" الوصية المباركية "

في هذا المنتقى النفيس اقتبس فيه وصايا لأهل العلم

( 1 ) قال أحمد بن أبي الحواري :
صبحت ابا سليمان طول ما صحبته فما انتفعت بكلمة أقوى علي وأهدي لرشدي وأدل على الطريق من هذه الكلمة
قلت له في ابتداء أمري : أوصني
فقال : أمستوص أنت ؟
قلت : نعم إن شاء الله
قال : * خالف نفسك في كل مراداتها فإنها الأمارة بالسوء
* وإياك أن تحقر أحدا من المسلمين
* وأجعل طاعة الله دثارا والخوف منه شعارا والإخلاص زادا والصدق جنة
* أقبل مني هذه الكلمة الواحدة ولا تفارقها ولا تغفل
* ولا تغفل إنه من استحى من الله عز وجل في كل أوقاته وأحواله وأفعاله بلغه إلى مقام الأولياء من عباده "
فجعلت هذه الكلمات أمامي ففي كل وقت أذكرها واطالب نفسي بها "

" تهذيب الكمال " ( 1/ 347 ) .

( ٢ ) الاخلاص وحسن القصد في الطلب

قال الإمام الذهبي رحمه الله:

عن أبي الحسن القطان قال:
أصبت ببصري ، وأظن أني عوقبت بكثرة كلامي أيام الرحلة.

قلتُ: صدق والله ، فقد كانوا مع حسن القصد ، وصحة النية غالبا ، يخافون من الكلام . وإظهار المعرفة والفضيلة ، واليوم يكثرون الكلام مع نقص العلم ، وسوء القصد ، ثم إن الله يفضحهم ، ويلوح جهلهم وهواهم واضطرابهم فيما علموه ، فنسأل الله التوفيق والإخلاص . اهـ

سير أعلام النبلاء.

( ٣ )

قال سعيد بن أبي أيوب :*

*لا تصاحب صاحب السوء، فإنه قطعة من النار لا يستقيم وده ، ولا يفي بعهده.*

|[ روضة العقلاء (١٦٦) ]|*


قال أبّان بن سليم :*

*كلمةُ حِكمةٍ لكٙ من أخيـك، خيرٌ من مال يُعطيـك؛*
*لأن المال يُطغيـك والكلمة تٙهديـك.*

*|[ أدب المجالسة وحمد اللسان (32) ]|*

( ٤ )

*• - عن عون بن عبد الله رحمه الله قال : إِذَا أَزْرَىٰ أَحَدُكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ ، فَلَا يَقُولَنَّ : مَا فِيَّ خَيْرٌ ، فَإِنَّ فِينَا التَّوْحِيدَ ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ : قَدْ خَشِيتُ أَنْ يُهْلِكَنِي مَا فِيَّ مِنَ الشَّرِّ .*
شعب الإيمان | للبيهقي : ٧١٥٩

• - قال الشيخ عبدالرزاق ابن العلامة عبدالمحسن العباد حفظهما الله في تعليقه علىٰ الأثر :

*• - ومن باب أولىٰ أن لا يقول ذلك عند ازرائه بغيره ، وكثيرًا ما يجري هذا القول علىٰ ألسنة الناس عند إزرائهم بشخص ، بل بعضهم يقسم "والله فلان ما فيه خير " .*

( ٥ ) عدم الاشتغال باحوال الناس .....

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

( ٦ ) الاكثار من الصلاة على النبي صلى عليه وسلم


قال الخطيب البغدادي "رحمه الله" : حدثني محمد بن يحيى الكِرماني
قال : كنا يوما بحضرة أبي علي ابن شاذان "رحمه الله" (ت 426)، فدخل علينا رجل شاب لا يعرفه منا أحد، فسلّم
ثم قال : أيكم أبو علي ابن شاذان ؟
فأشرنا إليه، فقال له الشاب :
أيها الشيخ .. رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال لي : سل عن أبي علي ابن شاذان، فإذا لقيتَه فأقرئه مني السلام.

ثم انصرف الشاب، فبكى ابن شاذان، وقال : (( ما أعرف لي عملا أستحق به هذا، اللهم إلا أن يكون صبري على قراءة الحديث، وتكرير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما جاء ذكره )).

