-
ما الدليل؟
ما الدليل؟
«ناظر إسحاق بن راهويه الشافعيَّ وأحمد بن حنبل حاضر في جلود الميتة.
فقال الشافعي: دباغها طهورها.
فقال له إسحاق: (ما الدليل)؟
قال الشافعي: حديث ابن عباس عن ميمونة، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بشاة ميتة فقال: (هلا انتفعتم بجلدها).
فقال إسحاق: حديث ابن عكيم، كتب إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بشهر: (لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب). فهذا أشبه أن يكون ناسخاً لحديث ميمونة.
فقال الشافعي: هذا كتاب وذاك سماع.
فقال إسحاق: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى وقيصر، وكانت حجة بينهم عند الله.
فسكت الشافعي، فلما سمع ذلك الإمام أحمد، ذهب إلى حديث ابن عكيم وأفتى به، ورجع إسحاق إلى حديث الشافعي».
إذاً: كان ديدن العلماء معرفة الحق بدليله، تأمل قول إسحاق للشافعي: (ما الدليل؟)
فهذا السؤال الشرعي العظيم أصبح عند المتمذهبين المقلدين محل سخرية واستهزاء؛ فالذي يسأل عن الدليل كأنه مجنون مرفوع عنه القلم!!!
فإذا كان صاحب المذهب الذي ينتسبون إليه يسأل عن الدليل!
ويرتحل من قطر إلى قطر من أجل الدليل!
ولم يخش في الله لومة لائم من أجل الدليل!
وأوصى اتباعه المخلصين باتباع الدليل.
وعاش من أجل الدليل..
ومات من أجل الدليل....
ثم يأتي الورثة غير الشرعيين لمحاربة (ما الدليل؟) تعظيماً للأئمة -زعموا-!!!
فأي خيانة للعلم والأمة والدّين؟!
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع ذو تفصيل طويل والشيخ محمد الأزهري الحنبلي - على حد علمي - كان سببا في شهرة الكلام في التمذهب
ولكن على النقيض مما ذكرت هو أني - ومثلي كثير - لو رأيت كتابا للإمام أحمد أو الإمام النووي أو الشافعي - رحم الله الجميع - لن أشتريه إلا أن يكون على الغلاف : تحقيق فلان أو خرج أحاديثه فلان.
حتى لو كنت لا أعرف فلانا هذا من قبل.
ويكون كلام ابن الثلاثينيات والعشرينيات أولى من كلام صاحب الكتاب.
ويكون ما كتب في الهامش هو أولى عندى من متن الكتاب.
وأظل عمري أشترى تآليف الألباني ومقبل الوادعى ومصطفى العدوي- ومكتبتى ملأى بها وأحبهم في الله - وأهاب كتب السلف وكأنها لا تصلح للقراءة على ما هى عليه وكأن ما كتب فيها كان مجاملة كل عالم لمذهبه وليس تحقيقا وترجيحا وإعمال أصول أجهلها أصلا .
وأخشى بعد 200 عام أن يطبع إرواء الغليل للألباني بتحقيق فلان لأن الإرواء من كتب السلف التى تحتاج لزيادة تنقيح.
نعم؛ لابد من السؤال عن الدليل ولكنه مبسوط في كتب المذاهب وهم لم يقولوا بقول إلا وعندهم دليل فيه.
معذرة : أنا أتكلم عن نفسي قبل الناس ولا أنكر عليك
فإن كان هناك غلو في التمذهب فهناك أكثر منه ظنا سيئا في تآليف كتب السلف وأنها ملأى بما لا دليل عليه وكن على حذر وأنت تقرأ.
أما الأجلاء المعاصرين لو قلدتهم ما لامك أحد.
سبحان ربك رب العزة على ما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين