اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
قَال الأثرم : فقلت لأبي عبد الله: فمن قال: إن القرآن مخلوق، وقال: لا أقول: إن أسماء الله مخلوقة ولا علمه لم يزد على هذا أقول: هو كافر؟ فقال: هكذا هو عندنا.
السلام عليكم وحمة الله - مرحبا بك أخى الكريم الطيبونى بعد طول غياب-وأسأل الله ان تكون فى احسن حال-----نعم بل عند جميع الائمة---
قال شيخ الإسلام في درء التعارض (3/61) :" قلت : وكلام السلف والأئمة في تكفير الجهمية وبيان أن قولهم يتضمن التعطيل والإلحاد كثير ليس هذا موضع بسطه
وقد سئل عبد الله ابن المبارك و يوسف بن أسباط فأجابا بما تقدم
وقد تبين أن الجهمية عندهم من نوع الملاحدة الذين يعلم بالاضطرار أن قولهم مخالف لما جاءت به الرسل بل إنكار صفات الله أعظم إلحادا في دين الرسل من إنكار معاد الأبدان فإن إثبات الصفات لله أخبرت به الرسل أعظم مما أخبرت بمعاد الأبدان
ولهذا كانت التوراة مملوءة من إثبات صفات الله وأما ذكر المعاد فليس هو فيها كذلك حتى قد قيل : إنه ليس فيها ذكر المعاد
والقرآن فيه من ذكر أسماء الله وصفاته وأفعاله أكثر مما فيه من ذكر الأكل والشرب والنكاح في الجنة والآيات المتضمنة لذكر أسماء الله وصفاته أعظم قدرا من آيات المعاد فأعظم آية في القرآن آية الكرسي المتضمنة لذلك"------------------آثار عن الأئمة لا تحتمل إلا تكفير الأعيان كي لا يقال إنما هذا تكفير بالعموم---------قال عبد الله في السنة [ 9 ] : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ نُعَيْمٍ السِّجِسْتَانِي ُّ الْبَابِيُّ ثِقَةٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سَلَّامَ بْنَ أَبِي مُطِيعٍ، يَقُولُ: الْجَهْمِيَّةُ كُفَّارٌ لَا يُصَلَّى خَلْفَهُمْ.
وهذا ظاهر جدا أنه في تكفير أعيانهم إذ أنه ذَكَر الصلاة خلفهم - وهذا أمر متعلق بالأعيان .
وقال عبد الله أيضا [ 10 ]:
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو جَعْفَرٍ الدَّارِمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ خَارِجَةَ، يَقُولُ:
الْجَهْمِيَّةُ كُفَّارٌ بَلِّغُوا نِسَاءَهُمْ أَنَّهُنَّ طَوَالِقُ، وَأَنَّهُنَّ لَا يَحْلِلْنَ لِأَزْوَاجِهِنّ َ لَا تَعُودُوا مَرْضَاهُمْ وَلَا تَشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ، ثُمَّ تَلَا{طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى}إِلَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}وَهَلْ يَكُونُ الِاسْتِوَاءُ إِلَّا بِجُلُوسٍ .
وهذا أوضح من سابقه إذ أنه ذكر أن نساء الجهمية منهم طوالق وذكر عيادة مرضاهم وشهود جنائزهم وهي أمور متعلقة بالأعيان
وقال عبد الله أيضا [ 12 ]: حَدَّثَنِي شَيْخٌ، لَنَا بَصْرِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ:
مَنْ زَعَمَ أَنَّ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ{يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ زِنْدِيقٌ حَلَالُ الدَّمِ .
وقال [ 25 ]: حَدَّثَنِي غِيَاثُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ:
الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مَنْ قَالَ: مَخْلُوقٌ، فَهُوَ كَافِرٌ، وَمَنْ شَكَّ فِي كُفْرِهِ فَهُوَ كَافِرٌ .
