ عمل ما يفوق مقدرتك توافق حتى تحوز إعجابه؟
إذا كانت إجابتك بنعم فأنت بحاجة إلى قراءة هذا الموضوع
في البداية لا بد أن تعي جيدا أن لـ(لا) معاني عديدة لا سيما عندما يتعلق الأمر بالقيم، إذ يصبح الرفض ذا معنى عندما يبنى على أساس القيم والمعتقدات " فلا " هي الكلمة السحرية التي تحميك من عواقب النطق بنعم عندما لا تستطيع فعل ما طلب منك.
"لا" تعبر عن ثقتك بنفسك وقدرتك على تحمل مسؤولية رفضك. "لا" هي القوة الخفية التي تساعدك على التصدي للظلم.
ليس من الضروري أن تحقق لك كلمة " لا " السعادة ولكن عدم قولها سيجلب لك القلق والندم وربما التعاسة ، وبدونها تصبح موافق دون أن تتفق ، ومنافق دون أن تقصد.
وكلنا نستطيع قول كلمة "لا" في اليوم أكثر من مرة، ولكن هذا يكون في داخلنا ولا نملك القدرة على الإفصاح بهذه الكلمة ليسمعها الجميع، ترى ما السبب؟
السبب هو رغبتنا في أن نبدو لطفاء، ورغبتنا الدائمة في كسب حب ورضا واحترام الآخرين حتى ولو كان على حساب مصلحتنا الشخصية، خشيتنا من فقدان الأصدقاء أو الوضع الاجتماعي أو الوظيفي، شعورنا أنه ليس من حقنا أن نقول كلمة لا.
لذا كان من الضروري أن نتعلم كيف نقول لا بفاعلية، وذلك لأننا جميعا لا نرغب في ضياع حقوقنا المادية والمعنوية، ولانريد أن نكون ضعاف الشخصية ، ولا نحب أن نفشل في أي عمل إداري يتطلب منا الحزم، وكذلك لن نرضى أن نكون عرضة للاستغلال وإساءة التعامل من قبل الآخرين، ففي حياتنا اليومية هناك العديد من المواقف التي تتطلب منا قول لا بدون جدال وذلك في الأمر بمعصية الله وعند الإحساس بعدم الرضا من العمل الذي سنقوم به وفي مجاملة الناس والقيام بعمل يفوق طاقتنا وإذا كان العمل يؤدي بنا للهلاك.
وأن نعلم أن النجاح هو أن نقول " لا " بثبات وبأسلوب يمكن أن يسمع ويؤخذ مأخذ الجد، وأن من أهم الصفات التي يجب توافرها في الشخص الذي يستطيع قول لا
*الثقة بالنفس وتقدير الذات.
*الإيمان بالقضية.
*الشجاعة.
*المعرفة.
* التخطيط, تحديد ما تريده وكيفية الحصول عليه.
*الذكاء النفسي, يجب أن تكون لديه الفطنة والحنكة لمعرفة كيفية التعامل مع مشاعره ومشاعر الآخرين.
بقي لنا أن نعرف متى وكيف نقول لا وهذا يتطلب أولا:
*معرفة الهدف من الطلب الذي يطلب منك لتستطيع معرفة لماذا طلب منك ومدى اتفاقه مع أهدافك الشخصية أو العائلية
*هل الطلب آمن أم خطير ؟
* ما مدى تأثير هذا الطلب على سعادتك الشخصية سواء بالسلب أو الإيجاب ؟
*تعرف على سبل تحقيق الهدف، ثم تحديد الوقت المناسب لتحقيق الهدف، وهل يناسب أولوياتك؟
*فهم عواقب رفضك وكيف تستطيع التغلب عليها ويساعدك في ذلك خبراتك الشخصية
معرفة كيفية التعامل مع ردة فعل الطالب عندما ترفض طلبه
ثم بعد ذلك تحاول اختيار عبارات لبقة تمكنك من إتمام عملية الرفض والإصرار فور شعورك بأن الرفض هو الحل الوحيد.
ثم اجعل كلمة لا هي الكلمة الأولى في جملة الرفض وأتبعها بجملة تعززها وتقويها ، ثم اتبعها بجملة تبقيها ولا تخفف من أثرها ويجب عليك التوقف عن استخدام كلمتي من المحتمل وربما لأنها تدفع المستمع إلى استنتاجات سريعة ليست بالضرورة متوافقة مع رغباتك وتطلعاتك في عملية اتخاذ القرار ، كما أنها تتسبب في التضليل ويكون استخدامها أحيانا غير أخلاقي وفي النهاية ستستطيع
*إعادة كلمة " لا " إلى قاموس حياتك وعلاقاتك دون أن تفقد صداقاتك وتعكر صفو حياتك وتتخلى عن تطلعاتك .
*تفعيل " لا " لتساعدك في حياتك وتحفظ لك مالك ووقتك وأطفالك وصحتك
واعلم جيدا أن الراحة التي تشعر بها عند قولك "لا " هي مقياس جيد لمدى تمتعك بالحرية ، وهي قوة دافعة للسعادة .