قال الكرماني : (( ولم يلبث أبو علي ابن شاذان بعد ذلك إلا شهرين أو ثلاثة حتى مات )).

[ تاريخ بغداد 7/ 279-280 ]

( ٧ ) حفظ اللسان


‏قال الإمام النووي رحمه الله:

‏بلغنا أن قس بن ساعدة،
‏وأكثم بن صيفي اجتمعا،

‏فقال أحدهما لصاحبه:
‏كم وجدت في ابن آدم من العيوب؟!

‏فقال:هي أكثر من أن تحصى

‏والذي أحصيته: ثمانية آلاف عيب، فوجدت خصلةً إن استعملتها سترت العيوب كلها
‏قال : ما هي ؟
‏قال : حفظ اللسان.
الأذكار [٤٢٣/١]

( ٨ ) التغافل عن عيوب الناس

‏قال العلامة السعدي رحمه الله

”من تغافل عن عيوب النَّاس ، وأمسك لسانه عن تتبُّع أحوالهم الَّتي لا يحبُّون إظهارها: سلم دينه وعرضه، وألقى الله محبَّته في قلوب العباد، وستر الله عورته، *فإنَّ الجزاء من جنس العمل، وما ربك بظلَّام للعبيد​"

ﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﺍﻟﺸَّﻬﻴﺔ(١١٢/١)

( ٩ )

َ |[ لَا تَغْتَرُّوا بِالدُّنْيَا ]|*

*● قال الإمام الْفُضَيْل بْنُ عِيَاضٍ- رحمه الله -:*

*《 تَفَكَّرُوا وَاعْمَلُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَنْدَمُوا ،*
*وَلَا تَغْتَرُّوا بِالدُّنْيَا ، فَإِنَّ صَحِيحَهَا يـَسـْقـَمُ ، وَجـَدِيـدَهَا يَبـْلَى ، وَنـَعِيـمَهَا يَفْنَى ، وَشَبَابَهَا يَهْرَمُ 》.*


|[ الزهد الكبير - للبيهقي ]|*

من وصية سفيان الثوري - رحمه الله -
لعلي بن الحسن السلمي :


" ليكن جليسك مَن يُزَهِّدُكَ في الدنيا ،

وَيُرَغِّبُكَ في الآخرة ، وإياك ومجالسة

أهل الدنيا الذين يخوضون في حديث

الدنيا ؛ فإنهم يفسدون عليك دينك

وقلبك ، وأكثر ذكر الموت ، وأكثر

الاستغفار مما قد سلف من ذنوبك ،

وسل الله السلامة لما بقي من عمرك ".

(حلية الأولياء ٨٢ / ٧ )

( ١١ )

قال أبو سليمان الدارانى -رحمه الله-:
" من صدق فى ترك شهوة أذهبها الله من قلبه والله أكرم من أن يعذب قلبا بشهوة تركت له "

( ١٢ ) الحذر من البدع


قــال الإمــام الآجــري - رحمه الله :

أغـرب الغربـاء فـي وقتنـا هـذا مـن :

١ - أخذ بالسنن وصبر عليها

٢ - وحذر البدع وصبر عنها

٣ - واتبع آثار من سلف من أئمة المسلمين

٤ - وعرف زمانه وشدة فساده وفساد أهله فاشتغل بإصلاح شأن نفسه من حفظ جوارحه

٥ - وترك الخوض فيما لا يعنيه

٦ - وعمل في إصلاح كسرته

٧ - وكان طلبه من الدنيا ما فيه كفايته

٨ - وترك الفضل الذي يطغيه

٩ - ودارى أهل زمانه ولم يداهنهم !

١٠ - وصبر على ذلك

فهــذا غريــب مــن يأنـس إليـه
مـن العشيـرة والإخـوان قليـل
ولا يضــره ذلك .