وقال [ 26 ]: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُحْرِزِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُنَيْدٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ:
مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ كَانَ مُحْتَاجًا أَنْ يُصْلَبَ عَلَى ذُبَابٍ يَعْنِي جَبَلًا.
وقال [ 27 ]: حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ الصَّبَّاحِ السِّمْسَارُ، وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ، فَقَالَ: أَعْرِفُهُ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ رَحِمَهُ اللَّهُ فَسَأَلَهُ بَعْضُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ مِمَّنْ كَانَ مَعَنَا فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي الْجَهْمِيَّةِ يُصَلَّى خَلْفَهُمْ؟
قَالَ الْفَضْلُ ثُمَّ اشْتَغَلْتُ أُكَلِّمُ إِنْسَانًا بِشَيْءٍ فَلَمْ أفْهَمْ مَا رَدَّ عَلَيْهِ ابْنُ إِدْرِيسَ فَقُلْتُ لِلَّذِي سَأَلَهُ: مَا قَالَ لَكَ؟ فَقَالَ: قَالَ لِي: أَمُسْلِمُونَ هَؤُلَاءِ لَا، وَلَا كَرَامَةَ، لَا يُصَلَّى خَلْفَهُمْ.
قُلْتُ لِلْفَضْلِ بْنِ الصَّبَّاحِ سَمِعْتُهُ يَقُولُ هَذَا لِابْنِ إِدْرِيسَ وَأَنْتَ حَاضِرٌ؟
قَالَ: نَعَمْ سَمِعْتُهُ
ذكر الصلاة خلفهم يدل على أن الكلام على معينين .
وقال : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الزِّمِّيُّ، قَالَ:
حَضَرْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِدْرِيسَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، إِنَّ قِبَلَنَا نَاسًا يَقُولُونَ : إِنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ، فَقَالَ : مِنَ الْيَهُودِ ؟ قَالَ : لَا، قَالَ: فَمِنَ النَّصَارَى ؟ قَالَ : لَا.
قَالَ : فَمِنَ الْمَجُوسِ ؟ قَالَ : لَا، قَالَ : فَمِمَّنْ ؟ قَالَ: مِنَ الْمُوَحِّدِينَ .
قَالَ: كَذَبُوا لَيْسَ هَؤُلَاءِ بِمُوَحِّدِينَ هَؤُلَاءِ زَنَادِقَةٌ ، مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَخْلُوقٌ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مَخْلُوقٌ فَقَدْ كَفَرَ ، هَؤُلَاءِ زَنَادِقَةٌ هَؤُلَاءِ زَنَادِقَةٌ.
استعمال أداة الإشارة [ هؤلاء ] واضح في أن الكلام على اُناس معينين , بل قول السائل : إن قبلنا ناسا واضح جدا في أنه يسأل عن ناس بأعيانهم يعرفهم .
وانظر إلى عبد الله بن إدريس رحمه الله كيف أنه لم يستفصل عن حالهم أهم جهال أم قامت عليهم الحجة ولم يفصل في الحكم عليهم بل حكم عليهم عن بكرة أبيهم بأنهم زنادقة.
وكما قال الشافعي رحمه الله : ترك الاستفصال في مقام الاحتمال يقوم مقام العموم في المقال.
وقال [ 31 ] : حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَاسِطِيُّ الضَّرِيرُ قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ، يَقُولُ: أَمَّا الْجَهْمِيُّ فَإِنِّي أَسْتَتِيبُهُ فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قَتَلْتُهُ .
ذكر الاستتابة لا يكون إلا بعد تكفير المستتاب بعينه , فانظر إلى وكيع رحمه الله كيف أنه لم يستفصل في تكفير الجهمي ولكنه توقف في قتله قبل استتابته مما يدل على أن تكفير الجهمية بأعيانهم أمر لا نقاش فيه عند السلف , حتى خلف خلفٌ أضاعوا الاعتقاد والسنة ومواقف السلف الحازمة بتميعهم وإرجاءهم و الى الله المصير
وقال [ 33 ]: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ السُّوَيْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا:
وَقِيلَ لَهُ : إِنَّ فُلَانًا يَقُولُ :إِنَّ الْقُرْآنَ مُحْدَثٌ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ هَذَا كُفْرٌ.
