الشجاعة والقوة هل هما بمعنىً أم متغايران؟
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتاب "الفروسية" (ص: 466-467):
وكثيرٌ من الناس تشتبه عليه الشجاعة بالقُوَّة، وهما متغايران، فإن الشجاعة هي: ثباتُ القلب عند النوازل؛ وإن كان ضعيف البطش. وكان الصِّدِّيق - رضي الله عنه - أشجع الأُمَّة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان عُمَرُ وغَيْرُهُ أقوى منه، ولكن برز على الصحابة كلهم بثباتِ قلبه في كل موطن من المواطن التي تزلزل الجبال، وهو في ذلك ثابت القلب، ربيط الجأش، يلوذ به شجعان الصحابة وأبطالهم، فيثبَّتُهم ويشجِّعُهم.ولو لم يكن له إلا ثبات قَلْبه يوم الغَار وليلته.....وثبات قلبه يوم الخندق، وقد زاغت الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر.
رد: الشجاعة والقوة هل هما بمعنىً أم متغايران؟
بارك الله فيكم
ورحم الله والدتكم
ورزقكم الصبر والسلوان وثبات القلب
رد: الشجاعة والقوة هل هما بمعنىً أم متغايران؟
آمين آمين.
إن العين تدمع وإن القلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.
رد: الشجاعة والقوة هل هما بمعنىً أم متغايران؟
قال شيخ الإسلام في "منهاج السنة" (8 /83-84)
ولهذا لما مات النبي صلى الله عليه وسلم ونزلت بالمسلمين أعظم نازلة نزلت بهم، حتى أوهنت العقول، وطيشت الألباب، واضطربوا اضطراب الأرشية في الطوي البعيدة القعر، فهذا ينكر موته، وهذا قد أقعد، وهذا قد دهش فلا يعرف من يمر عليه ومن يسلم عليه، وهؤلاء يضجون بالبكاء، وقد وقعوا في نسخة القيامة، وكأنها قيامة صغرى مأخوذة من القيامة الكبرى، وأكثر البوادي قد ارتدوا عن الدين، وذلت كماته، فقام الصديق - رضي الله عنه - بقلب ثابت، وفؤاد شجاع، فلم يجزع، ولم ينكل، قد جمع له بين الصبر واليقين، فأخبرهم بموت النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الله اختار له ما عنده، وقال لهم: " من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين} [سورة آل عمران: 144].
فكأن الناس لم يسمعوا هذه الآية حتى تلاها الصديق، فلا تجد أحدا إلا وهو يتلوها، ثم خطبهم فثبتهم وشجعهم.
قال أنس: " خطبنا أبو بكر - رضي الله عنه - وكنا كالثعالب، فما زال يشجعنا حتى صرنا كالأسود ".
وأخذ في تجهيز أسامة، مع إشارتهم عليه، وأخذ في قتال المرتدين، مع إشارتهم عليه بالتمهل والتربص، وأخذ يقاتل حتى مانعي الزكاة، فهو مع الصحابة يعلمهم إذا جهلوا، ويقويهم إذا ضعفوا، ويحثهم إذا فتروا، فقوى الله به علمهم ودينهم وقوتهم.