( الغرباء للآجري ص ٧٩ )

( ١٣ )

.... زوجة الرجل سڪنــہ

قــال الخطاب بْن الْمعلى المخزومـﮯ القرشـﮯ وهو يعظ ابنـہ :

" يا بنــﮯ .. إنَّ زوجة الرجل سڪنـہ ولا عيش لـہ مـ؏ خلافها
فإذا هَممت بنڪاح امرأة فسل عَن أهلها فإنَّ العروق الطيبة تنبت الثمار الحلوة "

روضة العقلاء :【 198 】

( ١٤ )

«قيل للعتّابي رحمه الله : إنك تلقى الناس كلهم بالبشر، قال: دفع ضغينة بأيسر مؤونة، واكتساب إخوان بأيسر مبذول»!.
[الآداب الشرعية لابن مفلح 3/470]

( ١٥ )

*وصية ثمينة من عالم*

فأجاب:

"أنصح بأن: يحيا على التوحيد والعقيدة الصحيحة، ويعنى بأداء الفرائض والواجبات، والبعد عن المعاصي والمحرمات، ومصاحبة الأخيار، ومجانبة الأشرار، ومتابعة السنن، ومجانبة البدع، والحذر من الفتن، فهي كثيرة في هذا الزمن، وأوصيه أن يلزم بيته، ويبكي على خطيئته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه:
"إلزم بيتك، وابك على خطيئتك".
فتح الرب الودود: ١/ ١٠٤)

( ١٦ )


• قال الشيخ العلامة الإمام الذهبي رحمه الله :

*إذا وقعت الفتن فتمسك بالسنة والزم الصمت ولا تخض فيما لايعنيك وماأشكل عليك فرده إلى الله ورسوله وقف وقل الله أعلم*

السير (20/141)

( ١٧ )

*عليك بما تطيق*❗

قال الْحَسَنُ البَصْري رحمه الله:
«إِنَّ هَذَا الدِّينَ دِينٌ وَاصِبٌ، وَإِنَّهُ مَنْ لَا يَصْبِرْ عَلَيْهِ يَدَعْهُ،وَإِنّ َ الْحَقَّ ثَقِيلٌ، وَإِنَّ الْإِنْسَانَ ضَعِيفٌ، وَكَانَ يُقَالُ:
لِيَأْخُذْ أَحَدُكُمْ مِنَ الْعَمَلِ *مَا يُطِيقُ*
فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا قَدْرُ أَجَلِهِ، *وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا (((رَكِبَ بِنَفْسِهِ الْعُنْفَ، وَكَلَّفَ نَفْسَهُ مَا لَا يُطِيقُ❗))) أَوْشَكَ أَنْ يُسَيِّبَ ذَلِكَ كُلَّهُ، حَتَّى لَعَلَّهُ لَا يُقِيمُ الْفَرِيضَةَ، وَإِذَا رَكِبَ بِنَفْسِهِ (((التَّيْسِيرَ وَالتَّخْفِيفَ، وَكَلَّفَ نَفْسَهُ مَا تُطِيقُ))) كَانَ أَكْيَسَ الْعَامِلِينَ*، وَأَمْنَعَهَا مِنْ هَذَا الْعَدُوِّ».

الزهد والرقائق، لابن المبارك، رقم (١٣٣٠)، ص٤٦٨.

▪كلامٌ يُكتب بماء الذهب ▪
جاء في وفيّات الأعيان ، لابن خلِّكان :

أنّ هشام بن عبدالملك أرسل إلى الأعمش أن :

اكتب لي مناقب عثمان بن عفان
ومساوئ علي ... !!

فكتب إليه الأعمش:

بسم الله الرحمن الرحيم

أمّا بعد …

فلو كان لعثمان مناقب
أهل الأرض ما نفعتك ..

ولو كان لعليٍّ مساوئ
أهل الأرض ما ضرتك ...

فعليك بخويصة نفسك
فإياك أن يكون شغلك الشاغل
عيوب فلان وسقطاته وزلاته
فإنك لاتحاسب عليها...!!
وحسنات الناس لأنفسهم لا لك
فاشغل نفسك بإصلاح عيوبك
والتوبة من سيئاتك
وزيادة حسناتك فهى الباقية
فى كتابك …
فعلامة خسران العبد انشغاله
بعيوب الناس .!!!

٤٠٣/٢

▪كلامٌ يُكتب بماء الذهب ▪