قَالَ السُّوَيْدِيُّ: وَسَأَلْتُ وَكِيعًا عَنِ الصَّلَاةِ خَلْفَ الْجَهْمِيَّةِ، فَقَالَ: لَا يُصَلَّى خَلْفَهُمْ .
[34 ] حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ أَبُو الْحَسَنِ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَلِيحَ بْنَ وَكِيعٍ، يَقُولُ سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ:
مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ، مَخْلُوقٌ فَقَدْ زَعَمَ أَنَّهُ مُحْدَثٌ يُسْتَتَابُ فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا ضُرِبَتْ رَقَبَتُهُ .
[37] حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ:
الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَهُ جِبْرِيلُ عَلَى مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ كُلُّ صَاحِبِ هَوًى يَعْرِفُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَيَعْرِفُ مَنْ يَعْبُدُ إِلَّا الْجَهْمِيَّةُ لَا يَدْرُونَ مَنْ يَعْبُدُونَ. بِشْرٌ الْمَرِيسِيُّ وَأَصْحَابُهُ.
انظر كيف عممّ وكيع رحمه الله الحكم على المريسي وأصحابه ولم يستثن منهم أحدا .
وقال [ 38 ]: قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَذَكَرَ حَسَنُ بْنُ الْبَزَّارِ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَ:
قِيلَ لِوَكِيعٍ فِي ذَبَائِحِ الْجَهْمِيَّةِ، قَالَ: لَا تُؤْكَلُ هُمْ مُرْتَدُّونَ .
ذكر أكل الذبائح واضح جدا في أن الكلام على الأعيان .
وقال [ 42 ]: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ الْحَجَّاجِ الْجُبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا فِطْرُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي عُمَرَ الصَّفَّارُ، قَالَ:
سَأَلْتُ مُعْتَمِرَ بْنَ سُلَيْمَانَ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ : إِمَامٌ لِقَوْمٍ يَقُولُ : الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ أُصَلِّي خَلْفَهُ ؟ فَقَالَ : يَنْبَغِي أَنْ تَضْرِبَ عُنُقَهُ.
قَالَ فِطْرٌ : وَسَأَلْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ فَقُلْتُ : يَا أَبَا إِسْمَاعِيلَ لَنَا إِمَامٌ يَقُولُ : الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ أُصَلِّي خَلْفَهُ ؟ قَالَ : صَلِّ خَلْفَ مُسْلِمٍ أَحَبُّ إِلَيَّ.
وَسَأَلْتُ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ فَقُلْتُ : يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ : إِمَامٌ لِقَوْمٍ يَقُولُ : الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ أُصَلِّي خَلْفَهُ ؟ قَالَ: لَا وَلَا كَرَامَةَ
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : سَمِعْتُ أَنَا مِنْ فِطْرٍ وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ هَذَا الْحَدِيثَ .
وهذا واضح جدا في أنه حكم على معين إذ أن السؤال موجه حول إمام مسجد يقول القرآن مخلوق .
وانظر -أرشدك الله- كيف اجتمع حكم هؤلاء الأئمة الثلاثة من غير تواطئ إكفاره ومنع الصلاة خلفه دون أي تفصيل منهم مع أن المقام محتمل جدا للتفصيل إن كان موجودا , لتعلم أننا نحاول أن نبين للناس أمرا كان عند السلف من المسلمات وكما يُقال : توضيح الواضحات من الفاضحات.
وقال [ 44 ]: حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ:
مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ ، تَعَالَى لَمْ يُكَلِّمْ مُوسَى صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ يُسْتَتَابُ فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا ضَرَبْتُ عُنُقَهُ.
وهذا سبق مثله.
وقال [ 46 ]: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ سَبَلَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ:
لَوْ كَانَ لِي مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ لَقُمْتُ عَلَى الْجِسْرِ فَلَا يَمُرُّ بِي أَحَدٌ مِنَ الْجَهْمِيَّةِ إِلَّا سَأَلْتُهُ عَنِ الْقُرْآنِ فَإِنْ قَالَ: إِنَّهُ مَخْلُوقٌ ضَرَبْتُ رَأْسَهُ وَرَمَيْتُ بِهِ فِي الْمَاءِ .
وهذا أشد إذ أن عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله ذكر القتل وضرب العنق لمن يمر بالجسر ويقول القرآن مخلوق !
وقال [ 47 ] : حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ يَعْنِي أَبَا بَكْرِ بْنَ الْأَسْوَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ:
لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَهُوَ عَلَى سَطْحِهِ يَا أَبَا سَعِيدٍ لَوْ أَنَّ رَجُلًا جَهْمِيًّا مَاتَ وَأَنَا وَارِثُهُ، مَا اسْتَحْلَلْتُ أَنْ آخُذَ، مِنْ مِيرَاثِهِ.
وهذا واضح جدا في أنه كلام على المعينين.
وقال [ 48 ]: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ الطُّوسِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ:
الْجَهْمِيَّةُ يُسْتَتَابُونَ فَإِنْ تَابُوا وَإِلَّا ضُرِبَتْ أَعْنَاقُهُمْ.
[49] حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ صَاحِبُ الشَّامَةِ قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ:
وَذُكِرَتِ الْجَهْمِيَّةُ، فَقَالَ: هُمْ وَاللَّهِ زَنَادِقَةٌ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ .
وهذا أيضا واضح في أنه يتكلم على الأعيان.
وقال [ 55 ]: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ بُهْلُولٍ، قَالَ:
قُلْتُ لِيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ: أُصَلِّي خَلْفَ الْجَهْمِيَّةِ؟ قَالَ: لَا.
قُلْتُ: أُصَلِّي خَلْفَ الْمُرْجِئَةِ؟ قَالَ: إِنَّهُمْ لَخُبَثَاءُ.
وهذا سبق مثله
وقال [ 61 ]: حَدَّثَنِي بَعْضُ، أَصْحَابِنَا وَهُو مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِيَ يَقُولُ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ:
لَا تُجَالِسُوهُمْ وَلَا تُكَلِّمُوهُمْ وَإِنْ مَرِضُوا فَلَا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلَا تَشْهَدُوهُمْ، كَيْفَ يَرْجِعُونَ وَأَنْتُمْ تَفْعَلُونَ بِهِمْ هَذَا؟ قَالَ: يَعْنِي الْجَهْمِيَّةَ .
وهذا سبق مثله .
وقال [ 69 ]: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَشَّارٍ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ، لَنَا، قَالَ:
قَالَ رَجُلٌ لِهُشَيْمٍ: إِنَّ فُلَانًا يَقُولُ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ.
فَقَالَ: اذْهَبْ إِلَيْهِ فَاقْرَأْ عَلَيْهِ أَوَّلَ الْحَدِيدِ وَآخِرَ الْحَشْرِ فَإِنْ زَعَمَ أَنَّهُمَا مَخْلُوقَانِ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ. قَالَ: فَذَهَبْتُ إِلَى أَبِي هَاشِمٍ الْغَسَّانِيِّ فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ الرَّجُلِ فَقَالَ مِثْلَ قَوْلِ هُشَيْمٍ لَمْ يَزِدْ وَلَمْ يَنْقُصْ
وقال [ 70 ]: حَدَّثَنِي عَبَّاسٌ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ:
يَقُولُ سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْمُفَضَّلِ وَذُكِرَ ابْنُ خَلُوبَا، فَقَالَ: هُوَ كَافِرٌ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ
وهذا تكفير لمعين .
وقال [ 72 ] : حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ الْبُهْلُولِ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ عِيَاضٍ أَبِي ضَمْرَةَ: أُصَلِّي خَلْفَ الْجَهْمِيَّةِ؟
قَالَ: لَا{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} .
[73] حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الدَّوْرَقِيِّ، سَمِعْتُ زُهَيْرَ بْنَ الْبَابِيِّ، يَقُولُ:
إِذَا تَيَقَّنْتَ أَنَّهُ جَهْمِيُّ أَعَدْتَ الصَّلَاةَ خَلْفَهُ الْجُمُعَةَ وَغَيْرَهَا.
[75] حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ يَقُولُ:
لَوْ أَنَّ خَمْسِينَ يَؤُمُّونَ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لَا يَقُولُونَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ يَأْمُرُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِالْإِمَامَةِ , إِلَّا أَنَّ الرَّأْسَ الَّذِي يَأْمُرُهُمْ يَقُولُ هَذَا رَأَيْتُ الْإِعَادَةَ لِأَنَّ الْجُمُعَةَ إِنَّمَا تَثْبُتُ بِالرَّأْسِ.
فَأَخْبَرْتُ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ بِقَوْلِ أَبِي عُبَيْدٍ فَقَالَ: هَذَا يُضَيِّقُ عَلَى النَّاسِ إِذَا كَانَ الَّذِي يُصَلِّي بِنَا لَا يَقُولُ بِشَيْءٍ مِنْ هَذَا صَلَّيْتُ خَلْفَهُ فَإِذَا كَانَ الَّذِي يُصَلِّي بِنَا يَقُولُ بِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْقَوْلِ أَعَدْتُ الصَّلَاةَ خَلْفَهُ.
فعلق أحمد رحمه الله إعادة الصلاة خلفه على مجرد القول بخلق القرآن .
وقال [ 76 ]: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: أَنَّهُ
يُعِيدُ صَلَاةَ الْجُمُعَةِ مُذْ أَظْهَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ الْمَأْمُونُ مَا أَظْهَرَ يَعْنِي الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ.
[179] حَدَّثَنِي ابْنُ شَبُّوَيْهِ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:
مَنْ قَالَ شَيْءٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَخْلُوقٌ عِلْمُهُ أَوْ كَلَامُهُ فَهُوَ زِنْدِيقٌ كَافِرٌ لَا يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَلَا يُصَلَّى خَلْفَهُ وَيُجْعَلُ مَالُهُ كَمَالِ الْمُرْتَدِّ وَيُذْهَبُ فِي مَالِ الْمُرْتَدِّ إِلَى مَذْهِبِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنَّهُ فِي بَيْتِ الْمَالِ.
وهذه كلها أحكام المعينين .
[189] حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، يَقُولُ:
لَعَنَ اللَّهُ الْجَهْمَ، وَمَنْ قَالَ بِقَوْلِهِ كَانَ كَافِرًا جَاحِدًا تَرَكَ الصَّلَاةَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يَزْعُمُ أَنَّهُ يَرْتَادُ دِينًا وَذَلِكَ أَنَّهُ شَكَّ فِي الْإِسْلَامِ
قَالَ يَزِيدُ: قَتَلَهُ سَلْمُ بْنُ أَحْوَزَ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ.
فقال اللالكائي في السنة [ 415 ] : أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران ، أنبا الحسن بن محمد بن عثمان قال : ثنا يعقوب بن سفيان قال : سمعت أبا هاشم زياد بن أيوب قال :
قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل : يا أبا عبد الله رجل قال القرآن مخلوق ، فقلت له : يا كافر ، ترى علي فيه إثما ؟
قال : كان عبد الرحمن بن مهدي يقول : لو كان لي منهم قرابة ثم مات ما ورثته .
فقال له خراساني بالفارسية : الذي يقول القرآن مخلوق أقول إنه كافر ؟ قال : نعم [منقول]